فاطمة العراقية
الحوار المتمدن-العدد: 2898 - 2010 / 1 / 25 - 20:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كما توجس قلبي المكلوم .بالضبط .حدثت الكارثة وها هي امسية دموية اخرى تشيع نهاية نهارها بالمئات من محبي الحياة والوطن .وهم بين آمال واحلام ارتسمت بخطاهم .حين استقبلوا النهار لاثنين دام اخر .وكم من الوعد بين حبيبة وحبيب .او طفل ووالده ستعود ياابي وتحمل لي هدية النجاح كما حدث في الصيف الماضي حين ذهب جارنا كي يبتاع الهدية التي وعد ابنته بها وهي تجتاز الخامس الابتدائي بتفوق لكن للاسف لم يعود (علي ) ولن تاتي الهدية بل عاد رماد وحطام ..
امسية اطيحت بأرواح ساكنة كمياه دجلة تعطر طرقات الكرادة .وتنثر سحب العطاء عليها
لكن من اين ؟؟!! وعين الذئب تترصد باليمام والامان ..
تداعت الرؤى والاحلام حين تهاوى زجاج البيت كله وتهشم ناثرا شظاياه بين حقول الصغار ..
قفزت خطواتهم مرعوبة راجفة .ماهذا ايتها (البيبي)صرخ بها يوسف ابن الستة اعوام ..لاعليك ياحبيبي انهم يجتثون حلمك الجميل بعراق الغد ..صرخت (روز ) ذات العامين والنصف (ماما).انا هنا ياصغيرتي .اهدئي باحضاني ..فهناك من تلاشت ملامح الانسان منهم واصبحوا كالحصى ..دخان ..رماد وغبار .. عم البيت والصغار يلوذون حولي وامهاتهم تستنجد بالله .. بالرب .. بالعذراء .. بالحسين .. وعلي .وعيسى .
وبعد ؟؟!! والى اين ؟؟!! لقد ارتوت تربتي من دماء الابرياء .وشهقت الارواح لخالقها ..
لانريد طوبى .ولانريد نزف جديد ..ياأمة ضحكت من اطماعها الامم .
الى متى ؟؟والى اين نصرخ لامجيب .نطالب بحماية تلك الارواح البريئة .
والكل من الانسانية ..براء ..
ولتسمع كل خلق الله .. هنا تخجل الانسانية من اسمه انسان .
ليسامحني كل من يقرا فانا في حالة يرثى لها لتوجعات وطني العراق
واهله .فهم كل يوم في عرس دموي اخر ..
اووووووووف تبت يد الغادرين ..
فاطمة العراقية 25-1-2010
#فاطمة_العراقية (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟