أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - لا بديل للأنظمة الإستبدادية














المزيد.....

لا بديل للأنظمة الإستبدادية


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2892 - 2010 / 1 / 18 - 13:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أصبحت هذه المقولة حقيقة ومسلَّمة مادية تعيش في وعي شعوبنا العربية .وأقصد الشعوب العربية التي قُدرَ لها أن تعيش في ظل أنظمة شمولية استبدادية(قانون الطوارئ) .
ومما يثير الدهشة أن القوى السياسية المعنية بالتغير الديمقراطي في تلك الدول والتي من المفروض أن تقوم بفعل التغير أصيبت بمرض ازدواجية الموقف,هي تعلن عن ضرورة التغير في برامجها ودعايتها السياسية,ولكنها بالمقابل تعتمد مبدأ (حالياً لا يوجد البديل).
المواطن في هذه الدول وضَع أمام خيارين لا ثالث لهما من قبل الدعاية الرسمية المفبركة من قبل الأنظمة الشمولية,إما أن يقبل بهذه الأنظمة على ما هي عليه من استبداد, أو أن يكون البديل هو الإسلام السياسي المتمثل بحركة الأخوان المسلمين أو التيارات الإسلامية المتشددة ,ونجاح الإسلام السياسي كما يشاع معناه تعطيل الديمقراطية طالما تمكن الإسلام السياسي من الحكم,لأن الحركات الإسلامية تعتمد مبدأ الحاكمية الإلهية في الحكم, حيث لا يمكنها انطلاقاً من تراثها الإيديولوجي الوهابي تناوب السلطة مع العلمانيين وغيرهم ممن لا يوافق تصوراتهم وفكرهم أحادي التوجه. وستعمل قدر الإمكان على إعادة عقارب الزمن الى الوراء(طالبان).
هذا الخيار الذي وضعت أمامه تلك الشعوب أفضل ما يقال فيه, أنه أمران أحلاهما مرٌ. المواطن في هذه الدول صار يعيد إنتاج الأمثال القديمة ويسوُّقها كنوع من التخفيف على الأنفس ,مثلاً: (من تزوج أمي صار عمي)...(وبطيخ يكسر بعضه). حتى أن أحد الأصدقاء المقربين من الذين ناضلوا في سبيل الحرية والديمقراطية عمراً, صرح لي أن الخيارات أصبحت معدومة ,لهذا نحن أمام واقع أصبح فيه المواطن يعيش في ظل هذه الأنظمة كقطيع الغنم يأكل ويشرب وينام ويتظاهر خوفاً ورهبة , ويردد لا حول ولا قوة إلا بالله,لأن البديل أكثر شراسة واستبداداً.وكما قيل (اللي بتعرفه أحسن من اللي بدك تتعرف عليه).

لا يوجد حالياً بديل .

هذه المقولة تم أعداها وطبخها وتسويقها في مطابخ دوائر الإعلام المخابراتية للأنظمة الشمولية ,التي تفبرك للمواطن مثل هذه المقولات و النكت السياسية وغيرها من الدعايات الإعلامية وخاصة منها التي تنتقد بعض المسؤولين من الدرجة الثانية أو الثالثة للتنفيس عن الاحتقان الذي تعاني منه هذه الشعوب, وإجبارها على القناعة بقبول الأمر الواقع. لقد نسيت هذه الأنظمة , وحتى الشعوب المغلوب على أمرها مع كل أسف حقيقة هامة ,وهي أن هذه الدول يحكمها أهل العلم والمعرفة.هذه الدول يدير شؤونها عدد كبير من الموظفين الأخصائيين في شتى المجالات ليس لهم علاقة با لأحزاب الحاكمة والحزبية أصلاً , نسي هؤلاء أن من ينتج القيمة المادية هم العمال والفلاحين والحرفيين الذين لا هم لهم سوى إعالة أنفسهم وأهليهم.نسيت الشعوب أن الحكام المستبدين هم كالسرطان ,يحكمون بواسطة الأجهزة الأمنية التي تحمي مصالحهم الطفيلية المتمثلة بسرقة قوت شعوبهم والتخوص فيها .هم أجبن مما يُتصور ,لأنهم لو كانوا يمثلون شعوبهم بحق وحقيقة, من خلال صناديق الاقتراع بشكل نزيه, ,لما كانوا بهذا العهر والجبن والخوف على كراسيهم المصنوعة من الصمغ العربي الأصيل.

لا يوجد بديل.

مقولة فيها استخفاف بشعوب هذه الأنظمة,فيها استخفاف بإمكانياتها. نسي هؤلاء الحكام أن كل حاكم ,وكل حكم له نهاية .فهل تنتهي الشعوب بنهايتهم.الشعوب مهما كانت هي حية ومتطورة وقادرة على حكم نفسها بنفسها لأن البديل موجود في أبناء هذه الشعوب .كم من الحكام المستبدين انقلبت عليهم شعوبهم بفعل داخلي أو مساعدة خارجية واثبتوا أنه لديهم القدرة على اختيار ممثليهم بشكل حر وديمقراطي من وسط المواطنين المخلصين والمصلحين التنورين الذين لديهم الإمكانيات والكفاءة للقيام بأعباء الحكم . إلى متى ستبقى هذه الشعوب أسيرة لهذه المقولة الكاذبة .
لا يوجد بديل في الوقت الراهن, وهذا الوقت الراهن في نظر الحكام له صفة الديمومة الأبدية.البديل موجود دائماً وأبداُ لأنه قانون الحياة .كفاكم يا حكام الاستبداد خداع شعوبكم .كفاكم اعتبار أنفسكم خالدين . الخلود في الدنيا للشعوب وقواها المخلصة ....



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان والتجربة الشخصية
- الدانوب الأزرق
- قتل الأقباط ونفاق الأمة
- الإسلام بين الأبيض والأسود
- أدب السجون
- العقل الجمعي والآبائية (صدام على سطح القمر)
- مقتل الأبرياء الأقباط
- لماذا هذه العداوة بين المسلمين ,وبين بعض المسلمين والمسيحيين ...
- الدين أفيون الشعوب
- رد على مقالة الدكتور نضال الصالح (الجنس بين العيب والحرام... ...
- لا أكراه في الدين


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - لا بديل للأنظمة الإستبدادية