أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - شعب يحرق المليارات!!














المزيد.....

شعب يحرق المليارات!!


نزار جاف

الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 15:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


(الغرب محکوم بدکتاتورية فردية بمعنى الکلمة، وان هذه الدکتاتورية مدعومة بالطبقة الرأسمالية التي تتحکم في الاعلام و في السياسة و تخلق السياسيين و أداة الحکم أيضا)، بهذه الصورة طرح الرئيس الليبي معمر القذافي رؤيته الخاصة عن الاعلام و کذلك السياسة في العالم الرأسمالي وانتقد واحد من أشهر وجوه الاستبداد في العالم العربي بشکل خاص و العالم برمته بشکل عام، النظام الديمقراطي ملمحا الى أن هذا النظام يعاني من ظاهرة تدهور الاخلاق و الاداب العامة لأنه يملك کل شئ"يملك الجيش و يملك الرئيس و يملك الاعلام و يملك الثروة".
الرئيس الليبي الذي طالما عود العالم بإنتقاداته اللاذعة و غير العادية للغرب و نظامه السياسي، دعى في کلامه"المطول کالمعتاد"أثناء حضوره للجلسة الصباحية لما يسمى في ليبيا"مؤتمر الشعب العام"بمدينة سرت، الى أن تکون السلطات بيد المؤتمرات الشعبية، لکن وفي نفس الجلسة أشار الى"إن ما يحصل في الشارع الليبي " مخز جدا ومشين لنا، ولا يمكن السماح به، ولابد من جلسة عليه في المؤتمرات الشعبية لإصدار قوانين لحماية الآداب العامة".
القذافي الذي يسعى من خلال تصديه لحالتين متغايرتين، أن يشير بصورة مقصودة الى حرية التعبير و النقد في بلاده و عدم وجودها بنفس الصورة و الحجم في باقي بلدان العالم و لاسيما الرأسمالية منها، والحق ان نقده هذا لو کان قد أطلقه أي شيوعي أو حتى يساري حقيقي من أي مکان في العالم، لکان له أهميته و کذلك مصداقيته، لکن عندما نعلم أن النقد من جانب القذافي فإن الامر يثير السخرية و التهکم ذلك ان الرأسمالية حتى بالمساوئ التي يحددها الشيوعيون الحقيقيون أنفسهم فإنها قطعا ومن دون أدنى شك أفضل بکثير من النظام السياسي الليبي الضائع و المموه و المتمزق بين عدة تيارات و تجاهات متضاربة.
القذافي الذي يتشوق الکثيرون لتصريحاته"الکاريکاتيرية"و المليئة بدعابات"فنطازية"، يشذ بعض الاحيان عن اسلوبه المشار إليه و يطرح تصوراته و رؤيته للأمور بجدية بالغة يقرأها المتابع بين کلماته"المتنافرة و المتضاربة و المناقضة لبعضها البعض"، وهو في خطبته بهذا المحفل الممجد لجمهوريته العظمى"في خياله فقط"، يسعى مرة أخرى للمزيد من الإيغال في عملية خداع الشعب بزيف النظام الديمقراطي الغربي مؤکدا بأن نظامه السياسي"المسخ"و"القمعي"هو الافضل بل وانه البديل للنظام العالمي برمته وهو وکما أشرنا في البداية يشكك في حيادية الاعلام في العالم الرأسمالي لکونه بيد الطبقة الرأسمالية وهو بکلامه هذا يجزم لنا بأن الاعلام في ليبيا فقط من دون العالم کله يحظى بالحيادية و الاستقلالية و يعبر عن واقع و هموم و تطلعات الشعب، هذا الکلام الذي يدرك القذافي بنفسه وقبل أبسط إنسان ليبي آخر کذبه و زيفه و سماجته، لکنه لايملك بدا من الايمان بکذبة يطلقها منذ الاول من أيلول عام 1969 ورغم أن النجاح قد حالفه لأسباب و عوامل کثيرة لسنا في صدد الخوض فيها هنا، لکن السياق السئ الذي سارت عليه الامور و بشاعة و قسوة النظام السياسي القمعي الدموي الذي فرضه معمر القذافي على شعبه نزعت منه ومن نظامه ورقة التوت التي يتخفى خلفها عبثا ودفعت الشارع الليبي لإبداء التبرم و السخط من حکم لم يجلب لليبيا و شعبها سوى المشاکل و الازمات و القلاقل سيما وان تلك الزمن بات يکشف رويدا رويدا کيف أن هذا الدکتاتور قد أهدر مليارات الدولارات من أموال الشعب الليبي على مشاريع کان الفشل الذريع نصيب معظمها مثلما ان مشاريعه و خططه السياسية و الفکرية هي الاخرى لم تنل سوى الاخفاق بأوضح صوره. مشروع النهر الاخضر، بعد کل ذلك التطبيل و التزمير الاستثنائيين له، إتضح بأنه ليس في واقع أمره سوى مشروع فاشل من أساسه وان کلفته العالية جدا والتي يسعى(الاعلام الحر جدا)لجماهيرية الدکتاتور الاوحد بإخفائها او التمويه عليها تکاد ان تبلغ مستوى خيالي حتى ان هناك خبراء يجزمون بأن سعر اللتر الواحد من ماء النهر الاخضر يکاد يعادل وزنه ذهبا. کما ان البرنامج النووي الليبي الذي سلمه(الاخ القائد)بکافة متعلقاته و تفاصيله للغرب مضافا إليه فضيحة لوکربي، تمثلان معا صورتان ناصعتان للتلاعب الفردي الساذج و غير المسؤول بمقدرات شعب مغلوب على أمره، لکن هل سمع أحد ما يوما بأن تبادر أحدى(اللجان الشعبية الليبية)، او أية وسيلة إعلام ليبية لوضع هذه المشاريع الفاشلة جدا جدا تحت دائرة الضوء و المسائلة؟ ماذا فعلت هذه اللجان و ذلك الاعلام الليبي المؤدلج في سبيل الانسان و حرياته الاساسية لکي يقتدي العالم بها؟ الاعلام الرأسمالي اسقط رؤساء و وزراء و شخصيات سياسية هامة من مناصبها وساهم وبشکل فعال و حيوي في تغيير الکثير من البرامج و المسارات و الخطط السياسية و الاقتصادية وهو کسيف ديموقليس مسلط دوما على رقاب المسؤوليين من مختلف المستويات، لکن هل لذلك الاعلام الذي يشيد به القذافي دورا بهذا الحجم و المستوى؟ وهل أن الشعب الليبي هو حقا صاحب کل شئ؟ وإذا کان کذلك فهل هنالك شعب في العالم يحرق مليارات الدولارات عبثا ومن دون أن يرمش له جفن؟ الحقيقة هي ان العقيد القذافي لو کان قد تحدث عن أي شئ سوى عن ملکية الشعب لکل الاشياء فإن حديثه کان بالامکان ان يلاقي نوعا من القبول و التفهم لکن تصديه لهذا الموضوع تحديدا و ترکيزه عليه بهذا الشکل يثير أکثر من السخرية و التهکم ونجزم بأن نظام حکم العقيد معمر القذافي لو سقط يوما أو تم تغييره لأي سبب کان، فإن مسائلة القذافي بذاته عن إهدار تلك المليارات ستکون من أهم الاولويات.



#نزار_جاف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تعود لأصحابها...التأريخ و الحقائق 1-6
- من أين بدأت مشکلة الاقباط؟
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان 3
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان 2
- الجنوب العراقي و کوردستان: کلام في الوجد و الانسان
- کتاب العهر الاهوج
- أحمد زکريا: الصورة الكوردية في فيدرالية الجنوب ليست قاتمة
- عدنان حسين: الإستقلال هو مطلب مشروع للشعب الكوردي
- الشاعرة الأمازيغية مليكة مزان : شاعرة أنا أقترف شعري المتمرد ...
- وفاء سلطان: يحق للشعب الكردي قيام دولته
- رغد و نصرالله
- جلعاد شاليط..قضية فيها أکثر من نظر
- المرأة و الحجاب..إشکالية النص المقدس
- الدکتور مصطفى النبراوي: نشوء دولة کوردية سوف يعيد رسم المنطق ...
- مؤتمر المصالحة و الخيار الوحيد
- حرب الفنانات المحجبات
- ترکيا..دولة الفتونة!
- الرئيس الحافي
- ميراث مصطفى البارزاني..من يجسده؟
- في الحرب القادمة نهاية إسرائيل


المزيد.....




- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نزار جاف - شعب يحرق المليارات!!