أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - افطارت المتكرشين والمقلوبة الكذابة














المزيد.....

افطارت المتكرشين والمقلوبة الكذابة


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2756 - 2009 / 9 / 1 - 18:27
المحور: القضية الفلسطينية
    


في أيام العز وخلال جولاته الصحفية التفقدية لأحوال العائلات المستورة خلال شهر رمضان المبارك سأل الزميل محمد عبد النبي اللحام إحدى السيدات.....ما هو إفطاركم اليوم؟؟؟ أجابت السيدة : اليوم طبخنا المقلوبة الكذابة.

سأخبركم عن المقلوبة الكذابة، وسأصف لكم المقادير والمحتويات والقيمة الغذائية لها، ولكني أريد أن أوضح لكم أن هذه القصة كانت قبل أكثر من 12 عام إذا لم تخني الذاكرة، وهذا يعني أن أوضعنا نحن الفلسطينيين كانت بإلف خير مقارنة مع هذه الأيام، كانت لنا سلطة واحدة ولم يكن انقسام، وكانت الأحوال الاقتصادية لا تقارن مع وضعنا الراهن.

عودة إلى المقلوبة الكذابة، هذه الطبخة بالذات ليست بحاجة لمقادير، فتستطيع سيدة البيت أن تضيف لأرز المعونات ما شاءت من بقايا الخضار، وبالطبع لا مجال للحم أو الدجاج فهي مادة تسبب الكلسترول للفقراء والمعدمين، وبعد أن ينضج الخليط المسمى المقلوبة الكذابة توضع على مائدة الإفطار ويردد الأطفال عندما يضرب مدفع رمضان الكلمات المعروفة لنا جميعا..... اللهم أني لك صمت وعلى رزقك أفطرت.......أنتهت حكايتي عن المقلوبة الكذابة التي لا زالت حاضرة في بيوتنا نحن الفلسطينيين والعرب.

يقابل المقلوبة الكذابة مشهد أخر، يعكس معتقدات عالم آخر، لبشر يعيشون بيننا، لكنهم ليس منا، فهؤلاء لهم رمضانهم الخاص بهم، والغريب أن لهم اهتماما تهم في الشهر الكريم، فرمضان بالنسبة لهم علاقات عامة، وموائد تستوعب ما لذ وطاب من أصناف الطعام، موائد تقام في القاعات والفنادق والمنتجعات، والغريب أن بعض المدعوين"خلف خلاف مع شهر رمضان"، هم من طبقة معينة، وبالمناسبة ممنوع دخول الفقراء...................انتهت حكاية أصحاب العالم ألأخر.

قبل ثلاثة أعوام كنت اعمل في مدينة الخليل، لفت نظري أن بعض محلات الدجاج تعرض أرجل الدجاج ورقاب الدجاج في الثلاجة المخصصة لحفظ اللحوم، سألت صاحب المعرض عن السبب.... قال لي هناك من يشتري هذه السلعة، وقال أيضا أن هناك إقبالا عليها، سألتة عن ثمن كيلو أرجل الدجاج ....أجابني 2 شيكل"ما يعادل أقل من نصف دولار، تركته وحمدت ربي أن فتح أمام أصحاب المقلوبة الكذابة بابا يوفر بعض الفيتامينات من أرجل الدجاج...............انتهت حكاية أرجل الدجاج.

اسمحوا لي بهذا الموقف الرمضاني، من عاداتي أن أتوجه في الشهر الفضيل إلى مستشفى الأمراض النفسية" مستشفى المجانين" كما يحلو للبعض أن يسميه، كان زيارتي لهم في العام الماضي، علمت أن هناك من يسطو على ما يقدم لهولاء المرضى من وجبات إفطار، لدرجة أن أهل الخير أصبحوا يشرفوا على أطعام المرضى بأنفسهم، ...................................بالطبع الذي صرح لي بهذه المعلومة ومعلومات أخرى فصل من عملة لأنة كان يعمل في شركة خاصة على ما اذكر............انتهت حكايتي عن مستشفى الأمراض النفسية.

نحن نجاهر دائما بالعلاقة الجدلية بين الحجر الذي يعني الوطن والبشر الذي هو الإنسان، ولكن كيف نعيش حالة الاندماج في ظل ما نعيشه من تراديجيا اجتماعية ، وخاصة ان الحقائق مفزعة.

نسبة البطالة في بعض المحافظات الفلسطينية تصل
ل30بالمائة.....
اضمحلال الطبقة الوسطى.
تسييس المساعدات التي تقدم للمواطنين، وقد لعبت الفصائل الفلسطينية دورا في ترسيخ هذه الثقافة.
غياب التكافل المجتمعي ، وانتظار الفقراء المناسبات الدينية التي تشكل مصدر يسد رمق الأسرة.
أنتشار المؤسسات التجارية التي تتسول على حساب الفقراء، هذه المؤسسات التي لعبت دورا رئيسا في نشر ثقافة التسول.
تحول الوطن لمزرعة والمواطن لعبد يشقى في خدمة السيد.

اقتراح......ما رأيكم أيها السادة أن نستحضر حقبة العبودية الحاضرة أصلا حتى نعيد الأمور لنصابها ونجاهر بأعلى الصوت دون خجل ............مجتمعنا منقسم لأسياد وعبيد.



#عطا_مناع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا من عدت لتقاوم في زمن المساومة
- رمضان والتخمة حتى الرقبة
- غزال الشيخ شيخ
- فلسطين-امارة في كل حارة
- حركة حماس: شيخوخة في عز الشباب
- نقيب الصحفيين الفلسطينيين: أنا النقابة والنقابة أنا
- نقابة الصحفيين الفلسطينيين وتراكم الفشل الورقة الأولى
- عن صحافة البسطات ولحس الاحذية
- الشهيد احمد البلبول بكى في قبره وأبكاني
- يسار خمس نجوم
- المنهج التفاوضي الفلسطيني تكتيك أم تفريط
- سقطت المفاوضات سقطت المقاومة
- أحمد سعدات: مطلوب حيا
- ليئور شلاين والحقيقة المرة
- عبد الله الإرهابي يدعوكم لفنجان قهوة
- حكومة أم خازوق
- مخيم الدهيشة: نكبة بطعم المجاري
- عن ُغرفة الوكالة والزنزانة والريح الكريهة
- القدس عاصمة الفقراء
- حول الأقلام الملطخة بالدماء


المزيد.....




- ترامب يوضح ما قام به مبعوثه ويتكوف خلال زيارته إلى غزة
- الكونغو ورواندا تتحركان لتنفيذ اتفاق السلام رغم تعثر الالتزا ...
- ثروات تتبخّر بتغريدة نرجسية.. كيف تخدعنا الأسواق؟
- الإمارات والأردن تقودان عملية إسقاط جوي للمساعدات إلى غزة
- هيئة الإذاعة العامة الأميركية على بعد خطوات من الإغلاق
- لأول مرة.. وضع رئيس كولومبي سابق تحت الإقامة الجبرية
- تحقيق بأحداث السويداء.. اختبار جديّة أم التفاف على المطالب؟ ...
- سقوط قتلى في إطلاق نار داخل حانة بمونتانا الأميركية
- بوتين يعلن دخول الصاروخ الروسي -أوريشنيك- الأسرع من الصوت ال ...
- تسبب بإغلاق الأجواء وتفعيل صافرات الإنذار.. إسرائيل تعلن اعت ...


المزيد.....

- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - افطارت المتكرشين والمقلوبة الكذابة