أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهر شوكت - زيارة جديدة الى التأريخ














المزيد.....

زيارة جديدة الى التأريخ


ظاهر شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 18:08
المحور: الادب والفن
    


مالئ الدنيا وشاغلها (المتنبي) , سحر لا يقاوم, وممدوحه سيف الدولة , أمير لا يبارى في كل شيء, لقد صار لهما مريدون تعروهم هزة – كلما ذكر احدهما – كما انتفض العصفور بلله القطر ,انها الطريقة الصوفية في الحب ,تجعل الذات - لحظة النشوة – تندمج بالمحبوب من غير السماح ولو لحظة الى النظر الى الاشياء من اكثر من زاوية, او محاولة التعرف على ظلال الكلمات وافكارها .
انني لا اود ان اقفز على الزمن , فلكل حادث حديث , ولكل ظاهرة زمانها ومكانها وخصوصيتها , ولا يمكن الغاء النسبية .ففي الوقت الذي عاشة المتنبي , كانت معايير الشجاعة تكمن في المقارعة والمنازلة في حروب كانت قاموس العصر , فقد عابوا على من يمتلك سيفا غير مثلوم , لان سلامة السيف امارة على عدم خوض صاحبه الحرب , وهذا امر معيب , فلذا قال الشاعر مادحا :
ولا عيب فيهم غير ان سيوفهم بهن فلول من قراع الكتائب
من هنا اقول :لا غرابة في ان يتهالك المتنبي على ان يجسد ممدوحة اميرا لا يتقن الا فن الحرب , بل انه مريض لا تشفيه الا الحرب ,فهو يمرض اذا جلس على الحشايا(الفراش الناعم) في دعة وامان
وانت المرء تمرضه الحشايا لهمته وتشفيه الحروب
بل انه يمل يوما لا طعان فيه ولا دماء تتصبب
مللت مقام يوم ليس فيه طعان صادق ودم صبيب
واعلى درجات النشوة لدى سيف الدوله - كما صوره المتنبي – تتحقق وهو في جفن الموت والموت يخاف منه فيتظاهر بانه لا يراه, اجل يتظاهر الموت بالنوم ,وفي الوقت ذاته تمر من امام سيف الدوله ابطال(لا رجال بسطاء ) كلمى (جرحى)هزيمة ووجهه يزداد القا ويبتسم ساخرا وربما شامتا
وقفت وما في الموت شك لواقف كأنك في جفن الردى وهو نائم
تمر بك الابطال كلمى هزيمة ووجهك وضاح وثغرك باسم
في يقظته وفي منامه لا يعرف الا الحرب , وسيفه لا يعرف السأم ابد الدهر
كل السيوف اذا طال الضراب بها يمسها غير سيف الدوله السأم
لقد توحد سيف الدوله بالسيف فلمعنى المقصود كل السيوف تمل من المقارعة الا سيف (سيف الدولة) لا يعرف السأم .
واينما حل سيف الدولة حلت معه الدماء والجماجم – كما صوره المتنبي – قال في معركة (قلعة الحدث)
سقتها الغمام الغر قبل نزوله فلما دنا منها سقتها الجماجم
قبل نزوله سقى المطر تلك القلعة, ولكن حين اقترب منها سيف الدوله سقتها الجماجم
بناها فأعلى والقنا تقرع القنا وموج المنايا حولها متلاطم
ماذا بنى منها ؟ لم يذكر المؤرخون شيئا عن بنائها الا حصنا للحرب وحتى البناء اقترن بالحرب التي خلقت من الموت بحرا متلاطم الامواج
ان سيف الدولة – وهو يضحك – يزرع الخوف في قلوب الابطال, هذه غاية المنى :
ضحوك الى الابطال وهو يروعهم وللسيف حد حين يسطو ورونق
يروعهم (يخيفهم) . انه الاوحد في كل شيء , وانه المرتجى في كل حالة فان استعصى امر على الناس فما عليهم الا بسيف الدولة:
فما افة الابطال غيرك في الوغى وما افة الاموال الاحبائكا
فهو يقضي على الابطال كما يقضي على الاموال بحبائه اي بعطائة لمن يمدحه او يسأله , ولا عيب في ان نسأل , ومن اين هذه الاموال وحياته كلها حروب ؟!
انني لا انكر شاعرية المتنبي ولا خلوده في اكثر من حكمة او قصيدة انسانية , فما زلنا نردد وعن قناعة قوله:
من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت ايلام
وما زلنا ننظر بعين الانبهار والدهشة قراءة النفس البشريه في قوله
لا يعرف الشوق الا من يكابده ولا الصبابة الا من يعانيها
ولا اظن احدا لا تعتريه نشوة او لا يستيقظ حين يقرأ
وما عجب موت المحبين في الهوى ولكن حياة العاشقين عجيب
بلى وربك اننا محتاجون الى مثل هذه المنشطات .
الذي اريد قوله هو انني أصبحت انظر الى كل الأشياء من أكثر من زاوية , فأصبحت أرى ما فاتتني رؤيته ايام كنت انظر بعين واحدة ومن زاوية متوارثة واحدة , فلذا كان العرض توصيفا لحاله لا إلغاء لها عسى ان يستفيد شعراؤنا من استعمال محرار جديد يقيسون به الجمال والشجاعة, وحبذا كان ذلك قربنا من مفاهيم إنسانية تقطر حبا للناس قبل الأمراء



#ظاهر_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على هوامش الأوطان
- زمن المثلثات والمربعات وفن الأحلام
- زمن المثلثات والمربعات وفن الاحلام
- الابجدية الجديدة
- التحديق بعيون وردية
- ما بعد الزلزال 1979
- نافذة على مملكة اليباب عام 1981
- ليلى والذئب ثانية
- صحوة ابن زريق البغدادي في شباط 2004
- صوت وصدى
- رسالة من غرفة الافراح عام 1963
- رسالة من ( نقرة السلمان )
- ذكريات من زمن الكوليرا
- اعترافات مهاجر
- بحثا عن عصا سحرية
- فلسفة التسميات
- من الذاكرة الذهبية
- هوامش على حرب المياه
- الفرح ممنوع بأمر ..........
- لوحة زيتية في زمن الرداءة


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهر شوكت - زيارة جديدة الى التأريخ