أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - تاريخ الاديان بين الحضارة والتنزيل













المزيد.....

تاريخ الاديان بين الحضارة والتنزيل


طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2848 - 2009 / 12 / 4 - 20:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نتكلم في هذا الموضوع عن بني اسرائيل كيف اصبحوا اقليات انتشرت في بقاع الارض في عهد موسى .. وظهر مع هذه الاقليات مبداء الدعوه الدينيه القوميه الى الارض المقدسه ..ظهر هذا المبدء على اثر انتكاسه دينيه تعرض لها قوم موسى بعد خروجهم من مصر وكانت انتكاستهم مريرة... حيث لم يستطيعوا على اثرها اقامة دولتهم الدينيه... مجموعة هذه الايات سوف توضح لنا كيف حمل بني اسرائيل مبدا الارض المقدسه او ارض المعياد.. وربطوا هذا المبداء مع روايات دينيه غير حقيقيه ...استخدمها الدعاة الدينين لبني اسرائيل في قومهم .. حيث( بينوا) لهم على ان انتكاستهم وشتاتهم بين شعوب العالم هي بداية وصولهم الى الارض المقدسه وكانت هذه الدعوه مزيفه لم ينقلها بني اسرائيل على حقيقتها ..لانه فيها سخط الله وغضبه عليهم عندما رفضوا الاستجابة لدعوة لله ورسوله موسى.. حرفت الكثيرمن الروايات عن حقيقتها الى عقائد دينيه مزيفه لها دوافع قوميه وهي دعوه من اجل لم شمل بني اسرائيل من مختلف بقاع الارض.. وربطت هذا الدعوه بنصوص دينيه غير حقيقيه على انها ارض انبيائهم مثل موسى وسليمان وداود.. او الارض التي سوف تنطلق منها امبراطوريتهم الدينيه في حالة تمكنهم فيها ... مجموعة هذه الايات تكون هي على الارجح اصل الروايه التي خرج منها مبدا الدعوه الدينه هي موضوعنا لهذا(( المقال )).. بعد ان خرج موسى من مصر ومعه بني اسرائيل اتبعهم فرعون وقومه لاطاحة بهم ظلما وعدوانا واردوا بهم كيدا فجلناهم هم المكيدون واصبحوا مثلا للخزي والعار..بداء موسى يذكر قومه بفضل الله عليهم عندما نجاهم من فرعون وظلمه وجعل فيهم انبياء ..اي خصكم برسالته.. وجعلكم ملوكا .. اي احرارا ...اي. يستطيعون ان يمارسوا عباداتهم وطقوسهم بدون خوف ويقيمون دوتهم .. واتاكم.. اي كتاب التوراة ما لم يؤت احد من العالمين ... لان كتاب التوراة هو اول كتاب منزل على البشريه ولم ياتى احدا من الانبياء من مثله من قبل .. ولا شعبا من الشعوب
وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَعَلَ فِيكُمْ أَنبِيَاء وَجَعَلَكُم مُّلُوكاً وَآتَاكُم مَّا لَمْ يُؤْتِ أَحَداً مِّن الْعَالَمِينَ{20}
بعد ان خرج موسى ومعه بني اسرائيل من مصر وتركوا وطنهم لم يكن لهم وطن يرتكزون عليه في معيشتهم ويقمون دولتهم ويبنون حضارتهم .. امر الله موسى والذين امنوا معه ان يدخلوا الارض المقدسه ويقيمون فيها لاستعادة نشاطهم المدني من جديد وبناء مقومات معيشتهم وممارسة نشاطهم الذي كان مصدر معيشتهم (التي كتب الله لكم) اي الارض التي تلائم معيشتكم وتتوفر فيها كل مقومات الوطن التي تساعدلكم على تعويض ما فقدتموه بعد خروجكم من مصر...وضح موسى لبني اسرائيل جميع الاهداف من وراء دخول الارض المقدسه ... وطلب منهم ان لا يخالفوا ما امر الله به ولا يرتدوا على ادبارهم.. اي..(يخالفون ما امر الله به) فتنقلبون خاسرين .. اي تخسرون فرصة اقامة دولتكم ...وترجعون الى حالة الضياع والشتات مرة اخرى
يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ{21}

سبق ان قلنا ان موسى وضح لبني اسرائيل الاهداف من دخول الارض المقدسه وبين لهم انهم لايستطيعون اقامة دولتهم في الصحراءلانها لاتمتلك ابسط مقومات الدوله كما انها لاتمتلك ابسط مقومات المعيشه مثل الماء وربما لاتتوفر فيها الارض الصالحه للزراعة ....وبين لهم ان الارض المقدسه هي افضل ارض لاقامة الدوله لما تتوفر فيها كل مقومات المعيشة... اقتنع قوم موسى بما قاله لهم ولكن هناك مشكله تواجهم .. ان في الارض المقدسه قوم جبارين وهولاء القوم هم قوميه من مجموعة قوميات ...كان قوم الجبارين قوم اقوياء قساة لايخافون وشرسين مع جمع الناس.. تفاوض موسى مع جميع القوميات ماعدى قوم الجبارين الرافضين ((مبدا التعايش)) وسمحت القوميات الباقيه لموسى وقومه ان ينزلوا ارضهم ويسكنوا ضمن ديارهم ويعملون ضمن مصالحهم الشخصيه .. مع كل هذه التسهيلات رفض قوم موسى الدخول فيها ... قالوا يا موسى ان فيها قوم جبارين .. نقل الموروث الديني لبني اسرائيل روايات ان موسى وعدهم بدخول الارض المقدسه حتى لو بعد حين ... ونقلت رويات اخرى ان موسى وبني اسرائيل دخلوا لارض المقدسه .. وجات كلمة ((لن)) لتنفي الحاضر والمستقبل على لسان قوم موسى .. لتؤكد لنا ان موسى وقومه لم يدخلوا الارض المقدسه ... ولم يعدهم موسى بدخول الارض المقدسه بعد شتاتهم
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْماً جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّىَ يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُواْ مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ{22}
استمر الحوار بين موسى وقومه بخصوص الدخول الى الارض المقدسه .. وسبق ان قلنا ان موسى تحاور مع القوميات الموجوده في تلك الارض ماعدى قوم الجبارين لانهم رفضوا مبداء العيش مع بني اسرائيل ومنعوهم من الدخول فيها.... اقترح رجلان من القوم الذين يخافون( اي يخافون من الجبارين) وعارضوا الدخول الى الارض المقدسه في البدايه ... انعم الله عليهما بالايمان وغيرا موقفهما من المعارض الى المؤيد بالموافقه على ما اقترحه موسى واصبح موقفها الى جانب ما اقترحه موسى.. ولكن بصيغه اخرى او اقتراح جديد..قال الرجلان لقومهما المعارضين ادخلوا عليهم الباب .. اي مفاجئتهم ووضع الجبارين امام امر الواقع .. صيغة الاقتراح.. من المعروف ان القرى كانوا يحصنونها بجدار مرتفع وكان لهذه الحصون باب كبير محصن ايضا في صناعته ... كانت فكرت الرجلين مباغته لقوم الجبارين في عقر دارهم في وقت يكون باب الحص مغلوقا وتكون المدينه في حالة سبات ففي هذا الوقت يكونون غير مستعدين للقتال ... حيث يقوم قوم موسى بكسر الباب عليهم بقوه .... فينبهت قوم الجبارين من القوة التي كسرت الباب عليهم فيصبهم الخوف والهلع ويصبحون امام امر الواقع

قَالَ رَجُلاَنِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ{23}
استمر الحوار بين موسى وقومه الذين رفضوا الدخول في الارض المقدسه خوفا من الجبارين وبعد ان قدم الرجلين اقترحهما في كيفية مباغتة الجبارين في عقر دارهم .. قدم القوم الذين يخافون من لقاء الجبارين (اقتراحا افتراضي) ردوا فيها على اقتراح الرجلين .. ملخص القول الافتراضي ..في حالة مباغتهم في عقر دارهم .. ولم يصبهم الهلع والتخاذل كما افترض الرجلان وحمل الجبارين سلاحهم وقاموا بمواجهتنا .. فماذا سوف نفعل ... قال موسى نقاتلهم ... شرعية موسى في قتال الجبارين ... انهم قوم منعوا بني اسرائيل العيش في مدينتهم علما ان جميع القوميات الاخرى وافقت على بني اسرائيل دخول الارض المقدسه والعيش معهم ... وهذا يعني ان قوم الجبارين منعوا بني اسرائيل من ممارسة حقهم كشعب يعيش مثل باقي الشعوب ليس على حساب مصالح القوم الجبارين ومساكنهم انما على حساب مصالح وارض القوميات الاخرى ...... انتهى النقاش الى ما بدؤا به ووصل التحاور الى القتال وهذا المبدا اصلا رفضه قوم موسى منذ البدايه .. ورجعوا الى نقطة الصفر الى مبداء مواجهة الجبارين وقال قوم موسى قولهم النهائي..
قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَداً مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ{24}
سبق ان قلنا ان الهدف من دخول الارض المقدسه هو بناء الدوله .. لان في المدينه مرتكز النشاط الصناعي والزراعي والتجاري ..حيث يساعد هذا النشاط على تنمية دخل الفرد .. وبالتالي ينعكس اثره على الدولة حيث تستطيع عن طريق الانفاق او جمع الاموال في بناء ترسانتها العسكريه التي هي اساس الامن القومي والديني لتلك القوميه ..جوبه موسى بالاحباط عندما رفض قومه الاستجابه لامر الله ...وقال موسى متاسفا... قال رب لا املك الا نفسي واخي فافرق بيننا .. فبدات عملية الفصل بين الفاسقين والمتقين من خلال تعريضهم لقسوة الصحراء وصعوبة العيش فيها ليكن الايمان هو الفيصل بيهم ليخرج المنافقين المثبطين من بينهم وينكشف فسقهم
قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ{25}
ان الذي اوصل بني اسرائيل الى هذا الشتات هو النفاق الذي عشعش في صدورهم .. ولم يكن ايمانهم بالمستوى المطلوب .. الذي يجعلهم يتوكلون على الله في ما امرهم به.. فتراهم يسالون ويجادلون ويرفضون كانهم لم يؤمنوا بالله ...ولقد قدم الله لبني اسرائيل التحذيرمن قبل ... وبين لهم ان عاقبة مخالفتهم هو الخسران (( يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ{21})) لننظر كيف خسر بني اسرائل مكانتهم بين شعوب العالم لفتره من الزمن بسبب مخالفتهم لامر الله ... بعد ان رفضوا دخول الارض المقدسه ..لم يكن لهم هناك مكان يعيشون فيه الا الصحراء ..بما ان الصحراء لاتمتلك اي مقومات دوله لانها تفتقر الى ابسط البنى التحتيه مثل الماء والزراعة .. فهذان العاملان لايساعدان على النمو السكاني او جذب اصحاب المصالح الصناعيه او التجاريه للعيش فيها كما انها تفتقرالى الكثير من المواقع الستراتيجيه مثل وقوعها على طرق القوافل البريه او الممرات المائيه.. وهكذا ضاعت قوميتهم في الصحراء ..فلا احد يعرفهم ولا احد يمر عليهم ... ((يتيهون في الاض اربعين سنة)) اي يصبحون بدون وطن يحمل صفات القوميه او الدينيه التي تربطهم مع باقي الدول علاقات سياسيه او اقتصاديه او تجاريه.. فلا تحزن ولا تاسف عليهم يا موسى لانهم قوم فاسقون
قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ فَلاَ تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ{26}
لم يستطيع موسى ان يجمع بني اسرائيل على الايمان .. كما ان ايمانهم لم يكن بالمستوى المطلوب .. الذي يوحد كلمتهم ويجمع شملهم علما ان الله اهلك عدوهم امام اعينهم ... سبق ان حذر الله بني اسرائيل ان الا يخالفوا نبيهم ولا يرتدوا على ادبارهم بعد الايمان فتنقلبوا خاسرين

سوف يثبت الله لنا كيف بداء بني اسرائيل يخسرون شئا فشئا حتى اصبحوا اقليات متناثره يين شعوب العالم ... استقل بني اسرائيل الصحراء ومعهم موسى واخيه هارون ...ومن المعروف ان الصحراء هي ارض قاحله لايتوفر فيهما الماء والغذاء .. واول تغير طرء عليهم هو تفتت تلك الديانه الى طوائف متعدده ... حيث قسموا انفسهم الى اثنا عشر طائفة... يعتقد المفسرون
ان طوائف بني اسرائيل اساسها اخوة يوسف ... ولكن في الحقيقه هم قسموا انفسهم على اساس ((عرقي)) عندما اختار موسى من كل (عرق) منهم رجلا لميقات ربه

{وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لَّأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ }المائدة12....
قطع الله الدين الواحد الى ديانات واصبحت كل طائفه تحمل سمات القوميه الى الارض المقدسه او ارض الميعاد... وظهرت علامات القسوة على بني اسرائيل في الصحراء عندما استسقاه قومه... اوحى الله الى موسى ان اضرب بعصاك الحجر فانبجست اثنتى عشرة عينا واستقلت كل قومية على عين من الماء ... بما ان كمية الماء محدوده لا تكفي الا للشرب فقط.. ولا يمكن استخدامها للزراعه لقلتها.. ولذلك انعدم النشاط الزراعي بالكامل.. من المعرف ان الصحراء ليس فيها اماكن يمكن للانسان ان يستضل بها لانها ارض مكشوفه .. ظهرت العلامة الثانيه على خسارة بني اسرائيل هو تعرضهم لمشقة الظروف الجويه التي يقاسوا منها في الصحراء تحت لهب الرياح الحاره واشعة الشمس المحرقه ... ظلل الله عليهم الغمام ليستظلوا به ... وانزل عليهم المن والسلوى .. هما نوعان من الطيور البريه التي تستظل معهم ... من المعروف ان الطيور البريه تستظل تحت فيافي الاشياء مثل الصخور والشجيرات في فصل الصيف ..عندما جعل الغمام فوق بني اسرائيل تاتي الطيور وتستظل قريبا منهم فيسهل اصديادها ... وهناك طريقة اخرى في الصيد .. يحفرون برك صغيره ويملؤنها بالماء فتاتي الطيور فتشرب منها ...اذن خساره واضحه وحياة صعبه وقاسيه ومريره ... وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون

{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى إِذِ اسْتَسْقَاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِب بِّعَصَاكَ الْحَجَرَ فَانبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتَا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُنَاسٍ مَّشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنَا عَلَيْهِمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَـكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ }الأعراف160
بالرغم من المرحله العصيبه والشاقه التي مر بها بني اسرائيل وهم في الصحراء .. اكد لهم موسى ان واقع حالهم في الصحراء هو افضل مما سوف يواجهونه في المستقبل واذا لم يصبروا على واقع حالهم سوف يفقدون الكثير من سماتهم القوميه والدينيه ... بداء بني اسرائيل يحسون وقعيا مدى الخسارة التي اصابتهم عندما رفضوا الاستجابة لامر لله ... وبداء عليهم السئم من قسوة الحياة في الصحراء.. وعرفوا ان حياة المدينه هي افضل من الصحراء ... وظهرت رغبتهم بالنزوح الى المدينه وترك الصحراء..تحت ذرعيه انهم لن يصبروا على طعام ..قالوا.. فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا... عرف موسى انهم لن يصبروا على معيشة الصحراء حتى لو اخرج الله لهم مطلبهم ... قال لهم اتستبدلون واقع حالكم (المرير) بسبب ما قدمته ايديكم بما هو( أمَرَّ) منه ( ويقصد هنا حالة الذل والمسكنه التي سوف تصيبكم في شتاتكم).. اهبطوا مصرا (اي المدينه)..هو متحول جديد من الصحراء الى المدينة ..فان لكم ما سالتم ... وهكذا شتت الله بني اسرائيل بين شعوب العالم كاقليات وضربت عليهم الذلة والمسكنه ... اي اصبحوا اقليات مذلوله عاشت تحت اضطهاد القوى السياسيه بسبب قلة عددهم وقلة نفوذهم .. وجعلهم الله عرضة للنزاعات الطائفيه والامميه بالقتل والتهجير..ومهمشين امام القوى الاخرى... عندما اصبحوا كاقليه دينيه مشتته بين شعوب العالم ... ومن هذا الواقع الحقيقي حرف الدعاة في بني اسرائيل الحقيقه ليحمل بني اسرائيل في شتاتهم املهم الكاذب ودعوتهم الى الارض المقدسه او ارض الميعاد.. وهكذا تاكدنا ان موسى لم يعد بني اسرائيل بالدخول الى الارض المقدسه بعد شتاتهم.. ولم يدخل موسى الارض المقدسه
وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَن نَّصْبِرَ عَلَىَ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّآئِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ اهْبِطُواْ مِصْراً فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَآؤُوْاْ بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَواْ وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ{61}

نجد ان التاريخ ظهر مع شعوب الاديان .. واعتبرت تلك الشعوب ظهور الدين فيها ورسالة الانبياء هو بداية تاريخها ... كذلك ان نجد شعوب الاديان حافظت على التاريخ وحملته بخيره وشره ... كذاك نجد ان التاريخ اندثر في الشعوب التي عصت ربها وخالفت امر انبيائها ... واصبحت في مزبلة التاريخ .. ولم يبقى من تاريخهم سوى امثال تضرب عليهم للخزي والعار... لقد اضاع بني اسرائيل التاريخ والفتره الزمنيه التي وقعت قبل بعثت عيسى عليه السلام .... لانهم لم يستطيعوا اقامة دوله دينيه في عهد موسى ... يمكن احتسابها كبداية التاريخ في تلك المرحله ... لكن نجد ان اقليات بني اسرائيل عندما فقدوا القوميه الدينيه حمل لهم موروثهم الكثيرمن التناقضات في التاريخ فبداء ينسبون ظهور حضارتهم القوميه الدينيه الى حضارات قبل ظهور رسالة الانبياء فيها ... وهي محاولة تحسين تاريخهم المندثر او الغامض او ايجاد حضارة مصطنعه ... يرفعون بها شان اقلياتهم بين شعوب العالم...نلاحظ ان بعض الطوائف المسيحيه نسبت ديانتها القوميه الى اشور واكد وكلدنا وبابل .. ولو قارنا التاريخ لوجدنا هناك تناقض واضح بين الديانه القوميه المسيحيه وبين الحضارات القديمه ... نجد ان عمر الديانه المسيحيه 2000 سنه وعمر الحضارات القديمه 4000 سنه.. ينسب بعض المسيحين تاريخهم القومي الديني الى العهد القديم اي العهد التوراتي .. نجد ان القران لم يذكر قيام اي دوله دينيه للفتره الواقعه بين دعوة موسى الى دعوة عيسى ...

عندما ظهر الاسلام وجد اهل الكتاب يحملون تناقضات تاريخيه دينيه .. فقد كانوا ينسبون ديانة ابراهيم الى التوراة والانجيل ..وكانوا يدّعون ان ابراهيم هو على ملتهم اي ملة اليهود والنصارى ...هذا يعني انهم وصفوا التاريخ بازدواجيه ... عندما ارجعوا بالتاريخ الى قبل نزول التوراة والانجيل لتكون دعوة ابراهم بعد نزول التوراة والانجيل ... وقد نعلم جيدا ان دعوة ابراهيم قبل نزول التوراة والانجيل

يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ{65} هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ{66} مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيّاً وَلاَ نَصْرَانِيّاً وَلَكِن كَانَ حَنِيفاً مُّسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ{67}





#طلعت_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقال...الجهل الإسلامي والتجاهل العلماني في الحوار
- رد على مقال ...هل كان الله هو الإله القمر؟
- رد على مقال ...مصر أكثر الدول تطبيقاً للهمجية الإسلامية
- رد على مقال رعد الحافظ في ..مشاكل الارض الرئيسه
- دوافع الجريمة بين عقيدة الفدى والتنزيل
- ادم وذريته بين الشياطين والتنزيل
- ادم بين العلمانيه الالحاديه والاسلام السياسي
- العلمانيه الالحاديه والاسلام السياسي بين المحكم والمتشابه
- الفاحشة والاله بين الدين السياسي والتنزيل
- مكرالمسيحيه الالحاديه بين الواقعيه والتنزيل
- الزميل ... سيمون خوري ....مع التحيه
- ابعاد التنزيل بين النجاة ومزبلة التاريخ
- الازدواجيه التاريخيه بين العلمانيه الالحاديه والدين السياسي
- رد....الى الزميله سيمون خوري
- انا!!!!!!!!!! وعلماني
- المقت والتضليل بين العلمانيه الالحاديه والدين السياسي
- ذو القرنين بين الفكر الاسطوري وواقعية التنزيل
- مصير الشعوب بين التنزيل والالحاديه العلمانيه
- العلمانيه الالحاديه والدين السياسي بين التحريف والتنزيل
- رمضان بين التنزيل والاسلام السياسي


المزيد.....




- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...
- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت خيري - تاريخ الاديان بين الحضارة والتنزيل