أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رؤى البازركان - تشويه الصورة الجميلة للآخر














المزيد.....

تشويه الصورة الجميلة للآخر


رؤى البازركان

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 18:57
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


وجوه بطاقة تعريفها صورة جميلة نخزنها في صندوق الذاكرة،مترسخة في أذهاننا، صورة ضوؤها شمس وظلها قمر، صورة متوازنة من إنعكاس أعماقها على هيئتها، صورة متناسقة من تلاقي خطوطها بزواياها... صورة لوجه نحبه نفضل ملامحه صورة مضيئة، مكتملة من تداخل أفكارها مع أفكارنا..شكلت إنطباعنا وتعاطفنا، إعجابنا وتقديرنا، اهتمامنا وتفاعلنا في الحياة الإنسانية فاقتربنا وتواصلنا، فاثمرت مشاعرنا و عواطفنا، هذه صورة الآخر في ذهننا ومخيلتنا لم تكن وهما ً لأننا نحفظها ولأننا نعرفها ونفهمها نساندها و ننحاز لها فحفظناها للأبد.

وعلى مدار السنوات و تعاقب الأيام تتعدد العلاقات وتتوثق الارتباطات، نلتقي بشخصية عدوانية السلوك همها الأول تشويه صورة الآخر بتعمد دون أن يطلب منها رأي،تحاول إختراق دواخلنا دون حق لتحطم كل ماهو راسخ في الذاكرة من أحداث إنسانية عميقة تتعلق بصورنا الجميلة... تحاول أن تغير مشاعرنا وعواطفنا تجاه الوجوه التي نفضلها و نحبها... تحاول أن تمحي الانطباع الإيجابي من عقولنا وتتلاعب بقصد لتحطيم صورة الآخر الجميلة.

هذه الشخصية العدوانية السلبية تحمل وجها ً مذموما ً زائفاً و منافقاً.. كلماتها كاذبة طاعنة، تدعي الصدق والوفاء لكن حقيقتها غادرة خائنة ... تحمل دوافع التفرقة والتخريب، تنوي توسيع الفجوة و الجفوة ... تراكمت داخلها طبقات من النقص والدونية نتيجة التهميش و الاهمال، تعاني من فقدان الحب وقحط العطاء، يضايقها الإنسجام والوفاق، يؤرقها التفاهم والحب فصار هدفها الإنتقام بإزاحة الآخر لتحتل هي محور الإهتمام، تقودها الغيرة الحاقدة.... فهي تحتاج إلى المصالحة والمصارحة مع نفسها والمواجهة مع الآخر... ليتسنى لها الشفاء من كثافة الأنانية وفضاء الفراغ ومن أهم الأمثلة التي نسمع عنها في الحياة الاجتماعية كيف تشوه الزوجة صورة امرأة أخرى قد أعجب بها زوجها في محاولة منها سحب مشاعر الإعجاب إلى قاع النفور وسوء الظن، أو تشويه صورة فتاة جميلة من قبل زميل لها في الجامعة لإبعاد إي معجب يريد التقرب اليها كي يكون هو المحظي بموافقتها.

وتكون ردة فعل قبول أو رفض تشويه صورة الآخر مختلفة من شخص لآخر بحسب مكونات شخصيته التي تأسست من خبراته وتجاربه و الكروموسومات الوراثية لديه . فالشخصية الواثقة المتوازنة لا يهتز بناؤها الفكري ولا تتأثر عواطفها ولا تتغير مشاعرها تجاه صورة الآخر لأنها تسموا بعقلها فهي متأنية في إصدار أحكامها و مبدئية في إختياراتها وطليقة بفكرها الحر ومدركة لما هو حقيقي وغير حقيقي محتفظة بخزين واقعية جمال الصورة.

بخلاف الشخصية ذات النوازع المتقلبة والأهواء المتغيرة تستقبل تشويه صورة الآخر بأحكام مندفعة و سريعة تساهم في الهدم وتساعد في تحطيم صورة الآخر الجميلة في ذهنها لأنها غير متوازنة و هشة،فتؤذي نفسها وتؤذي الآخر ، فكانت الأذن الصاغية التي أعطت للمعتدي فرصة الشماتة من تحقيق مغزى تخريب العلاقات الإنسانية. وقد تساهم في نشر التشويه حيث تسرع بممارسة سلوكها السلبي الذي إنتقل بعدوى الإذاء والتخريب، فالنقص أفضح عن نواقصها و القسوة جردت غضبها وكأنها كانت تنتظر فرصة الإنقضاض كي تسيء لأن الصورة الجميلة عندها غير حقيقية وغير مكتملة المعنى بل كانت واجهة مضللة لتمرير مصالح زمنية، فلن يفيدها الندم بعد شرخ الصورة الجميلة. و من الأمثلة التي نصادفها في ساحة العمل ما يطلق عليهم أعداء النجاح، كتشويه صورة موظف ناجح لسحب البساط من تحته وتوجيه أهتمام رئيس العمل لموظف آخر.

أما ردة فعل صاحب الصورة الجميلة من حيث معرفته أنه تلقى السهام الطاعنة والسكاكين الجارحة بالسمعة وتشويه السلوك وتلويث المشاعر تختلف من شخصية لأخرى. فالذي لا يصغي للحديث الكاذب ولا يلتفت إلى الكلام الملفق ولا ينصت إلى وساوس السوء متجاوزا ً القيل والقال و يترفع على المعتدي عليه بالقول محققا ً لنفسه حقيقة تقدير الذات السليمة وهو الفائز دائما في مثل هذه المواقف.
أما من يسلك خط الدفاع عن نفسه والتبرير والإنتقاد ليبرهن على أنه ضحية لمعتد ٍ أراد النيل منه، فيلجأ لاستخدام وسائل سلوكية إنتقامية و إتهامية لفظية جارحة ولائمة تقابل الإساءة إليه ولا تقل سوءاً عن البادي الأول حيث تفاقم ما بأعماقه من خوف و ضعف، فيكرس طيلة وقته في هواجس القلق و وساوس القهر لا يرتاح إلا إذا نال رد الإعتبار لنفسه المهزومة. من الأمثلة المهمة التي نواجهها في الحياة تشويه صورة الزوج أمام زوجته والتشكيك بسلوكه دون إثبات وإتهامه بالخيانة وعدم الوفاء.

ويتساوى الرجل والمرأة في السلوك السلبي العدواني لتشويه الصور الجميلة، و أيضا ً في ردة الفعل الإنفعالية لتقبل التشويه أو رفضه والسيطرة على إستحقاق حجم التوازن الشخصي. ومن هذه الشخصيات وأنماطها السلوكية المتعددة وردات فعلها المركبة نستنتج أن العلاقات السليمة و الناجحة تستلزم سعة العقل و رحابة الأفق لبنائها المتين. أما العلاقات الوقتية و الفاشلة ذات الأساس الهش تحتاج لوقفة تعمق وفهم ودراية بسلبيات السلوك الإنساني ومعرفة كيفية التعامل مع النوازع الهدامة والسيطرة على ردات الفعل السيئة إذا ما كنا ننشد بناء علاقات إنسانية تعيش طويلاً.



#رؤى_البازركان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأخير الغروب - التقديس والتأثيم...بحث في ازدواجية بنية العقل ...
- المرأة قربان للشرف... حوار مع الكاتبة فريدة النقاش رئيسة تحر ...
- زواج بأسماء متعددة: لقاء مع المفكر الإسلامي جمال البنا
- السوبر حداثة والسوبر تخلف للكاتب حسن عجمي
- الحب في مطب الازواج....!!!
- هندسة الحب
- مكاشفات عن فعل التحرش الجنسي بالمرأة
- التحرش الجنسي بالمرأة
- الضيمياء مذهب فلسفي جديد للكاتب حسن عجمي
- شرف وعذرية المرأة لعبة بيد الرجل
- هل لكل مقام زوجة
- المطلقة وقهر المجتمع
- انتهاك حرمة النساء العراقيات
- المرأة بين تغيب العقل وتكريس الجسد
- سقوط القناع
- الرجل الدونجوان
- مشهد من واقع المرأة العراقية لخمس سنوات من الاحتلال
- المرأة والعمل
- الرجل و كرسي السلطة
- تغيب العقل اسهل من تشغيله


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - رؤى البازركان - تشويه الصورة الجميلة للآخر