محسن ظافرغريب
الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 23:58
المحور:
سيرة ذاتية
ليست الشجاعة أن تقبل الرأي الذي يعجبك، بل الشجاعة أن تقبل الرأي الآخر (الكاتب المصري "أحمد حسن الزيات").
"حقا أنني أعيش الزمن الأسود.. الكلمة الطيبة لا تجد من يسمعها.. الجبهة الصافية تفضح الخيانة.. والذي ما زال يضحك.. لم يسمع بعد بالنبأ الرهيب.. أي زمن هذا؟!"
الكلمة الصادقة حماقة، والجبهة الناعمة توحي بالبلادة، ومن يضحك هو من يسمع بعد بالنبأ الفاجع.
أي زمن هذا الذي يكاد يعد فيه الحديث عن الأشجار جريمة لأنه يتضمن الصمت على العديد من الفظائع؟! أيكون ذلك الرجل الذي يعبر الطريق صامتا هناك قد صار بالفعل بعيدا عن متناول أصدقائه الذين يحتاجونه؟!!.
صحيح أنني مازلت أكسب ما يسد رمقي لكن، صدقوني، ذلك محض صدفة. فلا شيء مما أفعله يمنحني الحق أن آكل ملء بطني بالصدفة أفلتت. (وإذا ساء حظي، ضعت)!.
يقولون لي: كل واشرب وابتهج بذلك!
لكن كيف يمكنني أن آكل وأشرب وأنا أنتزع ما آكله من الجياع.
وماء قدحي يخص شخصا يموت من العطش؟!
ورغم ذلك آكل وأشرب.
أتيت الى هذه المدن في زمن قلاقل حينما ساد هناك الجوع.
أتيت بين الناس في زمن ثورة فثرت معهم.
هكذا انقضى عمري الذي قدر لي على الأرض.
أكلت طعامي بين المعارك وتمددت لأنام بين القتلة ومارست الحب بلا اهتمام ونظرت الى الطبيعة بنفاد صبر.
هكذا انقضى عمري الذي قدر لي على الأرض.
في زمني كانت كل الطرق تؤدي الى الوحل خانني لساني للجلادين.،
لم يمكنني سوى القليل. لكن الذين يحكمون كانوا أكثر استقرارا بدوني: ذلك كل أملي.
هكذا انقضى عمري الذي قدر لي على الأرض.
أنتم يا من ستعقبون الطوفان الذي غمرنا حينما تتحدثون عن اخفاقاتنا تذكروا كذلك الزمن الحالك الذي أفلتم منه، فقد مضينا، نبدل بلدا ببلد أكثر مما نبدل حذاء بحذاء خلال حروب الطبقات، يائسين حيث لا يوجد سوى الجور، دون التمرد.
لكننا نعلم:
إن الكراهية، حتى للوضاعة تشوه الملامح، والغضب، حتى ضد الجور يبح الصوت، آه، نحن الذين أردنا أن نمهد الأرض للمودة لم نستطع أن نكون ودودين.
لكن حين يأتي أخيرا الزمن الذي يصبح فيه الإنسان عونا للإنسان فكروا بنا.. بتسامح(ترجمة: أحمد حسان).
في البدء يكون الخبز، ثم تكون الأخلاق!.
الجريمة الأسوأ من السطو على مصرف، تأسيس مصرف!.
خاضت قرطاجة العظيمة ثلاثة حروب، بعد الأولى كانت قوية، وبعد الثانية كانت لا تزال آهلة، وبعد الثالثة ل ...
- لا:
- لا يستطيع الكتَّاب أن يكتبوا بالسرعة التي تشعل فيها الحكومات الحروب، فالكتابة تحتاج إلى بعض التفكير.
"لم نكن نعرف البعض حين باشرتك،
ولما أحتضنتك،
كنت مني أبعد من القمر."
("قصيدة من زمن سيء")
السونيت 13
حالما ظننتك منسجمة معي،
نطقتُ كلاما
يصف ما نفعل
كان منحطا وبذيئا.
ورأيتك خائفة
كما لو لم تعي ما نفعل إلا الآن،
رقدنا سوية منذ أسابيع
ما علمتك خلالها سوى كلمتين نابيتين.
حين أكرر هذه الكلمات أسترجع خوفا
مَسّني، إذ باشرتك للمرة الأولى.
الآن لم يعد هناك ما يخفى:
وها أنت ترين كل شيء!
وها قد وصلت لما أريد:
الكلمة التي تقول ما نفعل!.
- لا يموت الإنسان إلا حين لا يتذكره أحد.
مسرحيته "أوبرا القروش الثلاثة" اقتبست في غير قطر عربي، مثلا مسرحية "ملك الشحاتين" للشاعر المصري "نجيب سرور"، ومسرحية "عطوة أبو مطوة" للكاتب المصري "ألفريد فرج".
كان المترجم وأستاذ الفلسفة "عبدالغفار مكاوي" من أبرز من عرّفوا القارئ العربي بأشعار Brecht، جمع قصائده المبعثرة في المجلات وأعاد طباعتها في كتاب بعنوان "هذا هو كل شيء"، صدر عن "دار شرقيات" بالقاهرة.
و"مختارات شعرية شاملة" لBertolt Brecht، صدرت عن "دار الجمل"، أعدها وترجمها عن الإنجليزية "أحمد حسان". من نحو ألف قصيدة اختار حسان 325 قصيدة من مختلف المراحل الشعرية لدى بريشت، ويقول: "كان هدفي أن أقدم الشاعر كله، بكل اتساع أفقه الشعري. في المجموعة هناك قصائد سياسية مباشرة، وقصائد كفاحية وتحريضية، كما أن هناك قصائد حب وتأمل وقصائد في الطبيعة. كان طموحي هو تقديم مختارات شاملة لبريشت."
أحمد حسان في مقدمته يعتبر Brecht "ما زال قادراً على إثارة الدهشة لدى جمهور آخر". ويقول: "كنت متهيباً أن يحاكم الناس Brecht قبل أن يقرأوه، لاسيما وأن الاهتمام بالسياسة بات منحسراً الآن بشدة. غير أني لاحظت إقبالاً كبيراً على شعر Brecht من الشبان تحديداً، وهو اهتمام ينطلق من شعره وليس من مواقفه السياسية". هناك أسباب كثيرة تجعل عمل "هذا المبدع الكبير – وفي مركزه شعره – قادراً على البقاء كما تمنى رغم تغير الظروف وروح العصر"، يقول حسان في تقديمه للمختارات، وبترجمته الشاملة يدعو المترجم القارئ العربي إلى إعادة اكتشاف Brecht شاعراً إنسانياً جميلاً.
أي زمن هذا
الذي يكاد يُعد فيه الحديث عن الأشجار جريمة
لأنه يتضمن الصمت على العديد من الفظائع؟!.
في مثل هذه الأيام 10 شباط 1898م ولد Bertolt Brecht في مدينة Augsburg بافاريا، بالألمانية: Bayern، وتوفي في عاصمة الثقافة والفن في أوروبا عشرينات القرن 20م، العاصمة الألمانية Berlin، في 14 آب 1956م، شاعر وكاتب ومخرج مسرحي ملحمي.
Brecht من أهم كتاب المسرح في القرن الماضي، استجار باجدانوف العصر السوفيتي من رمضاء مكارثي الأميركي عام 1947م؛ في سرب حزين يمتد من بغداد إلى برلين، مهاجر من عسف البعثنازية!!.
استُدعي Brecht للتجنيد خلال الحرب العالمية الأولى، فخدم في مستشفيات الجيش، و عايش عن كثب هول الحرب، رفض الحرب. توقف عن دراسته في كلية الطب، فنشر باكورة أعماله بعنوان "بعل" عام 1920م، وبعد 3 سنوات نشر مسرحيته الكوميدية "طبول في الليل" وفيها جملته التي للجمهور (في أكثر من عمل): "لا تحملقوا هكذا برومانسية!".
أعقب ذلك مسرحيات عدة، منها: "قائل نعم، وقائل لا" و"الاستثناء والقاعدة" و"ازدهار وسقوط مدينة مهاغوني". وسرعان ما يصل هتلر إلى الحكم في ألمانيا، وتبدأ في حياة Brecht رحلة المنافي التي أخذته إلى براغ، باريس، موسكو، الدانمرك، والسويد. رحلة مريرة تحدث عنها Brecht في قصيدته الشهيرة "إلى الأجيال القابلة":
"أنتم يا من ستعقبون الطوفان
الذي غمرنا
حينما تتحدثون عن إخفاقاتنا
تذكروا كذلك
الزمن الحالك
الذي أفلتم منه.
فقد مضينا نبدل بلدا ببلد أكثر مما نبدل حذاء بحذاء!.
#محسن_ظافرغريب (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟