|
رد على مقال ...في الصراع الإسلامي – المسيحي
طلعت خيري
الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 20:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
رد على مقال ...في الصراع الإسلامي – المسيحي
هذا قولك
التاريخ الإسلامي يسجل لنا موقفان متعارضان من اليهود والنصارى، ففي الوقت الذي شن محمد حروبه ضد يهود يثرب وما جاورها، وعمل فيهم ذبحا وتهجيرا وسرقة لأموالهم وممتلكاتهم وأراضيهم وسبي لنسائهم ثم بيعها في أسواق الشام والجزيره وتوزيع ما تبقى منهم على صحابته الأجلاء،
هناك بعض وجهات النظر الخاطئة التي يحملها الكاتب ولا نعلم إن كانت هي فطريه أم متعمده .. يعتقد الكاتب إن الإسلام ظهر بانقلاب عسكري أو انقلاب سياسي .. متناسيا 13 سنه من الدعوة في مكة قبل الوصل إلى المدينة.. التي كانت أحدثها من أهم مرتكز مطلع مقالته ... يعتقد الكاتب إن الإسلام هو الذي بداء بالاعتداء على من ذكرهم .. سوف أقوم بإذن لله بشرح الواقع الديني والعسكري مع الأديان أو القبائل التي قاتلها الإسلام .. وسوف اذكر ماهية الأسباب التي أجبرت المسلمين على قتال هولاء...
في السنة الثانية من الهجرة وبالتحديد بعد انتصار المسلمين في معركة بدر .. تغير واقع الحال في شبه جزيرة العرب .. حيث أصبح المسلمين قوه لها تأثيرها على ارض الواقع لا يمكن تجاهلها ... فتح واقع القوه الجديدة في المنطقة على المسلمين تعاملات دوليه حيث جاءت بعض القبائل التي ليس لها نفوذ أو قوه تأثريه على الواقع السياسي والعسكري في شبه جزيرة العرب تطلب الحلف مع محمد .. ومنهم بنو الحارثة وبنو سلمه وبنو قريظة وبنو النضير... خاف النبي من تلك التحالفات خوفا من الخديعة .. لكن الله أمره بعقد الاتفاقيات .. بعد التوكل على الله الدليل وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ{61} وَإِن يُرِيدُواْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللّهُ هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ{62
حتى أبين لكم إن الإسلام لم يكن هو المعتدي على أهل الكتاب ... لابد من إن نعرف كيف نقض أهل الكتاب العهود والمواثيق بالغدر .. وهنا أيضا لابد من إن نعرف ما هي صيغة تلك الاتفاقيات وكيف تعامل المسلمين مع الذين ينقضون هذه الاتفاقيات.. بحدود التنزيل بعد أن سمحت الايه أعلاه بعقد لاتفاقيات مع الذين يريدون التحالف مع المسلمين .. وضع الله بعض الآليات للتعامل مع ناقضي العهود .. واطلع النبي أهل الكتاب والقبائل العربية على شروط الاتفاقية
الاتفاقية
تنص الاتفاقية على إن السلام قائم ما لم يكن هناك نقض للعهود والمواثيق ..الاتفاقية عبارة عن بندين
1- اتفق محمد مع المتفاوضين على إن ....أي تحالف مع مشركين العرب وخاصة أهل مكة يعتبر هذا الاتفاق مرفوض... أو عهدا منقوض .. لان المشركين من أهل مكة هم العدو الأول للإسلام.. وهم الذي طردوا المسلمين من ديارهم وسلبوا أموالهم ... كان الاتفاق وفق الآية ألقرانيه التالية
وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ خِيَانَةً فَانبِذْ إِلَيْهِمْ عَلَى سَوَاء إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ{58} *********************** 2- اتفق محمد مع المتفاوضين على انه من نقض عهدا في حالة الحرب .. يقتل مقاتليهم وتسلب أموالهم وتسبى نسائهم ولقد وافق على هذا الاتفاق جميع المتعاهدين... وفق الآية
الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ{56} فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِم مَّنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ{57}
لم تمضي سنتين على هذه ألاتفاقه .. نقض بنو النضير الاتفاقية بعد سلسله من التغيرات التي طراءت على شبه جزيرة العرب بعد انتكاسة المسلمين في معركة احد .. حيث ظهرت بوادر الخيانة للاتفاقية من قبل زعماء بنو النضير ... ففي سنة أربعه للهجرة ... نقض بنو النضير الاتفاقية مع محمد .. وعقدوا حلفا جديدا مع قريش .. ابلغ محمد زعماء بنو النضير إن الاتفاقية منبوذة وان حالت السلم انتهت بينهم في الإستراتيجيات العسكرية .. أصبح موضع بني النضير غير مطمئن بالنسبة للمسلمين ..حيث كانوا يتوقعون الغدر منهم ومن قريش في إي لحضه كانت
أمر الله النبي بمباغتتهم في عقر دارهم
§§ الحشر(مدنية)24 §§~ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ{1} هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنتُمْ أَن يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُم مَّانِعَتُهُمْ حُصُونُهُم مِّنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ{2} وَلَوْلَا أَن كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الْجَلَاء لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابُ النَّارِ{3} ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَن يُشَاقِّ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ{4}
هكذا قضى بنو النضير على دولتهم بسبب غباء قياداتهم وزعمائهم ... ولم تكن تلك القيادة قادرة على تولي المسؤولية بالحفاظ على ذلك الشعب .. باتخاذ سبل سلميه حقيقية يسلم من خلالها الناس على حياتهم ودولتهم ********************* استمر التحالف مع باقي القبائل وفق مبادئ السلام.. ما لم يكن هناك نقض للمواثيق .. ففي السنة الخامسة للهجرة .. تحالفت قريش مع بعض القبائل العربية المشركة في شبه جزيرة العرب ... بتحالف كبير كان هدفه اقتحام المدينة والقضاء على الإسلام هناك ... نغر بني قريظة بهذا التجمع واعتقدوا في هذه المرة لن يفلت محمد وإتباعه ... سارعوا على نقض العهد وتجيشوا مع باقي القبائل .. كانت توقعات زعماء وقادات بني قرظيه غير مدروسة وكانت مصالحهم السياسية فوق مصلحة شعبهم وسلامته.. انتهت المعركة بتفكك الأحزاب ورحل المتحزبون وانكشفت جبهة بني قريظة وبان غدرهم في حالة الحرب ... ونفذ بهم ما اتفقوا عليه من قبل مع زعمائهم بقتل مقاتليهم وسبي نسائهم واخذ ديارهم قال الله
وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً{25} وَأَنزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُم مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِن صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقاً تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقاً{26} وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضاً لَّمْ تَطَؤُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيراً{27
في ألخاتمه نشكر الكاتب على مقاله .. ونقول له.. تأكد قبل أن تكتب العبرة ليس في الكتابة أنما العبرة في صدق الحديث .. وعدم الخوض في مواضيع لا تمتلك القدرة على استيعابها
#طلعت_خيري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تاريخ المسيحية بين الوهم والحقيقية
-
رد على مقال...خرافة العصر الذهبي في صدر الاسلام3-3
-
رد على مقال...خرافة العصر الذهبي في صدر الاسلام
-
رد على مقال ... تساؤلات حول اّي الكتاب المبين 2
-
رد على مقال.... ماذا لو تم تغيير كلمات هذه الآيات ؟؟؟
-
دابة الأرض بين الأديان السياسية والتنزيل
-
رد على مقال....حقيقة الادعاء بتحريف الكتاب المقدس
-
تاريخ الاديان بين الحضارة والتنزيل
-
رد على مقال...الجهل الإسلامي والتجاهل العلماني في الحوار
-
رد على مقال ...هل كان الله هو الإله القمر؟
-
رد على مقال ...مصر أكثر الدول تطبيقاً للهمجية الإسلامية
-
رد على مقال رعد الحافظ في ..مشاكل الارض الرئيسه
-
دوافع الجريمة بين عقيدة الفدى والتنزيل
-
ادم وذريته بين الشياطين والتنزيل
-
ادم بين العلمانيه الالحاديه والاسلام السياسي
-
العلمانيه الالحاديه والاسلام السياسي بين المحكم والمتشابه
-
الفاحشة والاله بين الدين السياسي والتنزيل
-
مكرالمسيحيه الالحاديه بين الواقعيه والتنزيل
-
الزميل ... سيمون خوري ....مع التحيه
-
ابعاد التنزيل بين النجاة ومزبلة التاريخ
المزيد.....
-
منظمتان يهوديتان أمريكيتان: احتلال غزة بالكامل سيؤدي إلى خسا
...
-
منظمتان يهوديتان أمريكيتان: احتلال غزة بالكامل سيؤدي إلى خسا
...
-
حاخام يهودي: ندمت لتأخري في وصف ما يجري في غزة بالإبادة
-
كيف يدان اليهودي إذا نطق بالإبادة في غزة؟
-
دول عربية وإسلامية ترفض سيطرة إسرائيل على غزة
-
فيديو يثير الغضب.. شخص يتجول بسيارة داخل الجامع الأموي
-
لجنة وزارية عربية وإسلامية ترفض خطة إعادة احتلال قطاع غزة
-
وفاة جمال الدين بودشيش شيخ أكبر طريقة صوفية بالمغرب
-
اللجنة الوزارية العربية الإسلامية ترفض سيطرة -إسرائيل- على غ
...
-
دول عربية وإسلامية ترفض احتلال إسرائيل لغزة
المزيد.....
-
علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب
/ حسين العراقي
-
المثقف العربي بين النظام و بنية النظام
/ أحمد التاوتي
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
المزيد.....
|