أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - سنة على تنصيب أوباما.. نتائج وتوقُّعات!















المزيد.....

سنة على تنصيب أوباما.. نتائج وتوقُّعات!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2893 - 2010 / 1 / 19 - 12:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في السابع والعشرين من كانون الثاني الجاري، تنقضي سنة كاملة على تنصيب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة؛ فهل أتت النتائج حتى الآن بما يوافِق التوقُّعات الإيجابية أم بما يذهب بها؟

قبل تنصيبه، وبعد بضعة أيام من تنصيبه، كَتَبْتُ ثلاث مقالات، أعيد الآن نشر بعضٍ من فقراتها.

تحت عنوان "الرئيس الذي يصنعونه الآن من أوباما المنتخَب!"، كتبتُ:

مَنْ يمثِّل مَنْ؟ هل الولايات المتحدة تمثِّل أوباما أم أوباما يمثِّل الولايات المتحدة؟

نحن العرب اعتدنا أن ننظر إلى غيرنا على أنه نسخة منا لجهة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، فالحاكم عندنا يملك من جبروت السلطة (الفردية) ما يَحْمِلنا على النظر إلى دولنا على أنَّها ممثِّلة لحكامنا، فنميل، بالتالي، إلى أن نفهم الرئيس أوباما فهماً مشابهاً، وكأنَّ شعار "التغيير" الذي نادى به سيُتَرْجَم بتغيير عملي واقعي شامل للولايات المتحدة وسياستها الخارجية؛ وهناك منَّا من أفرط في التفاؤل، أي في الوهم، فتوقَّع أن يأتي هذا التغيير في مصلحتنا.

إنَّ أوباما، أي الرئيس المقبل أوباما، هو ممثِّل للولايات المتحدة، التي لا يقرِّر مصيرها فعلاً إلاَّ تلك الحلقة الوسيطة، أي التي تقع بين الرئيس وناخبيه؛ ولعلَّ خير دليل على ذلك هو المصير الذي تلقاه عادة الوعود والشعارات الانتخابية للمرشح الرئاسي الفائز، فـ "لغة الشعب"، وعبر "المُتَرْجِم"، أي الرئيس (شعبي القلب طبقي الرأس) وكل من أنْتُخِب معه أو قبله أو بعده، تُتَرْجَم بـ "لغة الطبقة ذاتها".

الانتخابات مع طرفيها (الناخب والمرشَّح) وصناديقها وحملاتها وبرامجها وشعاراتها إنَّما تقع وتحدث حيث ينعدم الوزن، أي في خارج مجال الجاذبية الأرضية؛ أمَّا الحكم فلا يُمارَس إلاَّ ضمن مجال الجاذبية الأرضية، حيث تظهر الأوزان الحقيقية، والفروق بينها.

ولقد كان أوباما في منتهى الشفافية والوضوح والصراحة إذ قال في خطبة النصر إنَّه يأتي إلى الحكم "صفحة بيضاء"، وكأنَّ كل وعوده وشعاراته الانتخابية لم تنل من قوَّة بياض صفحته، وكأنَّ أمر تلوينها وتخطيطها والكتابة عليها يعود إلى جماعات المصالح الخاصة المنظَّمين جيداً، والذين هم، في نزاعهم واتفاقهم، في منزلة الرقبة التي تحرِّك الرأس في البيت الأبيض.

إنَّ رام إيمانويل لم يختره أوباما على ما نتوهم، أو على ما قد يتوهم هو نفسه، ولم يأتِ إلى أوباما؛ بل جيء به إليه، فهذا الذي ولاَّه أوباما منصب رئيس موظفي البيت الأبيض إنَّما هو ممثِّلٌ لجزء من تلك الرقبة، ولسوف يتحقَّق عمَّا قريب تمثيل أجزائها الأخرى؛ وعندئذٍ، نرى "الصفحة البيضاء" وقد امتلأت بكل الألوان والخطوط عدا لوننا وخطنا، فنحن لا نملك إلاَّ "اللوبي الأخلاقي"، الذي لا يملك إلاَّ أن يدعو لأوباما أن يريه الله الحق حقاً ويرزقه إتباعه، ضاربين صفحاً عن حقيقة أنَّ الرئيس هناك لا يُنْتَخَب، وإن انْتُخِب، وإنَّما يُصْنع صناعةً.
وتحت عنوان "سرُّ أوباما!"، كتبتُ:

قبل نحو قرنين من الزمان، زار البارون همبولت رئيس الولايات المتحدة جيفرسون، فوجد جريدة على مكتبه، فلمَّا تناولها وجد فيها مقالاً قد امتلأ بكلمات السباب والقذف في الرئيس، فنظر إلى الرئيس، وقال: "كيف تسمحون بهذا السباب؟!"، فأجابه الرئيس قائلاً: "خُذْ هذه الجريدة وضَعْها في جيبك، فإذا وجدت من يشك في حقيقة حرِّيتنا، أو حرِّية الصحافة في الولايات المتحدة، فأعْطِها له"!

ولقد وقف أوباما في ليلة الانتصار ليقول لجمهوره المنتشي، وللعالم أجمع الذي عرف الرئيس بوش كيف يُكرِّهه بالولايات المتحدة، إنَّ في هذا الذي حدث الليلة خير ردِّ وجوابٍ على كل المشكِّكين المتشككين في العظمة القيمية للولايات المتحدة، التي في قوَّة قيمها ومثلها ومبادئها، وليس في قوة اقتصادها وجيشها، على ما قال الرئيس المنتخَب، تكمن عظمتها.

لتقارنوا الآن بين القولين والعصرين حتى تقفوا على السبب الحقيقي لظاهرة أوباما، ولانتصاره المدوي.

إنَّ أوباما، ظاهرةً وانتصاراً، هو البيان الذي فيه، وبه، أعلنت القوة العظمى في العالم إفلاسها القيمي، وسقوطها الفكري المدوي، فهذا الرجل، وبما يمثِّل، إنَّما هو خير دليل على أنَّ الدهر قد أفسد الولايات المتحدة؛ ولن يكون في مقدور أي عطار أن يصلح شيئاً أفسده الدهر!

لا تنظروا إلى أوباما فحسب؛ ولكن أُنْظروا من خلاله إلى ما يتوفَّر "المُنْقِذون"، من رجال ومؤسسات وقوى، على صنعه، أو اجتراحه، فالسؤال الذي استبدَّ بتفكيرهم (الاستراتيجي والتاريخي) إنَّما هو: هل بقي، بعد هذا السقوط القيمي والفكري والإيديولوجي المدوي، من شيء إيجابي يمكن فعله، ولو عن اضطرار، توصُّلاً إلى اجتذاب العقول والقلوب، على استعصاء الأمر، بعد، وبسبب، كل هذا الخراب البوشي، إلى الولايات المتحدة، التي استبدَّ بها الشعور بالعظمة حتى عاملت العالم بأسره على أنَّه الأصغر منها في كل شيء، عدا المساحة والسكان؟

لقد حاروا في الجواب حيرة من يحاول الحصول على شيء من إنسان ما عاد يملك من هذا الشيء شيئاً؛ فهل يقولون للعالم ما قاله جيفرسون للبارون همبولت وهم الذين يعلمون علم اليقين أنَّ "غوانتانامو" هي "الحقيقة" التي تمحو كممحاة كل رواية جديدة يخطها مداد الوهم، وأنَّ "الحرب على الإرهاب" لم تنتهِ إلى إلقاء القبض على أسامة بن لادن وإنَّما إلى إلقاء القبض على خير ما تمتَّع به مواطنو الولايات المتحدة من حقوق وحرِّيات ديمقراطية ومدنية.. أم يقولون، وكأنَّ العالم له عيون لا تبصر، وآذان لا تسمع، وعقول لا تعقل، إنَّ لدينا فخر ما صنع، ويصنع، التاريخ، وهو "الليبرالية الجديدة"، في الاقتصاد والإيديولوجيا، والتي لِفَرْط كمالها واكتمالها حقَّ لها أن تأمر التاريخ بالتوقُّف عن الحركة، فاستخذى لها، وتوقَّف؟!

ولكن، كيف لهم أن يقنعوا العالم وهو الذي يعاين ويعاني عواقب هذا الانفجار المتسلسل لفقاقيع "الليبرالية الجديدة"، والذي ما أن وقع في "وول ستريت" حتى أصابت شظاياه العالم أجمع، في دليلٍ على أنَّ الولايات المتحدة ما عاد في مقدورها، بعد، وبفضل، عولمتها لليبراليتها الجديدة، أن تنتحر من غير أن تنحر العالم معها؟!

هل يقولون للعالم الذي أثخنوه هُمْ بجراح التعصب الديني إنَّ الولايات المتحدة ولو فقدت أعزَّ ما تملك لن تفقد أبداً تفوقها العلماني، وتساميها عن كل تعصب ديني يَسْقُط بالبشر إلى الدرك الأسفل من الوحشية في صراعٍ يشبه صراع رجلين أصلعين على مشط؟!

وكيف لهم أن يقنعوه وقد رأى "الثيوقراطية" تنمو وتزحف، بفضل "المحافظين الجدد"، حيث "هُبَل الحرية" يرمز إلى الماضي، ويُبْلِغ إلى شعوب الأرض أنَّ "الحرية" في الولايات المتحدة أصبحت أثراً بعد عين؟!

لم يبقَ في "احتياطهم القيمي" من قيمة يمكن إذا ما أشعلوها أن تضيء كضياء شمعة في ظلمة الكون إلاَّ "مساواة الأسود بالأبيض" مساواةً ليس فيها من الذهب سوى لمعانه، فوقع خيارهم على أوباما؛ وهل للمفلس من خيار غير العودة إلى دفاتره القديمة لعلَّه يعثر فيها ولو على ثلاثين من الفضة؟!

وخطب أوباما في جمهوره وكأنه أراد أن يقول، أو أردوا هُمْ أن يقولوا بلسانه، إنَّ للعالم أن يشكَّ وأن يتشكَّك في كل ما كنا نفخر به من قيم، كالحقوق والحريات الديمقراطية والمدنية، ومبادئ السوق الحرة، والليبرالية الجديدة، والعلمانية ونبذ التعصب الديني؛ ولكن ينبغي له أن ينحني لنا إجلالاً واحتراماً بعدما أقمنا الدليل الحي على أننا قد طلَّقنا ثلاثاً التعصب العنصري ضد السود (والملونين على وجه العموم) وجئنا بهذا الرجل إلى عرين الحضارة الأنجلو ـ ساكسونية، أي إلى البيت الأبيض.

وذهبت تلك الليلة التي كانت ليلى؛ وليلى هي الخمر، وجاء المؤتمر الصحافي الأول للرئيس المنتخب؛ وشتَّان ما بين اللحظتين، فقبيل المؤتمر أبلغوا إلى أوباما "الحقيقة" التي لا يعرفها سوى قلة فليلة من العارفين كوزير الخزانة هنري بولسون.

كلمة واحدة هي أهم ما قاله أوباما في مؤتمره الصحافي.. إنَّها كلمة "الحفرة". انسوا كل ما قاله وتذكَّروا قوله، الذي يشبه "كلمة السر"، "إننا في حفرة (اقتصادية)"!

الآن، عرف الرجل لماذا "تساموا" عن تلك العنصرية، وجاءوا به إلى أعلى القمة، فـ "رودوس" هناك، فَلْيَقْفِز إليها من هنا!

لقد استثمروا في أوباما آخر ما بقي لديهم من "رأسمال قيمي وإيديولوجي"، لعلَّه يشحن بطارية "وول ستريت"، ونظامهم الاقتصادي برمته، بطاقة روحية ومعنوية، يمكن أن تتحوَّل، بحسب قانون "حفظ الطاقة"، إلى طاقة اقتصادية؛ ولكن هيهات لما يتمنون، فهذا الرئيس المنتخَب لن يكون أبداً بطل التغيير، أي بطل الإنقاذ، فهو ما كان له أن يأتي لو كان الإنقاذ ممكناً. إنه خير رمز إلى "استعصاء التغيير"!

وتحت عنوان "فاز أوباما.. وظهر المهدي!"، كتبتُ:

بوش الخالص في بياضه، سوَّد "البيت الأبيض" كثيراً؛ وها هو التاريخ يتحدَّى الأسود (غير الخالص في سواده) أوباما أن يبيِّض، ولو قليلاً، هذا البيت، ووجوه عشرات الملايين ممَّن انتخبوه، ووجه الولايات المتحدة ذاتها.

هذا الفوز؛ بل هذا الفوز العظيم، لرجل أسود بالبيت الأبيض هو في حدِّ ذاته الحدث التاريخي العظيم؛ وقد يَحْكُم أوباما بما لا يضيف شيئاً يعتد به إلى العظمة التاريخية لهذا الحدث، فـ "التغيير" الذي وعد به يمكن أن يكون جله قد انتهى ونفد إذ فاز هذا الفوز العظيم على "غريمه" ماكين.

ما نعرفه حقَّ المعرفة، حتى الآن، هو أنَّ رجلاً أسود سيخلف الأبيض بوش، وأسلافه الرؤساء البيض، في سكن البيت الأبيض؛ أمَّا ما نخشاه فهو أن يمتزج اللونان الأبيض والأسود في السياسة والحكم فيتلوَّن عهد أوباما باللون الرمادي.

الناخبون انتخبوا، فأدُّوا مهمتهم الموسمية على خير وجه، ثمَّ قفلوا عائدين إلى بيوتهم في انتظار الموسم الانتخابي المقبل؛ وعلى الرئيس أوباما الآن أن يَحْكُم ويقرِّر في غيابهم، وفي حضور القوى والجماعات المنظَّمة تنظيماً جيداً، فهذا الزَّبد الانتخابي يذهب جُفاءً، ولا يبقى من بعده ضارباً جذوره عميقاً في الأرض إلاَّ ما ينفع تلك القوى، وكأنَّها "ثابت التغيُّر".

وأخصُّ بالذكر هنا قوى الضغط اليهودية المؤازرة لإسرائيل في السراء والضراء، والتي لقوَّة نفوذها وتأثيرها أكاد أن أقول إنَّ أيَّ رئيس للولايات المتحدة يحتاج إلى تأييد تلك القوى حتى إذا أراد انتهاج سياسة لا ترضى عنها إسرائيل، أو تضر بها!

وقوَّة تلك القوى لا تكمن في القوة العددية للناخبين اليهود، فالناخب اليهودي يدلي بصوته فحسب؛ أمَّا قوى الضغط اليهودية فتدلي بما يسمح للمرشح لمنصب الرئيس بأن يجتذب إليه الملايين من الأصوات غير اليهودية.

وأخصُّ بالذكر أيضاً قوى الإنقاذ لـ "وول ستريت" ولسائر القوى الرأسمالية من المخاطر الظاهرة والكامنة للأزمة المالية والاقتصادية، فإذا كان أوباما قد امتطى حصان الأزمة (التي هي بمخاطرها الظاهرة والكامنة الناخب الأكبر له) فإنَّ "الميكيافليين" من المهدَّدين بالإفلاس والانهيار والسقوط من قوى الرأسمال لا يضيرهم بشيء إذا هم امتطوا "الحصان الأسود"، فلون الحصان ليس من الأهمية بمكان ما دام ممكناً أن يوصلهم إلى المكان الذي يريدون. لقد تجرَّعوا "التأميم" فَلِمَ لا يتجرَّعون لون أوباما؟!

بقي سؤال لم يُجَبْ عنه بعد، فَمَنْ ذا الذي فاز بالبيت الأبيض؟ أهو "باراك" أوباما أم "مبارك حسين" أوباما؟

لا ريب في أنَّ "أوباما" هو الذي فاز؛ ولكننا لم نعرف بعد من هو هذا الـ "أوباما".

من حيث اللون هو الأسود الذي بيَّضته أمه قليلاً؛ ومن حيث الدين هو "المسلم الأب"، فوالده مسلم؛ ولكن غير متدين، كيني إفريقي خالص السواد؛ وهو "المرتد"، فلقد أصبح مسيحياً كاثوليكياً.

وإذا ما أضفنا إلى "هويته" ما أظهر من ولاء لإسرائيل، ويهوديتها، يمكننا القول إنَّه، وفي معنى ما، ملتقى الديانات التوحيدية الثلاث، وملتقى القارات والحضارات. إنَّه، والحقُّ يقال، "المهدي" الذي انتظرته الميكيافلية السياسية للولايات المتحدة زمناً طويلاً، والذي لم يحكم بوش إلاَّ بما شدَّد الحاجة إلى ظهوره، ولم تأتِ الأزمة في "وول ستريت" إلاَّ بما عجَّل فرجه، وسهلَّ مخرجه (من السرداب)!

بعضٌ من الإيرانيين القائلين بخرافة المهدي المنتظَر، وبالعقيدة السياسية المشتقة من هذه الخرافة، وهي عقيدة "ولاية الفقيه"، وبضرورة طاعة "الإمام القائد المرجع السيد الخامنئي قدس سره"، بوصفه تجسيداً آنياً لـ "ولاية الفقيه"، اكتشف في أوباما علامة على قرب ظهور المهدي المنتظَر (أو المنتظِر في سردابه) فسيِّد البيت الأبيض المقبل إنَّما هو، بحسب الحديث المنسوب إلى الإمام علي، "الرجل الأسود طويل القامة الذي سيحكم الغرب، ويقود أقوى جيش على الأرض قبل ظهور المهدي". أمَّا المرجع الذي ورد فيه هذا الحديث فهو كتاب "بحار الأنوار (أي بحار الظلمات)"، الذي ألَّفه محمد باقر المجلسي، في العهد الصفوي، في القرن السابع عشر.

ومع إخضاع الاسم (باراك حسين أوباما) لفحص مجهري شيعي ثَبْت وتأكَّد أنَّ "مباركة الحسين" هي المعنى الحقيقي لـ "باراك حسين"، وأنَّ "أوباما"، في الفارسية، يعني "إنَّه معنا". وبعد طول تفكير وتأمُّل في نتائج هذا الفحص المجهري توصَّلوا إلى أنَّ الحسين بن علي يبارك (ويهنىء) أوباما الذي إنَّما جاء وفاز ليقف مع الشيعة (في إيران النووية).

بقانون "تداعي المعاني" تذكَّرتُ حادثة قديمة، فعندما احتلت الولايات المتحدة العراق جابت عربات عسكرية لـ "المارينز" المناطق الشيعية في بغداد لتَبُثَّ عبر مكبرات الصوت "أناشيد وأغاني دينية شيعية"، تُصَوِّر "وقائع مأساة الإمام الحسين بن علي وآل بيته"؛ ثمَّ حضر بعض من "المارينز" جلسات استماع لأحاديث دينية شيعية، مدارها "التبشير بعصر ظهور المهدي المنتظَر الإمام الثاني عشر من أُمَّة آل البيت".

وقال قيادي في "كتلة الائتلاف العراقي الموحَّد" الشيعية إنَّ إدارة الرئيس بوش (والرئيس بوش على وجه الخصوص) تُبدي اهتماماً متزايداً بـ "عصر ظهور المهدي"، معرباً عن اعتقاده أنَّ الولايات المتحدة لديها "خوف حقيقي من هذا الظهور".

وقد قادته أوهامه تلك إلى أن يكتشف أنَّ "أحد أهم أسباب الوجود العسكري للولايات المتحدة في العراق هو أن تكون على مقربة من منطقة الكوفة التي سيتَّخذها المهدي عاصمة له عند ظهوره (الحتمي)".

ولإقامة الدليل على أنَّ هذا "الغباء"، الذي ليس بلا أجْرٍ، على ما نعتقد، يتعدَّاه إلى "مرجعيته"، قال إنَّ الروايات الدينية للمرجعيات الشيعية تُشير إلى أنَّ من أهم "علامات الظهور الوشيك للمهدي المنتظَر منذ مئات السنين" هذا "الظهور الشيعي في الحياة السياسية للعراق".

إننا نتوفَّر دائماً على السؤال (في اهتمام) عن علامات ظهور المهدي؛ أمَّا هم، أي أولئك الذين لا ينتظرون، وإنَّما يصنعون، المهدي الخاص بهم، فيسألون (ومعهم كل الحق) عن السبب الذي يَحْمِل بعضاً منا على ترقُّب ظهور المهدي، وظهور من يشبهه، أو ما يشبهه، من قوى "الخلاص الأبدي" الوهمية!

سننتظر ظهوره طويلاً؛ ولكن كمن ينتظر سقوط السماء على الأرض. وقد نُغيِّر "أناشيدنا وأغانينا" لِنُصَوِّر فيها "وقائع مأساة اختفاء العراق"، فالعراق سيصبح أثراً بعد عين من غير أن نرى عيناً ترى ظهور "المهدي المنتظَر"، فهذا المهدي (الذي عمره الآن 1200 سنة، والذي سيبقى في السرداب حتى يشبع العالم ظلماً وجوراً وفساداً) لن يَظْهَر في عصرنا، ولِمَ يَظْهَر، فنحن الذين عُدْنا إلى عصره؟!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حال -اللاتفاوض واللامقاومة-!
- مزيدٌ من الإفقار.. ومزيدٌ من -التطبيع-!
- نمط من المراكز البحثية نحتاج إليه!
- الأجهزة الأمنية العربية!
- ما معنى -حل مشكلة الحدود أوَّلاً-؟
- الإرهاب ومحاربيه.. منطقان متشابهان!
- -سورة الأنفاق-.. يتلوها علينا الشيخ طنطاوي!
- احذروا فضائيات التكفير!
- شيء من -الاقتصاد الإعلامي-
- قيادات في تيه سياسي!
- -جدارٌ فولاذي- لفَلِّ -الأنفاق-!
- أزمة الإصلاح السياسي والديمقراطي في الأردن
- الحقُّ في السؤال!
- معالي الوزير!
- ترقَّبوا -النبأ العظيم- من -سيرن-!
- بين مفاوضات مُفْلِسَة ومقاوَمة عاجزة!
- أعداء -السببية- يَنْعُون -السبب-!
- هذا التمادي في شتم العرب!
- الطريق الملتوية إلى -الدولة ذات الحدود المؤقَّتة-!
- رياضة بروح سياسية.. وسياسة بروح رياضية!


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - سنة على تنصيب أوباما.. نتائج وتوقُّعات!