أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزيز العرباوي - البرامج الجديدة والتغيير غير المعقلن :














المزيد.....

البرامج الجديدة والتغيير غير المعقلن :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2912 - 2010 / 2 / 9 - 16:19
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


كنا نتمنى في غمار التغيير الذب طال البرامج التعليمية والمناهج الدراسية، أن تكون القراءة المتأنية هي أولى الخطوات والمراحل التي تقع على مضامينه ومحتوياته وأهدافه الكبرى والصغرى والإجرائية، نتوخى منها الخروج بمقاربة شاملة لكل جوانب القصور المعرفي والتعليمي لدى الناشئة، وتحلل بالمناسبة معايير الفشل والنجاح في آن، قبل الانطلاق في تطبيقها على أرض الواقع، فإلى أي حد كان هذا التغيير ماجحا في مقاربة هذه المواضيع ومعالجتها معالجة تليق بالفكرة النبيلة له؟ .
وكنا نتمنى أكثر قبل دخول غمار هذا الإصلاح أيضا، أن تتم دراسة جوانب القصور والفشل في البرامج والمناهج السابقة، قصد الاستفادة منها، ومحاولة إبعادها أثناء صياغة التغيير الجديد، وكان من خلال هذه العملية أن يتم إفراز أحكام قيمة جاهزة مبنية على الشفافية الواضحة، لأنه وبكل بساطة، فميدان التعليم في غياب هذه الأخيرة سيصبح لا محالة أكثر تخلفا مما هو عليه الآن .
ومن خلال الاطلاع على البرامج الجديدة التي طالها التغيير والتجديد نجد أنها لا ترقى إلى مستوى الطموح المعرفي والفكري الذي كان منتظرا منها خلال الاستشهار لها والحملة التي سبقت هذا التجديد. وهذا الأمر لا يعدو أن يكون مرده إلى الأمور التالية التي تعتبر جوانب قصور في هذه المقاربة وهي :

عدم إلمام اللجان المتخصصة بالمهام :

بعد الاطلاع على أسماء اللجان التي عملت على صياغة البرامج الجديدة وعلى مهمتها في الحياة التعليمية والمهنية نجد أن هذه اللجان قد اقتصرت على فئات معينة، مستبعدة منها فئة مهمة هي بمثابة الأقرب من المدرسة ومن التلميذ الذي سيتلقى هذه البرامج وحتى إن وجد بعض الأشخاص (المدرسون مثلا) في هذه اللجان، تكون جد قليلة، وتهم مواد غير مهمة بالنسبة للتلميذ بالقدر الذي نجده في مواد أخرى كالتربية الإسلامية أو اللغة العربية أو اللغة الفرنسية ....

أخطاء معرفية وأخرى .... :

توضح القراءة المتأنية في البرامج الجديدة وجود بعض الأخطاء المعرفية الواضحة والتي إن قدمت للطفل فإنها ستكون وبالا عليه، وتربي فيه المعرفة الخاطئة والمغشوشة، ونجد مثل هذه الأخطاء في مادة الرياضيات واللغة العربية والنشاط العلمي... إضافة إلى انتشار الأخطاء النحوية والتركيبية في مادتي اللغة العربية واللغة الفرنسية ... وإضافة إلى الأخطاء الإملائية المنتشرة بجلاء .

الابتعاد عن الأهداف المرسومة :

بينما نقرأ في ديباجة التغيير الجديد وفي ميثاق التربية والتكوين أن هذا الإصلاح جاء لمقاربة الجهوي في ظل الوطني والحفاظ على القيم والمباديء الوطنية والإسلامية والحس القومي والهوياتي، نجد أن كل هذا الكلام بعيدا كل البعد عن برامج ومناهج خصصت لمقاربة أمور أخرى لا تمت بصلة له، بينما نجد مقاربة جديدة إن لم تكن شاملة فهي قريبة من غرس الأنانية والفردانية والانتهازية والابتعاد عن القيم الوطنية والدينية وتأصيل اللاتسامح واللاحوار والوحشية على حساب أمور كانت أولى أن تقدم لناشئتنا من أجل وطن صالح وبيئة سليمة تنبت مواطنا سليما وصالحا .
من خلال الملاحظات الثلاث السابقة نستخلص أن مقاربة حاجيات وميولات الناشئة لم تصل بعد الهدف المصاغ قبلا، وكذلك غير سليمة النية في محاولة البحث عن الأفضل والأمثل نظريا، انطلاقا من مقاربات نظرية عالمية متطورة تغزو العالم الحر الباحث عن المعرفة، ومن نظريات إسلامية قيمية مازالت تحافظ على عصريتها وحداثيتها رغم مرور أكثر من قرنين أو أكثر عليها كنظريات ابن خلدون والغزالي .... إلخ. داخل هذه المقاربة المفاهيمية، وفي ظل هذه الآليات المتقدمة توحي بأن هناك خلال في إدخال الجودة إلى البرامج الجديدة، وتظهر وضوحا جليا في إغراقها في الكمية المفرطة والحشو في المفاهيم والتداخل الواضح بين المصطلحات المعرفية واللغوية بصفة شاملة .
ورغم وجود بعض الأقلام المحترمة وراء تعظيم فكرة الجودة داخل البرامج الجديدة، فإنه واضح وجلي أنه رأي يعتمد الضبابية والابتعاد عن الدراسة المتأنية والقراءة البعيدة الأهداف والغايات من خلال انزياح مفهوم الجودة داخل زاوية الرأي التي تروم الكثرة والثرثرة اللغوية الخاوية، بدل استحضار المعرفة الموجزة المغذية للعقل العالمي الجديد .
هل يمكننا أن نتحدث بعد سنوات على دخول غمار التغيير والإصلاح على أنه تم إنتاج خطاب مفاهيمي جديد يقارب المستجدات والتغيرات الحاصلة على الأرض؟ وهل بإمكاننا أن نتحدث بعد كل هذه السنين عن تعليم منتج بالمعنى الشاسع للكلمة ونحن نشاهد على الشاشة الصغيرة، ونقرأ على صفحات الجرائد الجرائم اليومية والمخالفات الخطيرة والأفعال المشينة التي يرتكبها التلاميذ المستهترون في حق الأساتذة والمؤسسات التعليمية والمجتمع؟ وهل يمكننا أيضا، أن نرجع كل هذه النتائج المأساوية على الصعيد المؤسسي لطرف واحد فقط أم لأطراف كثيرة تحاول إبعاد نفسها عن المسؤولية؟ للإجابة عن هذه الأسئلة يتطلب منا سنين عديدة، وكتبا كثيرة، وأقلاما حرة تتحدث بكل شفافية ومصداقية، لكن، قد نوجز الجواب في سطور قليلة ونقول: بأن الحل يكمن في إعادة إنتاج خطاب مجتمعي سليم اتجاه المدرسة والمدرس والطاقم المشرف عليها بمشاركة كل قوى المجتمع في المصالحة مع المدرسة الوطنية .
وعلى سبيل الختم، فإن التعليم في بلادنا، أصبح ينظر إليه على أنه مجرد أطلال من الأفكار والنظريات والمعارف، لا تنفع حتى أغبى متعلم على كوكب الأرض، ولا تنقذ حتى شعب الإسكيمو من أكل بعضهم البعض. وصار ينظر إليه على أنه خلف عاق لسلف عظيم وراق. فالمقارنة بين تعليمنا خلال عقود سابقة، وبين تعليمنا اليوم، أي خلال العشر سنوات الأخيرة، توضح بجلاء كيف صار هذا القطاع الحيوي والمهم في بلادنا، والذي به تنهض الأمة وتتقوى وتعرف الطريق نحو التقدم والرقي كقيام دولة على أرض فلسطين في ظل الأوضاع الحالية. فهل هذا يعقل؟ .



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثلاث قصص قصيرة جدا :
- الأدب الفارسي والحاجة إلى الترجمة :
- كتاب جديد للدكتور علي القاسمي : الترجمة وأدواتها :
- الإصلاح التربوي وتيه المرحلة المستمر :
- -سلطة التعليم- : ضرورة خلق نظريات معرفية وتربوية جديدة :
- -المذهب المالكي، الواقع والتجليات- موضوع الملتقى الثالث للقي ...
- هروب مشكوك فيه : شعر
- النقابات التعليمية : من الركود إلى التجديد : عزيز العرباوي
- المدرس : مرفأ لواقعنا التعليمي المنشود :
- انقياد ... : شعر
- الجودة في قطاع التعليم : غموض المفهوم وتسليع التعليم :
- ثائر ضد الحريم : قصة قصيرة
- الجامعة الخريفية الأولى لأكاديمية جهة دكالة عبدة : دور الحكا ...
- السقوط المتداعي : شعر
- الأخطاء الرائجة في المقرر الدراسي : عنوان الخلل في منظومتنا ...
- الحب في زمن البغاء : شعر
- زارع الشوك : قصة قصيرة
- هل مازال بإمكاننا الحفاظ على لغتنا من الضياع ؟ :
- ضريح الحمار ... : قصة قصيرة
- أوراق جابر عصفور الأدبية : عندما يبدع الناقد :


المزيد.....




- حروب العالم تدفع شركات الأسلحة لتحقيق أرباح قياسية: 632 مليا ...
- -ساعة الموت-.. تطبيق هاتفي مدعوم بالذكاء الاصطناعي -يطلعك عل ...
- التقارب مع إيران.. هل -تحول- موقف ولي العهد السعودي؟
- بهدف -محدد-.. إسرائيل تتابع ما يجري في سوريا عن كثب
- طلبة من العراق يطورون منظومة لشحن السيارات الكهربائية
- العالم العربي يتغير إلى درجة يصعب التعرف عليه - الغارديان
- في بيان مشترك.. واشنطن وباريس ولندن وبرلين يدعون إلى -خفض ال ...
- اليونان تنفي نقل أنظمة الدفاع الجوي -إس-300- أو -باتريوت- إل ...
- -الشاباك- يكشف طرقا تستخدمها إيران للتجسس الإلكتروني على شخص ...
- الجيش العراقي يحرك قطعات مدرعة لتأمين حدوده مع سوريا والأردن ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزيز العرباوي - البرامج الجديدة والتغيير غير المعقلن :