أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - الأضحى صدام وصدام الأضحى














المزيد.....

الأضحى صدام وصدام الأضحى


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2840 - 2009 / 11 / 26 - 13:30
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


في مثل هذا اليوم أي في عيد الأضحى الذي يفترض أن يكون مباركاً أقدم القوى الفاشية في العراق على إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، وتكمن فاشية الحدث للإشارات والرسائل التي بالتأكيد وصلت للمواطن العربي من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.
تلقت الشعوب العربية الفاقدة للذاكرة والمتنكرة للتاريخ خبر إعدام الرئيس العراقي صدام حسين، وأجزم أن الغالبية العظمى قد انتابها الوجع، والوجع هنا لا يتعلق بصدام وإنما بالواقع المزري والانحطاط الذي وصلت إلية أحوالنا كعرب.
الملفت أن وجعنا زال سريعاً!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ألم أقل أن ألشعوب العربية فاقدة للذاكرة وتعيش حالة الانفصام الغير مسبوق؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بعد الإعلان عن إعدام الرئيس صدام، وبعد انفضاض حفلة التباكي على الرجل الذي رسمنا صورته على القمر، بدأنا نتناقل صور الإعدام والموقف الغير عربي الذي صدره لنا صدام حسين وكأنة يريد أن يقول لنا كعرب..... ها أنا أقف في وجه العاصفة وحيدأً...عملاقاً أحتقر الموت وأعدائه......انبسطنا وتنفسنا بعض الأمل وخاطب كل منا نفسه قائلاً..... هؤلاء هم القوميون، هذا هو الرئيس الحقيقي.
تغنينا ورقصنا طربا على أنغام العروبة الحقيقيه، وعدنا لصغارنا نقدم الأضحية للعيد، تناغمنا مع بعضنا وأسرفنا في الكلام وتناولنا منسف العيد والمتوفر من الكعك مع رشفة من القهوة، انتشينا في لحظة من الزمن وسرعان ما عادت الحياة لطبيعتها.
ها هو العيد يأتينا، وها نحن نذهب إليه صغاراً، في هذا العيد لا أنتشاء ولا تغني بالبطولات ولا صدام يذبح على مرأى العالم، لقد انتقل المشهد ودخل فينا، وكأنه حكاية أسطورية قادمة من العدم، لقد تحول كل منا لصدام حسين، ليس بالموقف والحكاية وإنما بالمحاكاة.
بعد صدام نصبت المشانق، للرؤساء والملوك وأصحاب الفخامة وللشعوب المستمتعة بخازوقها. وبعد صدام أصبحت كل أيامنا أضحي، نساق كالخراف إلى المذبح، والفرق بيننا وبين الخروف أننا لا نسقى قبل ذبحنا.
الأضحى جاء، ها هو المؤذن في هذه اللحظات يعلن دخول الأضحى ويكبر للة ويسبح ويعلن عن فرحة بقدم العيد الذي تنتظره شركات الاتصالات في عالمنا الغير عربي ليرتفع منسوب الحسابات البنكية.
في ألا ضحى تنتشر ألدم الجاري في ألشوارع الضيقة، ويتصدق الأغنياء على الفقراء، نستحم ونصلي ونؤقلم أنفسنا مع الابتسامة الباردة، نقول لبعضنا البعض .....كل عام وأنت بخير..... كنا نقول عيدنا يوم عودتنا..... وكنا نقول عيدنا يوم وحدتنا..... واليوم ننطق بكلمات باتت تقليداً توارثناه عن الأيام التي قال من سبقونا إنها أيام عز وكرامة.
قال لي أحد الذين رسم الزمن على جبهته ما شاء من خطوط، لا أضحى بدون صدام، سأتوقف عن تقدم ألاضحيه، الذبيح هو صدام، الذبيح هو الشعب الفلسطيني، هي تلك رب الأسرة الذي يرى العيد صخرة رابضة على صدره لعجزة عن أن يكون أياً ككل الآباء.
قال لي صديقي الخيتيار.......
الأضحى ليس خروفاً وفنجان قهوة.
الأضحى أمة وتاريخ.
الأضحى تواصل مع الذات، وهو الهجرة إلى الوطن.
الاضحى صدام حسين وصدام حسين هو الاضحى.
الاضحي ليس مكرمة من هذا الرئيس أو ذاك الأمير.
لقد ولى عصر الأمراء وما ملكت أيمانكم.
نحن شعوب مقهورة، لا عيد لنا.
عيدنا يوم تحررنا واستعادتنا لكرامتنا.
أليوم يتوجه بعضنا للمقابر، يقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء، لا بأس من قراءة الفاتحة على أرواح الشهداء في زمن الذبح والبيع والاستئناس بالأجنبي، لولا بأس من قراءة الفاتحة على لروح الذبيح.




#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حنا مينا: هل هي نهاية الرجل الشجاع؟؟!!
- ثقافة الطوطم وفوبيا الإنسان العربي
- بنطلون تشي جيفارا
- لا سمعاً ولا طاعة
- خطير: تع بورد تع بورد تع
- نقابة الصحفيين الفلسطينيين:هبوط آمن...ولكن
- كيف نتضامن مع أحمد سعدات
- فضايح نقابة الصحفيين الفلسطينيين: إلى متى
- تحشيش سياسي ودعارة فكرية
- يا قدس: المساجد مزدحمة والشوارع خاوية
- ذاب الثلج وبان المرج
- ما أحوجنا للنقد ذاتي والمكاشفة
- رئيس التحرير
- كل عام وشهداءك يا وطني بخير
- فلنقرأ الفاتحة بالعربية الفصحى لتلفزيون فلسطين
- تنسيق أمني سكر زيادة
- قالت لي سأهاجر: وطني بقرة حلوب؟؟؟؟
- أريد قبراً في دولة الأمر الواقع
- افطارت المتكرشين والمقلوبة الكذابة
- يا من عدت لتقاوم في زمن المساومة


المزيد.....




- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - عطا مناع - الأضحى صدام وصدام الأضحى