أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد علي - يشمل التغيير كافة جوانب الحياة اينما كان















المزيد.....

يشمل التغيير كافة جوانب الحياة اينما كان


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 2922 - 2010 / 2 / 19 - 21:36
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


انها سيرة الحياة الطبيعية و مشيئتها ان تتغير يعد كل مرحلة و تنتقل الى اخرى مغايرة بشكل ما قليلا كانت ام كثيرا، و تكون بمواصفات و سمات اكثر تمايزا عما قبلها، و تكون في اكثر الاحوال متطورة و متقدمة عليها ان لم يصبها عطل اوتحدث فيها مفاجئة ، او تتعرض لقفزة و تترك فراغا تجبرها العودة بعد حين لملأ المساحة المفقودة الحاصلة من جراء القفزة، و انها لامر طبيعي و مثبت علميا ان ترتقي الحياة العامة للكائنا ت و لكن ببطأ ، و ما يمنع التلمس بها من قبل الانسان اثناء معيشته و بشكل واضح هو قصر عمره، و انما التسارع واختصار الزمن فسح المجال الكثير للتيقن من التطورات الحاصلة بعد مراحل متعددة، و ان كانت قصيرة نسبة الى عمر الكون و مدى الانتقالات و وضوح التغييرات في الشكل و التركيب و التدرج الفصيلي و الرتبي لكل ما موجود من المادة و ما يتعلق بها.
و من هذا المنطلق العلمي المدروس و استنادا على البحوث و النظريات و التجارب التطبيقية لما يخص الطبيعة ، يمكننا ان نقيٌم ما يحصل لما يمس حياة الانسان من كافة جوانبها الاجتماعية الاقتصادية الثقافية السياسية الفكرية العقلية و نظرته الى الحياة، و كل منها تحتاج لبحوث و دراسات و التعمق اكثر في مضامين التغييرات لتوضيحه بتواضع و سهولة لكافة الفئات و المكونات و العقليات البشرية ، و هذا لا يعني حدوث تطور و تجديد و تحديث و اصلاح و اخيرا التغيير في جانب ما و توقفه او جموده في الاخر، لا بل هناك علاقات و روابط متلازمة بين الظروف و الحالات و الجوانب التي يحصل فيها التغيير في النهاية، و تتكون او تنبثق نتيجة ذلك معادلات معقدة لربط كافة المتغيرات و ما يحصل ليُستنتج بعد كل مرحلة واقع مغاير متميز و اكثر تطورا من سابقه. هذا ما يثبته لنا التاريخ في كافة بقاع العالم و ما توصل اليه كل موقع او منطقة و كيف انتقل و تجاوز الامور و خلف ورائه المراحل و الوقائع و تلمست الاجيال ما ترسب منها و كيف عمد على ازالة المضر السلبي و تمسك بما هو المفيد الايجابي.
اليوم لو اختزلنا ما نريد الغوص فيه في جهة من ناحية او حالة واحدة و درسنا الواقع و ما يتطلبه من ضرورة الاصلاح و حدوث التغيير، لابد ان نوسع في كلامنا ليشمل ما يخص المجتمع، و لو نتعمق و نضيق المساحة لكي نكون عمليين في الطرح و الكلام و المواقف و نحصر التغيير الشامل في واقع المجتمع في منطقتنا لابد ان ندرس ما يتصف به ظروف كل مجتمع و واقعه و اختلافاته عن الاخر لننجح في التقييم و الدراسة و التشخيص.
اذن الجانب الرئيسي المسيطر على كافة الفروع و ما تشمله الحياة ،والذي بتغييره يتاثر ما هو مرتبط به بشكل طبيعي هو ما نعرفه اليوم بمفهوم السياسة العامة لاي موقع او بلد ، و النظام السياسي العام الذي يرتبط به كافة الجوانب الاخرى المعرضة للتغيير. لو القينا نظرة عابرة على اي نظام لاي بلد، و ما هو فيه من المميزات لابد ان نرتبه و ندرج مستواه من حيث التوافق مع متطلبات الحياة العصرية التي تسير عليها الدول و المناطق المتطورة الاخرى، و بفضل المستجدات و التماس المباشر معها بفعل العولمة و الاتصالات، و ما يحتك به الجميع مما يثير الجوانب الاخرى لما يهم حياة الانسان في التحرك بهذا الاتجاه و السير الصحيح نحو الامام .
ربما يقتصر احد ما التغيير و ما يشمله في الاصلاحات البسيطة هنا و هناك او يلصق الاسباب و الموانع بتيار او حزب او تجمع استقرت حاله في البقاء و التعلق على مستوى و مكان، و لم يتمكن من مسايرة ما يجلبه التطور و ما يفرضه تنوع و اختلاف الاجيال و سماتهم ، و هو يختزل التغيير و يؤطره في حال و ظرف من اجل هدف ما ، سوى كان سياسيا او اقتصاديا او ثقافيا، و لكن ما يفرض نفسه هو سعة مساحة التغيير بعد حاصل جمع الاصلاحات في كافة النواحي ، و ان كانت السياسية هي المؤثرة على الاخريات ، و هذا ما يفرض علينا ان لا ننظر الى متطلبات الحياة العامة من الاصلاح و التغيير المطلوب من زاوية الصراع السياسي و المصالح الشخصية و ما يستغلونه من اسم و مضمون هذا المفهوم المتعدد الجوانب و المكامن و المظاهر دون الخوض في تحليل و معرفة ما يجعله متفاعلا و ما يفرزها من المعطيات و التداعيات و ما يريدها من المتطلبات و العوامل المساعدة لنجاحه ، و همٌ هؤلاء الوحيد هو حصر هذا المفهوم و اختزاله بكل قواهم في الصراع السياسي الذي تربوا عليه منذ تعومة اظافرهم و يعتمدون عليه كوسيلة لمنافسة الاحزاب و القادة المنافسين، و استغلاله كعامل او ورقة رابحة في التنافس و الصراع.
لو حدث هذا و ان كان لاهداف ليست في محلها، فانه سيؤدي الى الاختلال في الوضع المعيشي العام نتيجة تقدم في مسيرة حالة و جانب دون ان تلتحق به الجوانب الاخرى التي يجب ان تلزمه في التراكب و التوازي و التعلق .
اذن، لو اصر اي منا على ضرورة اجراء الاصلاح السياسي العام و ما ينتج عنه من التغيير، لابد من الاصرار على التغيير الشامل الكامل الواسع النطاق في جميع الحالات و الاطر المعيشية للانسان و في كل مايخص هذا المفهوم الذي يفرض نفسه على الجميع و ما ينشده الكل في كل زمان و مكان.
و من هنا لابد ان نتطرق بشكل واضح للتغيير السياسي العام الذي تتحدث به كافة القوى و الاطراف السياسية لاغراض مختلفة ، سوى كانت من اجل اعتلاء السلطة او للتنافس مع القوى الكبرى.
بداية لابد ان نعلم ان حياتنا المعيشية بحاجة ماسة الى تنظيم و ترتيب و اعادة نظر في توجه عما مثبت و قديم ،و محاولة التجديد و التحديث و الابداع في خلق ما تتوازى عليه الحياة لدفع معيشة المواطن البسيط نحو ما يبتغيه من خلال اداء كافة الجهات المرتبطة به ، و عندئذ يمكن ايصال المجتمع المعني الى مصافي المجتمعات الطبيعية المعيشة، و يمكن العمل حسب الظروف و السمات الخاصة لكل مجتمع و لكن بعد تخطيط و دراسة و بحوث و تعيين مواقع الثغرات و تشخيص السلبيات و الاعتماد على الاختبارات و التجارب العلمية الصحيحة. و ما نراه من المحاولات المتعددة سوى كانت بحسن نية او لا ، ام كانت لاغراض و اسباب سياسية قد تؤثر بشكل متواضع على السيرة السياسية العامة، كاتخاذ الحيطة و الحذر من قبل السطة و اجراء التعديلات و مراقبة عملها و المطالبة بالتغيير و الاصلاح السياسي كلما سنحت لها الفرصة كما تتطلبها المعارضة، لاا ان عملية التغيير شاملة متكاملة لا يمكن حصوله من جانب واحد و تبقى جوانب اخرى متخلفة، و لكن المطالبة الدائمة بالتغيير و الضغط المستمر و اثارة الراي العام و تكثيف جهود الاعلام و المنظمات المدنية مع التخطيط و طرح البديل بوجود الشفافية و الدقة في العمل التي هي من اولويات المطالب الرئيسية لنجاح التغيير بشكل جذري سوف ينجح التغيير نسبيا.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات تحدد توجه العراق نحو المركزية او الفدرالية
- ارتباك واضح في تحضيرات العملية الانتخابية في العراق
- لم تترسخ المهنية في عقليتنا و عملنا بعد
- الوضع النفسي العام للفرد العراقي و تداعياته في المرحلة الراه ...
- نجاح العملية الديموقراطية مسؤولية الجميع في العراق
- موقف المثقف من الاحداث و مدى تفاعله مع الواقع و ما فيه
- دور الاخلاق في تجسيد السلوك السياسي
- لا لعودة البعث مهما فرضت المصالح و السياسة العالمية
- سبل الحد من التاثير السلبي على العملية السياسية باسم الاختلا ...
- ديموقراطية العراق الجديد يضمنها تهميش اللاديموقراطيين
- يتجسد الواقع الاجتماعي الجديد ما بين تغييرات الثقافة و السيا ...
- الجوانب الايجابية و السلبية لقرارات هيئة المسائلة و العدالة
- لماذا التوسل من ما سموها بقوى ( الاحتلال ) حتى الامس القريب ...
- ازدواجية تعامل الجامعة العربية مع القضايا العامة
- هل الخلافات بين القوى العراقية مبدئية ام مصلحية؟
- كافة المؤسسات بحاجة دائمة الى الاصلاح و التغيير
- هل من المعقول ان نحتفل بعيد الجيش في هذا اليوم
- كيف يختار الناخب افضل مرشح في الانتخابات
- ايران تغلي و ستكتمل الطبخة
- المرحلة القادمة تقربنا خطوات من عملية قطع دابر الارهاب


المزيد.....




- الكويت.. شجون الهاجري تحظى بالتضامن من زملائها على مواقع الت ...
- كيف علقت الصين على الضربة الأمريكية ضد المنشآت النووية الإير ...
- حصريًا لـCNN.. كيف سيكون رد طهران على هجوم أمريكا؟ متحدث باس ...
- مصر.. الحكومة تكشف عن خطة لعدم انقطاع الكهرباء خلال الصيف وخ ...
- بعد ساعات من استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. واشنطن تقلّ ...
- الدفاع المدني السوري: 15 قتيلاً على الأقل وعشرات الإصابات جر ...
- فظائع في الظل.. كيف تمددت فاغنر في إفريقيا على أنقاض القانون ...
- سوريا: 15 قتيلا على الأقل في هجوم انتحاري داخل كنيسة في دمشق ...
- مدير مكتب الجزيرة في طهران: 3 جهات بإيران تحدد الخطوة القادم ...
- مساعد الذكاء الاصطناعي بواتساب يسرب رقم هاتف أحد المستخدمين ...


المزيد.....

- نبذ العدمية: هل نكون مخطئين حقًا: العدمية المستنيرة أم الطبي ... / زهير الخويلدي
- Express To Impress عبر لتؤثر / محمد عبد الكريم يوسف
- التدريب الاستراتيجي مفاهيم وآفاق / محمد عبد الكريم يوسف
- Incoterms 2000 القواعد التجارية الدولية / محمد عبد الكريم يوسف
- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عماد علي - يشمل التغيير كافة جوانب الحياة اينما كان