أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - للموت في فلسطين طعم آخر














المزيد.....

للموت في فلسطين طعم آخر


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2919 - 2010 / 2 / 16 - 01:12
المحور: القضية الفلسطينية
    


بقلم- عطا مناع

الموت هو الموت، والموت بالنسبة للبشر كل البشر هو الحتمية، وان تموت يعني أن لا تعود للدنيا، فهو الحد الفاصل للحياة، هكذا يقولون، ولكن هناك الموت الطبيعي، قال الكاتب المصري يوسف إدريس في تعليقه على روايات العظيم الفلسطيني الأديب غسان كنفاني مخاطبا شعب فلسطين...... احذروا الموت الطبيعي، ، رحمهم اللة فقد غادرونا جميعا دون رجعة وارتاحوا من وجع الانتظار الطويل، والهزيمة التي لاحقتهم حتى الممات رغم أنة تمسكوا بفردوسهم المفقود للرمق الأخير، وكانوا يتلذذون بسرد الحكايات عن الحياة الضائعة أو التي ضيعت.

في فلسطين إمكانيات الموت متوفرة، قد تموت برصاصة من جندي إسرائيلي، أو من قنبلة تزن طن من المتفجرات تلقيها عليك طائرة أف 16 ويذلك تكون محظوظا مقارنة مع إمكانية الموت تحت بساطير وعصي جنود الاحتلال، ومن أشكال الموت المزعج في فلسطين الموت على الحواجز أل 540 التي تقطع أوصال الأرض والحجر والبشر، على الحواجز يتسلل الموت إلى جسمك جرعة بعد جرعة تتلقاها يوميا من جنود أتقنوا المشهد، هنا ممنوع عليك أن تمارس طقوسك البشرية، فأنت متلقي وتخضع للممنوع، فعلى الحواجز ممنوع عليك الكلام وممنوع عليك الضحك بسبب أو بدون سبب، أنت ليس بشراً، أنت من الاغيار الذين احلوا حاخاماتهم دمك، أنت "حي" ولكنك في نظرهم جثة تمشي على الأرض.

هو الاحتلال الموت الذي يتربص بك وأنت في بطن أمك، ما أكثر الأجنة التي لم ترى نور اللة في بلدنا، وما أكثر الأمهات اللواتي صعدن إلى اللة لان الخواجا الذي يقف على الحاجز أو البوابة تلقى جرعة عنصرية من الحاخام الأكبر الذي أفتى بقتلك لأنك فلسطيني، أنة الموت المحتم القادم من التلمود.
الغريب أن بلدنا فلسطين أنتجت شكلاً جديداً من الموت، أنة الموت الجماعي الذي عكسه الوضع الداخلي، فمن السهل على المواطن الفلسطيني أن يموت همً وكمداً جراء عدم قدرته على فك طلاسم قيادته التي لم تعد قيادة، فالقيادة الفلسطينية تتفن في تصدير الموت لشعبها الذي لم يعد يفهمها، فقيادتنا تجمع بين الديمقراطية واللاديمقراطيه، هي قيادة شفافة وفاسدة، وهي تعرف اللة وتعمر مساجده وتقصف المساجد وتدمرها على رؤوس من فيها، يحرمون الدم الفلسطيني ولا يتورعون في سفك دماء الأبرياء، ينادون بحقوق الإنسان وحرية الرأي وفي أول فرصة تنهال العصي على رأس الفلسطيني المغلوب على أمرة، أليس هذا أبشع أشكال الموت التي من الممكن أن يتعرض لها البشر.

في بلدنا فلسطين تفعل القوانين الاقتصادية والاجتماعية فعلها، فهناك من يكدس عشرات الآلاف من الدولارات يومياً من تجارة الأنفاق وهناك من يدفن حياً، ومنهم من ينادي بالفضيلة نهاراً ويمارس الرذيلة بأبشع صورها ليلاً، يقولون لك اصمد ويكفيك الزيت والزعتر وتراهم يزدادون تكرشاً، رحم اللة ناجي العلي.....

الموت في فلسطين لا يقتصر على البشر، فالأرض تموت وتتألم، ليس بفعل إجراءات الاحتلال الذي يصادر ويهدم ويستولي على المنازل ويطر سكانها، ولكن بفعل العادية في التعاطي من تلك الجرائم، وهذا السلوك يكرس الموت الحقيقي الذي يطال الوطن والقيم والفعل السياسي الذي مات وشبع موتاً، لماذا؟؟؟؟ لأننا أصبحنا نستجدي الحياة لاعتقادنا أننا أحياء.

لقد أدرك الأديب الفلسطيني الشهيد غسان كنفاني هذه الحقيقة مبكراً عندما قال في رواية أم سعد"خيمة عن خيمة بتفرق"، فهو الذي عرف بنفاذ بصيرته ووضوح رؤياه أن الإنسان قضية وتجلى ذلك في رواية عائد إلى حيفا، تلك الرواية التي سبرت أغوار الوعي الغائب، وقالها في رواية رجال في الشمس على لسان أبو الخيزران، لماذا لم تقرعوا جدران الخزان، كلمات تاهت في صحراء التيه في البدايات ليرتد صداها للزمن الحاضر، أقرعوا جدران الخزان ولا تموتوا قهراً وكمداً بصمت، ألا نستحق كشعب حي ان نحتقر الموت على طريقتهم.







#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طز في القناة الإسرائيلية العاشرة
- الشيخ القرضاوي: لا يهم الشاة سلخها بعد ذبحها
- فلسطين: صاحبة الجلالة في ذمة اللة
- نتنياهو يضرب الكف ولا يعدل الطاقية
- الحكيم جورج حبش والكلمة الفصل
- حدث في فندق الأفرست
- ماذا لو نزلنا إلى الشارع
- الزملاء الصحفيين : احذروا النعجة دولي
- عن الجنس المحرم
- عن استطلاعات الرأي وصناعة الفشل
- غزة والضفة والموت المجاني
- مذكرات فاسد:الورقة الثالثة- سفينة نوح
- في يومها : حضر الحكيم وصور أخرى
- مذكرات فاسد- الأنفاق-الورقة الثانية
- مذكرات فاسد: الورقة الأولى
- الأضحى صدام وصدام الأضحى
- حنا مينا: هل هي نهاية الرجل الشجاع؟؟!!
- ثقافة الطوطم وفوبيا الإنسان العربي
- بنطلون تشي جيفارا
- لا سمعاً ولا طاعة


المزيد.....




- رصدته كاميرا بث مباشر.. مراهق يهاجم أسقفًا وكاهنًا ويطعنهما ...
- زلة لسان جديدة.. بايدن يشيد بدعم دولة لأوكرانيا رغم تفككها م ...
- كيف تتوقع أمريكا حجم رد إسرائيل على الهجوم الإيراني؟.. مصدرا ...
- أمطار غزيرة في دبي تغرق شوارعها وتعطل حركة المرور (فيديو)
- شاهد: انقلاب قارب في الهند يتسبب بمقتل 9 أشخاص
- بوليتيكو: المستشار الألماني شولتس وبخ بوريل لانتقاده إسرائيل ...
- بريجيت ماكرون تلجأ للقضاء لملاحقة مروجي شائعات ولادتها ذكرا ...
- مليار دولار وأكثر... تكلفة صد إسرائيل للهجوم الإيراني
- ألمانيا تسعى لتشديد العقوبات الأوروبية على طهران
- اكتشاف أضخم ثقب أسود في مجرة درب التبانة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - للموت في فلسطين طعم آخر