أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي مراد - أين أنت يا حبيبي؟،،،














المزيد.....

أين أنت يا حبيبي؟،،،


رامي مراد
باحث مهتم بقضايا التنمية - فلسطين


الحوار المتمدن-العدد: 2911 - 2010 / 2 / 8 - 19:24
المحور: الادب والفن
    


جلست على شرفة منزلها تسترق النظر عبر فتحات السحاب الجارية، تحاول أن ترى نور وجهه الذي غاب قبل أن يودعها، تمطر السماء و عيناها معا و تصطف على وجنتيها قطرة نور تتلألأ تتغذى من اختلاط حبات المطر بدموع الحرقة و الشوق لترسل نورا خافقا عله يوصل أشواقها إليه، كان يحبها ولا تزال تعشق رائحته، تحدث نفسها، بل ترسل ترانيم الأشواق لحبيبها، أين أنت؟، ليتك معي اليوم، ليتك بجانبي لتتشابك أيادينا علنا نستطيع أن نمنع قطرة دماء لطفل بريء ربما تسقط في زقاق من أزقة المخيم، كنت شمعة تضيء طريق الحب لمن أحبو بصدق أرضا خضراء تكسو الزرقة سمائها.
أين هو؟ لا تدري، بل تدري، انه هناك في هذا الفضاء الغامض يراها ولا تراه، ألست أنانيا لتمتع عينيك برؤيتي وتحرمني عبق رائحتك؟، لا أنت لم تكن يوما أنانيا، أنت حبيبي لكنها قوانين ظالمه أخذته و لم تعطه إنذار، اقتلعوا منه قلبه، لا لشيء إلا لأنه إنسان حاول أن يجمع طرفي الثوب ليصنع مشهدا فنيا رائعا، كان بيته يتسع كقلبه الى الجميع....من يقول...من يتحدث...أوقفوا قلبه عن النبض... هذا لا يفهم معنى الفداء..لا يعلم أبناؤه لغة الحقد على الأعداء...من هم؟...كيف تميزوا بين عدو و صديق؟...أنا منكم...أنا أحبكم...لا تقتلوا الأمل...فجأة انتفضت الحبيبة وراحت تنادي عليه، اختلطت عليها المشاعر، دعته أن يعود فقط تخاطبه بقلبها لكن عقلها يقول هو اختار، اخذ فكرها يردد ترانيم الشوق و الحنين عله يعود ومعه أخبارا عن كل زهرة ذبلت في ارض لوثوها بدماء الأبرياء.. عله يمتعها بزيارة في الحلم يخبرها انه رحل ليزرع ثمار الحب بمكان لا يوجد فيه أخوة يقتلون بعضهم...وزهور لا تذبل... ومازالت تنتظر وهي تعلم أن حلم العودة بات ابعد بكثير مما كان فاليوم تريد عودة ما كان بيديها يوم الرحيل...اليوم تسعد حينما ترى شجرة مثمرة لم تسرق ثمارها.. وهناك.. بأيديها قتلت نفسها..راية ترفف، قلم يلوح، مذياع ينعق، وفضائيات تفضح... صرخت بصوت مدوي ألا يكفي؟، أسرعت نحو الداخل بعدما تبللت تماما بمياه السحابة وتذكرت أن ما جال بخاطرها إنما هو حلم.
أخذت تنادي الفتاة السمراء التي حملتها بأحشائها دون أن ترى والدها أو حتى يعلم بنبأ حملها، من أين يأتي الصوت يا سمراء؟، ردت مسرعة ماتت الأحلام...ماتت الأماني....مات الشعب و المستقبل.
عادت لحالة الشرود الذي اعتادت وقالت في نفسها هذه قصتي معه ومع فكري ومع بلدي فحري بي أن أموت خنقا بالتفكير وتبسما أمام وجه أي حقير، قبحتم وجه الوطن مسحتم صورة التاريخ وصوت الشعب، أصبح لا شيء أفضل من أن أكون بشرا في فلسطين.
يجب أن نعود لنزرع و نغرس الثمار فتكبر الأشجار لتطعم أبناؤنا ثمارها، ثم تبسمت عندما أيقنت أن نبأ موت الشعب والمستقبل غير صحيح...فالشعب لم و لن يرحل كما رحل حبيبها والمستقبل سيعطره الورد، فهذا الرحيق الذي يغذي الأمل ويعيد من رحل، و هو الرحيق الذي يقتل الآثمون الذين ما فتئوا يقتلعوا الأشجار و يذبلون الأزهار لأنهم يدركوا أن موتهم قد أزف وقته و لن تتسع ارض الحب و السلام إلا الى الحب و الأمل و الأمن و الأمان...فهنيئا لك يا أرض الأحلام مولدك الجديد القريب.



#رامي_مراد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا و سيجارتي...و القهوة
- صديقي و عدوي.....أنا؟؟؟
- حلم طفلة العزة....في بلاد العجائب غزة
- اليسار...السياق التاريخي، و المفاهيمي
- الحكومة المقالة في قطاع غزة بين قرارات التعدي على الحريات و ...
- دور الشباب في مواجهة التحديات و الحصار
- المشروعات الصغيرة...واقع و آفاق
- مات الأمل.....يحيا الكسل
- العلمانية...السياق التاريخي، و المفاهيمي
- النظام السياسي الفلسطيني....بين واقع الحال و آفاق المستقبل
- بأي ذنب قتلت؟؟؟
- مداخلة حول مبادرة الحملة الشبابية لدعم الوفاق الوطني
- المرأة الفلسطينية في ضؤ نتائج الانتخابات التشريعية الثانية
- رؤية الشباب لواقعهم و حقهم في المشاركة
- يوميات مواطن على معبر رفح الحدودي
- الحزب الثوري كأداة للتغيير
- رؤية شبابية لعلاقة السياسي بالاكاديمي و صنع السياسات
- محاورة بين احد الشباب الخريجين و مدير من اجل الوظيفة
- المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية بين الحق و الاستجداء
- قراءة نقدية لحالة الأجهزة الأمنية الفلسطينية


المزيد.....




- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية
- السعودية.. مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم مايكل كين وج ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رامي مراد - أين أنت يا حبيبي؟،،،