أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - هل أنا سنية أم شيعية؟















المزيد.....

هل أنا سنية أم شيعية؟


زهير قوطرش

الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 15:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



أتضايق جداً من عادة التسوق في السوبر ماركت ، وخاصة إذا كنت برفقة زوجتي . فسبحان الله الذي وضع في خلايا المرأة حب التسوق والشراء أو التجوال في محلات بيع الملابس وغيرها.
وحتى أنتهي من هذه المشكلة التي تقلقني دائماً ،عقدت اتفاقاً مع زوجتي الغالية يتضمن بندين فقط .الأول: أن لا أُظُهر امتعاضي وعدم رغبتي في الذهاب إلى أي سوبر ماركت, وأن أرافقها دائماً.
الشرط الثاني : مقابل ذلك, تم السماح لي أن استغل الوقت الطويل الضائع في الشراء بالجلوس إلى المقهى واستغلال الزمن الثمين والذي يتكرر باستمرار في الكتابة أو قراءة الصحف العالمية والمحلية .
وفعلاً تم التوقيع على ذلك شفهياً بشهادة الأولاد, وصدقاً انزاحت عن قلبي صخرة كبيرة . وهكذا أصبحت الأمور تسير على ما يرام ، وقبل أيام وبعد الانتهاء من العمل توجهنا مباشرة إلى المزار المذكور لشراء بعض الحاجيات. وفور الوصول الى مدخل السوبر ماركت بدأتُ بتنفيذ بنود الاتفاقية ودَّعتُ زوجتي واتجهت إلى مقهى باريز الهادئ كي أقضى هذه الفترة التي صرتُ أتمنى أن تطول قليلاً. مقهى باريز من أجمل المقاهي في هذا المجمع الضخم ، يمتاز بجدرانه ذات الألوان الدافئة وفرشه المتواضع الأنيق ، تحيطه من الداخل زهور الصالونات الجميلة والملونة، تفوح من المقهى رائحة البن المميزة التي ما أن يستنشقها الإنسان حتى تسري في عروقه نشوة, ورغبة تدفعه لاحتسائها والتلذذ بطعمها ونكهتها. ولشرب القهوة عندي طقوس تعودت عليها منذ أن بدأت في القراءة والكتابة. وفنجان القهوة له أيضاً سحره الخاص لذلك فأني استغرق الوقت الطويل في شربه ببطيء ، وتنتابني حالات وجدانية أتمنى معها لو أنني كلما شربت منه شفة أن تعود وتمتلئ من جد.يد.
توجهت إلى الزاوية اليمينية في الركن المقابل لأجمل مجموعة من الزهور .وأحببت أن أكون بعيدا معزولاً حتى لا أسمع حديث الناس، لأنني أصبحت أكره في الفترة الأخيرة الثرثرة عن الموضة والتنزيلات وأنواع البضائع و صرتُ اشعر أن الناس أشركوا بالله والعياذ بالله، و صاروا يعبدون إلهاً جديداً اسمه الاستهلاك ولهذا الله نبي مرسل أسمه الدعاية التي تحاصرك أينما كنت . وبالفعل سيطرت الوثنية الاستهلاكية على كل نواحي الحياة العادية وشغلت الناس في كثير من الأحيان حتى عن عبادة الله عز وجل .وما أن جلست وطلبت قهوتي المفضلة وشرعت أتصفح عناوين الصحف على أمل أن أجد موضوعاً جيداً من حيث المضمون كيً أقضي بقراءته وقتاً ممتعاً ومفيداً . وأنا في هذه الحالة ، وإذ بأختٍ مسلمة أوربية الأصل اعتنقت الإسلام حديثاً، ما أن رأتني حتى توجهت اليَّ . أعرفها حيث أنها تتردد على المحاضرات التي تقيمها جمعية أصدقاء الثقافة الإسلامية في مدينتنا. وبلكنة عربية أدت التحية بقولها السلام عليك يا أخ زهير .رددت، وعليك والسلام ورحمة الله وبركاته.....تفضلي يا أخت علي أساعدك بشيء ما . شكرتني واعتذرت كونها قطعت عليّ خلوتي وبدون مقدمات سألتني هل بإمكانك أن تجيبني على سؤالي؟ تفضلي يا أختي وبصوت فيه بحة وتردد قالت لي اعتنقت الإسلام وأمنت بالله وحده لا شريك له . أقيم الصلاة وأقوم بفعل الخير و أساعد المحتاجين، ولكني لا أعرف هل أنا سنية أم شيعية؟ تجمدت الدماء في عروقي، وشعرت وكأني أنا المسئول عن كل هذه التفاهات المذهبية . فوجئت فعلاً بسؤالها ! لأنني تعودت على أسئلة حول الزواج والطلاق والعبادات وحول فلسفة العقيدة والتوحيد الخ. صدقوني تمنيت لو أنني كنت أنا وهذه الأخت في هذه اللحظة بحضرة أية الله السيستاني ورئيس هيئة علماء المسلمين السنة في العراق، ليحملوا عني وزر هذه الإجابة على سؤال الأخت . ولكنت فضولياً كيف ستكون إجابتهم. وكالعادة بعد كل سؤال تتشكل الأفكار في مخيلتي لتتحول الى كلمات وجمل ، استغرب في الكثير من الأحيان من أين لي هذه الفصاحة. وجرى هذا الحوار بيني وبينها: سألتها
-يا أختي ما الذي دعاك أن تسألي هذا السؤال؟
-قالت : بعد أحداث تفجير العتبات المقدسة كفعل وردة الفعل العنيفة التي تم بعدها تدمير مساجد السنة، والقتل العشوائي من كلا الطرفين، في اليوم التالي للأحداث ذهبت الى العمل وقبل أن أحي صديقاتي سألتني إحداهن هل أنت سنية أم شيعية؟ وفعلاً لا أدري أين أنا!
- -هل سألت أحداً من الأخوة أو الأخوات؟
- -نعم سألت الأخت عائشة زوجها شيعي قالت لي أن زوجها أخبرها , أن السنة ليسوا على الطريق الصحيح وهم بالنار، وسألت الأخت نوال زوجها سني قالت أن زوجها أخبرها بأن الشيعة كفرة وهم بالنار.
- صمتُ قليلا ،وقلت في نفسي يا رب هل أعطيتَ الحق لأحد من الناس في أن يكفر ويرمي بالنار كما يشاء؟
- -يا أخت قبل أن تعتنقي الإسلام ماذا كنت؟ أجابتني مسيحية
-أعرف ذلك لكن سؤالي! وفوراً أجابت كنت كاثوليكية ،حسناً وهل تعتقدين أن المسيح عليه السلام كان كاثوليكياً أو شرقياً أو بروتستانت. أجابت لا أدري ، تابعت قولي ...يا أخت المسيح لم يكن سوى رسولاً ونبياً مسلماً إلى الله جاء بالتوحيد الخالص .وكذلك النبي محمد(ص) لم يكن لا سنياً ولا شيعياً كان نبياً ورسولاً موحداً مثله مثل كل الأنبياء والرسل جاءوا بدين واحد وعقيدة واحدة وشرعة مختلفة وهذه لا تلغي أساس العقيدة. لذلك أرجوك أن تكوني مسلمة إلى الله وأن تخلصي إليه وتعبديه وتأمري بالمعروف وتنهي عن المنكر وتواظبي على العبادات التي تزكي النفس وتطهرها، واخلصي في عملك الدنيوي وتحلي بمكارم الأخلاق وهذا هو الدين الصحيح وذكرت لها الآيات الكريمة

وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا

وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ
والإسلام هنا هو الانقياد الطوعي لرب العالمين وهو أسلام الوجه لله " ولم يقل إني من الشيعة أو السنة أو من الكاثوليك أو البروتستانت. شكرتني وودعتني بالسلام وكلي أمل أنها اطمأنت لإجابتي .

مع كل أسف جاءت زوجتي الغالية ومعها كالعادة أكياس النايلون ذات الألوان البهية وفيها الملابس حيث بادرتني بقولها: تصور أسعار رائعة ورخيصة.قلت في نفسي وثنية الاستهلاك شئت أم أبيت هي بيتي أيضاً.فلا حول ولا قوة إلا بالله.



#زهير_قوطرش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حياك الله يا شعب غزة
- الموروث الثقافي للأمة الإسلامية
- كن فيكون
- لا تنتظر أكثر -غابريل غارسيا ماركيز
- الإتباع والخلاص
- لم أرزق ولداً
- ما بين غزة وهايتي
- أغرب وأطرف الأخبار لعام 2009
- المقارنات العبثية. العلمانية الغربية , والعلمانية الاستبدادي ...
- رسالة إلى أخي و صديقي الفلسطيني في المنفى د. نضال الصالح
- لا بديل للأنظمة الإستبدادية
- الإيمان والتجربة الشخصية
- الدانوب الأزرق
- قتل الأقباط ونفاق الأمة
- الإسلام بين الأبيض والأسود
- أدب السجون
- العقل الجمعي والآبائية (صدام على سطح القمر)
- مقتل الأبرياء الأقباط
- لماذا هذه العداوة بين المسلمين ,وبين بعض المسلمين والمسيحيين ...
- الدين أفيون الشعوب


المزيد.....




- -فخ إسرائيلي- للإيقاع بدروز سوريا... وكراهية الإسلام أضحت -ع ...
- القدس في أبريل.. انتهاكات غير مسبوقة للاحتلال في المسجد الأق ...
- الأردن: أحكام بالسجن 20 عاما ضد متهمين في قضية مرتبطة بالإخو ...
- عاجل.. أعداد كبيرة من المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى بحماي ...
- لماذا يترك بعض النيجيريين المسيحية لصالح المعتقدات الأفريقية ...
- TOROUR EL-JANAH KIDES TV.. تردد قناة طيور الجنة على القمر ال ...
- متاحة الآن مجانًا .. أحدث تردد قناة طيور الجنة الجديد على نا ...
- ترمب مازحا: أود أن أصبح بابا الفاتيكان الجديد
- السجن 20 عاما لـ 4 متهمين في قضية الإخوان بالأردن
- خلي أولادك يفرحوا.. اضبط تردد قناة طيور الجنة 2025 على جميع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير قوطرش - هل أنا سنية أم شيعية؟