أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل داود - تجليات الطبقة الوسطى














المزيد.....

تجليات الطبقة الوسطى


كامل داود
باحث

(رويَ اêيçï المïèçل ئ الكêçè في الïيوçنيé)


الحوار المتمدن-العدد: 2891 - 2010 / 1 / 17 - 11:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


شغلت الطبقة الوسطى في العراق حيزا كبيرا من تاريخه المعاصر وما زالت ترفد المجتمع بالمثقفين وصناع الرأي العام والقوى القادرة على انجاز هوية وطنية خالصة، ولم تمنعها هلاميتها أولاً،أو تمترس شروط ديمومتها بمنأى عن سيطرتها ثانياً، لم يمنعها ذلك ،من دورها في بلورة منجزاتها ، لأن الطبقة الوسطى مدركة لموقعها بين طبقة مسحوقة وطبقة اخرى ثرية.
وقبل ذلك ليس من المنطق إلغاء مهمة الطبقات الأخرى في عملية البناء الوطني فهذا ما لا يتفق ومعطيات التاريخ التي تؤكد ان الاوطان تنشأ بإنجاز كل أبنائها لكن الطبقة الوسطى لها الدور المحوري في ذلك البناء ،فغالبا ما تأخذ على عاتقها القيام بالمهام الأكثر عطاءا ورسوخا لأنشغال الطبقات الأخرى بمشاكلها الداخلية سواء بالدأب لتجاوز الفقر او لتنمية الثروات ،وعلى اقل تقدير المحافظة على ذلك من التراجع و الانهيار , اما الطبقة الوسطى في العراق فقد كانت على درجة من الوعي تؤهلها للتفكير بمصير الوطن وتزعّم الحراك الاجتماعي بكتلتها من مثقفي المدن والأرياف، وان كانت نسبة المتعلمين متدنية بعد سقوط الدولة العثمانية فقد كان الأتراك غير جادين في تعليم رعاياهم ولم تكن نسبة المتعلمين في العراق تتجاوز 1% من عدد السكان بداية تأسيس الدولة العراقية (ينظر جماعة الاهالي في العراق – فؤاد الوكيل – بغداد 1979ص 51)
ورغم ضآلة هذه النسبة ومحدودية مقدراتها الاقتصادية الا انها كانت تشغل مساحة واسع من النشاط الوطني العراقي في عشرينيات القرن الماضي هذا من جانب ومن الجانب الآخر تمتعت الطبقة الوسطى بامتلاك رؤية وتصور واضحين عن واقع البلاد والسبل الكفيلة بنهضتها وبناء الدولة الرصين وكانت على بصيرة من أمرها في ذلك ويذكر العمري عددا من أهداف احدى الجمعيات التي تشكلت آنذاك وتمكنت من تحديد مطالبها بأستقلال العراق الذي لا يحول دونه تقبٌّل المساعدة البريطانية من غير المساس بهذا الاستقلال وتحقيق التقدم لكل الشعب العراقي (مقدرات العراق السياسية –محمد طاهر العمري – بغداد – 1954 ج3 – ص 29)
فقد أدركت الطبقة الوسطى ان وجودها مرتهن بقيام دولة حديثة تضع نصب اعينها رفع المستوى التعليمي والثقافي لرعاياها والذي بدوره يبني انتماء جديدا يرتبط بأستقرار الدولة وازدهارها بعيدا عن الانتماءات الاولية ولا يُفهم من ذلك الغاؤها، بل أذابتها بما يفضي الى وحدة تلك الانتماءات والحد من اصطفافاتها الضيقة وقد لفت الى ذلك المؤرخ الفلسطيني المعاصر (حنا بطاطو) فيقول في سِفْره – تاريخ العراق – ج1 ص53 (من الواضح ان التوسع المستمر للطبقة المتعلمة أدى إلى تآكل الو لاءات القديمة)
ان المتعلمين والحرفيين وصغار التجار و التكنوقراط وموظفي الدولة وغيرهم من فئات الطبقة الوسطى يدركون تماما أن لا وطن لهم غير وطنهم ،ولا راعي لهم غير الدولة الوطنية وان كانوا مستقلين اقتصاديا بعملهم في القطاع الخاص ولكن لا تقوم لهم قناة بلا دولة الأمن والخدمات فأنهم يتأثرون مباشرة بأية تغيرات اجتماعية أو سياسية أو اقتصادية تنتاب الدولة و الوطن.
وفي الوقت نفسه مثلت الطبقة الوسطى العمود الفقري لمجتمع الدولة العراقية الحديثة وكان لها الدور الكبير في الحياة السياسية ، وشق اُسُس القاعدة الاجتماعية لمختلف الاتجاهات الحزبية والحركات السياسية والبرامج الفكرية وانبثقت منها قيادات المجتمع المدني والناشطين والمحركين لفعاليات المجتمع .ومن نافلة القول ان حجم الطبقة الوسطى يرتبط جدليا بالسياسة الاقتصادية التنموية والتوسع في الخدمات الأساسية والارتقاء بالنظام التعليمي وفق صياغة ستراتيجية تنموية محددها الأساسي هو التركيز على تطوير القوى البشرية وتحقيق العدالة في توزيع الدخول على عناصر الإنتاج وبالتالي تكريس موضوعة المواطنة والهوية الوطنية بأعتبارها هي المرجعية الحقيقية لمشروعية النظام السياسي وتحديث قوام الدولة والمجتمع .



#كامل_داود (هاشتاغ)       رويَ_اêيçï_المïèçل_ئ_الكêçè_في_الïيوçنيé#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات السوسيولوجية في نظم الحيازة الريفية في القرن العشري ...
- لا يُخْدَع الناخب من حزب مرتين
- الديمقراطيون بأنتظار غودو
- مقاربة اقتصادية لمفهوم الهوية الوطنية- 2
- مقاربة اقتصادية لمفهوم الهوية الوطنية
- وقفة تحت قوائم المرشحين
- مقاربةالى مفهوم الهوية الوطنية
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري - القسم السابع - الخلاص ...
- الديمقراطيون واستحقاقات المواطنة
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري- القسم السادس
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري- القسم الخامس
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الإداري-القسم الرابع
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري/ القسم الثالث/أثنوغرافي ...
- توظيف المثل الشعبي في الفساد الاداري 1-2
- هل إن القوى الديمقراطية هي البديل الموضوعي؟
- غريبان على الخليج
- عرقوب وعيار الملح
- الفرهود .. مقاربة تاريخية لسايكولوجيا المفرهدين
- الفرهود .. مقاربة تاريخية لسايكولوجيا المفرهدين (القسم الاول ...
- قيامة كزار حنتوش


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - كامل داود - تجليات الطبقة الوسطى