أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عدنان شيرخان - ذاكرة العذاب














المزيد.....

ذاكرة العذاب


عدنان شيرخان

الحوار المتمدن-العدد: 2899 - 2010 / 1 / 26 - 07:45
المحور: حقوق الانسان
    


تطلب الامر اياما لاستعادة توزاني النفسي والخروج من ضغط قراءة كتاب ( طوارق الظلام) لمؤلفيه ابتسام نعيم الرومي وتوفيق جاني الناشي، ومقابلتهما شخصيا في اليوم التالي لقراءته.
الكتاب رواية من (ادب السجون) ان صحت التسمية، وهو بدون ادنى شك وثيقة مهمة تروي ما حدث من مآس وفظائع وانتهاكات مرعبة لحقوق الانسان في مسلخ (قصر النهاية) البشري، وملعب الادارة المحلية في المنصور وسجن النساء ببغداد بعد انقلاب شباط الاسود العام 1963 الذي اطاح بحكم الزعيم عبدالكريم قاسم، والرواية كانت تحمل اولا اسم ( 1963 الرمز السري لبوابة جهنم)، قبل تغييرها الى (طوارق الظلام).
وصفت كاتبة الرواية وضحيتها السيدة الشجاعة ابتسام نعيم الرومي، وترمز الى نفسها في الرواية باسم (اكرام)، وزوجها وشريكها في الكتابة توفيق جاني الناشي الذي يحمل بدوره اسم (وفيق) مادار خلال الاشهر التسعة الذي حكم بها (البعث) العراق العام 1963 ( كانت تلك الأشهر كأنها وقت استلفه البعثيون من بطون جهنم..!!)، وثقا بالتفصيل انواع التعذيب بشكل غير مسبوق، وذكرا اسماء الجلادين الصريحة، واعطيا اسماء مستعارة للضحايا احتراما للخصوصية.
سألت السيدة ابتسام الرومي عن مبعث الشجاعة الكبيرة التي كانت تواجه بها الجلادين وامتناعها برغم التعذيب الاليم والمذل عن الوشاية باسماء رفاقها، قالت لا يتعلق الامر بالشجاعة وانما بمشاعر انسانية طاغية وهي الرغبة في تجنيب الآخرين العذاب الهائل الذي كنا نعاني منه، مضيفة كنت احيانا اشفق على الجلادين لتحولهم بمحض اراداتهم الى حيوانات عديمة الاحاسيس والمشاعر.
بالرغم من مرور نحو 50 عاما على عذابات (قصر النهاية) فلا يزال بامكان كتاب مثل (طوارق الظلام) ان يثير الاشمئزاز لمفردة (البعث)، بسبب الجروح البليغة التي تركها في نفوس ملايين العراقيين من فترتي حكمه العراق، التي اتسمت بالحديد والنار وتصفية جميع خصومه الحقيقيين والمحتملين. كان بالامكان تجاوز الكثير من مآسي تأريخ العراق المرعب لو تقدم قادة (البعث) الى الاعتراف وطلب الصفح والاعتذار من ضحاياهم، كما حدث في جنوب افريقيا في لجان (الحقيقة والمصالحة) المعروفة. كتب العديد من جلادي (قصر النهاية) مذكراتهم واغلبهم في خريف العمر، لم يعتذر احد منهم، انما عمدوا الى تبرير حمامات الدم التي اعدوها لخصومهم، كدفاع بائس عن النفس. تجارب الشعوب المنكوبة مثلنا بتـاريخ دموي تفيد ان الرهان على فقدان ذاكرة الشعوب امر مستحيل، رئيس(الحقيقة والمصالحة) في جنوب افريقيا القس دزموند توتو له قول مأثور يفيد (نحرج انفسنا اذا قلنا ان الماضي سيذهب وينسى، الماضي باق، واذا لم نكن قمنا بما قمنا به في لجنة الحقيقة والمصالحة، فأنه سيعود، الماضي وحشا، ويجب مواجهة هذا الوحش وجها لوجه، والا سيعود مرات ليرهبك).
بدورنا في العراق لم نلق بالا الى تجارب الامم الاخرى، تراهن اطراف عديدة ان الزمن كفيل بوضع نهايات لمحو ذاكرة العذاب والدم، ويحدث ان ندخل في جدل لا يفيد تخطي جراحات الماضي، ان نصنف البعث الى صدامي وغير صدامي، ونعلم جميعا ان دور صدام ايام انقلاب العام 63 كان هامشيا.
تكتب ابتسام نعيم الرومي وتوفيق جاني الناشي في مقدمة الكتاب : ( ليقرأ الناس ما فعله البعثيون عند استلامهم السلطة للمرة الأولى في عام 1963 وليقارنوا بين ما فعلوه آنذاك وما فعلوه في فترة حكم صدام وما يفعلونه الآن، بعد التحرير، فسيكتشفون أن هناك بعثاً واحداً وأن لا فرق بين البعث الصدامي والبعث اليساري أو اليميني، كما أنه ليس هناك نازيون شرفاء ونازيون مجرمون فالبعث هو البعث، ولن يخرج العراق من محنته حتى تنبذ أفكاره الفاشية وتقتلع من أرض الوطن كما فعلت ألمانيا مع النازية وايطاليا مع الفاشية).



#عدنان_شيرخان (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجوم على المجتمع المدني
- شروط البرادعي
- رومانسية سياسية
- جنون الاعلام
- شيراك امام القضاء
- رعب الارقام
- مسوخ ديمقراطية
- عنصري على الهواء
- البحث عن سقف
- الغاية هي الشعب
- مواطن مطلبي
- املهم في الانتظار
- خسارة الوزير حسني
- لتبقى الخلافات وراء الكواليس
- خواطر وحسرات
- اجازة الرئيس
- موسم الانتخابات
- ازمة علاقة
- هموم انتخابية مبكرة
- البحث عن رمز وطني


المزيد.....




- مندوب إيران بالأمم المتحدة: واشنطن الوحيدة القادرة على إيقاف ...
- ما وراء تشتيت المعتقلين السياسيين بتونس في سجون بعيدة؟
- وكالة تسنيم: اعتقال عميل للموساد كان يصنع متفجرات داخل إيران ...
- الاحتلال يواصل اقتحام جيوس وينفذ اعتقالات ومداهمات
- لاحتفائهم بالقصف الإيراني.. اعتداءات إسرائيلية وحشية على الأ ...
- إيران تعلن اعتقال عميل للموساد الإسرائيلي يعمل في مركز حساس ...
- منظمات غير حكومية تُعرب عن مخاوفها بشأن مئات الأجانب المعرّض ...
- منظمات غير حكومية تُعرب عن مخاوفها بشأن مئات الأجانب المعرّض ...
- قتل المدنيين المجوعيّن أصبح نهجاً يومياً للاحتلال في غزة
- يديعوت أحرونوت: تقدم كبير جدا نحو صفقة لتبادل الأسرى ووقف إط ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عدنان شيرخان - ذاكرة العذاب