أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - الإسلام هو الحل















المزيد.....

الإسلام هو الحل


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2927 - 2010 / 2 / 25 - 12:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هذا الشعار هو شعار الأخوان المسلمين "أينما كانوا " ،وهو شعار بقية الحركات الإسلامية أيضاً ،و التي لا تؤمن أساساً لا بالحرية ولا بالديمقراطية.
ولا بد لنا قبل أن نحلل الأهداف الغير مرئية من وراء طرح هذا الشعار من قبل الإسلام السياسي ، لابد أن نسأل أنفسنا سؤالاً بسيطا ، ألا وهو عند طرح شعار الإسلام هو الحل ....حل ماذا ؟.

وللإجابة على هذا السؤال ،أريد التأكيد على أن الإسلام كديانة يؤمن بها مليار ونصف من سكان الكرة الأرضية ،بغض النظر عن كونهم متفرقين الى شيع وطوائف ،وأنهم فرقوا دينهم ،وفرقوا حتى شعوبهم وشرذموها.إلا أن الإسلام لا ريب، هو قوة روحية ،ساعدت وتساعد الشعوب الإسلامية في نضالها ضد الاحتلال والاستعمار ،وكان شعار الله وأكبر من أكثر الشعارات التي بواسطته تم شحذ الهمم للوقوف ضد الظلم ،ولكنه كان أيضاً من أهم الشعارات التي استخدمت لقتل المسلم لأخيه المسلم أو أخيه الإنسان.لكن الإسلام مع ذلك له قوة كامنة في وعي الأمة ،وله القدرة حتى على تجيش الملايين من أفراد الأمة للدفاع عن وجودها ،أو لرفع الظلم عنها أو عن غيرها من الأمم إذا أحسن فهمه في شموليته وعالميته.

وأحب أن أؤكد على موقف لينين التاريخي ،عندما زاره سعد زغلول ،وطلب إليه لينين، أنه في مرحلة التحرر الوطني في عالمنا العربي آنذاك يجب طرح شعار يا مسلمي الشرق اتحدوا . وان هذا الشعار هو أقوى وأكثر تأثيراً على الشعوب العربية من شعار يا عمال العالم العربي اتحدوا. لقد كانت للينين رؤيته السياسية الثاقبة في ماهية ودور الإسلام ،رغم أنه حارب الدين المتمثل بالكنيسة ،وكان مادياً في رؤيته الكونية .

الإسلام دين سماوي ،والإيمان إسلامياً كان أو غير إسلامي ،فأنه يساعد المؤمنين على الراحة النفسية،ورغم أنه لا يحل لهم الصعوبات المعيشية بشكل جذري في واقعنا الحالي مثل الفقر والاستبداد .( المؤسسة الدينية تعتبر أن الفقر والاستبداد هو قدر الأمة).
وهنا يُطرح علينا سؤالأ أخراً . هل المقصود بالإسلام هو الحل ... الشخصي؟ أم هو الحل العام؟ المسلمون كما ذكرت يعدون بالملايين ،ومنهم فعلاً الأتقياء ،لكنهم بعددهم هذا حتى الآن لم يستطيعوا على الصعيد العام حل القضايا الاجتماعية التي تواجهها الأمة .مثل الجوع ,الفقر , الجهل،التطور والتنمية. رغم أنهم يملكون أغنى الموارد الطبيعية في العالم.

أذن المقصود بالشعار،هو الحل العام .لكن واقع الأمة يطرح على أصحاب الشعار سؤالاً أخراً لا يقل أهمية عن الشعار ذاته.هل معنى الإسلام هو الحل ...أن الحل هو حل طائفي او مذهبي؟ وهل الحل الطائفي أو المذهبي الذي ينصر طائفة على أخرى أو مذهب على أخر، ويحاول استئصالها أو استئصاله من الوجود هو هذا الحل المطلوب !!!!!،وهل هو الحل للقضايا الوطنية والاجتماعية؟ وهل الحل الطائفي المطلوب أو المذهبي ،هو النموذج السعودي ؟ أم النموذج الباكستاني؟ أم الطالباني؟. كل هذه الأسئلة بحاجة الى إجابة جدّية من أصحاب هذا الشعار!!!!

من خلال الاضطلاع على أدبيات الحركات الإسلامية على تنوعها .نجد أن طروحاتها الأصولية ترى أن شعار الحل هو الإسلام ...أي بمعنى أن الحل السياسي الاجتماعي للمجتمعات الإسلامية هو في العودة الى الوراء ,الى ما تم تطبيقه في دولة النبي (ص).لأن عقدة الخوف عندهم من "الأمام" عقدة مستعصية ،معناها الاغتراب.كون العالم المتحضر برمته ،يختلف عنا من حيث العادات والثقافة .وكون ثقافة الغرب لا تتفق مع تصورات الحركات الإسلامية لأنها تحمل في عمومها الكفر والإلحاد .رغم أن سدنة هذا التفكير ،لا مانع لديهم من استخدام أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا والعلوم في حياتهم الخاصة ،فهم لا يعودون الى الماضي لكي يركبوا الجمال مثلاً،ولكنهم يركبون أفخم السيارات ،والطائرات ،ولا يصومون ويفطرون على حبات التمر مثلاً .ولا يصلون في المساجد البسيطة من حيث البناء والتجهيزات ،لكنهم يصلون في أفخر المساجد . أنا لا أنتقد ذلك ،لكن أرى في طروحاتهم تناقضاً ،بين الشعار وأسلوب المعيشة .
.الإسلام كونه دين هداية ،لكنه أيضاً عامل تطور .نقل العرب من البداوة الى الحضارة.وأنقذ المرأة التي هي نصف المجتمع من الظلم الاجتماعي،.أنقذها من الوأد .ومن البيع كجارية ،هذا الإسلام بدأ بسياسة عتق العبيد على مراحل .. هذا الإسلام ساوى بين الناس
.هذا الإسلام دعا إلى العلم والقراءة ،وقال لكل البشر"أقرأ وربك الأكرم" ودعوته الى العلم والقراءة كانت دعوة الى التطور ،واكتساب معرفة العصر ،لا التقوقع على الذات ,هذا الإسلام دعا إلى التعايش بين الناس ,وأعتبر التفضيل بالعمل والتقوى لا بالنسب إلى ديانة.
.

مشكلة فهم المسلمين للإسلام هو في خلطهم مابين مجتمع النبي ،حيث كانت العلاقة مباشرة بين النبي عليه السلام والوحي .لكن بعد موته ...أصبحت القضايا التي تمس المسلمين زمنية في سيرورتها ،وتسيس الدين ،وحدثت باسم الإسلام اكبر المجازر الإنسانية والحروب الدموية ،وكان لا يمكن آنذاك الاحتكام الى الإسلام باعتباره وحياً ،ولو كان ذلك ممكناً لما قتل المسلم أخاه المسلم.

مشكلة الأمة الآن ليست خلافاً فقهياً أبداً كما يصوره أصحاب الشعار .بل هي قضية بناء العقل المسلم الذي تخلف عن اللحاق بركب الحضارة.بناء العقل العلمي الى جانب الأيمان العقدي.

مسألة بناء المجتمع ،ليست مسألة نظرية تحل من على الفضائيات ،والردود على الأسئلة المستهلكة حول حيض المرأة ونقاب المرأة وزواج الأربعة ،وزواج المسيار . كل المسائل المتعلقة بالبناء تحتاج، الى عمل ،وتحتاج أن نصل بهذا العمل إلى مكانة في سيرورة الحضارة الإنسانية . نحن لسنا في جزيرة منعزلة .
لنأخذ مثلاً الشعب المصري أو غيره من الشعوب العربية، وما يعانيه من المشاكل الاقتصادية والاجتماعية ،هل معالجتها مسألة فقهية ،أم انها تتطلب نضالاً سياسياً اجتماعياً ،لا على مستوى مصر وحدها ،وإنما على مستوى أوسع بكثير. فالعالم اليوم يجري تشبيهه بقرية صغيرة. والتطور وحل المشاكل المتعلقة بالفقر والجهل ،لا يمكن حلها بدون تعاون دولي ،بدون الاستثمارات الوطنية والعالمية .بدون الاستقلال الحقيقي ،وبدون الحرية والديمقراطية ،وبدون الغرف من تجارب الآخرين في كل المجالات ،وبدون الاستفادة من التجارب التاريخية الكبرى في التطور الإنساني ،وبدون النظر الى المستقبل أكثر من العودة الى الخلف ، بدون ذلك لا يمكننا حل مشاكلنا .وهنا لا محل لهذا الشعار أبدأً بشكله المطروح من قبل الحركات الإسلامية السياسية لحل مشكلة البناء .لأن بناء المجتمع السياسي ،الاجتماعي والاقتصادي .يتطلب كل ما تعنيه كلمة بناء من معاني كبيرة.من إقامة دولة حديثة ذات مؤسسات سياسية واجتماعية واقتصادية فاعلة . وقبل كل ذلك لابد من بناء المواطن على قاعدة الحرية والمساواة،لأنه بدون المجتمع الحر لا يمكن الوصول الى المرحلة التي تجعل كل ذلك ممكناً. وذلك إلى جانب القيم الدينية السامية
لهذا لا أرى أن شعار الإسلام بوضعه الحالي هو الحل. لأن الطائفية والمذهبية الحزبية الإسلامية لا يمكن أن تبني إنساناً حراً" الأمثلة من واقعنا لا تعد ولا تحصى" . والطائفية وإسلام الأديان الأرضية لا تحترم الإسلام أصلاً .

الإسلام هو الحل . هو دعوة مفضوحة من قبل الإسلام السياسي ،وذلك للاستيلاء على السلطة السياسية ،وبالنهاية حتى يجمع بيديه السلطتين السياسية والدينية .لكن حتى الآن لا ادري أية سلطة دينية هذه، ومن هو ممثلها الفعلي؟



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خال المؤمنين معاوية بن ابي سفيان
- حكاية وعبرة
- العجوز التي فجرت قنبلة
- الحضور الألهي ,والشخصية الإنسانية
- خالد بكداش ,للأمانة والتاريخ (1)
- الأصلاح الديني ما بين الشيخ محمد عبده ,والدكتور أحمد منصور
- فقر أم تفقير
- الأشتراكيون والمتدينون
- نساؤكم حرث لكم
- كل العالم ضد العرب والمسلمين
- الصحوة الإسلامية بين الحقيقة والوهم
- هل أنا سنية أم شيعية؟
- حياك الله يا شعب غزة
- الموروث الثقافي للأمة الإسلامية
- كن فيكون
- لا تنتظر أكثر -غابريل غارسيا ماركيز
- الإتباع والخلاص
- لم أرزق ولداً
- ما بين غزة وهايتي
- أغرب وأطرف الأخبار لعام 2009


المزيد.....




- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...
- الأحزاب الدينية تهدد بالانسحاب من ائتلاف نتنياهو بسبب قانون ...
- 45 ألف فلسطيني يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى ...
- استعدادا لذبحها أمام الأقصى.. ما هي قصة ظهور البقرة الحمراء ...
- -ارجعوا إلى المسيحية-! بعد تراكم الغرامات.. ترامب يدعو أنصار ...
- 45 ألفا يؤدون صلاتي العشاء والتراويح في المسجد الأقصى
- الأتراك يشدون الرحال إلى المسجد الأقصى في رمضان
- الشريعة والحياة في رمضان- مفهوم الأمة.. عناصر القوة وأدوات ا ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - الإسلام هو الحل