أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - التخريب تحت غطاء الديمقراطية














المزيد.....

التخريب تحت غطاء الديمقراطية


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 2924 - 2010 / 2 / 21 - 19:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الأوضاع المتأزمة التي يعيشها العراق اليوم بكل تداخلاتها وعلى كافة المستويات , ولعل الوضع السياسي المتأزم يشكل إحداها , والمتمثل بالصراعات والتجاذبات ومواقف الإقصاء والإلغاء للآخر وانعكاساتها على الوضع الأمني المتدهور , لا يمكن فصله عن سياقاته العامة ومجريات الأحداث التي بدأت منذ عام2003 ,إذ هي منتج احتلالي له أهدافه وغاياته المدمرة , بالتعاون مع قوى وأطراف جاءت معه وقوى أخرى ظهرت على السطح بعد إن وجدت في المناخات التي أوجدها المحتل متنفسا لها لتعبر عن غاياتها ونواياها الضيقة وسلمت قيادها له وتساهم معه في تخريب وتدمير أركان وأسس الدولة العراقية وتمارس معه عمليه التفكيك للنسيج الوطني العراقي ومؤسساته الرصينة بغية إعادة تركيبها بما يخدم المخططات التي جاء من اجلها المحتل ,غير أن ما أسسه المحتل والمتعاونين معه لما يسمى (بالعراق الجديد ) لا يمكن أن يحقق بناء أسس الدولة المعاصرة كما يدعون بل على النقيض من ذلك ,فما قاموا به لم ينتج غير الفراغ على أكثر من صعيد ,حيث إن القوى والأطراف التي اعتمد عليها المحتل ليس باستطاعتها أن تحقق ذلك ,أو كما يريدها المحتل أن تكون هكذا , إن تقوم على أسس المحاصصة الطائفية والعرقية والفئوية بعيدا عن القيم المهنية والوطنية السليمة وفي هذا الحال فان الدولة التي تؤسس على ذلك لا يمكن لها أن تأخذ صفة الدولة بل هي تجمع شبيه بتجمع ((عشائر )) حيث تغيب المواطنة , أو بهذا التوزيع الطائفي لم يعد هناك وطنا حينما نصّنف المواطن حسب طائفته وعرقه ومذهبه ,فلا وجود للمواطن الأمن خلالها . ولهذا نجد اغلب هذه القوى والأطراف لا تمتلك الرؤية الحقيقية والقائمة على أسس وطنية سليمة لبناء الدولة , وكل ما يحركها في سياقها تحت غطاء الديمقراطية هي محاولة للحصول على الحصة من ((الكعكة العراقية )) ليس إلا وما حصل خلال السنوات الماضية الأربع وما سبقها من استخفاف بحقوق المواطن العراقي وعدم توفير ابسط مقومات الحياة له وإشاعة الفوضى وممارسا ت القتل والتشريد والاعتقال وترك أموال وثروات العراق عرضة للنهب والسلب واستشراء الفساد الذي لا مثيل له في العالم ليصبح العراق في مصاف الدول الأولى في الفساد كل ذلك يؤكد هذه الحقيقة .

وما يجري اليوم بشان الانتخابات البرلمانية ليس إلا امتدادا وتواصلا مع مسيرتها السابقة بكل مفاهيمها وسلوكياتها , وان كانت تحاول أن تمارس عملية التضليل والمخادعة لتظهر وكأنها نأت عن الكثير من شعاراتها السابقة من خلال استبدالها بشعارات (أخرى ) من اجل أن تجمل صورتها أمام المواطن , بعد أن افتضح أمرها وانكشفت حقيقتها أكثر من أي وقت مضى ,ولتنفي عن نفسها صفة التخندق الطائفي والفئوي الضيق ,وبعد أن أدركت إن المواطن العراقي قد رفض كل هذه الاصطفافات وما أفرزته من أوضاع قاسية وفي غاية الصعوبة دفع المواطن ثمنها ومن اجل أن تبقى في مواقعها واستئثارها بالسلطة , وخشيتها من أن تخسر هذه المواقع بعد إن خبرها الشعب العراقي جيدا بأنها ابعد ما تكون ولو بالتفكير في مصلحة المواطن والوطن ووحدته والحفاظ على ثرواته وأمنه و استقلاله , أخذت تمارس مواقف صريحة وواضحة في الإقصاء والتهميش لمن هو منافس لها تحت غطاء((الاجتثاث))أو (المسائلة والعدالة) ومن اجل إعادة التخندق الطائفي والمذهبي مرة أخرى وبطرق ملتوية ,وخلق حالة التمحور الطائفي والعرقي مرة أخرى والعودة إلى الأسلوب الذي اتبع في الانتخابات الماضية عالم 2005الذي عبرت عنه الاصطفافات المقيتة , وما القول بان هذه الانتخابات ستشكل حالة افتراقية عن سابقاتها ليس إلا محض ادعاءات واهية ومخادعة في الوقت نفسه, فالمشهد السياسي العراقي الذي تكتنفه الفوضى والاضطراب ينبئ من أن الأوضاع في العراق ستضل في حالتها المتدهورة وما ستفرزه هذه الانتخابات سيكون وطأته أثقل وأصعب من السنين الماضية على المواطن العراقي



#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرريني من قبضتك
- ملاحظات اولية عن المشهد الثقافي العراقي
- اتهامات الحكومية العراقية
- انهم يتاجرون بكرامة العراق
- وهم الديمقراطية باقصى كسورها العشرية
- الاتفاقية ...واساليب المخادعة
- مثقفون) من ورق
- لا تعذبو الكلمات
- المفترق
- انهم مهزومون
- هيمنةالسياسي ...وتشويه المشهد الثقافي
- امض بنشيدك حتى طرف الروح
- قصائد تحت سماء الرصاص
- مثقفون خارج التأريخ
- السماء تتفتح في اصابعي
- يركضون في قفص
- انهم يثردون خارج الصحن
- ااجعل من جراحك مناديل خضر
- مرايا الغياب
- حكومة في فندق


المزيد.....




- مدفيديف: الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية خطيرة وقد ت ...
- ما هي خصائص القنبلة الأمريكية الخارقة للتحصينات والقاذفة الت ...
- دوي انفجارات عنيفة في محيط مدينة رشت شمال إيران والمضادات تع ...
- الترويكا الأوروبية.. الانحياز لإسرائيل
- سخط إسرائيلي على مؤثرَين انتقدا -النفاق- والتباكي على قصف سو ...
- نتنياهو: سنقضي على التهديد الإيراني النووي والباليستي
- إيران.. توقيف 24 شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- الكرملين: أي هجوم أميركي على إيران قد يشعل حربا إقليمية
- بعد خامنئي.. ما سيناريوهات الحكم في إيران؟
- وسط تصاعد التوتر.. دول تطلب مساعدة مصر لإجلاء رعاياها


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - التخريب تحت غطاء الديمقراطية