أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - 26 عاماً على الرحيل معين بسيسو شاعر الرفض والثورة والابداع المقاتل














المزيد.....

26 عاماً على الرحيل معين بسيسو شاعر الرفض والثورة والابداع المقاتل


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2898 - 2010 / 1 / 25 - 11:44
المحور: الادب والفن
    



قبل 26 عاماً مات معين بسيسو شاعر الرفض والمعاناة والثورة والسنبلة والواقع الحي والابداع المناضل والمقاتل والتراث المتجدد، مات وفلسطين في قلبه ودمه وأحلامه وعذابه ودفاتره.

معين بسيسو من العلامات المضيئة في حركة الشعر الفلسطيني المقاوم ، ومن الوجوه الأدبية والثقافية الفلسطينية البارزة واللامعة التي ساهمت في النهضة الثقافية في فلسطين.حمل راية الواقعية وارتبط بالحركة الشعبية النضالية في سبيل الاستقلال والتحرر الوطني والديمقراطية والتقدم الاجتماعي وامضى حياتة زاخرة بالعطاء، وكان لولباً نشطاً في مواجهة المهمات الشاقة واستنفار الهمم من أجل الدفاع عن قضية فلسطين والقضايا العربية والانسانية.
استقبلته الحياة سنة 1937في غزة وتلقى دراسته فيها ثم أكمل تحصيله الجامعي في القاهرة وبعدها عمل مدرساً في غزة زمصر والعراق.

وفي ظل الصراعات الفكرية والسياسية حدد معين اتجاهه الفكري وانتماءه السياسي الى الفكر الماركسي ،فانضم الى عصبة التحرر الوطني وانخرط في النشاطات السياسية وبدأت قصائده الأولى تظهر في الصحف والأدبيات الفلسطينية ومنها قصيدة"المعركة" التي يقول فيها:
أنا أن سقطت فخذ مكاني يا رفيقي في الكفاح
واحمل سلاحي لا يخفك دمي يسيل من السلاح
أنا لم أمت! أنا لم أزل أدعوك من خلف الجراح

اكتسب معين بسيسو الخبرة الثورية والتجربة النضالية والتنظيمية والسياسية من علاقاته وارتباطاته بالشيوعيين المصريين والعراقيين ، وهذه التجربة مكنته من تأسيس الحزب الشيوعي الفلسطيني في قطاع غزة ، واستطاع بوعيه وفكره الثاقب ورؤيته بعيدة المدى أن يرفع مستوى النضال الشعبي والجماهيري ويخرجه من السر الى العلن، وقاد حملات المقاومة ضد مشاريع التوطين في سيناء وضد مطاردة وملاحقة الوطنيين والشيوعيين والزج بهم في غياهب المعتقلات والزنازين. وبسبب نشاطاته وارائه ومواقفه الشجاعة غمد في السجن وقضى سبع سنوات خلف القضبان، وكانت هذه تجربة مرة وقاسية لكنها عميقة الأثر ، ومدرسة للتفولذ والنضال والكفاح، وأضفت معاناته في السجن طابعاً خاصاً على شخصيته وأدبه وأشعاره الثورية التي شكلت معيناً وسلاحاً وزاداً للمقاتلين والمناضلين الفلسطينيين الأشاوس من أجل الحرية والديمقراطية والاستقلال الوطني التحرري.

ولم يفصل معين بين عملية التحرر القومي والطبقي وذلك لايمانه بالجماهير الشعبية العريضة التي تعتبر القاعدة وصانعة التاريخ والمستقبل وصاحبة الفكر المحرك ، التي تجني ثمار عملية التحول والتغيير الثوري.

وفي العام 1966 ترك معين بسيسو غزة وعاش مطارداً في المنافي ، متنقلاً بين المطارات والعواصم العربية والأجنبية، مواصلاً المقاومة والابداع الشعري والأدبي الخصب، وخلال حصار بيروت كان يكتب المقالات اليومية لنشرة "المقاومة" التعبوية التي كانت توزع لشحذ همم الجماهير والمقاتلين في الخنادق من أجل رفع معنويات الصمود والمقاومة.

وفي 24 كانون الثاني العام 1984 وخلال تواجده في لندن تناول عشاءه الأخير وتوقف قلبه عن النبض ولفظ أنفاسه الأخيرة ورحل ، ونقل جثمانه ووري الثرى في القاهرة.

لم يكن معين بسيسو فنان الكلمة الساحرة والأخاذة في الشعر بل في النثر أيضاً ، وقد أصدر عدة مجموعات شعرية ونثرية ومسرحية وهي:" المعركة، حين تمطر الأشجار، مارد من السنابل، الأردن على الصليب، فلسطين في القلب، الأشجار تموت واقفة، جئت لأدعوك بأسمك، قصائد على زجاج النوافذ، القتلى والمقاتلون والسكارى، اخر القراصنة من العصافير، الان خذي جسدي كيساً من رمل، ابدأت تحصي أضلعك، مأساة جيفارا، ثورة الزنج، شمشون ودليلة، المنجم ، العصافير تبني أعشاشها بين الأصابع".

معين بسيسو صوت شعري دافىء ، ونموذج متفرد في الحياة الشعرية الفلسطينية، كان شاعراً جزل العطاء، متين العبارة، لغته سلسة وصافية وشعره عفوي من "السهل الممتنع" وغزير بالتعابير والألفاظ الشعرية والرموز الفكرية والتاريخية ، وهو بحسه المرهف جسد مأساة شعبه وهواجسه وكتب قصة الصراع والمعاناة الشاقة والبحث عن وطن وهوية وغد أفضل ومستقبل مشرق ومنير لشعبه وللانسانية المعذبة جمعاء. ويمكننا القول أن قصائده ترتيلة حزن لحالة الفلسطيني المشرد والمحاصر والمقاتل من أجل العودة والعيش بحرية وكرامة مثل بقية شعوب العالم قاطبة.

وأخيراً فأن معين بسيسو كسب لنفسه الخلود والبقاء أبد الدهر بفضل ابداعه الشعري الأصيل والجميل وسيرته الحياتية ، التي تميزت بالصدق والاستقامة والجرأة والشجاعة والشفافية والنقاء الثوري. وهو عصي على النسيان وسيبقى في القلب والوجدان الشعبي الفلسطيني بقصائده الوطنية والثورية والطبقية علامة مشرقة ومضيئة فوق خريطة الحلم الفلسطيني.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بديل عن وحدة الشعوب لمواجهة المشروع الامبريالي المتعولم
- تميم الاسدي ، الصوت الجميل في اوركسترا الأغنية الشعبية
- الشاعر والروائي الجزائري محمد ذيب
- المشروع القومي العربي ..الى أين؟!
- في المشروع الثقافي العربي
- مجلة -الأصلاح -الثقافية في عددها الجديد
- مريد البرغوثي مجنون رام الله
- ياسين الحافظ، عين العقل العلمي النقدي
- تجليات الروائي مؤنس الرزاز
- الكتاب العرب وحالة البؤس الثقافي
- في المسألة الطبقية والوعي الطبقي
- في السؤال حول الثقافة والديمقراطية
- رئيف خوري ..المثقف الثوري
- في الفكر الليبرالي العربي
- مع القاص والروائي الفلسطيني عبدالله تايه
- فيروز..جارة القمر
- الماركسيون العرب وأحلامهم المجهضة
- عن الالتزام في الأدب الفلسطيني
- د.نصر حامد أبو زيد..لست وحدك!!
- سنديانة وخنساء فلسطين فدوى طوقان في ذكرى وفاتها


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - 26 عاماً على الرحيل معين بسيسو شاعر الرفض والثورة والابداع المقاتل