أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - مخيم الدهيشة: نكبة بطعم المجاري














المزيد.....

مخيم الدهيشة: نكبة بطعم المجاري


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2651 - 2009 / 5 / 19 - 08:58
المحور: القضية الفلسطينية
    


قبل عشرة أيام أفاقت حارة الولجية في مخيم الدهيشة "نسبة لقرية الولجه المهجرة" على وضع خاص، وكالعدة ذهب الناس إلى أعمالهم، وتوجه طلاب المدارس إلى مدارسهم بعد أن تناولوا ما توفر لهم في هذا الزمن الصعب.
الحياة في الحارة اختلفت بعض الشيء، فطعم الأشياء اختلف، ولونها أيضا، استمر هذا الوضع لأربعة أيام لم يصدق سكان الحارة خلالها أن أجسادهم تلوث بمياه المجاري، وبالفعل توجه بعضهم إلى مدير المخيم التابع لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين ووضعوه في صورة مشكلتهم التي لا يعرفوا أسبابها، السيد مدير المخيم اتصل بالسيد مدير سلطة المياة في المحافظة، وبدأت التحركات.

لم تعلن حالة الطوارىء،ولم تنتشر الطواقم الصحية لإجراء فحوصات للناس، ولكن المدير قام بإبلاغ سلطة المياة بالوضع المأساوي، مدير السلطة حرك الطواقم الفنية، ولمساؤ الصدف كنا على أبواب يوم الجمعة، وسلطة المياة تعطل يوم الجمعة والسبت.
أخذت العينات واتضحت الصورة الواضحة بالعين المجردة، وبدأت الأجراآت، يوم الأحد تحركت الطواقم الفنية بشكل فعلي ، ولكن الحبر الأعظم بندتكس السادس عشر في البلد يوم الثلاثاء.
على كل حال مشكورة طواقم سلطة المياة الفنية على جهودها، لا أريد أن أقول واجبها، فالواجب بالنسبة لهم لا ينطبق على اللحم المكدس في المخيم، هؤلاء الدخلاء الذين يمدون الوصلات غير الشرعية، وحتى لا أتجنى عليهم كما جاء على لسان السيد مدير سلطة المياة والمجاري الذي قال أن الوضع مستتب وان المعالجة تجري على قدم وساق، لكنة لا يعرف ان هل مكة أدرى بشعابها، فاليوم بالذات ، أي بعد مرور12 يوما على ألازمة، انتشرت طواقم وكالة الغوث في المخيم بعد أن تنامى إلى مسامعهم احتمال وجود تلوث في حارات أخرى، وهذا يعنى أن المشكلة قد تتفاقم.
ما أريد أن أوضحه لكم أيها السادة أن شبكة المجاري في مخيم الدهيشة أنشئت عام 1985 وبسبب انقطاع المياة الدائم على المواطنين ضربت هذه الشبكة، اقسم لكم أن بعض العائلات لم تصلها المياة من ثلاث سنوات، واقسم لكم أن خزانات المياة في المخيم هي المشهد السائد، واقسم لكم أن سمعت مباشرة من احد المسئولين كلمات تحمل السكان مسئولية هذه الكارثة.
أنا أريد أن اذكر في وقت لا تنفع فيه الذكرى أننا في مثل هذه الأيام هجرنا من قرانا، كان ذلك قبل 61 عاما، وأريد أن أقول بصوت عال أن جدي وجدك وأبي وأباك هجر قسرا من قريته، هجروا وعاشوا حياة قاسية بنهاية سعيد بالنسبة لهم إلا وهي الموت والخلاص من قرف الحياة التي لم ترحمهم، ولهذه المرحلة كلام آخر.
لكن الموت يأتيك من حيث لا تدري وبأشكال مختلفة، يأتيك على شكل مأساة بان تعيش قهرك صامتا منزويا مقتنعا بما قسمة اللة لك، ويأتيك كملهاة بان تحارب على جبهة المياة الملوثة بالمجاري، والطامة الكبرى مطلوب منك أن تصمت وتنتظر الحل من عند أصحاب الحل والربط الذين يقتحمون عالمك ويغادروه حاملين معهم وعودهم التي نتمنى أن ترى النور.

في مثل هذه الأيام كانت أمهاتنا في المخيمات يسرن على أقدامهن عده كيلو مترات لإحضار تنكة المياة والحطب، وفي مثل هذه الأيام اشتبكنا مع الحياة ولقمة العيش والمخيم، وفي كل عام كنا نخرج للشارع لنقول نحن هنا، كان لنا قيادات لا تخاف قول كلمة الحق، واليوم تقوقعت القيادات وأصبحت أسيره مصالحها، واليوم تأتي الذكرى أل 61 على الشعب الفلسطيني كباقي الأيام، اللهم أننا أصبحنا نطبع قبعات النكبة وبلايزها في الصين، شو الغلط التوفير مطلوب، اليوم علينا الاعتراف أننا تحولنا لبقرة حلوب تتكالب علينا المصالح، دعونا من الشعارات المضللة، أنهم يتعاملون معنا مثل خيل الحكومة، التي يفترض بها أن لا ترى ولا تسمع ولا تتكلم رغم عظم أثقالها، لكنهم يتناسون إنهم يناطحون التاريخ الذي فرض علينا العام أن تكون نكبتنا بطعم المجاري، لكن هذا الطعم لن يدوم، فنكبتنا تحمل رائحة من غادرونا وهم مشتاقين للزعتر.
كاتب صحفي يسكن في مخيم الدهيشة




#عطا_مناع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن ُغرفة الوكالة والزنزانة والريح الكريهة
- القدس عاصمة الفقراء
- حول الأقلام الملطخة بالدماء
- الزميل نعيم الطوباسي: إذا كان رب البيت.....
- مركز بيرس نطفة فاسدة في أحشاء الساقطين
- فاشية إسرائيلية بأيد فلسطينية
- من الفاسد رأس السمكة أم ذيلها
- إنها القنبلة الذرية الفلسطينية
- هزيمة إسرائيل وإرادة الانتصار على الذات
- غزة حسابات الدم والسياسة
- حاشا للة يا طويل العمر
- محرقه غزة وعرب 2009
- سفن ستر العورات
- لو كنت رجل امن فلسطيني....
- كاسك يا ملك
- سعدات...من يحاكم من
- عن شهداء الأرقام وسرقة أموال الأسرى
- جنون فلسطيني بالجملة
- لماذا فشل الحوار الوطني الفلسطيني
- المستوطنون قادمون...ما العمل


المزيد.....




- قدمت نصائح وإرشادات للمسافرين.. -فلاي دبي-: إلغاء وتأخير بعض ...
- -شرطة الموضة-.. من يضع القواعد بشأن ما يُسمح بإرتدائه على مت ...
- رئيسي لبوتين: إيران لا تسعى للتصعيد في الشرق الأوسط
- إسرائيل.. إصابات جراء سقوط مسيّرتين أطلقتا من لبنان (فيديو + ...
- إسرائيل تغلق الطريق رقم 10 على الحدود المصرية
- 4 أسباب تستدعي تحذير الرجال من تناول الفياغرا دون الحاجة إلي ...
- لواء روسي: الحرب الإلكترونية الروسية تعتمد الذكاء الاصطناعي ...
- -سنتكوم-: تفجير مطار كابل عام 2021 استحال تفاديه
- الأمن الروسي يعتقل مشبوها خطط بتوجيه من كييف لأعمال تخريبية ...
- أوكرانيا تتسبب بنقص أنظمة الدفاع الجوي في الغرب


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - مخيم الدهيشة: نكبة بطعم المجاري