أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - يا أهل مصر اهربوا منها













المزيد.....

يا أهل مصر اهربوا منها


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2889 - 2010 / 1 / 15 - 23:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قبل أن تشاهد جيرانك يأكلون ابنك.. عجل بالهروب. لقد حدث هذا من قبل سنه 451 هـ في زمن المستنصر لدين الله الفاطمي ( إذ انهبطت مياة النيل فشرقت البلاد وحصل علي الناس ما لا خير فيه ووقع الغلاء العظيم سبع سنين متواليه فأكلت الناس بعضها بعضا وأكلت الناس الميتة والكلاب والقطط حتي قيل أن بيع كل كلب بخمسة دنانير وكل قط بثلاث. ( عن ابن أبي حجله في كتاب السكردان) ثم اشتد الأمر حتي صار الرجل يأخذ ابن جاره ويذبحه ويأكله ولا ينكر عليه ذلك بين الناس ثم اشتد الأمر حتي صار الناس اذا مروا في الطرقات وقوى القوى علي الضعيف فيذبحه ويأكله جهارا ) من يريد المزيد فليطلع علي كتاب ابن إياس صفحة 217ليعرف أن ثلث أهل مصر قد فني في هذه الشدة .
أهل مصر اليوم ستواجههم سبع سنين عجاف سيضعف فيها الحاكم أمام متطلبات الأمن وحذره من الرعيه فيتغول القابضين علي أرزاق الشعب ويعم الفقر والانهيار حتي يتكرر ما حدث في زمن المستنصر بالله
الشعب المصرى لم يعد يعمل و إذا عمل لا ينتج واذا أنتج جاء إنتاجه سيئا ومرتفع التكلفة لتغطية الهالك و الفاقد بحيث لا ينافس المستورد وهو اذا استورد أتي بقمامه السوق التي لا تجد مستهلكا يقبلها الا المصرى ..قمح فاسد ومعلبات منتهيه الصلاحيه ولحوم مشكوك في أمرها وفراخ مريضة والجميع يمر ما دام خلفة صاحب سلطة.
لا أعرف بالضبط حجم المستخدمين الحكوميين بهدف دعم أمن الحكام و لكنه أصبح يتجاوز الملايين ما بين مجند فقير و ضابط عظيم يأمر فيطاع وما يخدم عليهم في الصحافه والتلفزيون و القضاء والأجهزة الرقابية و القوات الخاصة ومجلس الشعب والشورى والبلديات والمحافظات ورجال الحزب الوطني و رجال أحزاب السنيدة والكورال الحكومي فضلا عن الموظفين الذين لا عمل لهم في الضرائب والسكة الحديد والتليفونات و الجامعات والمدارس والمستشفيات كلهم لا يعملون بما في ذلك وزرائهم
العامل المصرى يعمل دون تدريب أو ابتكار أو فهم والفلاح يستخدم مياه المجارى دون خجل ويسمد بالحمأة الناتجة من محطات الصرف الصحي دون معالجة و المطاعم تقدم اسوأ أكل بأغلي سعر والعمارات تسقط والكبارى تهبط ارضيتها و الشوارع تحفر ولا تعالج في فوضي عارمة و الحرائق تشب والقطارات تتصادم وحتي الاجانب عندما يعملون في مصر يقدمون الأسوأ في الرى والصرف الصحي والأنفاق والتليفونات ..المصرى لم يعد يعمل الا في الإنجاب والصراع الديني الغبي
لا توجد أحزاب لا مؤسسات مجتمع مدني و لا حقوق وغير معروف الفارق بين السلطات ولا يوجد تعليم أو بحث علمي أو ثقافة يوجد فقط موظفين يعبدون الروتين ويقدسون السلطة ويزينون للحاكم ما يتخذه من قرارات ويخفون عنه حقيقه ما يحدث علي الارض..ها هي الشدة قادمة ..في بلد يمتلك الغرباء 99 بالمائه من أوراق اللعبة..يعيش علي الإعانات ويحرص علي الا يغضب الجيران الذين في وسعهم الوقوف علي أبواب قصره بدباباتهم خلال 24 ساعه.. ويتحكم في الشارع ديماجوجية دينية تدعمها الدولارات تشعل نيران الفتنة .. يصبح العيش فيها مغامرة غير محسوبة
فأنت اذا كان لديك مصدرا للدخل لن تستطيع أن تستخدمه الا في شراء الاسوأ والأغلي وإذا أردت أن تتعلم فستنفق الكثير ليصبح أولادك أعداءك فاذا مرضت تحلق حولك ذئاب الطب تنهشك.. أما اذا تكلمت فالأمن بانتظارك في دورهم غير المريحة فاذا ما أنتجت هوجمت بعنف ان لم تكن من الشلة أوالمافيا.. فاذا ما مت تعذب أهلك في دفنك ثم في مواجهة رجال البيروقراطية العظام (بالامس طالبت الضرائب والدتي المتوفاة منذ ربع قرن بسداد ما عليها لهم أو ما يتصورونه عليها ) واستخدم صوتك لإنجاح عضو الحزب الوطني المرشح في دائرتك
استمرارهذا التفسخ سيؤدى حتما الي الخروج من قائمة الدول الي قائمة الغابة وسترى إبنك وهو يؤكل أمامك ان لم تهرب به..الدولة تطبع كل يوم ملايين الجنيهات بحيث تسرق من مدخراتك يوميا بأنخفاض قيمة الجنيه وقوته الشرائية أما اذا كنت موظفا أو علي المعاش فعليك أن تعوض انخفاض هذه القيمة بمصدر اخر للدخل سواء كان قانونيا أو غير قانونيا ولا حد علي سارق في مجاعة وهكذا تنهار القيم تدريجيا حتي يأكل أحدكم اخيه ميتا ولا تكرهوه.
ولانني لا أستطيع الهجرة بعد أن بلغت من السن ارذله ولانني لااستطيع المقاومه بعد أن وهن العظم مني ولانني لا أستطيع الصراع بعد أن اصبح الظفر والناب هو القانون في الشارع لذلك استأذنكم في أن أودعكم بعد أن أبلغت رسالتي التي لن تلقي أى اعتبار وأتخلص من عبء هذه الحياة النكدة التي فشلت تماما فيها لانني لم أقرأها جيدا
ولدت في غارة من غارات الالمان علي مصر في الحرب العالمية الثانية وكان مقدمي وبالا علي اسرتي وبلدى بعد أن ارتفعت الاسعار بشكل جنوني .. في زمن الملك كان من الممكن أن نخرج في مظاهرة نسبه هو وعائلته وقد كنا نراه شيطانا رجيما .. فلم نكن علي وعي بعد بكيف يكون الشيطان ..عندما انقلب العسكر عليه لم نكن نتخيل أن هذا التأييد الشعبي سيجعل منهم أباطرة يقول الفرد منهم كن فيكون وانحرف بنا الضباط الي فاشستية أمنية مرعبة دمرت يوما بعد يوم كل مكتسبات الليبرالية التي عاشها المصرى مع بدايه القرن الماضي كانوا يتكلمون عن اشتراكية أتت بالسعد والغني علي شلتهم والفقر والعوز علي الباقي من الشعب .. زعيم الأمه خاض بنا نحن الشباب سلسلة من الحروب الفاشلة التي قضت علي اقتصاد البلد وأذلت أهله ..ثم تركنا وغادر ليتحكم فينا فاشستي جديد يقدس هتلر ويسير علي دربه .. مدمرا كل ما أنشأه سلفه .. انفتاح اقتصادى يشبه ما فعل اسماعيل وأدى الي الإحتلال البريطاني ولكن في حالتنا أدى الي احتلال أمريكي وهابي مشترك ( امريكي اقتصاديا ووهابي فكريا وثقافيا ) وبدأ الانهيار بتمكين أصحاب رؤوس الاموال المغامرين عندما أغتيل كانت مصر قد وقعت معاهدة تجعل من سيناء منطقة لا تخطو فيها القوات المسلحة ويستطيع أى رئيس وزراء اسرائيلي اجتيازها في يوم واحد ليعاود وقوف دباباته علي ضفاف القناة .. وكانت الارادة المصرية قد سلمت بمحض الاختيلر لامريكا التي تعهدت بتقديم المساعدات المشروطة بالطاعة المطلقة للحليف.. وكانت التيارات الدينية الوهابيه قد انتعشت واستولت علي الشارع تحركه.. وكان مفكرى المجتمع علي اختلاف توجهاتهم جميعا في المعتقل .. وجاء المبارك ليعلن أنه لن يبقي الا فترة حكم واحدة.. جاء ونصب عينه أن يحافظ علي حياته من تكرار ما حدث لسلفة فتحكم الامن خطوة خطوة وعادت الرقابة الأدارية التي كان السادات قد الغاها وبدأ الأمن يسير المجتمع محافظا علي الولاء قبل الكفاءة لتنهار جميع الؤسسات وتستسلم يوم بعد يوم لرجال أعمال تحركهم أمريكا ورجال دين تحركهم الوهابيه وتكبر الكوادر الصغيرة ويطرق بابها شبح الفناء وتتمسك أن تستكمل نفوذها حتي من خلال الأبناء
في مصر حاول أكثر من عشرين ملك وسلطان توريث أبنة الحكم وكلها فشلت فلقد اغتالهم الاوصياء الذين اختارهم الأباء وحلوا محلهم ولكننا لا نقرأ التاريخ
في هذا المكان غير الآمن انصحك بالمغادرة الفورية أما انا فسأجد وسيله لمغادرة.. دون مشاكل أو ازمات هل من نصيحة ....



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبناء الديانة الرابعة ...هذا قدركم
- أحلام القرن الحادي والعشرين وإشكالية التنوير
- أنا مع الفرعون .. طبعا 3/3 ..الحلقة الأخيرة
- أنا مع الفرعون .. طبعا (3/2)
- أنا مع الفرعون .. طبعا (1/3)
- مصر مستعمرة وهابيه3 الجزء الأخير
- مصر مستعمرة وهابية 2
- مصر مستعمرة وهابية
- القلعة الفولاذية السوداء تتحرك
- لوحات الجد حسن و غضب الله
- الكورال الحكومي و الدكتور البرادعي
- آسف..قضية التطور يمكن ان يلحقها ضرر
- صعود وسقوط القوميه العربيه
- اللي يعوزه البيت يحرم علي فريق الكره
- خسارة ... فريق السجَادين لن تفهموا أبدا
- مسلسل رمضانى
- بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !
- حديث لصحفى مبتدئ مع خبير صرف صحى
- حفريات سلوكية من زمن البداية
- الى الصديق - سليمان ينى - الذى سألنى ببراءة - إنت لسة ما حجت ...


المزيد.....




- شاهد.. فلسطينيون يتوجهون إلى شمال غزة.. والجيش الإسرائيلي مح ...
- الإمارات.. أمطار غزيرة وسيول والداخلية تحذر المواطنين (فيديو ...
- شاهد: توثيق الوصفات الشعبية في المطبخ الإيطالي لمدينة سانسيب ...
- هل الهجوم الإيراني على إسرائيل كان مجرد عرض عضلات؟
- عبر خمسة طرق بسيطة - باحث يدعي أنه استطاع تجديد شبابه
- حماس تؤكد نوايا إسرائيل في استئناف الحرب على غزة بعد اتفاق ت ...
- أردوغان يبحث مع الحكومة التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران
- واشنطن وسعّت التحالفات المناهضة للصين في آسيا
- -إن بي سي-: بايدن يحذر نتنياهو من مهاجمة إيران ويؤكد عدم مشا ...
- رحيل أسطورة الطيران السوفيتي والروسي أناتولي كوفتشور


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - يا أهل مصر اهربوا منها