أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - الأجهزة الأمنية العربية!















المزيد.....

الأجهزة الأمنية العربية!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 2885 - 2010 / 1 / 11 - 14:15
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    



"لا أخاف إلاَّ من الله"؛ والله شهيد على أنَّ الغالبية العظمى من قائلي هذه العبارة في مجتمعاتنا العربية ليسوا بصادقين؛ أمَّا "الواقع" فيشهد على أنَّهم في خوفٍ عظيم من حكوماتهم وحكَّامهم.

والمهزلة التي هي توأم تلك المأساة هي أنَّنا نتحدَّث عن "تطوُّر ديمقراطي" لمجتمعاتنا العربية وكأنَّ اجتماع "الديمقراطية" مع "ارتفاع منسوب الخوف" الشعبي العام من الحكومات والحُكَّام هو جوهر وأساس "الحياة الديمقراطية" عند العرب.

إنَّ للديمقراطية مقاييس ومعايير عدة، منها؛ بل من أهمها، أن نتحدَّث، في حرِّية، وبلا خوف من العواقب، عن شؤوننا وقضايانا الأمنية، فكلَّما زاد منسوب الخوف عندنا، وفي هذا الشأن على وجه الخصوص، قلَّ منسوب الديمقراطية؛ وليس في هذا الذي قُلْنا إلاَّ ما هو في منزلة البديهية والمسلَّمة.

لنتحدَّث؛ ولكن بما يُظْهِر ويؤكِّد أوَّلاً أنَّنا ضدَّ الإرهاب، وضدَّ "القاعدة"، وشيخها، وضدَّ سائر الجماعات التكفيرية؛ لأنَّنا لا يمكن أن نكون مع أنفسنا، ومع حقنا في التطوُّر الديمقراطي، ومع قضايانا ومصالحنا القومية، إذا لم نكن ضدَّه وضدَّهم.

لنتحدَّث؛ ولكن بما يُظْهِر ويؤكِّد، في الوقت نفسه، أنَّ الحرب على الإرهاب العالمي لن تُخاض على خير وجه، ولن تكون شرعية من وجهة نظر شعوبنا، إذا لم تكن، في الوقت نفسه، حرباً ضدَّ عدوُّنا القومي الأوَّل، وهو إسرائيل، وضد الولايات المتحدة، بصفة كونها القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم.

حكوماتنا، والحقُّ يقال، ليست بحكومات صادقة جادة مخلصة في حربها على الإرهاب العالمي؛ ذلك لأنَّها تحاربه وكأنَّها تمدُّه بمزيدٍ من أسباب الحياة والقوَّة والنماء.

إنَّها يكفي أن تُنَسِّق وتتعاون أمنياً وإستراتيجياً مع الولايات المتحدة، بصفة كونها القوَّة الإمبريالية العظمى في العالم والحليف الإستراتيجي لعدوُّنا القومي الأوَّل وهو إسرائيل، ضدَّ الإرهاب حتى تَظْهَر لنا في صورة مَنْ يَطْلُب مزيداً من الإرهاب.

أُنْظروا الآن، وأمعنوا النظر، في إحدى ثمار هذا التنسيق والتعاون الأمني والإستراتيجي.

الآن، أي بعد بدء مصر بناء "الجدار الفولاذي"، أي "جدار ليفني ـ رايس"، على حدودها مع قطاع غزة، أعلنت حكومة نتنياهو عزمها بناء "جدار إلكتروني متطوِّر" على حدودها مع مصر.

وإذا كان "الجدار المصري"، في روايته الرسمية، ضدَّ تهريب المخدَّرات من قطاع غزة إلى مصر، فإنَّ "الجدار الإسرائيلي"، في روايته الرسمية، ضدَّ تهريب البشر الأفارقة إلى إسرائيل.

في الاتِّفاق الأمني الإستراتيجي بين ليفني ورايس تقرَّر بناء الجدارين معاً، ضدَّ "الإرهاب الفلسطيني"؛ أمَّا "التنسيق" فتضمَّن حرباً كلامية مصرية ضدَّ هذا الاتِّفاق، وأنْ يُقرَّر بناء "الجدار الفولاذي" قبل، وليس بعد، بناء "الجدار الإلكتروني"، حتى يقال إسرائيل هي التي حذت حذو مصر وليست مصر هي التي حذت حذو إسرائيل فتتضح الرؤية؛ وتضمَّن أيضاً "الذرائع"، فـ "الفولاذي" ضدَّ تهريب المخدَّرات، و"الإلكتروني" ضد تهريب أفارقة إلى إسرائيل.

إنَّنا لا نعرف "من هو العدو" في أجهزتنا الأمنية العربية، وهل هو نفسه الذي نراه، أو نرى بقاياه في صحافتنا العربية.

يجب أن نعرف حتى نعرف الحقيقة من الوهم في هذا الافتخار العربي العظيم بقوانا وأجهزتنا وكفاءاتنا الأمنية.

أين هو الاختراق الأمني العربي لجهاز "الموساد" الإسرائيلي أو لغيره من الأجهزة الأمنية الإسرائيلية؟!

هل من معلومة أمنية وإستراتيجية ضدَّ إسرائيل استطاع جهاز أمني عربي الحصول عليها، أو حاول؟!

كم جنَّدنا (أي كم جنَّدت أجهزتنا الأمنية) من الجواسيس الإسرائيليين؟!

إسرائيل التي نراها في مرآة أجهزتنا الأمنية العربية هي قطرة في بحر إسرائيل الحقيقية، وكأنَّها "ثقب أسود" من الوجهة الأمنية.

و"إسرائيل الأمنية" تعرف مجتمعاتنا، وخفاياها، أكثر كثيراً من حكوماتنا وأجهزتنا الأمنية.

ما أكثر شهداءنا، وما أكثر أسرانا؛ ولكن أين هم شهداؤنا وأسرانا "الأمنيون"؟!

أين هو جهاز الأمن العربي الذي يستطيع أن يزعم أنَّ له شهداء أو مصابين أو أسرى في الحروب الأمنية ضدَّ إسرائيل؟!

كل الجبروت الأمني المصري سنة 1967 لم نرَ منه شيئا في حرب حزيران 1967؛ لأنَّه لم يكن جبروتاً أمنياً إلاَّ ضدَّ "الأعداء" في الداخل!

"الإرهاب" لم يصبح عالمياً، والحرب عليه لم تغدُ عالمية، إلاَّ عندما دمَّر الشيخ أسامة بن لادن، في "غزوتي منهاتن وواشنطن"، "بنايتين"، فـ "عالمية"، أو "عولمة"، الإرهاب، والحرب عليه، إنَّما هي أمرٌ قرَّرته "الضحية" وحدها، فهي العضو الذي ما أن اشتكى حتى تداعى له سائر أعضاء الأمم المتحدة بالسهر والحمى!

لقد تضامنَّا معها وتعاطفنا، منشئين ومطوِّرين تنسيقاً وتعاوناً أمنياً وإستراتيجياً ضد الإرهاب حتى أنَّ جيوشنا شرعت تتحوَّل إلى جيوش ضدَّ الإرهاب.

أُنْظروا الآن إلى كثير من الجيوش النظامية العربية التي كانت مرابطة على الحدود. إنَّها تنتقل الآن نحو الداخل، وتقاتل في الداخل، وضدَّ الداخل، وتحصل من الخارج على ما يمكِّنها من التحوُّل إلى جنود في الحرب العالمية على الإرهاب. وبعضها يمكن أن يُرْسَل إلى الخارج في "سياحة أمنية"، تسمَّى جماعاتها "قوى دولية (أو متعددة الجنسية) لحفظ السلام"!

إنَّنا كُنَّا، وما زلنا، "دولاً أمنية"؛ لكنَّها استحسنت أخيراً أن تلبس ما تيسَّر لها من اللبوس الديمقراطي، وكأنَّ "الديمقراطية" هي استبقاء وتعزيز للدولة الأمنية، التي هي "أمنٌ ضدَّ الأعداء في الداخل"، وما أكثرهم، وأمنٌ للأعداء في الخارج، وما أوضحهم!

"السياسة" هي التي تقود "الأمن" وأجهزته؛ وإذا أردتم دليلاً على ذلك يشبه الدليل على وجود النهار، وإذا أردتم معرفة "السياسة" التي تقود "الأمن" وأجهزته العربية، فَلْتَتَذَكَّروا اجتماعات رايس مع وزراء داخلية عرب، أو جمعها لهم. إنَّ "رايس" هي تلك "السياسة" التي قادت، وتقود، أجهزة الأمن العربية!





#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما معنى -حل مشكلة الحدود أوَّلاً-؟
- الإرهاب ومحاربيه.. منطقان متشابهان!
- -سورة الأنفاق-.. يتلوها علينا الشيخ طنطاوي!
- احذروا فضائيات التكفير!
- شيء من -الاقتصاد الإعلامي-
- قيادات في تيه سياسي!
- -جدارٌ فولاذي- لفَلِّ -الأنفاق-!
- أزمة الإصلاح السياسي والديمقراطي في الأردن
- الحقُّ في السؤال!
- معالي الوزير!
- ترقَّبوا -النبأ العظيم- من -سيرن-!
- بين مفاوضات مُفْلِسَة ومقاوَمة عاجزة!
- أعداء -السببية- يَنْعُون -السبب-!
- هذا التمادي في شتم العرب!
- الطريق الملتوية إلى -الدولة ذات الحدود المؤقَّتة-!
- رياضة بروح سياسية.. وسياسة بروح رياضية!
- طاب الموت يا طابة!
- -نعم- للقرار الدولي.. و-لا- لإعلان الدولة!
- مسار -الدولة من طرف واحد-.. ماذا يعني؟
- عندما يجوع البشر لوفرةٍ في الغذاء!


المزيد.....




- رحلة -ملك العملات المشفرة-، من -الملياردير الأسطورة- إلى مئة ...
- قتلى في هجوم إسرائيلي على حلب
- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...


المزيد.....

- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم
- افغانستان الحقيقة و المستقبل / عبدالستار طويلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - جواد البشيتي - الأجهزة الأمنية العربية!