أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - هزيمة إسرائيل وإرادة الانتصار على الذات














المزيد.....

هزيمة إسرائيل وإرادة الانتصار على الذات


عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 2534 - 2009 / 1 / 22 - 09:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


راهنوا على سحق المقاومة، صمتوا واتهموا وحاصرا ورقصوا على أشلاء أطفالنا، اختلفوا معنا واتفقوا علينا وهتفوا من أعماقهم تسقط المقاومة، لم يدركوا أن الشعوب وحدها تصمد وتنتصر، وأنها دائما تًسقط كل الرهانات الغبية ومراسيم القمع والبوليس المستنسخ الذي لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم، بوليس لا يعرف سوى لغة العصا وإرهاب المواطن، لكنهم فشلوا وخاب رجائهم وصمدت المقاومة في وجه الموت وهمجية الموقف وغياب ألذات العربية الرسمية الغارقة في غابة من القمم.

نعم لقد صمدت المقاومة وانتصرت وخرجت من تحت الرماد كما الفنييق لينقلب السحر على الساحر وتذهب الخطابات والتصريحات المتساوقة مع العدوان هباء لتتحول صدى لأصوات آلاف الأطنان من المتفجرات التي أسقطت على غزة لتحصد أكثر من 6000 شهيد وجريح لهم المجد لان دمائهم كانت العامل الأساس في الكشف عن عقيدة القتل الإسرائيلية التي تتعامل مع الفلسطينيين كأهداف وليس كبشر تنطبق عليهم ما يسمى باتفاقية جنيف والقوانين والأعراف الدولية التي تضمن للمدنيين حقوقهم في زمن الحرب.

المقاومة صمدت وانتصرت ومعها المئات من الملايين الذين وقفوا لجانبها وهتفوا باسمها ودعموها بخروجهم في شوارع العواصم العربية والأجنبية ليسقط القناع عن ديمقراطية الدجل التي تنادي بها دولة الاحتلال الإسرائيلي وعن النظام الرسمي العربي الذي سيعاني من نتائج صمته على ابادتنا على مدار 22 يوما، وبذلك هزم ما يسمى بالتيار العربي المعتدل هذا التيار الذي يتحمل مسئولية كبيرة عن جرائم الحرب التي ارتكبتها دولة الاحتلال بحق الفلسطينيين.

لقد اثبت المقاومة الفلسطينية بصمودها والالتفاف الذي حققته أن ثقافتها هي الأساس لأي تحرك وطني فلسطيني في التعامل مع المحتل الذي اعتقد أن حربة ستكون مجرد نزهة أو ضربة جوية وانتهى الأمر، لكن الصمود الأسطوري للشعب أولا وللمقاومة ثانيا فاجأ التحالف الغير مقدس الذي تشكل بعض الأنظمة العربية أحدى اعمدتة الفاعلة في العلن والخفاء، حيث جاءت النتائج بعكس رياح ما يسمى بالتسوية والتفريط بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ليعاد ترتيب اولويات المشهد السياسي الفلسطيني والفعل الوطني لشعبنا وقواه المقاومة التي ستمسك بالحلقة المركزية لمستقبل الشعب الفلسطيني مما يعني غياب الفعل التسووي وانبعاث ثقافة المقاومة التي ستواجه ضغوطات هائلة كنتيجة لانتصارها وعدم اقتناع الآخر بانتصارها أو محاولة تفريغ الانتصار من مضمونة.

من المفترض أن تتغير قواعد الصراع الفلسطيني الداخلي بعد ما حققته المقاومة وشعبها من صمود وانتصار، واهم ما يقلق المواطن الفلسطيني بعد هذا الصمود قواعد الصراع الداخلي وكيفية الوصول للانتصار الكبير إلا وهو إعادة اللحمة السياسية وتجاوز الخلافات الفلسطينية الداخلية التي كانت دافع أساسي للاحتلال الإسرائيلي في ارتكاب جريمة غزة، مما دعوني للاعتقاد أن المرحلة المقبلة حساسة وخاصة مع بقاء الفجوة الداخلية خلال العدوان على غزة وتنامي ثقافة الانتقام في بعض الأوساط التي ما انفكت على توجيه اللوم للمقاومة وحماس والرهان لصالح الثالوث الإسرائيلي اولمرت باراك ليفني واتخاذ إجراءات ميدانية باسم القانون لمنع الفلسطيني في الضفة الغربية من المشاركة الفعلية بصد العدوان.

رغم كافة الخطايا التي ارتكبت بحق الذات الفلسطينية سواء ميدانيا أو سياسيا أو دبلوماسيا والمتمثل في غياب راس الهرم الفلسطيني عن قمة غزة الطارئه التي عقدت في الدوحة، فنحن في أمس الحاجة لتتويج انتصارنا على الإسرائيلي بانتصار أخر على الذات الفلسطينية، ولن يتأتى هذا الانتصار إلا بتجاوز الخطايا والإخفاقات من خلال وقفة فلسطينية حقيقية صادقة بمشاركة القوى الفاعلة للشعب، وقفة تتسم بالوضوح والمكاشفة واستخلاص النتائج والعبر ومعالجة أسباب الانقسام بعد سقوط ورقة التوت عن المدعي الإسرائيلي الذي تشدق بالسلام ولعب على عامل الزمن للانقضاض على الشعب الفلسطيني وقضيتة.

من المعيب وبعد هذا الصمود أن لا تحترم القيادة الفلسطينية تضحيات شعبها، والمنتظر من هذه القيادة اتخاذ خطوات فك الارتباط مع الذين يجاهرون بضرب الشعب الفلسطيني بقنبلة ذرية وهذا ما نطق به عضو الكنيست المتطرف زعيم إسرائيل بيتنا افيغدور لبيرمان وما اتفق علية الشارع الإسرائيلي بأغلبية 85 % لسحق المقاومة وغزة. إذن هم متفقون على ذبحنا وأبادتنا والمطلوب من المفاوض الفلسطيني أن يفهم العقلية الإسرائيلية المماطلة مع علمي الأكيد أن طاقم المفاوضات يعرف إسرائيل أكثر من غيرة، لذلك لا مجال إلا للحوار ولن يستوي الحوار إلا بالجلوس على الطاولة ولن يكون الجلوس مجديا إلا بالإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين من سجون السلطة والاعتراف بالواقع الذي يقول أن دولة الاحتلال لا تصبو للسلام وان تحقيق المصالح الوطنية الفلسطينية والثوابت المشروعة لشعبنا يتم بالوحدة الداخلية التي إدراكنا الحاجة الملحة لها في الحرب على غزة.





#عطا_مناع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة حسابات الدم والسياسة
- حاشا للة يا طويل العمر
- محرقه غزة وعرب 2009
- سفن ستر العورات
- لو كنت رجل امن فلسطيني....
- كاسك يا ملك
- سعدات...من يحاكم من
- عن شهداء الأرقام وسرقة أموال الأسرى
- جنون فلسطيني بالجملة
- لماذا فشل الحوار الوطني الفلسطيني
- المستوطنون قادمون...ما العمل
- ضوء في آخر النفق
- هل نجحت حماس باستبعاد اللواء الطيراوي
- عن ثقافة هز الذنب ومسح الأحذية
- انك ليس أحمد سعدات
- الشرطة الفلسطينية ترد الصاع صاعين للحاخام الأكبر
- القدس والجعجعة بلا طحين
- لمن الغلبة..؟ لا غالب والكل مغلوب
- الشعب الفلسطيني وحتمية الثورة على الثورة
- الأعلام الفلسطيني بين العسكرة والانجزة


المزيد.....




- -فيرساتشي- تتمرّد على القيود بأسبوع الموضة في ميلانو
- جوليا روبرتس تتألق بربطة عنق في نيويورك
- ما سبب الجدل حول أول برلمان في سوريا منذ سقوط حكم الأسد؟
- ميرتس: نحن في حالة اللاحرب واللاسلم
- أميرا هاس: 5 أمور تدل على أن اتفاقيات أوسلو حية وفي صالح إسر ...
- نيويورك تايمز: أميركا ترحل 100 إيراني بعد اتفاق مع طهران
- مقتل عائلة أوكرانية في هجوم روسي وبوتين يؤكد انتصار قواته في ...
- -صُنع في إيطاليا-..علامات تجارية -تحيي- الشعار الرنان بميلان ...
- نتنياهو يهدد: إسرائيل -ستُنهي المهمة بنفسها- إذا رفضت -حماس- ...
- البيت الأبيض ينشر صورة لحظة -إجراء ترامب ونتنياهو- اتصالا مع ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - عطا مناع - هزيمة إسرائيل وإرادة الانتصار على الذات