ماريو أنور
الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 22 - 18:11
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يشكل الله فكر الانسانية منذ البداية حتى النهاية ... من المولد حتى الممات ... ولا نتجمل ان قلنا ان فى وطننا العربى خاصةً يشكل الله مكونات الفكر من تصرف الى مشيئة .... من ارادة الى اللارادة .... لذلك ودون إطاله فى التعابير الخاصة بالله .... اكتب اليوم لاستعراض فكرة الله فى الفكر العربى من تخيلات رسمتها الجغرافية و الثقافة فى تلك المنطقة .... اكتب اليكم ولكم حق الاختيار فى اختيار إله فكركم ... إله مشيئتكم ... إله تصرفاتكم .... إله مصلحتكم وسلطتكم .... نتفق , نعارض لكن لن اتردد فى القول بان الله ليس كما نتصوره ... اعذرونى ان اوردت اليكم بتعبيرات بسيطة و ليست فلسفية , فأنا فى حقيقة الأمر احب ان اعبر خاصة عندما يتعلق الأمر بالله بتعبيرات بسيطه يفهمها العقل بتطور و مراحل تدرجه عن استخدام كلمات فلسفية فاجد نفسى قد كتبت الى ذاتى رافضاً فهم الآخرين ... وهذا ما تستخدمه الآديان فى أغلب لأمر مع مرفقيها ... حتى يتسنى لهم قول ( هى دى حكمة ربنا و فيه امور عمرنا ما هنفهمها بالعقل ) ( لا تجادل و لا تناقش يا اخ على او مرقس او كوهين ) فكلهم سواء فى اغلب الامور وإن اختلفت الطرق ... وكان عقولهم فقط هى القادرة على استيعاب الله ... اما نحن قطيع واجب على السير خلف عقولهم وحدهم دون حق التعبير او الاعتراض .... لذلك وعذرا لطول مقدمتى اقدم لكم اليوم الله بصوره المختلفه ... ولكم حق الاختيار أو الرفض
الله و الحرية :
- إله يراقب البشر من فوق بطريقة إلهية بالطبع مستخدماً عينيه او ملائكته فى التلصص على البشر. و مع كل ملاك يتبع بشرى مدونه يكتب بها أخطاءه حتى يتسنى له تقديمها الى الله استعداداً ليوم الحساب .... والله يعمل على مراجعة مستمره بما هو مكتوب مسبقاً بعلمه الإلهى لكل الامور الانسانية .... وإن خطأ الأنسان فى حق الله يصب الله غضبه عليه او تأديبه بصور مختلفة على حسب الخطأ و درجته مع العلم ان الله عالم منذ البداية بفعل الخطأ بسبب علمه الألهى المسبق .... فنحن أمام إله مصير حياة الانسانية و مع ذلك هو إنفعالى بشكل يتنافى مع علمه المسبق بالأمور الانسانية ! .... إله لا يسمح بخطأ البشر , مصير الحياة الإنسانية .
- إله لا يعلم بمستقبل الإنسانية فى الحاضر أو المستقبل ... يتفاجى بالفعل البشرى مما يسبب له الآلم و الحزن والفرح ...ذلك على حسب الفعل ... لإان أصاب الانسان مكروه تجده فى بجواره متألماً حزيناً ... وإن فرح , تجده من اوائل الفرحين ... فهو إله اقرب الى الطفولة ... لا يعاقب او يجازى فهو لا يملك إلا ذاته يقدما الى كل إنسان ... لا يوعد او يتواعد بمشتهيات بشرية ... فكل ما يملكه وجوده بقربك وفرحه بك .... إله من حقك أن ترفض وجوده مما يسبب له الآلم ... او تقبل وجوده فتسقط دموعه بفرح وجودك .... إله لا يقبل مشاركة البشر فى الخلق ... إله لا يسبب الموت للإنسان .... إله لا يخلق إنما اعطى الحياة للكادة منذ الآزل ولها حق الآختيار
- إله مصير حياتك و لكنه مانحك الحرية بشكل غريب و لكنه موجود ... فهو عالم وليس غائب و لكن انت لك حق الآختيار فى النهاية ... لا يستطيع قائليها اقناع انفسهم قبل مستمعيهم ... إله يترك لك حق الاختيار مع وجود العلم المسبق ... حتى يتسنى له معاقبتك فى النهاية على أفعالك .... فالاختيار هو لحق المعاقبة و تبرير الفعل الإلهى .... هذا الإله يعاقب أيضاً و يؤدب و يجازى .... إله مصير و محرر !
- إله يميز شعب عن الآخر .... فئة عن غيرها ... و إنسان عن إنسان ... إله خلق الكون لفئة ... أما الآخرين فهم للإستعباد .... إله يقبل المغفرة على حسب من قدمها إن كان من الاخيار او الأشرار ... إله لا يبالى بكل ما هو يسبب الألم للإنسان .... إله مسبب الحياة و أفعالها و مصيرهاً . إله يقتل و ينصر شخص على آخر .... يقتل فئة فى سبيل الآخرى .... إله تدعوه فقط من أجل هلاك الآخرين .... إله يستجيب فى إزلال كل ما هو آخر
الله و المراة
- إله يصنع المرأة من أجل الرجل و متعته الرجل فقط لا غير ... يجلبها من ضلعه حتى تكون تحت طوعه و آمره ... إله يخلق وجهها لرجل واحد فقط .... اما الآخرين فهم حق غير مشروع .... إله يعطى الرجل ما يحلو له من النساء غير مبالى بمشاعر المرأة .... إله يعطى الحق لللآخرين فى تحديد حياتها و التسلط على عقلها ... ليس لها حق الأختيار او المماثلة .... حياتها مجرد حياة لشخص آخر .
- إله خلق المرأة للحب ... للمساواة ..... إله خلق المرأة من قلب ذاته , لآن المرأة قلبها أقرب الى قلب الاله من الرجل ... إله خلق المرأة لتكون محور الكون ... هى من تكون و تخلق و تأسس رجال و نساء المستقبل .... هى من تتحمل , تعانى , تتألم فى سبيل غد أفضل .... إله أوجد المرأة ليكون الرجل ... إله أحب وجه المرأة ... أحب زينتها و اهتمامها المستمر بفانه .... خلق الإله المرأة حتى تكون قلب رحمة هذا الكون ....
الله و الفن
- إله أوجد عقل الأنسان لعبادته فقط دون التأمل فى مواطن هذا الكون ... خلق الصورة و يرفض ان نتأملها و نرسمها و نبدع فى بدائعه .... خوفاً أو قلقاً من إبداع يفوق إبداعه .... الرقص حرام .... الموسيقى حرام ... كل ما يقيد حياتنا .... كل حرية جسد , فكر , إبداع هى حرام ومن فعل الشيطان ... إله أوجد ثم حرم ....
- إله يحترم عقل الإنسان لم ينتظر عبيد إنما خلق و أوجد معارضين , مبدعين .... إله يقبل تعديل إفكاره من أجل الإنسانية .... إله يريد ان يكون الانسان إلهاً .... يحب الموسيقى فهو أوجد الأذن للإستمتاع بها .... أوجد النظر لتجسيد جمال الطبيعة .... أوجد الاحساس لسبر أغوار الحياة .... إله لا يقلق او يخاف ....
الله و الإنسان
- إله لا يريد من الإنسان سوى طاعته فهو عبده الذى خلقه لعبادته و طاعته العمياء .... للصلاة و العمل و الزواج فى حضرت الإله و اوامره .... إله يخلق أصناف للعبادة و التسبيح و الأفواه وظيفتها الترديد و الاستغفار طوال الوقت ... إله يغضب أغلب الأوقات على الإنسان الضعيف مستغلاً قدرته فى تأديبه و تحميله أكثر من طاقته ... إله يتصنت على الإنسان .... يقتل معارضيه ... يعذب الكافرين و الضالين ....أوجد الحروب و المجاعات و الزلازل و الاعاصير لقتل و تأديب الإنسان ... اوجد الامراض لتعجيز الإنسان .... أوجد الإنسان لفرض قدرته الإلهية ....
- إله لا يريد من الإنسان شىء ... فهو لم يخلق عبيد إنما معارضين ... مفكرين ... يعلم الإنسان و يتعلم من الإنسان ... لم يطلب الصلاة و الطقوس .... يطلب الحب فقط .... إله ليس فى حاجه إلى أصنام بل إلى الهة تتطور من الإنسانية ... إله لا يتصنت على البشر و لا يعنيه سوى قلب البشرية .... لا يقتل او يعذب ... إنما قدرته هى فى تقبل الفعل حتى وإن كان فيه قتل الروح الإلهية .... قدرته هى الحب فقط .... لم يصنع الامراض او المصائب بل يقاومها بكل قدرة تسمح بها حريتنا ...
الله و الشر
- إله يسمح بالشر لتجربة الإنسان ... إله يسمح بعذاب النفس و الجسد من أجل تأكيددات تخصه وحده ... إله يجرب البشر كل دقيقة و يوم من أجل فؤاد قلبه ...
- إله يقاوم الشـــــــــــــــــــــــــــــــر .... ويتألم منه .
الله و الشيطان
- إله خلق الشيطان حتى يبرر افعاله الشريرة فى البشر .... أوجده حتى يلتصق به كل فعل شر سمح به هو اولاً ... مبررا للإنسانية افعال الخطيئة .... إله أوجد الشيطان حتى يعذب و يعاقب كل من خالفه الرأى ... أوجده فى سبيل تأديب معارضيه فهو شرطى السماء ...
- إله لا يوهم البشر او يؤدبهم .... لا يحتاج الى شرطى .... إله فوق الزمن .... إله يخاف على الإنسان من انقساماته و اوهامه السماوية الخاصة بأفكاره .... إله يتألم من انقسام الإنسانية مبرره افعالها دائماً فى إله متألم او شيطان لم تراه الأعين بل صنعته قلوب ضعيفه .... وتبريرات واهية
اليكم نماذج الإلهة الفكرية .... إله صنعها الإنسان .... قد يكون منها الإله الحقيقة ... وقد لا يكون .... كل ما ذكر اعلاه هو إله فى عقل و قلب أحد فينا ... إله مصنوع او ازلى .... مخلوق او موجود .... فى النهاية هو الإله ....
الإله الذى من أجله نكفر , نقتل , نحارب , نموت , نصلى , نأكل , نتزاوج .... إلخ من الأشياء ..... وفى النهاية لنا حق الاختيار حتى وأن رفضت الهة عقولكم .
( (يدعونى ملحد , وبالفعل أنا ملحد بالنسبة الى تلك الآلهة المزعومه , ولكنى أؤمن بالاله الحقيقى ) )
#ماريو_أنور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟