أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود الشمري - تقارب سني - شيعي يغيظ العدى














المزيد.....

تقارب سني - شيعي يغيظ العدى


محمود الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 2915 - 2010 / 2 / 12 - 08:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كثرت الأحتفالات الدينية والسياسية في رمضان عام 1920 قبيل أندلاع ثورة العشرين بأشهر واستفحل التقارب بين الشيعة والسنة بشكل لم يشهد له مثيل من قبل في مدن العراق جميعا .
و في مدينة بغداد كان الأمر على أشدّه من تقارب وتوادد ومؤتمرات مشتركة وأحتفالات دينية تضم رجالات الدين والسياسة والمجتمع من السنة ومن الشيعة .
فمثلا كان السيد محمد الصدررجل الدين والسياسة المعروف يغادر منزله الكائن في الكاظمية يوميا لحضور الأحتفالات في الجوامع السنية ويستقل عربات ( التروماي) هو ومجموعة من مقربيه من مدينة الكاظمية حيث يسكن الى محلة الكرخ , وعندما تصل عربته منطقة الكرخ كان أهل السنة في محلات الجعيفر والسوامرة والتكارته وغيرهم يخرجون لأستقباله مع جماعته بالتهليل والتكبير وحمل الشموع وعند الوصول للمحطة تجد الأهالي بأستقباله وعلى رأسهم الشيخ أحمد الداود وغيره من علماء السنة المعروفين ويتعانق الشيخ والسيد عناقا اخويا يرمز للأخوة الحميمة بينهما .
و في تلك الليالي المباركة كانت تنظم القصائد الوطنية وتلقى الخطب الحماسية التي تدعو للتعاضد والوحدة والتحرر وفي أحد تلك الليالي قام السيد حبيب العبيدي الموصلي بنظم قصيدة شجب فيها الأحتلال الأنكليزي وتطرق فيها الى أهل البيت (عليهم السلام ) ومدحهم وذكر أسماء الأئمة الأثنى عشر واحدا بعد اخر ويقول في بعض أبياتها :
يامحبي ال النبي الكرام .... أيكون العراق ملك اللئام
وهو ميراث خير الأنام .... أفبعد الأئمة الأعلام
نحن نرضى بالأنكليز وصيا ؟

وكانت تعقد الأجتماعات بين رجال السياسة سنة وشيعة لتقديم المطالبات للحكومة الأنكليزية وتنسيق المواقف .
وفي مكان اخر كان ( الملا عثمان الموصلي ) يقوم بدور تقريبي رائع من خلال تنقله بين الكاظمية والأعظمية وهو يردد قصائد وترانيم في مدح أهل بيت الرسول عليهم السلام وصحبه المنتجبين الكرام .

وفي يوم 21رمضان يوم وفاة الأمام علي (عليه السلام ) قام أهل الأعظمية بأرسال موكب عزاء الى الكاظمية لمشاركة أهلها في العزاء فدخلوا صحن الكاظمية وهم يهزجون , وكذلك قام اهل محلتي التكارته والسوامرة بتنظيم موكب عزاء وذهبوا لمشاركة أهل محلة (الشيخ بشار ) الشيعية في الكرخ بأحتفالهم .
وبعد رمضان وفي شهر محرم ذهب موكب عزاء من الأعظمية الى الكاظمية على منوال ما حدث في شهر رمضان وهم يهزجون :
جيت أناشدكم يشيعة ..... صدك زينب سلبوها
فيجيب أهل الكاظمية :
أي وحك جدها وأبوها ..... حتى الخيام حركوها

و أعدم (عبدالمجيد كنه ) والذي كان من صناديد بغداد الذين وقفوا بوجه الأنكليز وقد جرى لجنازتة تشييع عظيم وقد اشترك به اهل الشيعة واهل السنة معا فاخرج الشيعة في التشييع اعلام مواكبهم الحسينية كما خرج المتصوفة في دفوفهم وحمل بعض الشبان الشموع بأيديهم اشارة الى ان الفقيد كان شابا وهذا يوم عرسه وقد حملت الجنازة من داره قبل الظهر ومرت في الشوارع يتقدمها اهل الدفوف والاعلام ويسير خلفها الالاف من الرجال والشبان وحاملوا الشموع وسلك النعش طريق (الفضل والميدان وجادة السراي وعبر الجسر القديم الى جانب الكرخ قاصدا مقبرة الشيخ معروف الكرخي).

وبعد ذلك وفي ذكرى المولد النبوي الشريف والذي يحتفل به أهل الأعظمية أحتفالا مهيبا وخاصا , عبر أهل الكاظمية (جسر الأئمة )الذي يربط مدينتهم بمدينة الأمام ألأعظم أبو حنيفة النعمان عبروا الى مدينة الأعظمية بمواكب يحملون فيها المشاعل والشموع لمشاركة أخوانهم السنة في الأحتفال .

وأستمر هذا التقارب الشديد والود بين الشيعة والسنة والذي سبب ازعاجا للأنكليز الذين كانوا يؤمنون بمبدأ ( فرّق تسد ) .
وفي مذكرات المس بيل السكرتيرة الشرقية للسفارة الأنكليزية في العراق تم ذكر هذا التقارب وكيف انه سبب حيرة وأزعاجا للأنكليز , وقد ذكرت ذلك أيضا لوالدها في أحدى رسائلها وسألته النصح لمواجهة هذه الحالة المتفاقمة , وقد نشرت الرسائل بعد وفاتها عام 1926 بفترة طويلة .
وعندما أندلعت الثورة كان العراق في حالة انسجام أجتماعي ساهم في توحد العراقيين تجاه عدوهم .

وأقول ... شتّان مابين أفعال ملاّ عثمان الموصلي التقريبية وبين أفعال بعض المتطرفين أمثال الزرقاوي الغريب تماما عن أخلاق أهل العراق التسامحية التعايشية الأندماجية , أفعال الزرقاوي اللعين التحريضية التي تدعو للتصارع بين السنة وبين الشيعة والذي أعلن صراحة وأمام الملأ أن عدوه الأول ليس الأمريكان المحتلين وأنما أهل البلد من الشيعة , وكذلك من السنة المعتدلين الرافضين لنهجه الدموي .

أفعاله الدموية تلك قد أتت أؤكلها نوعاما في الفترة مابين 2004 الى 2007 حينما تصاعد التوتر بين السنة وبين الشيعة أثر مهاجمة الزرقاوي لأضرحة أهل بيت النبي عليهم السلام وقتله وتمثيله بأي شيعي يقع تحت يده وكادت أن تندلع حربا أهلية لاتبقي ولاتذر بين الأخوان من السنة والشيعة لولا رحمة الله التي وسعت أهل العراق وأنبرى من الطرفين رجال شرفاء أستطاعوا بفضل الله أطفاء النار وأحباط سعيه الخبيث ..

وأقول أيضا شتّان مابين أفعال محمد الصدر انذاك وأفعال مايسمى (جيش المهدي ) الأجرامية تجاه أهل العراق ممن لايرضون بالفرقة ولايقبلون بالفحشاء من شرفاء أهل السنة , وكذلك الشيعة المعتدلين الرافضين لنهجهم الدموي .

أقول , شتان مابين دعاة الحب بالأمس ودعاة الكراهية اليوم ..



#محمود_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقالة ياسمين يحيى ( السنة والشيعة )
- كامل الشبلي اخر شقاوات بغداد
- روائع الإعجاز في الكون على ضوء القران الكريم (1)
- سوريا هي أصل البلاء في العراق
- رد على مقالة ( التنقل بين الأديان ) للأستاذ فادي الجبلي
- رد على مقالة ( وفاء سلطان وسجاح التميمية ... بين الواقع والش ...
- قصة أسلام غريبة
- د.روبرت كرين يتحول الى د. فاروق عبد الحق
- وفاء سلطان أم سجاح التميمية
- جورج واشنطن , أم وفاء سلطان
- دعوة وفاء سلطان وأتباعها لأعتناق الأسلام
- كش ملك ..مات الوزير
- الى ياسمين يحيى ومشجعيها ..نفي تهمة ونصيحة
- تناقضات المسيحية تدفعه للأسلام
- الأبادة الجماعية في أسفار مايسمى الكتاب المقدس
- رسالة مفتوحة لمن يدعون العلمانية
- القس الذي ترك عقيدة التثليث واعتنق عقيدة التوحيد
- حكاية فوزية النيجيرية
- رئيس بعثة التنصير (جي ميشيل ) يعود الى دين الفطرة
- فنجان قهوة


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - محمود الشمري - تقارب سني - شيعي يغيظ العدى