أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زهير قوطرش - ما بين غزة وهايتي














المزيد.....

ما بين غزة وهايتي


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 17:28
المحور: كتابات ساخرة
    



ما حدث في هايتي هو مأساة إنسانية بكل المقاييس, دفع ثمنها الناس الفقراء والأغنياء,من أطفال ونساء وشيوخ ورجال ,لم يستثني الحدث أحداً.... كان من كان.دمار شامل قتلى وجرحى ... فوضى عارمة, حيث انعدم الأمن ,وصار قانون البقاء هو الذي يحكم الضمير الإنساني ,كثرت أعمال السلب والنهب ,الكل يبحث عن لقمة عيش وشربة ماء ,أو دواء يضعه على جرحه ليخفف ألامه .
المحصلة مئات الألوف ممن قضوا ,ومئات الألوف تشردوا وصاروا بدون مأوى.
العالم إزاء هذا الحدث المروع ,تصرف بسرعة ومسؤولية ,أعمال الإغاثة شاركت فيها الكثير من الدول ,المعونات الغذائية والطبية ,تم تجهيزها وترحيلها على الفور الى المناطق المنكوبة....القوات الأمريكية المارينز ,سيطرت على المطار وانتشرت كما يقال لحماية الأمن ,رغم اعتراض دول أمريكا اللاتينية اليسارية على هذه الخطوة ,التي اعتبروها مرحلة أولى في استغلال الحدث للسيطرة على هايتي.
لن أدخل في نقاشات لاهوتية ,لتحليل أسباب هذه الهزة الأرضية العنيفة على هذا البلد الفقير والتي اعتبرها بعض رجال الدين وكالعادة ,مؤشر على غضب الله .لانتشار المعاصي والرذيلة والخطايا بين أفراد هذا الشعب.هم أحرار في تحليلاتهم.
من منطلق إنساني ,فأني تأثرت الى درجة البكاء كلما شاهدت تلك المناظر التي نقلتها شاشات الفضائيات بالصوت والصورة في هايتي .وخاصة معاناة الأطفال ,والنساء والشيوخ من أمثالي ....ساهمت بما أقدر عليه من خلال منظمات الإغاثة المتواجدة في البلد الذي أعيش فيه مثلي مثل أبناء هذا البلد الغربي الطيب الذي يدين أهله بدين المسيحية ,يحملون تعاليم المسيح عليه السلام ,التي تواترت إليهم كقيم أخلاقية إنسانية يؤمنون بها ويطبقونها سلوكاً وعملاً.
قال الله تعالى في كتابه:
الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ

وبالوقت نفسه ,لا أدري لماذا استحضرت في غمرة هذا الحدث المؤلم ,ما يجري على شعب غزة المسكين,وسألت نفسي ,ما الفرق بين ما حدث لشعب هايتي والشعب الفلسطيني في غزة.؟
العدوان الإسرائيلي المجرم ,كان بمثابة هزة عدوانية سببها جيش الاحتلال البغيض , الذي دمر البشر والحجر , ألاف القتلى والجرحى سقطوا ,ألاف من الأطفال والنساء والشيوخ تشردوا ....ومع كل أسف ,لم يتحرك العالم لمساعدة هذا الشعب ,كما تحرك إزاء الهزة الأرضية في هايتي,إلا من بعض الدول والقوى التي تؤمن بحق الشعوب في العيش بسلام .وتكافح مع الشعب الفلسطيني في نضاله ضد مخطط الشر والعدوان العالمي حيث قامت بدعم أهل غزة معنوياً وسياسياً.
لم تنزل قوى المارينز في غزة ,لتقول لإسرائيل العدوانية كفى. حتى المعونات الإنسانية خضعت لآلية الحصار الإسرائيلي ,هذه الآلية التي وضعها الاحتلال بغية إخضاع الشعب الفلسطيني لإجباره على الخنوع لمخططه العنصري. فقام بإدخال الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية ,خجلاً أمام العالم ...ولولا الرأي العام العالمي ,لقامت إسرائيل بتجويع شعب غزة حتى الموت.
منذ العدوان ,وحتى هذا اليوم ,لم يفعل العالم أي شيء لحل المشاكل الإنسانية التي مازال شعب غزة يعاني منها كل يوم .
فهل يمكننا بعد ذلك أن نتحدث عن عدالة العالم اتجاه مصائب الشعوب!!!

وهل يمكننا أن نطالب شعوب الدول العربية والإسلامية ,بعدم دعمهم للإرهاب في العالم ومباركته إذا استمرت معاناة أهل غزة إلى ما لانهاية ....أليس لهم عيون ترى وآذان تسمع!!!!!



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أغرب وأطرف الأخبار لعام 2009
- المقارنات العبثية. العلمانية الغربية , والعلمانية الاستبدادي ...
- رسالة إلى أخي و صديقي الفلسطيني في المنفى د. نضال الصالح
- لا بديل للأنظمة الإستبدادية
- الإيمان والتجربة الشخصية
- الدانوب الأزرق
- قتل الأقباط ونفاق الأمة
- الإسلام بين الأبيض والأسود
- أدب السجون
- العقل الجمعي والآبائية (صدام على سطح القمر)
- مقتل الأبرياء الأقباط
- لماذا هذه العداوة بين المسلمين ,وبين بعض المسلمين والمسيحيين ...
- الدين أفيون الشعوب
- رد على مقالة الدكتور نضال الصالح (الجنس بين العيب والحرام... ...
- لا أكراه في الدين


المزيد.....




- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زهير قوطرش - ما بين غزة وهايتي