أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جان كورد - نهج التناقض في التعامل بين الحلف الايراني - السوري والمجتمع الدولي















المزيد.....

نهج التناقض في التعامل بين الحلف الايراني - السوري والمجتمع الدولي


جان كورد

الحوار المتمدن-العدد: 2895 - 2010 / 1 / 21 - 18:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


في التاريخ لم يتكلّم أحد أكثر من الفرنسيين والانجليز عن مبادىء الحرية والمساواة والعدل، ولكن لم يستعمر أحد في ظل تلك المبادىء من بلدان العالم مثلما استعمرها الفرنسيون والانجليز أنفسهم
‏الأربعاء‏، 20‏ كانون الثاني‏، 2010
في الوقت الذي يشّن فيه ملالي ايران حربهم الطويلة على العالم الحرالديموقراطي تحت شعار "مرد بر أمريكا"، فإن الرئيس أحمد محمود نجاد لايرى حرجاً في اعلان موافقته على انضمام أمريكا هذه إلى جوقة الدول التي تساعد بلاده لبناء مفاعلاته النووية "ذات الأغراض السلمية"، فكيف ينطبق هذا الشعار " الموت لأمريكا" مع مبدأ الاستفادة المتبادلة من التعاون المشترك؟
وفي الوقت الذي يتهم النظام السوري الولايات المتحدة الأمريكية بأنها وراء مآسي المنطقة كلها، ويبرمج عقول أطفال سوريا منذ المهد على تشرّب هكذا أسطوانة سياسية، فإنّه يفعل المستحيل لأن تفتح أمريكا هذه سفارتها في دمشق وتعود المياه في مجاري العلاقات بين دمشق وواشنطن إلى مجاريها...
وبالنسبة إلى المعارضة الايرانية التي يتهمها نظام ملالي (قم) بالعمالة والتواطؤ مع الغرب الامبريالي والصهيونية، ويطالب المدّعي العام بالاعدام للمتظاهرين، وبخاصة الكرد الذين لايرحمهم النظام أبداً لأسباب طائفية، فإن التلفزيون الرسمي للبلاد قد فتح باب برنامج حواري يطّل منه زعماء "العمالة والخيانة !" الايرانيون، ليقولوا ما في صدورهم وحناجرهم من آراء للشعوب الايرانية... وعلى الرغم من أن هذه "الالتفاتة" تعتبر تراجعاً ظاهراً، فإنها بالتأكيد محاولة تمييع للمعارضة وأسلوباً للترقيع والتهدئة في الشارع الايراني... وتناقض النظام في هذا كله، هو أن الذين يقودون هذه المعارضة "العميلة للأجنبي!" كانوا في الماضي من رؤوس النظام الكبيرة، مثل موسوي ورفسنجاني وخاتمي وكروبي وقبلهم منتظري وفيما مضى بني صدر ومن اغتيل من قبل النظام هنا وهناك من رجال الدولة...أفلم يكن هؤلاء رؤساءً ورؤساء وزراء وخبراء في النظام ذاته...؟ فإنّ كانت هناك خيانة وعمالة، فإنها خيانة رجال النظام وادواته للنظام ذاته...لا...بل هو التناقض في فكره وعقله وسياسته وتصرفاته....
أما بالنسبة إلى النظام السوري، فالرئيس الأسد الذي تشبه أقواله في بعض الأحيان أقوال "القديسين!" التي يمكن للمرء كتابتها بحروف من ذهب، قد قال مرّة بأنّ المعارضة السورية "معارضة وطنية!"..فإن صح هذا ياسيد القوم، فلماذا تقبع سيدة مثل فداء الحوراني وحقوقي هرم مثل هيثم المالح في أقبية السجون السورية؟... بل وآلاف من السوريين الأحرار الآخرين، من مختلف المذاهب والاتجاهات السياسية، وعلى رأسهم مناضلو الشعب الكردي الديموقراطيون؟
ومن أقواله الكهنوتية التي انخدع بها بعض قادة الكرد أيضاً، قوله بأنّ الشعب الكردي جزء من النسيج التاريخي الاجتماعي للشعب السوري (!)، أي لم يتهم الكرد - كما فعل سابقوه في حكم البلاد - بأنهم "متسللين عبر الحدود" وعليه تم انتزاع الجنسية السورية منهم ومن أولادهم وأحفادهم وحتى من النساء العربيات إن تزوجن بأحد منهم... ولكن رئيسنا هذا متناقض مع نفسه كما هو الرئيس الايراني الذي يوقّع أحكام الاعدام ضد شبابنا الكرد بعيون مغمضة، والنور يشع من حوله، طهراً وقداسة اكتسبهما من حب آل البيت عليهم رضوان الله جميعاً... فإن كان الكرد من نسيج البلاد التاريخي – الاجتماعي فلماذا هذه السياسة العدوانية التي بدأها البعثيون القوميون ضد الكرد في ستينات القرن الماضي ونفذ كثيراً من بنود مخططها العنصري والده الراحل، لاتزال مستمر في عهده، "عهد الازدهار والتقدّم والسلام والوئام والعدالة والحرية الموعودة!" في خطاب القسم الذي ألقاه يوم توليه العرش خلفاً لأبيه في دولة جمهورية لا ملكية...؟
مثل هذه التناقضات الصارخة نجدها على الطرف الآخر من العالم أيضاً، أي في المجتمع الدولي الذي يقول شيئاً ويمارس شيئاً آخر... ففي التاريخ لم يتكلّم أحد أكثر من الفرنسيين والانجليز عن مبادىء الحرية والمساواة والعدل، ولكن لم يستعمر أحد في ظل تلك المبادىء من بلدان العالم مثلما استعمرها الفرنسيون والانجليز أنفسهم... واليوم نجد تناقضاً كهذا في علاقات المجتمع الدولي، وبخاصة دول العالم الحر الديموقراطي بايران التي يعتبرون نظام حكمها ب"قرن الشيطان" في العالم....
الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي يدركان تماماً أن ايران مستمرة في بناء سلاحها النووي، دون توقّف ولو لحظة واحدة، ولكن نظامها السياسي ينتهج في ذات الوقت سياسة "التقية" و"المراوغة" بهدف كسب الوقت، كما يعلمان بأن الصين الشعبية وروسيا خدمتا ايران في هذا المجال طويلاً، وتسيران على طريق التعامل مع ايران بقدر مصالحهما الاقتصادية والاستراتيجية، لا أكثر ولا أقل، ولكن مع ذلك تمارس أمريكا ومعها الاتحادالأوربي سياسة دغدغة مع الصين وروسيا بصدد العلاقة مع ايران، وسياسة مترددة متقطّعة الحلقات مع كل من ايران وسوريا، بهدف معلن غير مقنع، ألآ وهو جرّ البلدين إلى المشاركة في دعم "الأمن والاستقرار" من حدود باكستان -أفغانستان إلى حدود اسرائيل – مصر ولبنان، وبخاصة في العراق، رغم أن تهديدات ايران بازالة اسرائيل من الوجود تشكّل أخطاراً تفوق التشنجات العصبية للرئيس العراقي المعدم، واطلاق عياراته النارية لدى استعراض قواته وعضلاته مئات المرات، ورغم أن العراق الديموقراطي اليوم يتهم نظام دمشق صراحة بدعم الارهاب على أراضيه ويطالب بتحقيق دولي في ذلك ... ولكن الهدف غير المعلن والمقنع هو أنّ لمعظم بلدان العالم الحر الديموقراطي أيضاً مصالح اقتصادية كبيرة مع ايران، وأخرى أصغر مع سوريا، وبخاصة فرنسا وألمانيا وايطاليا واسبانيا... ولقد طالب أحد نواب البرلمان الفرنسي مؤخراً بوقف تعامل الشركات الفرنسية الكبيرة مثل توتال ورينو مع طهران مقابل دعم واضح للمعارضة الايرانية الديموقراطية لاثبات أن فرنسا عملياً ضد اضطهاد الشعوب الايرانية من قبل هذا النظام الذي يجب انهاؤه وتمهيد الطريق لحرية هذه الشعوب في ايران...
ولا أدري إلى أي حد يمكن للأوربيين خداع الشعب السوري بمساعيهم المبذولة للاقتراب من دمشق بموجب معاهدات ذات أسماء براقة كتلك المتعلّقة بدول حوض البحر الأبيض المتوسط، والتعاون الثقافي وغيرهما....فإمّا أن تكون مع نظام مستبد فاسد وإما أن تكون ضده، وهذا التناقض في التعامل مع الأنظمة اللاديموقراطية والمعادية لحرية شعوبها والمهددة لأمن واستقرار جيرانها، ليس إلاّ سلوكاً عريق القدم في السياسة الأوربية أولاً، هذه السياسة التي تعلّمها الأمريكان منهم وطبقوها ولا يزالون مع الكثير من شعوب العالم...
إنّ قضية الحرية والسلام والديموقراطية واحدة في العالم، لا يمكن تجزئتها أو فصلها عن بعضها بعضاً كحلقات، بل يجب اتخاذ موقف موّحد وشامل وحاسم من هذه القضية على نطاق العالم بأسره... وما المزاعم التي يطلقها بعض الساسة عن "العمل على احتواء الأنظمة النافرة" إلاّ ترقيعاً وتستراً على التناقض الكبير بين المصالح الاقتصادية - الاستراتيجية والاعتراف بمبادىء الحرية والديموقراطية في عالمنا المعاصر.
أمّا الادعاء بأن هذه المبادىء مجرّد قناع كاذب للسياسة في الغرب فهذا هراء لبعض فطاحل البروباغندا الشرقية غير الموضوعية...



#جان_كورد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة لمشروع الحكم الذاتي الكردي في سوريا - 3
- مقدمة لمشروع الحكم الذاتي الكردي في سوريا - 2
- مقدمة لمشروع الحكم الذاتي الكردي في سوريا
- نحن الكورد والذئاب التركية والمثقف العربي
- مقابلة مع المعارض السوري : الدكتور فاضل الخطيب
- حركة -اللاعنف السياسي- الكوردية (2)
- حركة -اللاعنف السياسي- الكوردية -1
- الإعلان عن تأسيس المجلس السياسي الكوردي في سوريا خطوة هامة ف ...
- المعارضة السورية والزعامات الكوردية
- حوار مع معارض سوري
- طرح الافضل للكورد في سوريا
- أوباما إلى أين؟
- أوقفوا حملات الاعتقال المتكررة ضد كوادر الحركة السياسية الكو ...
- 17 أوكتوبر، أكانت ثورة عملاء؟ (*)
- سوريا والجفاف السياسي
- الشخصية الكوردية في الأدب والسياسة والأمثال الشعبية
- حوار مع صديق الشعب الكوردي الدكتور منذر الفضل
- حوارات سورية - 2
- حوارات سورية - 3
- منهج العودة إلى الأصل


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جان كورد - نهج التناقض في التعامل بين الحلف الايراني - السوري والمجتمع الدولي