أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نصير عواد - إنهم يفترون على الشهداء














المزيد.....

إنهم يفترون على الشهداء


نصير عواد

الحوار المتمدن-العدد: 2925 - 2010 / 2 / 23 - 16:18
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


لطالما كنت ممن يدعمون حق القاتل "الجلاد" في أن يروي حكايته وموقفه مما جرى للآخرين من ضحايا ومعارضين، ليس لأن الصدق بغتة سينفطر على لسانه وإنما بسبب طبيعة التفاصيل المبثوثة في روايته والتي تفتقد إليها ذاكرة أهالي الضحايا المنشغلة بالحزن والعواطف والذكريات. ولكن لم يأتِ ببالي أن تختلط الوقاحة بالشجاعة عند القاتل ويصعد إلى المنبر يشيد بالشهداء والضحايا الذين تسبب هو نفسه بمقتلهم، وهذا هو بالضبط ما حدث في احتفالية يوم الشهيد الشيوعي بمدينة لايدن الهولندية في أواخر شهر شباط الجاري عندما صعد إلى المنصة ممثل الاتحاد الوطني الكردستاني "أوك" وبكلمات منمقة تخلو من الصدق "ويده اليمنى في جيب بنطاله النظيف" يعدد مآثر وبطولات شهداء الحزب الشيوعي العراقي وسط صمتنا واستهجاننا لما يحدث، الأمر الذي دفع النصير"عمار" إلى الخروج من قاعة الحفل حتى لا تفتضح المرارة في جلسته القلقة، ثم تبعه آخرون.
لست بدويا أو طالب ثأر ولست ممن يتوسل الأسباب للدخول في خلاف مع رفاق الأمس ولكننا، عائلات ورفاق الشهداء، نطالب القائمين على تلك النشاطات والمناسبات الوطنية باحترام مشاعرنا عندما يتم تذكّر أخوتنا ورفاقنا وأن لا يسخروا منا وأن لا يعولوا على النسيان كثيرا، فنحن ما زلنا نرى أن العلاقة مع "أوك" مصابة بعيوب شتى، خصوصا وإن القاتل لم يعتذر بعد عن جريمته في "بشآشان" ولم يُحاسب عليها قانونيا وما زال موقفه بين الصمت والتبجح ببطولاته في قتل الأبرياء. وبما أن المناضلين كثار والانتهازية جائزة فيجب علينا البحث عن عذر لرفاقنا في دعوتهم للجلاد، وعلينا إغماض عيوننا عن مهرجان القبل والترحيب بالقاتل وأن لا ننشغل بمعاناة "أبو بافل" في الصفوف الخلفية وهو يردد مفردات الحزن والتحسر عند ظهور كل صورة من صور الشهداء على الشاشة الصغيرة. في الحقيقة لا توجد مشكلة في جو النفاق العام بين السياسيين في دهاليز الأحزاب والبرلمان والوزارات والمؤسسات الرسمية باعتبار النفاق من لوازم السياسي الشاطر وإن كان في أعلى درجات المبادئ والالتزام، ولكن المشكلة عندما يوصلهم هذا النفاق إلى نسيان تاريخهم وعقولهم واستسهال الدوس على قيم ومشاعر رفاق الأمس. فالانزلاق إلى قاع الانتهازية يبدأ من الخطوة الأولى، وبما أنهم دعوا الجلاليين إلى احتفالية يوم الشهيد الشيوعي واجتهدوا في أيجاد تبريرات لذلك فما المانع من دعوة أبناء عمومتهم من البعثيين الصداميين في المستقبل للاحتفال بذكرى ضحاياهم وبمقابرهم الجماعية خصوصا وأن البعثيين ركبوا موجة النضال ونجدهم على خطانا يسيرون بعد أن اتخذوا من سوريا مركزا لانطلاقهم وأرسلوا كوادرهم إلى اليمن كما فعلنا نحن وحملوا السلاح ضد الاحتلال والدولة العراقية، فعندما تختلط القيم في الحياة سنجد دائما من هو ذاهب إلى الحج ومن هو عائد منه على الرغم من اختلاف النوايا والوجوه والأفكار، وعلينا أن لا نفاجئ بجلوس الجلاد والضحية حول صحن شوربة. فنحن كما يبدو في طريقنا إلى نسيان مناسبة "يوم الشهيد الشيوعي" أو على الأقل رش الماء عليها وتحويلها إلى مناسبة عامة تجسّد يوم الشهيد العراقي حتى يتسنى للجميع الحديث والمشاركة والمتاجرة بذلك إن تطلب الأمر، وعلينا أن نهيئ أنفسنا لتحويل المناسبة إلى ملحة وجلسة سمر وأن يتحدث عن الشهداء من لا يعرفهم وأن يروي البطولات من ليس وراءها.
إن موضوع "الشهادة" الذي قتل تقديسا وتسييسا في سوق الأحزاب، بقي لدى أخوة ورفاق الشهداء من المواضيع الحساسة بحيث تذكّره فقط يفتح أبواب المعاناة ويضع المرء بين عز النفس وغياب الحق ، أما التوسع فيه فلابد أن يضعنا في باحة تاريخ من الظلم والقمع والذكريات المؤلمة، تذكرنا بأن القاتل عندما كان مناضلا طعن ضيوفه ورفاقه بسلاح مشبوه فكيف به وهو على رأس الدولة والسلطة؟. خلاصة القول من حق السياسيين أن يفعلوا ما شاءوا لغرض البقاء والاستمرار وكذلك من حق أخوة ورفاق الشهداء أن يحتفظوا بحقيقة مشاعرهم ومواقفهم وذكرياتهم وأن يحتقروا الحروف في أسم القاتل وإن كان فيها شيء من جلالة رب العالمين.



#نصير_عواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مواقع إلكترونية أم قبائل سياسية؟
- في مديح الهزيمة
- حذاءٌ وطنيٌّ آخر من تركيا
- في ذهاب المهنة وبقاء المهانة
- يا أهل الشام أحيو المعروف بإماتته
- فنانو المنفى في ضيافة كامل شياع
- تعقيب على-محاولة-الناصري
- -أوراق من ذاكرة مدينة الديوانية- لزهير كاظم عبود
- نعم تآمرنا على وطن!!
- فنانو المنفى شعراء عاطلون
- المكانية في الفكر والنقد والفلسفة
- إعادة إنتاج الحادثة
- َظاهِرة الأدب الشَخصي عند العراقيين
- العراقيون ومهرجان روتردام للفيلم العربي
- طف كربلاء.. الحادثة التي أتت عليها أحوال
- حروبنا الأهلية..بين سوريا والسعودية
- ثلاث هُجْرات..ثلاثة حُرُوب..ثلاثة عُقود
- المنفى .. دليل كاظم جهاد إلى دانتي
- الإرث إلاسماعيلي.. وأحزابنا السياسية
- الحركية .. ومواسم التحليل


المزيد.....




- مرشحة اليسار الحاكم في المكسيك كلاوديا شينباوم تصبح أول رئيس ...
- اليمين المتطرف الفرنسي يتقدم بنوايا التصويت لانتخابات أوروبا ...
- فوز مرشحة اليسار بانتخابات الرئاسة في المكسيك
- السودان: عام من الحرب العبثية والعنف الشديد ضد السكان في الس ...
- النظام الإيراني الرجعي ليس حليفا لفلسطين
- مقابلة مع المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه 8/12/2023 Ilan Pappé ...
- اليمين المتطرف الفرنسي يتقدم في نوايا التصويت للانتخابات الأ ...
- المؤتمر الجهوي الثاني لجهة الشمال/ الريف لحزب النهج الديمقرا ...
- مشهد «الإبادة الجماعية» في مخيم جباليا
- هل يهمين اليمين المتطرف على البرلمان الأوروبي؟ وماذا يغير؟


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نصير عواد - إنهم يفترون على الشهداء