أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - الدكتور فرج فودة..ضحية الارهاب الديني المتطرف














المزيد.....

الدكتور فرج فودة..ضحية الارهاب الديني المتطرف


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2835 - 2009 / 11 / 20 - 13:20
المحور: سيرة ذاتية
    


الدكتور فرج فودة كاتب عنيف وحاد وصريح أكسبته طبيعته الصدامية والسجالية حب قرائه ، وهو أحد مفكري التيار العلماني العقلاني في مصر والعالم العربي وأكثرهم نشاطاً وديناميكية. عاش حياته مليئاً بالنشاط العلمي والعطاء الفكري وحمل على عاتقه هموماً كثيرة ، ولعب دوراً هاماً في الحياة الابداعية والفكر العربي المعاصر، وكرّس كتاباته للدفاع عن حرية الفكر والتعبير والمعتقد ، وحرية الابداع الثقافي والفني، وامن دائماً بأن المستقبل هو للتنوير والعقلانية وللخلق والابداع وليس لجيوش الردة والظلام والعودة الى الوراء.

تفرّغ فرج فودة للكتابة والفكر والجدل والسجال ومواجهة قوى التطرف الديني والتيارات القمعية التكفيرية، وأصدر عدداً من الكتب والمؤلفات المهمّة التي رفدت الفكر الفلسفي العربي والبحث العلمي والجهد الفكري، وهي: " الوفد والمستقبل، قبل السقوط، الحقيقة الغائبة، حوار حول العلمانية، النذير، الارهاب، نكون أو لا نكون".

وفي العام 1982 استشهد فرج فودة برصاصات قوى الارهاب والتطرف الديني وجماعات الاسلام السياسي ، على خلفية كتابه " الحقيقة الغائبة" .

لقد اغتالوا فرج فودة لأنه وقف في وجه الجهل والتعصب والانغلاق الديني، وضد السياسة التي تتخذ من الدين ستاراً وسلاحاً، ولأنه حمل راية العلم ولواء المعرفة والحقيقة واستخدام العقل في التحليل والاجتهاد ، ونادى بضرورة فصل الدين عن السياسة، ودراسة التاريخ العربي الاسلامي بشكل علمي مضيء، وكذلك التفريق بين الاسلام الشعبي الحقيقي ، وبين الاسلام السياسي المتطرف والزائف، ولأنه دعا الى التعددية الفكرية والمذهبية والسياسية. وقد كشفت جريمة اغتياله حقيقة افلاس القوى الظلامية المتطرفة والمافيات المتأسلمة من الناحيتين الفكرية والانسانية، وعجزها عن السجال الفكري والحضاري واقناع الجماهير الشعبية وخصومها السياسيين والفكريين بمنطقها ورؤيتها.

أن أعمال فرج فودة وجهوده البحثية تندرج في اطار البحث العربي الحديث عن فهم الاسلام بذاته وفك الارتباط بين السياسة الديمقراطية والتوظيف السلطوي لرجال الدين والدين نفسه، وكتابه " الحقيقة الغائبة " ليس كتاباً في التاريخ وانما رؤية فكرية وسياسية تستند الى وقائع وحقائق التاريخ الاسلامي، وبمثابة رد على اؤلئك المتزمتين المتعصبين والمتشددين دينياً، الذين يهربون من التوثيق والتأصيل ويحيكون المخططات الارهابية القمعية ويعملون على وأد واطفاء الكلمة المضيئة وخنق كل صوت ابداعي يعتبرونه صوتاً نشازاً في جوقتهم واهدار دم المثقفين المتنورين والعقلانيين بذريعة وتهمة أنهم "كفار" و"ملحدون " و"معادون" للاسلام وخارجون على القوانين الالهية وفوق كل شيء. وهذا الكتاب هو جهد علمي جاد ، واسهام فكري في تبرئة الاسلام ممن يحاولون توظيفه واستخدامه سياسياً لخدمة أهداف سياسية هي في التحليل النهائي معاكسة لروح وجوهر الاسلام الحقيقي، اذ أن الاسلام يحفز الى التقدم وهؤلاء يدعون الى التخلف ، والاسلام دين سماحة ، وهؤلاء دعاة تعصب، والاسلام يكرّس الحوار والشورى ، وهؤلاء يريدون فرض أرائهم بالاكراه والعنف والارهاب، منوّها الى أن الانسان سيظل هو الانسان لا عاصم له من خطته الا أنه يسمع بجدية وتنزّه رأي الاخرين فيه.

أما في كتابه " قبل السقوط " فيقتحم منطقة أخرى من فكرنا بقيت مغلقة ومحرّمة ومحظورة لأمد بعيد وهي منطقة الدعوة الى العلمانية، طارحاً بوضوح المبررات التي يقدمها العلمانيون ومؤكداً أن العلمانية ليست كفراً والحاداً كما يزعم خصومها بل هي دعوة لممارسة القوانين الوضعية العصرية لادارة المجتمعات المدنية ونشر المحبة والتسامح والتكافل الاجتماعي باتجاه انشاء وتأسيس الدولة المعاصرة القادرة على التخطيط العلمي الممنهج في خدمة أمال وطموحات الجماهير الشعبية الى حياة أفضل وأرقى، لا دولة التعصب الأعمى والفكر المنغلق والجاهلية الجديدة والتصفيات الجسدية لكل مكن يجرؤ على الاجتهاد والتفكير المغاير، المختلف وممارسة الحرية . والكتاب يدعو جهارة الى أمور محددة وواضحة وهي أن تقدم القوى الاسلامية برنامجاً على غرار الأحزاب السياسية يجمع عليه منهم ، يصلح لأن يكون قاعدة وأساساً للحوار الحضاري القائم على مقارعة الحجة بالحجة ، والفكر بالفكر، وأن تطلق حرية تشكيل الأحزاب بلا شروط بحيث يوجد حزب اسلامي وبحيث تتاح لكل الاتجاهات طرح أفكارها كاملة بلا حرج. وفي النهاية يدعو الى حوار وسجال معمقين حول أفكار وطروحات أصحاب الاتجاه الاسلامي في عصرنا الراهن .
ويرى فرج فودة في طه حسين أعظم رمز تنويري ولو أنه كان من الممكن أن يخطو خطوات أوسع مما خطاها لكن يبدو وأن مد المعارضة الذي واجه أفكار صدقه ، وقد انكسر بعد كتابه " الشعر الجاهلي" وبدأ شاحباً لكنه كان واضحاً في بعض مقالاته وفي كتابه " الفتنة الكبرى"، ورغم ذلك ظلت وستظل أصداؤه التنويرية والمتناثرة عبر كتبه ومقالاته ومواقفه الشجاعة مؤثرة، وعند وضع طه حسين في الميزان مع غيره فأنه نموذج عبقري شجاع وأحد قلائل قادة حركة التوير في العالم العربي.

فرج فودة كاتب ومفكر تعتّز به حياتنا الفكرية والثقافية العربية لعمق وخصوبة أفكاره وأرائه العلمانية النيّرة وهو بلا ريب مشعل للفكر التقدمي العلمي الانساني المتنور.

وخلاصة القول، فرج فودة داعية للتجديد والعقل والوجه العقلي ، استطاع أن يخاطب العقل والوجدان العربي ويؤسس بالفكر ، حالة عربية مميزة بواقعها المادي وصراعاتها الفكرية العقيدية، فأعطى عمره وحياته كلها واستشهد في سبيل أسمى قضية ، قضية الحرية والاعتقاد وتميز بشخصيته الصلبة الجريئة المثيرة للجدل.



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ظلال المفكر والمؤرخ عبدالله العروي
- جديد مجلة -الاصلاح - الثقافية
- برهان غليون .. صوت العقل ضد اغتيال وتغييب العقل
- ما أحوج مجتمعنا العربي للتعددية والحوار العقلاني والحضاري
- محمد عابد الجابري .. الباحث والمفكر الذي يقرأ تراثنا الفلسفي ...
- التضامن العربي..!!
- التضامن العرب..!!
- الذكرى الثانية لوفاة الشاعر العراقي سركون بولص
- مظفر النواب... شاعر الرفض والشتيمة السياسية
- محمد جابر الأنصاري .. شجاعة فكرية بلا حدود
- خبر للنشر في باب اصدارات
- الكاتبة والباحثة المغربية فاطمة المرنيسي
- ابراهيم محمود ..باحث يقتحم المناطق الحرام والمحظورة
- فؤاد نصار في الذكرى ال33 لرحيله
- الطيب تيزيني ..أيقظ بفكره وقلمه العقول الصدئة
- ادوارد سعيد في ذكرى بقائه
- محمد العيتاني.. معرباً وكاتباً ماركسياً
- ملامح الفكر العربي المعاصر
- عن بعض مظاهر محنة اليسار العربي وافاق المستقبل
- هل انفرط عقد أدب المقاومة؟


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - شاكر فريد حسن - الدكتور فرج فودة..ضحية الارهاب الديني المتطرف