أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - اتهامات الحكومية العراقية














المزيد.....

اتهامات الحكومية العراقية


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 2755 - 2009 / 8 / 31 - 15:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


((ضرب عدة عصافير بحجر واحد))

إن الرؤية الطبيعية للأوضاع المضطربة في العراق وما تنتجه هذه الأوضاع من إشكالات متعددة تزيد وتأزم من حالات الاضطراب والفوضى ,وبالتالي لها انعكاسها على كافة الأصعدة وقبل الدخول في التفاصيل , لابد أن نؤكد من إن الاحتلال يشكل طرفا رئيسا في المشكلة وملابساتها بسبب ما افرزه من أوضاع شاذة وممارسات لها تداعياتها الكبيرة على جميع جوانب المجتمع العراقي , كذلك لايمكن فصل الخلافات والصراعات بين الأطراف المتنفذة في الحكم عن ما يحدث لأنها تشكل جزءا كبيرا في اضطراب الوضع العراقي , كما يترتب عن ذلك من حالات الضعف وعدم القدرة في إدارة الأوضاع بالاتجاه الذي يضمن استقراره , أما التفجيرات الأخيرة , وما تبعها من اتهامات موجهة ضد الشقيقة سوريا يكشف مدى العجز والفشل السياسي , والذي تجلى في طريقة وأسلوب هذه الإطراف الذي ينم عن عدك تماسكهم وجهلهم حتى بالأعراف الدبلوماسية في العلاقات الدولية ,خصوصا إن ما حدث من تفجيرات وما تلاها من اتخاذ مواقف متسرعة تجاه الشقيقة سوريا كانت عشية التوقيع على اتفاق تعاوني بين البلدين , ومن الجدير بالذكر إن سوريا لها مواقفها المعروفة في رفضها للاحتلال الأمريكي ,كذلك لها رؤيتها ومعرفتها بالقوى المتنفذة في العراق وعلى بينة كاملة من ارتباطاتها المزدوجة وتوجهاتها الفكرية والسياسية , غير إنها ترى في ترك العراق لمن هب ودب من أجندات خارجية وإقليمية , وبعيدا عن الحضن العربي , سوف ينعكس سلبا على الشعب العراقي وعلى المنطقة العربية , طالما أكدت ((سوريا)) مرارا إن التدخل الإقليمي في العراق هو نتيجة ضعف الموقف العربي تجاه العراق , ومن هذا المنطلق مدت سوريا جسور التعاون والتفاهم مع العراق فضلا عن المصالح بين كلا الشعبين . وبالعودة الى أحداث التفجيرات وموقف الحكومة العراقية واتهامها لقوى عراقية موجودة في سوريا ,عشية التوقيع على وثيقة التعاون فيما بينها وبهذه السرعة اللافتة للنظر , يؤكد إن هناك أسباب ودوافع مباشرة غايتها تحقيق أهداف سريعة استجابة لمصلحة هذه القوى , لعل أبرزها الضغط على بعض أطراف هذه القوى التي اعلنت خروجها من دائرة الاتلاف , وخشية من إن ينفرط عقد هذا التحالف وخصوصا مع اقتراب الانتخابات البرلمانية , حيث أكدت إن وجودها غير مضمون في الحكومة القادمة إذا كانت خارج اصطفافها المعروف ناهيك من إن هذه القوى وهي تعيد حساباتها في العودة الى التفاهم والائتلاف بين هذه القوى , وجدت في هذه التفجيرات وهذه المواقف أسلوبا في تصدير الأزمات الى الخارج وتبرئتها من عدم السيطرة على الوضع الأمني المتدهور , في جميع أنحاء العراق برغم الدعاوى التي أثبتت بطلانها في تحقيق الأمن والاستقرار.
لكن ذلك لا يعني إن هناك أسباب دوافع غير مباشرة لها أهدافها المضمرة وغير المعلنة وان كانت معروفة للشعب العراقي فهي عملية ((ضرب عدة عصافير بحجر واحد )) أي إن هذه التفجيرات والمواقف لها عدة أهداف وغايات أخرى غير التي ذكرناها وإنها تندرج ضمن مخطط لا يخدم سوى المشروع الأمريكي _ الصهيوني والقوى المعادية الأخرى ولعل أبرزها :
أولا: إضعاف الدور العربي في العراق والوقوف بوجه أي محاولة في تنشيطه ,وتفعيله, الذي يتقاطع مع دور الأجندة الخارجية والإقليمية, كي لا تفقد هذه الأجندة قدرتها استخدام العراق كورقة في معادلاتها السياسي على مستوى الإقليمي والدولي, فضلا على الاستحواذ على ثرواته ومقدراته , ويشكل الدور العربي السوري الحالة المتقدة والصحيحة لدور عربي مستقبلا.
ثانيا: العمل على فصل العراق عن محيطه العربي وإبقاءه خارج هذا المحيط , وفي ذلك يبقى العراق مشلولا وضعيفا ,ولقمة سائغة لقوى إقليمية ودولية, ومسرحا لتدخلاتهم وبالتالي جعله منطقة توتر مستمرة لها انعكاساتها على المنطقة العربية بما يضعف تضمانها بوجه المشروع المعادي .
ثالثا:محاولة التخلص و الهروب من متطلبات المرحلة الراهنة, في خلق الاستقرار السياسي والأمني, الذي ستحققه المصالحة الوطنية الحقيقية, وما لسورية العربي من دور مهم وكبير في هذه المهمة وبما تتمتع به من حكمة ودراية وتأثير في تحقيق ذلك, حيث ترى الإطراف المتنفذة في الحكومة العراقي إنها ستغدو محجمة في دورها وستفقد مواقعها فيما إذا تحققت المصالحة الوطنية , بعد إن فشلت إدارة الأوضاع في العراق وفي كل المجالات الأمر الذي افقدها حتى مناصريها ومؤيدها من الشعب العراقي.
رابعا : هناك حقيقة يعرفها اغلب العراقيين وكل السياسيين والمثقفين العرب , إن هناك خط احمر وضعه الأعداء , بين العراق وسوريا والتصدي لأي علاقة فيما بينهما وبما يخدم الشعبين والمنطقة, وهناك الكثير من الشواهد التي تؤكد ذلك منذ عقود .

إن الإطراف الحكومية في مواقفها هذه وتصعيد الأزمة بالطريق المعروفة , تكشف أكثر من أي وقت مضى بأنها أسيرة لأجندة خارجية , ومحكومة برؤاها الضيقة التي تحكم اصطفا فاتها ومساراتها, وبالتالي تضعها في الطريق الذي لا يفضي الى امن واستقرا واستقلال العراق .








#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهم يتاجرون بكرامة العراق
- وهم الديمقراطية باقصى كسورها العشرية
- الاتفاقية ...واساليب المخادعة
- مثقفون) من ورق
- لا تعذبو الكلمات
- المفترق
- انهم مهزومون
- هيمنةالسياسي ...وتشويه المشهد الثقافي
- امض بنشيدك حتى طرف الروح
- قصائد تحت سماء الرصاص
- مثقفون خارج التأريخ
- السماء تتفتح في اصابعي
- يركضون في قفص
- انهم يثردون خارج الصحن
- ااجعل من جراحك مناديل خضر
- مرايا الغياب
- حكومة في فندق
- اجعل من جراحك مناديل خضر
- انه جرحنا الذي يتلألأ


المزيد.....




- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...
- نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر ...
- القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا ...
- إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس ...
- إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع ...
- هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
- ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الغوّار - اتهامات الحكومية العراقية