أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - غزة والضفة والموت المجاني














المزيد.....

غزة والضفة والموت المجاني


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2869 - 2009 / 12 / 26 - 19:36
المحور: القضية الفلسطينية
    



من تابع الجريمة التي ارتكبتها القوات الاحتلاليه الخاصة في نابلس والتي راح ضحيتها ثلاثة فلسطينيين ذبحوا بدم بارد في وسط عائلاتهم وعلى مرأى من صغارهم.
وتأتي جريمة نابلس وما سبقها من جرائم ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني لتؤكد أن دولة الاحتلال ماضية في سياسة القتل المبرمج، وان السنوات القادمة تحمل الكثير للشعب الفلسطيني وخاصة في ظل حالة التشظي السياسي الداخلي والانقسام على الذات، هذا الانقسام الذي شرع بشكل أو بأخر قتل الفلسطيني.
إن جريمة نابلس تؤكد وبالملموس فشل خيارات السلطة الفلسطينية سواء كانت السياسية أو الأمنية، والاعتراف بفشل المفاوضات وانهيارها يتطلب البحث عن مخرج داخلي حتى لا يتحول شعبنا لأهداف مستباحة للدولة العبرية وجيشها المتسلح بالايدولوجيه العنصرية.
والأكيد أن القيادة الفلسطينية تعيش الفشل المركب الذي افقدها إمكانية المناورة لتصبح متلقية للفعل ألاحتلالي سياسياً كان أو عسكرياً، ولهذا الوضع تداعياته الإستراتيجية على حياة المواطن الفلسطيني التي افقدها الانقسام وتداعياته الخطيرة التي خلفت ولا تزال الضحايا الذين يفقدون حياتهم مجاناً ودون هدف رغم أن بعضهم يتسلحون بالقناعات الوطنية التي يسميها القاموس الفلسطيني الحديث إرهابا.
واليوم ونحن نحي ذكرى محرقة غزة التي راح ضحيتها الآلاف الشهداء والجرحى من أبناء شعبنا الذين حصدتهم العنصرية الصهيونية لا زلنا نعيش المذبحة في كافة أرجاء الوطن، وهذا تأكيد واضح أن اله الموت الإسرائيلي تلاحق الفلسطينيين أينما كانوا وان الصراع اخذ شكل التطهير العرقي والاستيلاء على كل ما هو فلسطيني.
وقد لا يكفي أن نُحي ذكرى شهداء المحرقة بالشعارات والخطابات لان حجم التضحية كبير، وحتى لا تفقد التضحية معناها يفترض التقدم خطوة إلى الأمام باتجاه الذات، والمقصود هنا إعادة الاعتبار للقضية الوطنية والعودة عن الانقسام السياسي المرفوض من كل شرائح الشعب الفلسطيني.
ما يرتكب بحق الشعب الفلسطيني من جرائم يؤكد أن أصحاب الانقسام لن يستطيعوا الهرب من الاستحقاق التاريخي والوطني، وان مرحلتهم زائلة لا محالة لان الشعب الفلسطيني لا يقبل القسمة على اثنين رغم أن القناعة والاستسلام للواقع تسلل إلى قلوب قطاع واسع من الفلسطينيين الذين يتابعوا شعارات التضليل المنادية بالوحدة والعودة إلى الشعب.
إن تسويق الشعارات الاستهلاكية في زمن الموت لن يحقق إلا المزيد من التيه، ومع كل الاحترام للدكتور مصطفى ألبرغوثي الذي ردد ما قاله الزعيم العربي جمال عبد الناصر بقولة ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة لا يتناسب مع النخبة الفلسطينية العاجزة عن الحركة والمستسلمة لمصيرها.
وقد يكون المطلوب من القيادة الفلسطينية التقاط الفرصة التاريخية بالعودة إلى الوعي الشعبي المطالب بالحد الأدنى من التوافق الوطني على شعارات وطنية تحقق مصالح الشعب الفلسطيني الذي فقد القدرة على المقاومة والمفاوضات جراء سيطرة المصالح والأجندة الخاصة.
جريمة اليوم في الضفة وغزة رسالة واضحة لكل فلسطيني مفادها لا فرق بين غزة والضفة والقدس والأراضي المحتلة عام 48، وان الفتاوى الإسرائيلية بذبح الفلسطينيين لا تستثني أحدا، وان الفلسطيني الجيد كما قالت غولدا مائير وهي رئيسة وزراء إسرائيلية سابقة هو الفلسطيني الميت، ولا فرق بين فلسطيني وفلسطيني من عندهم، فالكل مستهدف، وأول المستهدفين كان ياسر عرفات والعشرات من القادة الذي اغتالتهم اذرع الموساد الإسرائيلي.
نحن لا زلنا نعيش مسلسل الموت المجاني، والمقصود الموت بلا هدف، الموت الذي لا يراكم الانجازات الوطنية، والأكيد أن للموت في زمن الانقسام طعم أخر، فالانقسام افقد الأشياء مضمونها.








#عطا_مناع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مذكرات فاسد:الورقة الثالثة- سفينة نوح
- في يومها : حضر الحكيم وصور أخرى
- مذكرات فاسد- الأنفاق-الورقة الثانية
- مذكرات فاسد: الورقة الأولى
- الأضحى صدام وصدام الأضحى
- حنا مينا: هل هي نهاية الرجل الشجاع؟؟!!
- ثقافة الطوطم وفوبيا الإنسان العربي
- بنطلون تشي جيفارا
- لا سمعاً ولا طاعة
- خطير: تع بورد تع بورد تع
- نقابة الصحفيين الفلسطينيين:هبوط آمن...ولكن
- كيف نتضامن مع أحمد سعدات
- فضايح نقابة الصحفيين الفلسطينيين: إلى متى
- تحشيش سياسي ودعارة فكرية
- يا قدس: المساجد مزدحمة والشوارع خاوية
- ذاب الثلج وبان المرج
- ما أحوجنا للنقد ذاتي والمكاشفة
- رئيس التحرير
- كل عام وشهداءك يا وطني بخير
- فلنقرأ الفاتحة بالعربية الفصحى لتلفزيون فلسطين


المزيد.....




- فيديو تهكّم ترامب على خامنئي بجملة -فزنا بالحرب- يثير تفاعلا ...
- الحكومة البريطانية تدين هتافات مناوئة للجيش الإسرائيلي بثتها ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية: إيران قادرة على استئناف تخصيب ...
- ترامب يجدد دعمه لنتانياهو ويحذر من أنه -لن يتسامح- مع مواصلة ...
- ارتبط بتشبيه أطلقه محمد بن سلمان.. ما قد لا تعلمه عن جبل طوي ...
- خلف ترامب.. رد فعل ماركو روبيو على ما قاله الرئيس لإعلامية ي ...
- الضغوط تتصاعد لإنهاء الحرب في غزة.. ديرمر يزور واشنطن الأسبو ...
- ماذا نعرف عن مشروع قانون ترامب -الكبير والجميل- الذي يُثير ج ...
- بينيت يدعو نتنياهو للاستقالة.. إدارته للبلاد -كارثية-
- سوريا.. -جملة- مطبوعة على أكياس تهريب مخدرات مضبوطة تشعل ضجة ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - غزة والضفة والموت المجاني