أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - يركضون في قفص














المزيد.....

يركضون في قفص


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 2001 - 2007 / 8 / 8 - 05:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



رغم ما يطلقه الكثير من الأطراف السياسية التي يتشكل منها نظام الحكم في العراق عن السيادة والاستقلال والحفاظ على وحدة العراق الوطنية وغيرها من المقولات والشعارات التي يفهم منها إنها تصب لصالح الحالة الوطنية ,لكنها في حقيقة الأمر تظل بعيدة عن ارض الواقع ولا تمت بصلة إلى مضامين ما يطرحونه , فالممارسة العملية لهذه الأطراف والقوى وما يتجلى من سلوكهم السياسي , يظهر عكس ما يدعون ,وما هي إلا أغطية يحاولون ان يمرروا غاياتهم وأهدافهم من خلالها , فحالة الاختفاء وراء هذه المسميات والمقولات , أصبحت غير ذي جدوى ,أمام المواطن العراقي الذي لايمكن ان تنطلي عليه كل محاولات المخادعة والتضليل , وان تشخيص هذه القوى , وكشف غايتها وهويتها , لا يتطلب جهدا أو عناء , لسبب بسيط وهو إنهم جاوؤا مع الاحتلال وتحت رعايته ليقدمهم إلى الشعب العراقي كأتباع مخلصين له , وكأدوات تنفيذ لمخططاته ,فضلا عن نزوعهم الطائفي والعرقي والفئوي الذي لا يمكن بأي حال من الأحوال ان يمثلوا الحالة الوطنية ,بل على النقيض من ذلك , كان لهم الدور الرئيسي في التأسيس لنظام المحاصصة , وما ترتب على ذلك من اصطفا ف طائفي ومذهبي وعرقي ,ليجروا العراق إلى ما هو عليه أليوم , في دوامة العنف والاقتتال والتخريب ونهب ثرواته وتبديدها والمحاولات المستمرة في تمزيق النسيج الاجتماعي والثقافي , وإشاعة ثقافة المحاصصة وتعميقها في كثير من مفاصل الحياة الرئيسية .
ان حالة الانفصام بين القول والفعل جعلهم في حالة الإرباك السياسي ويتمخض عن ذلك مواقف تتخذها بعض هذه الأطراف والبعض الآخر يعلن عن مطالب معينة ثم يتراجعوا فجأة ليعلنوا عن مواقف ومطالب أخرى ,والتي يبدوا في ظاهرها ما يتناغم مع المطالب الشعبية والاقتراب من الحالة الوطنية , غير ان في حقيقتها ليست إلا محاولة لتحسين صورتهم وتخفيف حالة الرفض الشعبي لهم بتحالفهم مع المحتل وما ساهموا في اضطراب الأوضاع من خلال اصطفافهم الطائفي والفئوي , وفي الوقت نفسه فأنها خاضعة لمساومات مع أطراف أخرى قد يحقق بعض المكاسب المعينة لهذه الفئة أو تلك , والبعض الآخر من يفصح بشكل جلي عن حقيقته بتصريحات تفوح منها رائحة الطائفية النتنة بعد ان ضاقوا ذرعا بحالة التخفي وراء الدعاوى والشعارات التي لا تجسد حقيقة توجهاتهم الطائفية وهم في هذه الحالة كانوا أكثر صدقا مع أنفسهم وخصوصا ما تتضمنه هذه التصريحات من إقصاء وإلغاء الآخر , الذي لا يعني هذا الإلغاء السياسي للأخر فقط وإنما إلغاء الوجود الجسدي له .
ان قراءة بسيطة للمشهد السياسي (الرسمي)إذا جاز التعبير والذي يضم هذه الأطراف والقوى , يجد إنهم جميعا يتحركون ضمن مساحة محدودة لا يجوز تجاوزها , لان من يحكم مسارات عملهم و تحركاتهم اعتبارات داخلية وخارجية تبعدها كثيرا عن امتلاك الرؤية الوطنية , وهي كما نراها

أولا:: ان اغلب هذه القوى والأطراف قد جاءت مع المحتل ومنها من اصطفت معه لاحقا , وساهمت في تنفيذ برامجه وخططه ,وترى في الاحتلال مخلصا ومحررا, فمن يرى في الاحتلال (تحريرا) لا يمكن له ان تتمثل فيه الموقف الوطني حتى ولو في حدوده الدنيا فالعلاقة مع المحتل هي التي تحكم مواقف وحركة هذه القوى, فهي مهما حاولت ان توسع من دائرة حركتها ,فأنها تبقى مشدودة بحبل الاحتلال , لتظل في دائرة التبعية .

ثانيا:: التوجه الطائفي والعرقي والفئوي لأغلب هذه القوى جعلها محكومة بالرؤية الضيقة , التي تجتزئ الواقع وتحاول تعميم قانونها الخاص لتجعله قانون عاما , وهذا يعد مخالفة للمنطق وواقع الحياة , وقد استطاعت هذه القوى وبدعم مباشر من المحتل في توظيف هذه النعرات الطائفية والعرقية سياسيا , لينتج عنها وضعا شاذا قاد العراق إلى الفتنة والاقتتال الطائفي والمذهبي ,ومحاولة إحداث الشروخات العمودية في المجتمع العراقي وصولا إلى التفتيت والتقسيم ,وتشويه هويته وانتماءه العربي ,واستدخال قوى خارجية ساهمت في إشعال هذه الفتنة واستثمارها بالاتجاه الذي يصب لصالح أهدافها وغاياتها على حساب استقرار العراق والمواطن العراقي .
ان التحالف مع الاحتلال والبنية الطائفية والعرقية والفئوية المؤسسة لهذه القوى سواء كانت أحزاب أو تجمعات أو أفراد جعلت منها أسيرة المواقف والرؤى الضيقة ,ومهما ادعت بالوطنية وتشدقت بشعاراتها فأنها بعيدة عن الموقف الوطني المطلوب بحكم تبعيتها للمحتل وما تمليه عليها بنيتها الطائفية والعرقية والفئوية ,لتبقى ضمن هذه الدائرة الضيقة,ولا يمكن لها ان تتعدى الخطوط الحمر المرسومة لها,وتظل كما لو إنها تركض في قفص.



#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم يثردون خارج الصحن
- ااجعل من جراحك مناديل خضر
- مرايا الغياب
- حكومة في فندق
- اجعل من جراحك مناديل خضر
- انه جرحنا الذي يتلألأ


المزيد.....




- هل عدلت قناة تلفزيونية تقريرا لجعله أكثر تعاطفا مع إسرائيل؟ ...
- لسوء سلوك مفترض... الجنائية الدولية تطلب -تحقيقا خارجيا- بحق ...
- هل توافق على إقامة دولة فلسطينية؟.. وزير خارجية إسرائيل الجد ...
- إيران تجدد رفض اتهامها بمؤامرة اغتيال ترامب..وتتساءل عما إذا ...
- بسبب الأزمة الحكومية.. الرئيس الألماني يؤجل زيارته للسعودية ...
- قمة الرياض: لا سلام مع إسرائيل دون إقامة دولة فلسطينية
- حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وسط مجاعة قاتلة ف ...
- وفاة 8 من أسرة واحدة في انهيار صخري غربي اليمن (فيديو)
- تونس: مذكرة توقيف بحق رئيس النادي الصفاقسي رجل الأعمال عبد ا ...
- تونس: 35 عاما سجنا بحق المرشح الرئاسي السابق العياشي زمال


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - يركضون في قفص