[اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب]

ظلال النظام التربوي

بودريس درهمان

الحوار المتمدن-العدد: 2929 - 2010 / 2 / 27 - 08:18
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي

مثلها مثل ظاهرة العهارة، تساهم في توازنات العائلات ذات الدخل المحدود أو العائلات العاطلات، يستنكرها المجتمع برمته، ولكن تلجأ إليها تقريبا كل شرائحه. تنتشر بشكل كبير في المناطق المدينية التي يسعى سكانها إلى اللحاق بركب الدول المتقدمة. تعرف فوضى حتى على مستوى المصطلح الذي يميزها. البعض يسميها الساعات الإضافية؛ البعض الآخر أكثر دقة وأكثر دراية بالظاهرة يفضل تسميتها بالدعم التربوي الخصوصي. الإنجليز الأكثر إلماما بالأنظمة المزدوجة يفضلون تسميتها بظلال النظام التربوي.
هي لا محالة نوع من الفوضى الملازمة لضرورات النمو الاقتصادي. التعامل معها بمنطق التحليل والدراسة ليس كالتعامل بمنطق الأخلاق البالية.
في اليابان، تصل نفقات العائلات في مجال الدعم التربوي الخصوصي خلال منتصف التسعينات إلى حوالي 14مليار دولار(أنظر بهذا الصدد Russel, 1997, p.153)
سنغافورة التي لا يتجاوز سكانها 3ملايين نسمة بلغت نفقات عائلاتها حوالي 200مليون دولار. أما الحالة المذهلة في هذا المجال فتبقى هي حالة كوريا الجنوبية التي أنفقت عائلاتها سنة 1996حوالي 25مليار دولار أي ما يعادل 150٪من ميزانية الدولة المخصصة للتربية والتكوين.
الإحصاء الوحيد الذي استطعنا الحصول عليه والذي يخص المغرب هو البحث الذي تم إنجازه سنة 1993 والذي أجري على 1953أستاذ يدرسون مواد العلوم بالتعليم الثانوي. أسفر هذا البحث على الإحصائيات التالية:
53٪من هذا العدد يمارسون الدعم التربوي الخصوصي،
27٪في مستوى السنة الأولى ثانوي 78٪في السنة الثانية ثانوي(أنظر بهذا الصددCaillods et al)
دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة الأمريكية لا تعاني من الاقتصاد الأسود للدعم التربوي الخصوصي، لتبقى هذه الظاهرة باستثناء اليابان، ظاهرة الآقتصادات المزدوجة: اقتصاد منظم يتحدد وفق قيم وأعراف تحديد الميزانيات بشكل عام واقتصاد أسود يصعب معه تحديد لا نسبة المتضررين ولا نسبة المستفيدين.
في الدول التي تعيش انهيارا اقتصاديا، يعتبر الدعم التربوي الخصوصي وسيلة من بين الوسائل التي يتوفر عليها الأساتذة لتحقيق توازن مالي مع باقي الشرائح الاجتماعية الأخرى المستفيدة من الوضع الاقتصادي المنهار.
الإنتاج الوطني الخام لكل فرد من أفراد المجتمع بكوريا الجنوبية سنة 1994بلغ 8260دولار أمريكي؛ أما دولة الكامبوج فحصيلة إنتاجها الوطني الخام الفردي فلا يتجاوز 238دولار أمريكي.
بالنسبة للإحصائيات التي قدمها التقرير الوطني لخمسون سنة من التنمية فان مساهمة العائلات في تحمل تكلفة التمدرس فإنها تتحدد في ما بين 15% و 25%من الميزانية العامة لوزارة التربية الوطنية. معدل المصاريف السنوية للفرد الواحد كانت هي131،5درهم وفق إحصاء سنة 2001 مع اختلاف واضح ما بين العالم القروي والعالم الحضري.(ص22من التنمية البشرية)

#بودريس_درهمان (هاشتاغ)

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل