أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الكورال الحكومي و الدكتور البرادعي














المزيد.....

الكورال الحكومي و الدكتور البرادعي


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 2849 - 2009 / 12 / 5 - 19:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أخيرا أطل علي مصر وجه متحضر من أبنائها ليقدم المعادل الموضوعي لكل الجرائم السياسيه والاجتماعيه التي إرتكبها العسكر في حقها منذ انقلاب يوليو وحتي اليوم.
البرادعي بوضعه مرآة شديدة الوضوح أمام أهله في مصر موضحا أى درجه من التدهور أصبحوا عليها كان لديه شجاعه إفتقدها أغلب من حصلوا علي شهادات التقدير العالمية بسبب خوفهم من مؤامرات الاجهزة المتحكمة الحريصة علي ألا يعلو صوت علي ضجيجها.
الخطاب القصير المركز الذى أوجز فيه الدكتور روشته النجاة من أسار حياة تحكمها قوانين الدولة الشمولية لنصف قرن..جاء كصدمه لمن أضر بهم أن يصف الداء و الدواء ..الداء الكامن في الأداء الهزيل لمسرحية الديموقراطيه الشكليه ..والدواء كان تلك المقاييس المتعارف عليها بعد ان طورتها شعوب تنعم بالحريه والديموقراطية وتحكم ممارستها الانتخابيه وأدائها السياسي.
البرادعي إبن الأسرة الوفدية جاءت خطة إصلاحه إمتدادا فكريا وسلوكيا لتلك الفتره الليبراليه من حياة مصر..رغم كل ما بذله رجال الانقلاب من جهد لطمسها..فنزعة الوفد الليبرالية هذه لو استمرت لما عانت مصر من التدهور الذى يلاحقها منذ نصف قرن نتيجة لمغامرات فكرية واجتماعية واقتصادية مارسها الانقلابيون ومن بعدهم المستفيدون.
وهكذا عندما يعيد البرادعي إحياء توجهات الوفد الليبرالية في خطابه العصرى كعلاج لرزايا الدولة الشمولية البوليسية يواجه بأعصار مضاد الذى تبدأ اعتراضاته بتجريم حامل نوبل وإتهامه بعمل انقلاب دستورى ضد الشرعيه وتنتهي بالتهوين من قدراته علي حكم بلد إستفحل الفساد فيها وأدى الي مشاكل مزمنة تعصي علي الحل الا لمن تسبب فيها ..مرورا بتهديده بالبرش والسجن فى آخر أيامه وهو المرفه فى أروقة الأمم المتحدة وفنادق الخمس نجوم وحتى إغتياله معنويا وبدنيا .
مثقفى السلطان - كل حسب قدراته – فجروا عاصفة ضارية شملت جميع وسائل الإعلام والإتصالات المرئية والمسموعة والمقروءة .. ولم يبق إلا أن يتظاهروا فى أروقة مبانيهم الفاخرة منددين بالحرية والديموقراطية البردعية كما فعل من قبل عمال النقل عام 1954 مواجهين محمد نجيب لصالح عبد الناصر .
تكميم الأفواه وقتل المبادرات وتجريس كل من حاول الإصلاح عمل يومى لرجال السلطان يؤجرون عليه .. ولا يهم ان يكون الهدف رموز فى حجم " هيكل " أو " البرادعى " أو " زويل " أو حتى شاب يحاول أن يسأل على " الفيس بوك " .
الرعب والخوف من قطع الأرزاق جعل أجهزة الدولة بكاملها مسخرة لهدف واحد هو تأمين أبدية النظام .. فترسخت تقاليد مانعة للفهم إلا ما يسمح به .. مفكرى السلطان يرعبهم أن يضبطوا يفكرون خارج أطر شرعتها الدولة الشمولية .. لذلك كان خطاب البرادعىمأزقهم – وصدمتهم – فهم إذا وافقوه طردوا من جنة الحكومة .. إذا صمتوا .. فقد يفهم صمتهم على أساس أنه موافقة غير معلنة .. لذلك صرخ كل منهم بأعلى صوت ممكن ليلفت نظر لجنة السياسات بأنه يتبع السياسات .
ومع ذلك فخطاب البرادعى رغم الشوشرة والتشويش وخلق الميديا المضادة له يظل وثيقة – تاريخية – قدمها أحد أبناء مصر المخلصين لما يراه مسودة برنامج عمل للإصلاح والنجدة .. فإذا ما تم تجاهله بسبب ضيق أفق صناع الاستراتيجية ومنفذى التكتيكات .. فإن المشاكل ستزداد تفاقما وتعقيدا وسيتسارع الإنحدار حتى حافة الاندثار والشطب من خريطة الشعوب العاقلة .. أو .. قد يصبح ضوءا يصعب حجبه يعيد تجميع الوعى العام للمخلصين من أبناء مصر بعد أن تعرفوا على الداء والدواء .
السؤال .. الذى لا يمل مَداحى الوالى من ترديده .. هكذا يصبح الدكتور البرادعى كمن يؤذن فى مالطة لأنه لا يضع فى إعتباره قوانين ودستور الدولة .. هل الوسط الفكرى والثقافى والسياسى قادر على أن يخطو خطوة واحدة فى إتجاه الدولة الحديثة فى ظل الأزمة الاقتصادية العالمية والمشاكل المحلية مستعصية الحل .. هل ما جاء بالخطاب إنما هو إلهام شخصى للدكتور بعيدا عن واقع الحال على الأرض !!
وكاتب المقال يرى أن برنامج الدكتور قد نبع من حركة فكرية قائمة فعلا بين فئات الشعب التى تعانى من آثار قوانين وسلوكيات حراس الدولة الشمولية .. ويؤكد أن هذه الأفكار منتشرة فعلا بين شريحة واسعة من المثقفين – غير المنتفعين – وبين درجات مختلفة من أبناء الطبقة المتوسطة وهم مستعدون للإلتفاف حول هيكل الأفكار الرئيسية الخاصة بضمان شفافية وحياد العملية الانتخابية كنقطة البداية لعملية تطوير شاملة .. وفى هذه اللحظة سوف تسعى إلى صناديقها تقرر مستقبلها من خلال الانتخابات عندما تضمن أن صوتها لن يسرق منها بالتزوير والتلفيق .. وهذا هو – بالتحديد- سبب رعب دراويش المدح الرسميين وحرصهم على الصياح .
والآن بغض النظر عن التعقيدات والعقبات التى تفنن صناع قوانين السلطة فى وضعها لضمان أبديتهم على كراسى الحكم .. وأنهم هم أنفسهم مستعدين للبعد عن أهدافهم الواضحة والناجحة حتى الان فى تثبيت الأوضاع على ما هو قائم .. وأن الدكتور البرادعى لن يغامر بالدخول فى متاهات لا يعرف عقباها .. إلا أنه يظل له فضل تجميع أفكار الإصلاح الأساسية فى منيفستو يجهر به أمام العالم أجمع ويستقطب حوله المخلصين من أبناء هذا الوطن لوقف نزيف تجريفه .. وليكن بعد جيا او جيلين عندما تهوى قوة الطاغوت رغم أن ما يمكن رصده لا يدعو إلى التفاؤل .. شكرا للدكتور البرادعى على كشافات الحقيقة التى أعمت بعض الأبصار وأضاءت الطريق لآخرين



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آسف..قضية التطور يمكن ان يلحقها ضرر
- صعود وسقوط القوميه العربيه
- اللي يعوزه البيت يحرم علي فريق الكره
- خسارة ... فريق السجَادين لن تفهموا أبدا
- مسلسل رمضانى
- بمرور الزمان هل يشعر قاضى ( الدولة الاسلامية ) بالأمان !
- حديث لصحفى مبتدئ مع خبير صرف صحى
- حفريات سلوكية من زمن البداية
- الى الصديق - سليمان ينى - الذى سألنى ببراءة - إنت لسة ما حجت ...
- الى حفيدتى التى لم توجد بعد- ماعت -
- الرسالة الثانية لحفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -
- حفيدتى التى لم توجد بعد - ماعت -


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - الكورال الحكومي و الدكتور البرادعي