أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - فيروز..جارة القمر














المزيد.....

فيروز..جارة القمر


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2866 - 2009 / 12 / 23 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


فيروز القادمة من جبال الأرز الشامخة ،ومن بلد البستانيين واليازجيين وأدباء المهجر والرابطة القلمية .فيروز صاحبة الصوت المائي ،الساحر، الملائكي،الخلاّب والشجي الذي يداعب أوتار قلوبنا ويأسرنا صباح كل يوم.هذه المطربة المتميزة والفريدة أضحت أيقونة الوطن العربي المقدّس الطاهر وأيقونة الثورة على أعداء النور والمحبة الانسانية، الذين اغتصبوا الجنوب و"سكروا الشوارع وزرعوا المدافع"وصادروا الكلمة واللحن واغتالوا كل ما هو جميل.

ارتبط أسم فيروز بالرحابنة ،ليشكلا معاً أسطورة في عالم الموسيقى والغناء الأصيل الراقي والمدهش، وأنتاج الأغاني والمقطوعات الموسيقية وصياغة مذهب جديد في الغناء العربي ، يجمع بين البساطة والتناغم الموسيقي المستمد من أعماق وصميم البيئة الريفية والشعبية ، ونموذجاً اعتمده الكثير من المطربين العرب طريقاً الى المجد والنجاح والسطوع وتحقيق النجومية والشهرة الواسعة .ومن أبرز الذين تخرجوا من هذه المدرسة،مدرسة الرحابنة بالاضافة الى فيروز"نهاد حداد" كل من: "وديع الصافي ونصري شمس الدين وايلي شويري وجوزيف عازار وملحم بركات وهدى حداد وزكي ناصيف وأنطون كرباج "وغير ذلك.

امنت فيروز دائماً ومنذ البداية بأن للفن رسالة مقدسة وسامية في الحياة والمجتمع ،فنذرت صوتها لقضايا الأمة والانسان العربي ، وشكلت أغنيتها وعاءً للنضال والتحرر والتماسك والتلاحم في مواجهة القهر والظلم والكبت .وقد غنت للوطن والطبيعة والبحر والقمر والزعرورة وللعواصم والمدن العربية،وحرضت الناس والشعب اللبناني على الارتباط والالتصاق بلبنان، مهد الحضارة والثقافة والكلمة والنغم البديع والحس الرهيف، وعلى نبذ الخصام والهجرة ومقاومة الطائفية اللعينة والبغيضة والايمان بالحرية وتقديسها،لكي لا يسود حكم الطغاة والأوغاد. ويكفي فيروز اعتزازاًوفخراً أنها أنشدت لبيروت والجنوب ودمشق وشط اسكندرية ومكة والقدس ـ زهرة المدائن ولشوارعها العتيقة ولجسر العودة، ما حدا بشاعرنا الفلسطيني الكبير طيب الذكر محمود درويش الى القول:" قدمت فيروز والرحابنة لفلسطين ما لم يقدمه الفلسطينيون أنفسهم ، وأشهر الفلسطيني هويته الجمالية بالأغنية الفيروزية حتى صارت هي اطار قلوبنا المرجعي، هي الوطن المستعاد وحافز السير على طريق القوافل".

فيروز قطعة من سمائنا، وأرزة لبنانية راسخة، وقامة غنائية شامخة،وصوت هامس هادئ يقطر شجى وطلاوة وعذوبة وعشقاً وشجناً وعطراً كالسوسن والمسك والعنبر، يحاكي أرواحنا ويلامس وجداننا وشغاف أفئدتنا، ونتشربه مع قهوة الصباح المهيّلة وعلى ضوء القمر والنجوم في ليالي الصيف.وقد وقفت فيروز لتغني على مسارح بعلبك وبيت الدين ، غنت الميجنا وأبو الزلف فتألقت وأجادت وأبدعت ورسمت ملامح الفن العربي الراقي، وقدمت باقة جميلة ورائعة من الأغاني والاسكتشات والمسرحيات الغنائية ،أبرزها:"لولو وبياع الخواتم وبنت الحارس وجبال الصوان وسفربلك وصح النوم"وغيرها من الأعمال الغنائية الابداعية الفريدة المميزة والمنوّعة .

صفوة القول،فيروز هالة وملاك هبط من السماء ،ووسام شرف وعزة وسؤدد معلق على صدور أوطاننا وامتنا من المحيط حتى الخليج،ولشرقنا العربي الفخر والاعتزاز بوقفتها الشماء وصوتها المخملي الذي يأبى الانحناء والخنوع والتزلف، وبدون أدنى شك، أن الأغنية الفيروزية هي غذاء روحي يمنحنا الاطراب والشعور بالدفء والاحساس والتفاعل العاطفي والوجداني ، وهذه الأغنية تبقى الأجود والأرقى والأصفى والأنقى في هذا الزمن الردئ، زمن الميوعة والتعري والاسفاف وانحطاط الذوق الفني، وزمن الأغنية الهزيلة الرخيصة الماجنة والمبتذلة.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الماركسيون العرب وأحلامهم المجهضة
- عن الالتزام في الأدب الفلسطيني
- د.نصر حامد أبو زيد..لست وحدك!!
- سنديانة وخنساء فلسطين فدوى طوقان في ذكرى وفاتها
- تجربة غريب عسقلاني الابداعية
- في أحوال الواقع العربي المعاصر..!
- ما أحوجنا للنقد الاجتماعي!!
- انسي الحاج ..شاعر الليل
- صدور عدد جديد من مجلة-الأصلاح- الثقافية
- تحية ل-الحوار المتمدن-في عيده المتجدد
- في حال المثقف العربي
- هادي العلوي من رواد الفكر العربي الانعتاقي الحر
- محمد أركون المثقف النقدي المتبحر في محيطات المعرفة الاسلامية
- دور الثقافة ازاء الواقع البائس
- الدكتور فرج فودة..ضحية الارهاب الديني المتطرف
- في ظلال المفكر والمؤرخ عبدالله العروي
- جديد مجلة -الاصلاح - الثقافية
- برهان غليون .. صوت العقل ضد اغتيال وتغييب العقل
- ما أحوج مجتمعنا العربي للتعددية والحوار العقلاني والحضاري
- محمد عابد الجابري .. الباحث والمفكر الذي يقرأ تراثنا الفلسفي ...


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - فيروز..جارة القمر