أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الاغنية التراثية وقصة-عنات-و-ظريف الطول-














المزيد.....

الاغنية التراثية وقصة-عنات-و-ظريف الطول-


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2902 - 2010 / 1 / 30 - 00:49
المحور: الادب والفن
    



الأغنية الشعبية هي لبنة التراث والفرع الأساس في عالم الفولكلور، انها مراة ساطعة تعكس حياة الناس في السراء والضراء ، كما تعكس أوجه واقعهم المختلفة وتصور الامهم وامالهم وأحلامهم بغد مشرق وجميل.،وقرب هذه الأغنية من الذائقة العامة ، سواء بلغتها العامية المحكية أو تنغيمها، أكسبها شعبية وأصالة وفرادة.

والواقع أن تراثنا الشعبي الفلسطيني زاخر بثروته الغنائية منها أغاني العمل والعمال والصيادين، وأغاني الترحال والغربة ، وأغاني البحر والاستسقاء في سنوات الجفاف، وأغاني طهور الأطفال .زد على ذلك أناشيد المناسبات الدينية كعيد المولد النبوي الشريف ، ورمضان، ووداع واستقبال الحجاج، وأغاني الندب" البكائيات".هذا بالاضافة الى تناويح النساء في المراسيم الوداعية للمتوفى، وأغاني الأعراس والأفراح( الخطبة، الحناء، حمام العريس، الزفة، الزغاريد، وتراويد النساء، وكذلك الأغاني الرعوية التي كانت مقتصرة على النساء ومن ثم تجرأ الرجال الرعاة على غنائها فسميت بالرعوية.

وقد ترددت هذه الأغاني بين الناس قبل أكثر من أربعة الاف عام عندما سكنت القبائل أرض كنعان ، واتخذت طابعاً سياسياً وأبعاداً وطنية ومضامين وجدانية وغزلية، وكغيرها من الأغاني والأزجال والأهازيج الشعبية تناولت الأوضاع الاجتماعية والواقع المعاش بكل صدق وشفافية وأجمل تعبير، ومن أشهر الأغاني التراثية :"جفرا" و"شفت الزين" و"يا غزيل" و" الدلعونة" و"ظريف الطول" و"باب البوابة ببابين" وغير ذلك.

وهناك علاقة وثيقة تجمع بين "الدلعونة" و"ظريف الطول" ، ف"الدلعونة" هو اسم يطلق على كل فتاة حسناء وجميلة ،وأحياناً يطلق "جفرا" لكن الدلعونة هو الاسم الأكثر شيوعاً وذيوعاً في الأغنية الشعبية الفلسطينية . والدلعونة هي"عناة" أو"عنات" الهة الحرب والحب والجمال عند الكنعانيين ، وتظهر في النقوش الكنعانية ، وخاصة اللوحات الطينية وعلى رأسها تاج وشعرها مسترسل على جانبي صدرها. وعندما جاء الاسلام انتهت عبادتها وانتهت كالهة، لكن وظيفتها الجمالية المتجسدة في الحب والجمال بقيت من خلال كل فتاة ساحرة وجذّابة ، وتم تحويل اسم "عنات" الى"دلعونة" وقصة ذلك تعود الى أن "عنات" شغفها حباً شاباً يدعى "ظريف الطول" واسمه "عليان بعل الكنعاني" ، وتشاء الأقدار أن تفرّق بينهما الأيام ، حيث تزوجت " عنات" من شاب اخر ورحلت معه الى بلاد بعيدة فراح "ظريف الطول" يؤلف ويغني ويصدح بالأشعار الغزلية التي تعبّر عن مدى حبه وعشقه وشوقه لعنات .. ومما جادت به قريحته قوله :
أنا لعن عنات الصابرينا
ويحكمك يا الهي صابري

وكيف لا يتعذب قلب العاشق وقد أسقمته حبيبته من يوم ما عرفها وأحبها وجمرت قلبه، فأصبح يسوح كالمجنون في البرية، في الحقول والجبال باحثاً عنها ويسأل القوم عن مكانها ويقول لهم " دلوني على عنات، فأدغمت مع بعضها البعض وتحولت الى"دلعونة". وتمر الأيام وتأتي"عنات" لزيارة أهلها وعشيرتها وحين علمت برحيل عاشقها عن القرية أخذت تنشد وتغني ..فقالت:
يا ظريف الطول وقف تقولك
رايح ع الغربة بلدك أحسن لك
خايف يا المحبوب تروح وتتملك
وتعاشر غيري وتنساني أنا

لذلك نجد أن الحب والغزل والشوق والحنين والحرمان من الوصال والعتاب ، هي مضامين وموتيفات سائدة في الأغنية التراثية الفلسطينية وتطغى على أغاني "الدلعونة" و" ظريف الطول" في حين أن البعض من هذه الأغاني تفيض بالمعاني والأبعاد الوطنية ،ومثال على ذلك:
يما ويا يما اعطيني رشاشي
طلبتني الثورة والصبح ماشي
عفت الوظيفة وعفت المعاشي
تحرير الوطن أغلى ما يكونا

فهل ثمة أجمل وأرق وأحلى من هذا الكلام المغنّى؟!

أخيراً ،ووسط هذا الضجيج السائد والدبكات الصارخة والرقصات الخلاعية والموسيقى المختلسة، وفي غمار الهيصة والـتأوهات لفنانات التعري والتحرش الجنسي ، ما أحوجنا للأغنية التراثية التي تنعش الروح وتداعب المشاعر وتدغدغ خلجات القلب والوجدان.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثقافة والقضايا المصيرية العربية
- 26 عاماً على الرحيل معين بسيسو شاعر الرفض والثورة والابداع ...
- لا بديل عن وحدة الشعوب لمواجهة المشروع الامبريالي المتعولم
- تميم الاسدي ، الصوت الجميل في اوركسترا الأغنية الشعبية
- الشاعر والروائي الجزائري محمد ذيب
- المشروع القومي العربي ..الى أين؟!
- في المشروع الثقافي العربي
- مجلة -الأصلاح -الثقافية في عددها الجديد
- مريد البرغوثي مجنون رام الله
- ياسين الحافظ، عين العقل العلمي النقدي
- تجليات الروائي مؤنس الرزاز
- الكتاب العرب وحالة البؤس الثقافي
- في المسألة الطبقية والوعي الطبقي
- في السؤال حول الثقافة والديمقراطية
- رئيف خوري ..المثقف الثوري
- في الفكر الليبرالي العربي
- مع القاص والروائي الفلسطيني عبدالله تايه
- فيروز..جارة القمر
- الماركسيون العرب وأحلامهم المجهضة
- عن الالتزام في الأدب الفلسطيني


المزيد.....




- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...
- رئيس هيئة البحرين للثقافة والآثار: التعاون الثقافي مع روسيا ...
- -بيت الشعر في المغرب- يتوّج بجائزة الأكاديمية الدولية للشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الاغنية التراثية وقصة-عنات-و-ظريف الطول-