أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - الموروث الثقافي للأمة الإسلامية















المزيد.....

الموروث الثقافي للأمة الإسلامية


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2903 - 2010 / 1 / 30 - 18:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


مع كل أسف مازال بعض المفكرين المغرضين يحاكمون الإسلام من خلال الموروث الثقافي الذي يعد بملاين المؤلفات والكتب ،والذي مازال في عصرنا هذا على ما هو عليه لا جديد فيه سوى إعادة إنتاج القديم وتلوينه بشيء من بعض العبارات أو الجمل المعاصرة مع الابتعاد عن كتاب الله فهما وتدبرا بما يتناسب والوسائل المعرفية لكل عصر ، وكانت النتيجة لذلك أن العالم الإسلامي مازال يرى بعيون الأموات ويفكر بعقولهم ويعيش في زمنهم الغابر، حتى غدا الموروث الثقافي ثقافة شعبية لها وجودها المادي في عقول العامة .وأصبحت هذه الثقافة عاملا من عوامل تخلف الأمة حضارياً ،وخاصة إذا علمنا أن هذا الموروث ترسخ من خلال الطقوس الدينية والعبادات،حتى صار في بعض الأحيان جزءاً من العبادات المقدسة ،وهنا كان لابد للعامة من تقديس السلف أصحاب هذا الموروث واعتبارهم من أولياء الله الذين أوحي إليهم ما جاءوا به، بحيث أصبح العقل المسلم يرفض أي نقد لهذا التراث أو أي نقد للمقدس" المؤلف "" التراث" ، والمشكلة الأخرى والأخطر في عالمنا الإسلامي أن الناس تعودوا أن يسمعوا ما يعرفون ، وترسخ في وعيهم أن كل جديد ولو كان فيه الصواب فهو بدعة ويجب محاربتها.وبالطبع العامة لا تعرف ولا تريد أن تعرف إلا هذا الموروث الذي استطاع رجال المؤسسات الدينية ، وأبطال الفضائيات الملتحين بسترة السلفية والوهابية المنتشرة على امتداد الكرة الارضية تسويقه وتفعيله من خلال إنذار العامة بالجزاء والعقاب في الدنيا والآخرة إن هم فكروا أو تدبروا ، أو عادوا الى كتابهم بعقلية الباحث عن الحق ..لأن الحق قيل وانتهى.....وليت الأمر قد توقف عند هذا الحد ،فكان لابد من تكريس الانقسام والتفرقة والشرذمة ، بين أبناء الأمة وذلك خدمة للأغراض السياسية والمصلحية, وخدمة لهذه الثقافة التراثية فكان لابد لكل مذهب أو طائفة من أن تقنع العامة بأنهم (أي ) الذين يمثلون هذا المذهب أو الطائفة هم فقط على حق دون الآخرين فكانت ضربة المعلم التي لا تخطئ باستحداث مفهوم الفرقة الناجية
" تفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة جميعها في النار إلا واحدة"
كما يقال في العامية ضربة معلم باطلة في حق هذا الدين وكتابه العظيم ....لأنها في الواقع ولدت ثقافة نفي الأخر وتكفيره بل وقتله وتصفية أتباعه ومريديه ،وبهذا يكونوا قد حكموا عليه أنه في النار وأصبح قتله حلال لكفره ....إذن المشكلة أننا أمة تراثية العقلية ،لدرجة الإشراك التراثي برب العزة .
لكن لابد لنا من الأنصاف في القول ، ولنسأل أنفسنا هل فعلا كل التراث الإسلامي مرفوض رفضا قاطعاً.... لا أعتقد ذلك ،المتنورون يقولون نحن نرفض هذه المقولة جملة وتفصيلاً... لأن التراث شئنا ام أبينا هو تراث هذه الأمة التي ننتمي إليها،وهو تراث المسلمين ،بغض النظر وافق تعاليم الدين أم أنحرف عنها في بعض الأمور.لكننا ضد تقديس التراث وتقديس الأشخاص الذين أوجدوه تأليفا وقولاً ...وكون التراث أصبح صنما للعبادة وللشرك بالله ،رأى المتنورون ومن يدور في فلكهم ويتفقون معهم في رؤيتهم الإسلامية ،أنه علينا واجب البلاغ لهذه الأمة ،كي تستعيد دورها الرائد في الدعوة الى التوحيد الخالص الذي أساسه العدل ، وآتباع أسلوب الجهاد السلمي ومواجهة الباطل بالحق من خلال تطبيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واعتماد أسلوب العمل الدعوي القائل الرأي بالرأي ،والحب بالحب،والبرهان بالبرهان ،رافضين ثقافة الخوارج التي تعترض على الحاكم بالسلاح،داعين الى العمل والتدبر في كتاب الله وتأويل آياته بما يتطابق وروح العصر المعرفية ساعين السير في طريق الحقيقة المطلقة ،وإن كانت معرفتنا اليوم نسبية ،لكنها صاعدة نحو المطلق والحمد لله .
وقد يتساءل القارىء متى وكيف تمت ولادة هذا الموروث بشكله الذي كرس مبدأ الاستبداد ورفض التعددية الفكرية في عالمنا الإسلامي.. استطيع أن أجزم أن فكر الغزالي هو الفكر المؤسس لهذا التيار ، ولا أستطيع أن أجزم أن فكر الغزالي هذا كان عن سوء نية أبداً ،بهذا نكون قد ظلمناه ظلماً كبيراً فللرجل مؤلفات واجتهادات تناسب عصره ويمكن قراءتها اليوم بعيون ناقدة مع الاستفادة من الايجابي فيها واخذ ما يناسب عصرنا الحالي .لكن الظروف التي أحاطت بالدولة الإسلامية آنذاك من ضعف للدولة العباسية ، ودخول الشعوب المختلفة في الإسلام حاملين معهم ثقافات شعوبهم ومعتقداتهم الأصلية ، كانت العامل الأساس الذي دفع الأمام الغزالي رحمه الله إلى إحداث فكر جديد مبني على تقوية سلطة المركز بغداد،وإعطاء اجتهادات قوَى فيها السلطة ورفض سياسة التعدد وقبول المعارضة ،وأعطى للسلطان كما الله. لكن الله بعلمه ورحمته ،والسلطان بأجهزته الأمنية والقمعية، وبرر السلطة بالشوكة وليس بالبيعة. ذلك أن أي حاكم يأتي الى السلطة ولو من خلال قتل سلفه والانقلاب عليه هو حاكم شرعي ،وحتى تنقاد العامة أعلن مبدأ الحاكمية لله وأن السلطان خليفة الله ......
مع كل أسف هذا الموروث الذي جاء به في تلك الظروف التي تم ذكرها تم تقديسه واستقر منذ ألف عام كتراث مقدس ليصبح ثقافة عامة شعبية صحيحة إلى يوم الدين بنظر علماء الأمة أصحاب الفكر السلفي وغيرهم من شيوخ الحسبة، لكن الخلف حاولوا محاولات متعددة من أجل تصحيح ونقد الموروث النقلي لكنهم فشلوا في ذلك ." وطبعا وكما أقول دائما أن العتب على الذين أرادوا التنوير ،وفعلوا وانتقدوا وقدموا ما كان عليهم ان يقدموه ،وقاسوا من جراء ذلك الأمرين من السلطة السياسية حامية المؤسسة الدينية النقلية،حتى أنهم اتهموا بالزندقة والكفر.لكن مشكلتهم انهم كانوا يشكلون أصواتاً فردية غير مؤسساتية ،ولهذا بالطبع فشلوا ،لأن المشروع التنويري الفردي يسقط بموت صاحبه.
( وهنا لابد لي في هذا المقام من أن أقدم نصيحة أخوية لأخواتي ولأخوتي أصحاب مشروع اهل القرآن ،بان هذا المشروع هام لدرجة كبيرة جدا ،قد لا نلمس نتائجه اليوم ،لكنه خطى خطوات رائعة،وفتح مجالاً للبحث عن منهجية عقلانية علمية في تدبر كتاب الله ،وتقديم نتائج هذا البحث للخاصة والعامة من اجل إحداث التغير المطلوب ، وصاحب المشروع هو الدكتور أحمد منصور الذي قاسى ما قاسى هو وعائلته في سبيل مشروعه التنويري.لكن الدكتور أحمد بعد عمر طويل ،سيكون لعمره نهاية ،وسوف ينتقل الى خالقه ،لهذا لابد له إن أراد لهذا العمل الاستمرارية من أن يجعل موقع أهل القرآن موقعاً يسير باتجاه المؤسساتية ،وهذا أمر رائع أرجوا أن يدرك معانيه أهل القرآن .ويعملوا يدا واحدة على تفعيل العمل المؤسساتي .وإلا سينتهي المشروع ،بموت الدكتور بعد عمر طويل.") أعود الى الموضوع الأساس .هذا الموروث النقلي يحمل في جانبيه مشروعا تنويريا،وعلينا الانطلاق منه وذلك من خلال نقده نقداً موضوعياً ،مع مقاربات ذلك بمنهجية قرآنية مفهومة للعامة ،نحمله الى المنبر الشعبي حتى نستطيع به تغير الأنفس والعقول، لأن مقاومة القديم تبدأ من داخله ،لأنه كفعل بشري يحمل في طياته قانون الفناء والتغير من منطلق التطور الصاعد. وحتى نستطيع الدخول في أذهان شعوبنا الإسلامية يجب على هذا الفكر أن يعبر عن تطلعات الناس ،من أجل تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية التي أصبحت مطلبا شعبيا .نحن لسنا مطالبين بأن نقدم للناس مشروعا للدار الآخرة فقط ،ولكن علينا أن نبني للناس جنة على الأرض تسدوها العدالة والمساواة



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كن فيكون
- لا تنتظر أكثر -غابريل غارسيا ماركيز
- الإتباع والخلاص
- لم أرزق ولداً
- ما بين غزة وهايتي
- أغرب وأطرف الأخبار لعام 2009
- المقارنات العبثية. العلمانية الغربية , والعلمانية الاستبدادي ...
- رسالة إلى أخي و صديقي الفلسطيني في المنفى د. نضال الصالح
- لا بديل للأنظمة الإستبدادية
- الإيمان والتجربة الشخصية
- الدانوب الأزرق
- قتل الأقباط ونفاق الأمة
- الإسلام بين الأبيض والأسود
- أدب السجون
- العقل الجمعي والآبائية (صدام على سطح القمر)
- مقتل الأبرياء الأقباط
- لماذا هذه العداوة بين المسلمين ,وبين بعض المسلمين والمسيحيين ...
- الدين أفيون الشعوب
- رد على مقالة الدكتور نضال الصالح (الجنس بين العيب والحرام... ...
- لا أكراه في الدين


المزيد.....




- “وفري الفرحة والتسلية لأطفالك مع طيور الجنة” تردد قناة طيور ...
- “أهلا أهلا بالعيد” كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024 .. أهم ال ...
- المفكر الفرنسي أوليفييه روا: علمانية فرنسا سيئة وأوروبا لم ت ...
- المقاومة الإسلامية بالعراق تستهدف ميناء عسقلان المحتل
- المقاومة الإسلامية بالعراق تقصف قاعدة -نيفاتيم- الصهيونية+في ...
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- لولو صارت شرطيه ياولاد .. تردد قناة طيور الجنة 2024 الجديد ع ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق-: استهدفنا ميناء عسقلان النفطي ...
- بن غفير يعلن تأسيس أول سرية من اليهود الحريديم في شرطة حرس ا ...
- “ابسطي طفلك” تردد قناة طيور الجنة الجديد على نايل سات وعرب س ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - الموروث الثقافي للأمة الإسلامية