أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكري العزابي - الحوقليات (3)














المزيد.....

الحوقليات (3)


زكري العزابي

الحوار المتمدن-العدد: 2909 - 2010 / 2 / 6 - 13:39
المحور: كتابات ساخرة
    


عندما قفز محمد على الكبير قفزته الأخيرة عبر الخط الفاصل بين عالمي الشهادة والغيب، ترك خليفة له ابنه محمد على العجيب، وكان رحمه الله رجلا متوسط الحجم. فلم يكن كبيرا ولا صغيرا (ميديوم سايز). ورغم ذلك، فان بذور هذا الأخير توزعت في المنطقة الممتدة بين وزيرستان ومديرستان، فحولوها كلها إلى مارستان، وحكموها بالحديد والنحاس والقصدير والزرنيخ وباقي المعادن، اللامع منها وعديم اللمعان. وقد برز من بين هؤلاء الولاة محمد على الـ (لارج)، ثم ابنه الـ (اكسترا لارج) ابن محمد على الـ (ميديوم يوني سكس)، والذي ورّث الحكم من بعده لحفيده محمد على رقم 49، والذي ترك وراءه على كرسي العرش ابنه الأكبر رقم 52، حيث اغتاله اخوه محمد على حجم 44، بدعوى ان العرش لم يكن من مقاسه. وقد اغتاله بدوره ابن اخيه محمد على العظيم، والذي انقلب عليه ابن اخته محمد على المهيب، والذي استمر في الحكم 99 عاما، اجرى خلالها 999 استفتاءا، كانت نتيجتها لصالحه بنسبة 99.99 %، في المرة الواحدة، وسبب انها لم تكن بنسبة 199% هو انه لم يكن يذهب للاستفتاء هو وأفراد اسرته، وكان يتم خصم تلك النسبة من الميزانية العامة للدولة الفتيه، وتحويلها إلى حسابه في البنوك السويسرية. وهي بنوك ومصارف انشأها قوم من بني (السوي ـ سريين)، والذين اطلق عليهم ذلك الأسم لاشتهارهم في علوم الحسابات (السرّية) التي لا يعرف عنها احد شيئا حتى اصحابها، بعد وضع ما يسرقونه في مصارفهم واغلاق بابها. بعد ذلك ورثه ابن اخيه محمد على السمين، والذي فشلت جميع المحاولات في تخفيف وزنه، ومات غارقا في برميل منسف بالكافيار والنفط، وبعد ان انهارت عليه طناجر المطبخ ذات ليلة ليلاء، حتى أن بعض المؤرخين والمحللين وكبار المخبرين، يعتقدون أن في الأمر مؤامرة ما، وأن أحد الموالين، كان قد وضع له الهيرويين في الطحين.
بعده جاء الأمير محمد على الرائع، والذي اشتهر بالمريع، وكان ابوه قد ارسله لدراسة الطب في مملكة بيمارستان العظمى، وتخصص في الطب الشرعي هناك، فتخرج وهو لا يفرق بين جثة قطع رأسها بمقصلة ابيه، واخرى مات صاحبها على خازوق خاله حاكم الاقطاعية المجاورة. ثم خلفه محمد على الفصيح الذي درس علوم اللغة على يد الشيخ الفقيه عبد المدير ابن عبد الوزير ابن الحاجب، فلم يكن يفرق ـ مثل باقي اسلافه ـ بين اجزاء الكلام، ومات دون ان ينجح في تركيب جملة صحيصة واحدة، رغم محاولاته المستميتة في ذلك. ومع ذلك احتفظ به بنو حوقل فوق رؤوسهم مدة طويلة، اطول من الطريق من فاس إلى باب زويلة، مبررين عملهم ذاك بمثل لديهم يقول: "الابكم الذي تعرفه، خير من فصيح لاتعرفه". فابتلاهم الله بعده بوال لا يكف عن الكلام والخطابة، رغم انه لم يتعلم القراءة ولا الكتابة، فكان يقصفهم بخطبه المصنوعة من الحديد والنار، ويجبرهم على استماع إليها كل جمعة وسبت واحد بدوام كامل، وفي باقي ايام الاسبوع بنصف دوام، بعد أن فرض عليهم الصمت ومنع عليهم الكلام. إضافة إلى الاعياد والمواسم، والمناسبات، واللامناسبات، واستمر على ذلك حتى مات، وترك ورءاه امة نصفها اصيب بالصمم، ونصفها في الشتات، بعد أن أوصى أن يقطر له المازوط الحيّ قبيل موته بلحظات. فلاحول ولا قوة ..
إبن حوقل






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوقليات* (2)
- الحوقليات* (1)
- أصوات من الماضي البعيد.. البعيد.. البعيد ( من الشعر الاغريقي ...
- الفتاوي الفضائية
- حديقة سابفو
- النائحات
- عن توكيذيذيس وهيرودوت وماركس
- غطاء للبؤس
- تكنولوجيا


المزيد.....




- -ميتا- تعتذر عن ترجمة آلية خاطئة أعلنت وفاة مسؤول هندي
- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - زكري العزابي - الحوقليات (3)