أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزيز العرباوي - المدرس : مرفأ لواقعنا التعليمي المنشود :














المزيد.....

المدرس : مرفأ لواقعنا التعليمي المنشود :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2855 - 2009 / 12 / 11 - 13:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


من المعقول أن الوضعية اللغوية التي يلج بها الطفل المغربي لغة تختلف أنساقها اللغوية عن الأنساق اللغوية التي يجدها داخل المدرسة عن طريق التعلم المدرسي الذي يقدمه له المدرس فور التحاقه بها. ومن المؤكد أن على المدرس أن يجتهد في خلق حوار بسيط وغير معقد يصل به مع المتعلم إلى تحقيق الهدف المنشود، ألا وهو تعلم النسق اللغوي الصرف المطلوب لبناء شخصية وطنية تعليمية تعلمية جديدة تعمل على رسم مستقبل جديد لبلادنا .
وهذه الوضعية تفترض وجود مدرس ذو شخصية قوية تكون له القدرة القصوى لمعرفة مدى استعداد المتعلم لتقبل المعرفة الجديدة التي يقدمها له. من هنا تبقى شخصية المدرس وضرورة وجودها داخل الفصل بمثابة الموجه لكل عمليات التمدرس والتربية والتأثير الأفضل على متعلميه .
للمدرس مشاكله وأحزانه الخاصة، والتي يمكن لكل عاقل أن يحددها في الاستقرار الاجتماعي والمشاكل المادية والدراسة والظروف الملائمة لعملية التدريس، وخاصة بالنسبة للعاملين في الوسط القروي، فإلى أي حد كان اهتمام الإصلاح الجديد الذي هم القطاع التعليمي بالمدرس وظروفه وحاجياته حتى يتمكن له العمل في وضعية مغرية له للاجتهاد والتفاني ؟ .
وبالمقابل، يجب على المدرس –المدرس الجيد طبعا- أن يكون حذرا في التعامل مع متعلميه في ظل هذه الظروف المحيطة به، وفي ظل المشاكل التي يعاني منها، فليس من حقه أن ينتقم من المتعلم جراء ما يعانيه بنفسه كيفما كانت الظروف. ولذلك يجب عليه أن يستخدم معرفته الشاملة في مواجهة مشاكله مقابل منح المتعلم كل حقوقه دون نقصان أو تقصير لكي يساعد نفسه على إبقاء الروح التعاونية والإحسانية تجاه أطفال أبرياء لا يد لهم في معاناته، ويكون وسيلة وقائية تستعمل ضد الجهل والأمية التي تعتبر آفة كل مجتمع تمنع تقدمه وتطوره .
وظيفة المدرس هي أن يعمل على توليد جو تعليمي تدريسي ملائم للمتعلم داخل فصله مع محاولة نسيان المشاكل الذاتية وتركها خارج القسم قبل ولوجه إليه ووقوفه أمام متعلميه، فالمدرس الذي يحمل مشاكله معه داخل القسم لا يستطيع أن يحل مشاكل الآخرين في الفضاء الذي يعمل فيه، ولذلك يكون وبالا على العملية التعليمية التعلمية وعلى سيرورتها في الزمن. فالمطلوب هو وجود التفاعل الميكانيكي والسيكولوجي بين المدرس ومتعلميه، من أجل استغلال القدرات المتبادلة أحسن استغلال .
هذا المدرس من الذين عاشوا التجربة التعليمية بكل صوابها وخطئها وشربوا الحنظل المر من وراء هذا الإصلاح الجديد حتى الثمالة، وقد يكون لازال في الطريق إلى الاكتواء بنارها، فبخلاف كبار الموظفين بجميع الأسلاك في البلاد لا يستفيد من الخير إلا النزر اليسير الذي لا يعطيه فرصة العيش بسعادة، والعمل في جو ملائم. وحتى إن حامل على نفسه وقام بعملية جلد الذات المهنية والمؤلمة معا، ولم يترك لنفسه أيضا الحق في فورات الغضب والانتفاض، فإنه ظل متمسكا بالرمق الأخير من الصبر والاحتمال والعمل بجد ومصداقية، إلا ما رحم الله من المدرسين الذين فضوا الانتقام مما يعانونه من مشاكل ومصائب على أن يتجلدوا من أجل رسالتهم النبيلة .
فأهمية المدرس في العملية التعليمية التعلمية ضرورية الوجود والحضور، فبدونه لا يمكن أن تسير هذه العملية إلى الأمام، وبالتالي فالعمل على إنصافه أيضا، ضرورة من ضرورات الإصلاح، فماذا سيخسر هؤلاء لو أتوا على أنفسهم وتنازلوا عن كبريائهم وجبروتهم وأعطوا للمدرس جزء من حقوقه البسيطة؟ فعلا، إنها حقوق بسيطة، طالما تتعلق بالماديات، حتى يكون أهلا لوظيفته العظيمةالملقاة على عاتقه؟ ويتمكن بذلك من الاستقرار النفسي والمادي والاجتماعي، والذي بدوره يعود على العملية والتعليمية التعلمية بالخير والتقدم .
خيظ واحد ينتظم حل مشاكل المدرس وظروفه المزرية والتي تعتبر بمثابة الظلام يلفه من كل ناحية ، وكلما مرت السنين نجد هذه المشاكل تتباين وتتعاظم، لتشكل في الأخير المانع الأكبر نحو تجديد أو إصلاح مأمول، وأهل الحل والعقد في هذا الموضوع أدرى بمكة وشعابها خير منا .
نحن هنا، لا نتهم أحدا، ولا نطلق التهم جزافا، ورغم أن الأمانة تفترض منا قول حقيقة أن مجالنا التعليمي نحو الفشل يرسم طريقا واضحا، وخاصة منذ انطلاقة الحركة التنظيرية الإعلامية حول الإصلاح والنهوض بقطاع التعليم وبرجاله، فحالت هذه الحركة دون الرؤية العلمية الصريحة والنقدية لأسباب فشلنا الذي سقط فيه التعليم بالمغرب لأزيد من عقد أو أكثر، بل أدت إلى التفكير ببسط أسباب النجاح والأماني العسلية قبل تطبيقها، وكأن مفكرينا التربويين أصبحوا بقدرة قادر، وبين عشية وضحاها، منجمين من الطراز الرفيع .
لكن مشاق التطبيق والاصطدام بالواقع المزري لرجال التعليم وأسباب اجتماعية أخرى تنخر المجتمع المغربي من فقر وأمية وعزلة وعادات جاهلية وطقوس غريبة... كل هذا كان نوعا جديدا من المصاعب واجهت الإصلاح وأربابه، والأخطر من هذا عدم استعداد كل الأطراف في هذا الإصلاح للعمل في هذه الظروف التي تجاوزت ضوابط الفهم والتفسير والسيطرة عليها إلى فوضى الارتجالية والمشاريع الوهمية والمذكرات المكررة والشعارات الفارغة من المحتوى، ويصعب اليوم –وبعد سنين من انطلاق الإصلاح- القول ما الذي أضافه إلى الركود التعليمي الذي كان يعيشه القطاع، غير الخطابات وشعارات التطبيق والتنفيذ وحل المشاكل التي تركت رجال التعليم في حال انفصال عن المجتمع وعن الحقيقة المرة، وبالمثل تركت أطفالا في عمر الزهور في حال غفيان تعليمي جديد، كان وراء الزيادة في تفشي الجرمية والفساد الأخلاقي والقيمي ....



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انقياد ... : شعر
- الجودة في قطاع التعليم : غموض المفهوم وتسليع التعليم :
- ثائر ضد الحريم : قصة قصيرة
- الجامعة الخريفية الأولى لأكاديمية جهة دكالة عبدة : دور الحكا ...
- السقوط المتداعي : شعر
- الأخطاء الرائجة في المقرر الدراسي : عنوان الخلل في منظومتنا ...
- الحب في زمن البغاء : شعر
- زارع الشوك : قصة قصيرة
- هل مازال بإمكاننا الحفاظ على لغتنا من الضياع ؟ :
- ضريح الحمار ... : قصة قصيرة
- أوراق جابر عصفور الأدبية : عندما يبدع الناقد :
- وطن الجلمود والصخر
- المدرسة والمجتمع المدني
- فصول ضعف : شعر
- أريد زوجتي : قصة قصيرة
- شلل آدمي .... : شعر
- علاقة المدرسة بالإعلام العمومي والنزاهة المطلوبة :
- صورة الفرج : قصة قصيرة
- التعليم والإصلاح الغيرواقعي :
- الإصلاح التعليمي في مفترق الطرق :


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عزيز العرباوي - المدرس : مرفأ لواقعنا التعليمي المنشود :