أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهر شوكت - على هوامش الأوطان














المزيد.....

على هوامش الأوطان


ظاهر شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2807 - 2009 / 10 / 22 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


قبل عقود , كتب الدكتور طه حسين رحمه الله مقالاً رائعاً تحت عنوان : على هــامش الوطنين تحدث فيها عن اغنياء مصـــــر
الذين يقضون الشتاء الدافىء في مصر والصيف البارد في اوربا , انهم كانوا يبحثون عن اوسع حـــالة ممكنة من النعيم توفرها
لـــهم رؤوس الأموال, ولا أظن أن الدكتور خطر بباله أنه – وبعد عقود – سيظهر صنف اخر من الذين يعيشون على هوامش الأوطان , لا هـــامش الوطنين , لأسباب مختلفة وبطرق مختلفة ولإغراض مختلفة تماماً . فإذا كان اولئك الـذين يـعيشون على هامش الوطنين بدم بارد فإن الصنف الجديد الذي يتناسل وعلى نحو مشين يصل هوامش الأوطان بعد ان يعبر بحراً من الــدم,
يتحكم فيه تجار البشر, إنه يبيع الجمل بما حمل أملاً بالخلاص , فهو يحلم بالجنة الموعودة, وفي سورة الغضب والـيــأس يكفر ابناء هذا الصنف باوطانهم ويقسمون انهم لن يعودوا اليها ولن يفكروا لحطة بها .. فليكن الطوفان , وليسكنوا المريخ , لا ضير
المهم ان يتخلصوا من هذه البقعة الموبوءة فلا تستغرب ان يتساهلوا احياناً في اشياء كثيرة, ولا غرابة في ان يعترفوا فـــــــــي دواخلهم انهم
غرباء ,دخلاء ,باعوا الأوطان من اجل البقاء على قيد الحياة , تراجعوا امام القهر بدل مواجهته , يسالمون الأعـــــــــــــــداء ، ويستمرئون الذل على بطاقة العشاء , وحين يهذي في شوارعها المطر , يصبحون اسرى في غرفٍ تضـــــــــــيق عن امالهم ,
احلامهم , ويظل واحدهم يدور , ويكرر : متى أعود ؟ متى اعود ؟ حقاً ان الدهر ذو عجب .. هؤلاء الذين إعــــتقدوا في يوم ما انهم قادرون على قطع جذورهم بالأرض التي تركوها وعاشو عليهاغرباء تماماً , عادوا يحنون اليها , فالأشياء هنا باهتة , باردة, صامتة, لا تمتلك حرارة الشرق ولا جنون عشقه , ياله من عالمٍ وســــــــــخ !
انه يمنح الأموال امتيازات الإقامة الدائمة لا صدقة اللجوء , فكثيرٌ من الدولِ تمنح الإقامة الدائمة لمن يضع في مصارفــــــــها
كذا من الدولارات $ , ولا يهم ان يكون المودع احمر او اخضر او اصفر, فهذا امرٌ سينظر فيه لاحقاً, بعد أن يصبح المـــــال
في خزاناتهم (مصارفهم).
اسمعت ياصديقي بإســـــطورة الدوائر والخطوط في دولٍ كتب على ابنائها الشقاء ؟ فحين اصبح الكرسي ُّ هدفاً مركزياً وخطاَ
احمر لا يمكن الإقــــتراب منه , بل لايمكن الحديث عنه بعد ان استعان الأوحد بخبرات الدول المتقدمة ليرسم دوائر يكون هو
مركزها ....لقد استعـــان الأوحد بخبرات الدول المتقدمة لحماية نفسه فرسم تلك الدوائر بفيلقٍ ينقسم الى احزمةٍ حول المركز.
عظيمةً كانت خيبتي حـــين افتخر احد طلابي بإ نه اصبح ضابطا ً في الخط الثامن لحماية السيد ...........
ولو انتهى الأمر في حدود هـــــــذه الدوائر فحسب لهان الأمر , وإنما صار فرعون كل بقعة في هذه الأرض الموبوءة بالخوف
والحزن يحاسب الناس على احلامهم , لا تستغربوا , فوالله ,فقد اعدم شخص ٌ رائ في منامه انقلابا ً على الأوحد ,ومن سذاجته
وربما من خوفه قص على صديـــــقه رؤياه , اجل مجرد حلمٍ حكم على الحالم به بالإعدام ونفذ الحكم بسرعة البرق , ياللهول !
في مثل هذه الظروف ترعرع الصـــــــنف الذي يبحث عن العيش على هوامش الأوطان التي تبدا فيها من جديد رحلة العــذاب
حين يبدو الصنف غريب الوجه واليد والـلسان ِ , غريباً على الزمن الذي يستنزفه بسعته وصمته وهدوئه وهو يشعـــــر بعجزه
عن ممارسة الذات وتفجير الطاقات , فلم يعد امـامه الا فن الشرب الذي اتقنه بمجرد اللمس ليبكي حظه العاثر وليتمزق حيرةً بين الوطن الذي غادره سراً وبين الوطن الجديد الذي صار يلفظه بطرقٍ متطورة نوعياً فيتغنى بقول الشاعر مدندناً :-
( لا بي اعوفن هلي ولا بي عوف هواي)
انه قدر الإنتماء للمكان والذي لاحول للمرء في اختياره ولا قوة .






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن المثلثات والمربعات وفن الأحلام
- زمن المثلثات والمربعات وفن الاحلام
- الابجدية الجديدة
- التحديق بعيون وردية
- ما بعد الزلزال 1979
- نافذة على مملكة اليباب عام 1981
- ليلى والذئب ثانية
- صحوة ابن زريق البغدادي في شباط 2004
- صوت وصدى
- رسالة من غرفة الافراح عام 1963
- رسالة من ( نقرة السلمان )
- ذكريات من زمن الكوليرا
- اعترافات مهاجر
- بحثا عن عصا سحرية
- فلسفة التسميات
- من الذاكرة الذهبية
- هوامش على حرب المياه
- الفرح ممنوع بأمر ..........
- لوحة زيتية في زمن الرداءة
- نزيف في محراب ال...........


المزيد.....




- شذى سالم: المسرح العراقي اثبت جدارة في ايام قرطاج
- الفنان سامح حسين يوضح حقيقة انضمامه لهيئة التدريس بجامعة مصر ...
- الغناء ليس للمتعة فقط… تعرف على فوائده الصحية الفريدة
- صَرَخَاتٌ تَرْتَدِيهَا أسْئِلَةْ 
- فيلم -خلف أشجار النخيل- يثير جدلا بالمغرب بسبب -مشاهد حميمية ...
- يسرا في مراكش.. وحديث عن تجربة فنية ناهزت 5 عقود
- هكذا أطلّت الممثلات العالميات في المهرجان الدولي للفيلم بمرا ...
- أول متحف عربي مكرّس لتخليد إرث الفنان مقبول فدا حسين
- المسرحيون يعلنون القطيعة: عصيان مفتوح في وجه دولة خانت ثقافت ...
- فيلم -أحلام قطار-.. صوت الصمت في مواجهة الزمن


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ظاهر شوكت - على هوامش الأوطان