رد على مقال ... تساؤلات حول اّي الكتاب المبين 2

طلعت خيري

الحوار المتمدن-العدد: 2862 - 2009 / 12 / 18 - 22:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

هذا قولك
بعض أيات القرآن لا يمكن فهمها إلا بعد إعادة ترتيب كلماتها، وعدم إعادة ترتيبها قد ينجم عنه مغايرة للمقصود أو تناقض مع آية أخرى. ولتوضيح ما أقول أنظر الآية: فَلَا تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ (التوبة 55)،
الآية بهذا الترتيب تناقض الآية: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (الكهف 46)، لأن زينة الحياة الدنيا لا يمكن أن تكن


سيبقى الغموض التام مسيطر على قارئ القران أذا لم يستطيع معرفة تفسير الآيات ألقرانيه .. التي واكبت الحدث من اجل التغير.. هذه لأية تتكلم عن المنافقين الذين تخلفوا عن معركة تبوك ..وعن المنافقين الذين أنفقوا في تلك المعركة ولم يكن إنفاقهم بدافع ديني. إنما هو رياء .. فلا تعجبك يا محمد هذه الأموال وهم لا ينفقونها إلا رياء وليس إيمانا.. وهذا يعني إن كثرة أبنائهم وأموالهم وهم متقاعسون عن أمر الصلاة والإنفاق.. هو شر لهم لأنهم سوف يعذبون بها... وهنا أن أموال وأولاد المنافقين تختلف عن أموال وأبناء الكفار ... لان المنافقين عندما ينفقون أموالهم رياء يعتقدون إن الله يقبل منهم .. حيث نجد إن الله لم يقبل إنفاقهم ولا صلاتهم


قُلْ أَنفِقُواْ طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَّن يُتَقَبَّلَ مِنكُمْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ قَوْماً فَاسِقِينَ{53} وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ{54} فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلاَدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ{55}


وهذا المثل ضربه الله على الكفار الذين انغزوا بالحياة الدنيا .. وكان المثل واضح .. نعم إن المال والبنون زينه الحياة.. ولكن هذه الزينة تذهب .. كما ذهب نبات الأرض فأصبح هشيما... وتبقى الصالحات خير عند ربك ثوابا
وهنا المثل يختلف من الناحية الوصفية والخصوصية


وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِراً{45} الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً{46}
***************
هذا قولك
مثال آخر: وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ لَكَانَ لِزَامًا وَأَجَلٌ مُسَمًّى (طه 129)، يقصد ولولا أن كلّ من قضى له أجلاً فإنه لا يخترمه قبل بلوغه أجله في وقت مسمى عند ربك سماه لهم فـي أمّ الكتاب، للازمهم الهلاك عاجلاً. قال الطبري: وقدّم قوله: (لَكانَ لِزَاماً) قبل قوله (أجَلٌ مُسَمًّى). ومعنى الكلام: ولولا كلـمة سبقت من ربك وأجل مسمى لكان لزاماً. آية غير مرتبة الكلمات وتسقط منها كلمة (إهلاكهم) مما جعل كلمة لزاما معلقة بمفردها تزيد الآية غموضا. ولا تفسير لعلة وضع الكلمات في غير مواضعها.


هذه الآية تتكلم عن المشركين المعارضين للإسلام .. وكانوا يستعجلون بالعذاب .. يؤكد الله سبحانه لهم الم يسيروا في الأرض ويهتدوا كم أهلكنا من قبلهم من القرون ... لولا أن الله آخر عذابهم بكلمة سبقت منه.. لكان لزاما بهلاكهم ولكن اجلهم إلى اجل مسمى... وكانت قريش تطلب من الله أن يهلكهم ولقد أخر الله هلاكهم إلى بدر


وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِن بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى{127} أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّأُوْلِي النُّهَى{128} وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ لَكَانَ لِزَاماً وَأَجَلٌ مُسَمًّى{129} فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا وَمِنْ آنَاء اللَّيْلِ فَسَبِّحْ وَأَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى{1
هذا قولك
مثال ثالث: َنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا قَيِّمًا (الإسراء 1-2). قالوا: هذا من التقديم والتأخير:والترتيب السليم هو: أنزل على عبده الكتاب قيّمًا، ولم يجعل له عوجًا. لاحظ في الآية القرآنية أن قيما جاءت صفة للعوج وليس للكتاب، وهذا لا يستقيم.

إذا كانت كلمة اعوج صفه .. وقيما صفه أيضا .. فكيف نصف قيما اعوجا وكلاهما صفه.. أن كلمة (لم) دخلت على الفعل المضارع( يجعل) لتنفي عنه العوج .. وترجع صفة قيما إلى الكتاب ... وهذه الآية ترد على الفكر الوثني الشركي لأهل الكتاب عندما يصفونه القران بالاعوجاج

مثال رايع: إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ (الصافات 26). وبنفس المبرر قالوا: هذا من التقديم والتأخير والآية تفهم بإعادة ترتيب كلماتها على النحو التالي: إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لهم يوم الحساب عذاب شديد بما نسوا.


قام الكاتب بتر الآية ألقرانيه ونقل اسم السورة بالخطأ (ص26) ولاية صريحة تدعو إلى الحكم بالحق ومخالفة الهوى في الحكم.. واعتبر الله الحكم بالهوى ضلاله ..أن الذين يضلون عن سبيل لله لهم عذاب شديد
{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُم بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ }ص26
**********************


مثال خامس: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا (النساء 83)، هذه آية عجيبة!! ومعناها أنه إذا عرفت سرية من سرايا الحرب خبر ما سارعت وأذاعت به قبل أن تخبر الرسول أو أمراء السرايا، الذين يستطيعون التمييز بين الخبر الصحيح والخبر الباطل، ولولا فضل الله لاتبعتم سبيل الشيطان إلا قلة منكم. الآية تقرر أن قليلا من الناس يمكن أن يخالفوا سبيل الشيطان دون فضل الله ورحمته. وهنا وجه الخطورة، فقالوا هذه الآية مقدمة ومؤخرة، وحتى تفهم لابد من إعادة صياغتها على النحو التالي: وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْف أذاعوا به إلا قليلا منهم، ولولا فضل الله عليكم ورحمته لم ينجُ قليل ولا كثير. ويحق لنا أن نتعجب!!!


تتكلم هذه الآية عن المنافقين الذين يفسرون الآيات بإشاعات مغرضة وهم ينقلون خبر الآيات بالمقلوب على الناس قبل التأكد من صحة الخبر... أو ما هو هدف من نزول آيات قبل إعلانها.. لان تفسيراتهم جعلت في القران اختلاف واضح ومتعمد .. والمراد هنا من هذه الآية الابتعاد. تفسر الآيات تفسيرات غير حقيقية .. المفروض عليهم .. إن ينتظروا حتى يستنبط المعنى الحقيقي للآيات قبل إعلانها..ولا علاقة لها بالإسرار العسكرية


أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً{82} وَإِذَا جَاءهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُواْ بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلاَ فَضْلُ اللّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاَتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً{83}

*********************

مثال سابع: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا (الفرقان 43). والأصل هواه إلهه، لأن من اتَّخذ إلهه هواه غير مذموم؛ فقدم المفعول الثاني للعناية به. تبرير ساذج، فهل يقدم الله في كل آية يذكر فيها اسمه؟!!
مثال ثامن: وَالَّذِي أَخْرَجَ الْمَرْعَى، فَجَعَلَهُ غُثَاءً أَحْوَى (الأعلى 4-5)، على تفسير أحوى بالأخضر وجعله نعتًا للمرعى أي: أخرجه أحوى فجعله غثاء، وأُخِّرَ رعاية للفاصلة. ونحن نتساءل: هل يكون الجرس على حساب



ليتأكد الكاتب إن اللغة العربية لا تفسر القران .. لان تفسيرها محدود بالكلمة .. ولا يستطيع أن تخرج المعنى الحقيقي للقران... إقراء الآيات التي قبلها وتجد (هواه هو مذموم) .. لان الجدال بالنسبة للمشركين هو جدال متعمد .. مع ثبوت الحقيقية ولا صحة لما يعبدون

يوصف الله سبحانه المرعى .. مره غثاء .. منتشر على الأرض .. أحوى .. أي يجمعه في الأماكن التي يستنفع فيها الماء .. أي في الأماكن ألمرتفعه والمنخفضة

وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً{41} إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلَا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً{42} أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً{43} أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً{44}
*******************
هذا قولك

مثال أخير: وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ (يوسف 24). أي ولقد همت به، ولولا أن رأى برهان ربه لهم بها. منع أنظاهر الآية يبين أن يوسف فعل ما فعلته امرأة العزيز
هل لديك تبرير لذلك الخلط؟ هل يمكن أن يقصد الوحي ذلك؟ إذا كانت الإجابة نعم، فما هي الحكمة أو العلة من ذلك؟ وإذا كانت لا، فمن هو المخطىء؟


مجموعة هذه الآيات تأكد إن يوسف لم يفعل شيء بامرأة العزيز .. أولا.. قول يوسف معاذ الله إن ربي أحسن مثواي... ثانيا.. كيف فعل الفاحشة والله يقول نصرف عنه السوء والفحشاء.. والاهمام هو التدافع وكل (هم )على مطلبه امرأة العزيز بالفاحشة .. ويوسف أهم بالتخلص منها .. نتيجة هذا الاهمام ..قد قميصه


وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ{23} وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ{24} وَاسُتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ قَالَتْ مَا جَزَاء مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوَءاً إِلاَّ أَن يُسْجَنَ أَوْ عَذَابٌ أَلِيمٌ{25}

**********************************

رابعا:عدم تتابع أيات الموضوع الواحد
في القانون تكون مواد الموضوع الواحد مجمعة وغير متناثرة حتى لا يحدث لبس ولا غموض، وكذلك في التشريع، لكن في الكتاب المبين يندر أن تجد أيات الموضوع الواحد مترابطة ومتتالية. ولبيان ذلك إليك المثال التالي: وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ (البقرة 228) هذه قاعدة عامة ولكن لها استثناءات مثل: إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ (الأحزاب 49) وأيضا: وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ (الطلاق 4). يجب أن تكون القاعدة واستثناءاتها مرتبطة في تتابع وليس متناثرات وتائهات بهذا الشكل في ثلاث سور


هذه الآيات لايمكن تتابعها في الآن واحد لأنها جاءت تعالج حالات مختلفة في أزمان مختلفة .. فالذي تزوج وأراد إن يطلق... لا نضرب له مثل طلاق المرأة قبل الدخول بها ..ولا نضرب له مثل عن المطلقات ذوات الأحمال .. لان الطلاق هنا يتكلم عن المرأة الغير حمل .. أو غير المرضعة .. وهنا الكلام عن الطلاق وعدته.. وهذى يعني أن الحالات جاءت بأزمان مختلفة ولا يمكن مواكبتها تدريجيا في التنزيل


******************

وإليك مثال آخر: حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ (المائدة 3) هذه أيضا قاعدة عامة وقد خص أي استثني من الميتة السمك وذلك بقوله: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعًا لَكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ (المائدة 96) ومن الدم استثني الجامد، بقوله : أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا (الأنعام 145)، لاحظ التفكك الذي يعتري مواد الموضوع، ونلاحظ أن آيتين من الأيات الثلاث جاءتا في سورة واحدة (المائدة) ولكن يفصلهما ثلاثة وتسعون آية


هنا الكلام عن الإنعام ولا علاقة للسمك بالإنعام .. ما سمعنا يومنا شخصا ما حمل سكنينا ليذبح بها سمكه..
أما ما جاء عن الدم المسفوح... ليس لتحليل الدم الجامد... او تحريم الدم المسفوح .. أذا كان أصل الدم محرم.. والمسفوح هنا المذبوح المحرم .. والدليل..وما ذبح على النصب


حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالْدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُواْ بِالأَزْلاَمِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ{3}


أما عن تحليل صيد البحر في الموضع لان الله حرم صيد البر في موسم الحج .. ولا بد من أن يكون هناك بديل .. وهنا ليس المراد تحليل وتحريم صيد البحر .. لان التحريم يأتي بصوره قطعيه فلا يحل في موضع ويحرم في موضع أخر

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ{94} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقْتُلُواْ الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّداً فَجَزَاء مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ هَدْياً بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَو عَدْلُ ذَلِكَ صِيَاماً لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ عَفَا اللّهُ عَمَّا سَلَف وَمَنْ عَادَ فَيَنتَقِمُ اللّهُ مِنْهُ وَاللّهُ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ{95} أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَّكُمْ وَلِلسَّيَّارَةِ وَحُرِّمَ عَلَيْكُمْ صَيْدُ الْبَرِّ مَا دُمْتُمْ حُرُماً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِيَ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ{
96}

مثال ثالث: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَة (النور 2) استثنى الإماء بقوله: فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ (النساء 25). فهل من الإعجاز أن تتناثر عناصر الموضوع الواحد في سور مختلفة دون رابط؟ سؤال نجاوبه لاحقا
اعتقد أن الكاتب أصبح يتلاعب بآيات لله لإغراض تضليلية وبتعمد .. ويظهر تعمده بتر الايه ألقرانيه.فان أتين بفاحشة . نجد إن الله ذكر هذه الكلمات ثلاث مواضع مختلفة.. ولا نعلم أي من هذه المواضع يقصد بها
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاء فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً }الطلاق1

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً }النساء19
{وَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ مِنكُمْ طَوْلاً أَن يَنكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِن مِّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُم مِّن فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَاتِ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِكُمْ بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ فَانكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ وَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ مُحْصَنَاتٍ غَيْرَ مُسَافِحَاتٍ وَلاَ مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ فَإِذَا أُحْصِنَّ فَإِنْ أَتَيْنَ بِفَاحِشَةٍ فَعَلَيْهِنَّ نِصْفُ مَا عَلَى الْمُحْصَنَاتِ مِنَ الْعَذَابِ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ الْعَنَتَ مِنْكُمْ وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }النساء25


هنا يتكلم الله عن عقوبة الزانية والزاني لغرض ردع هذه الفاحشة .. ومن المعروف لكل قانون حالة خاصة ترتبط به .. جعل الله نصف العذاب ما على المحصنات من مملوكات اليمين بعد زواجهن .. إذا أخلت مملوكة بشرط الزواج بعد أن وافقت على الشروط التالية ..محصنات .. غير مسافحات..ولا متخذات أخدان..
وهذا يعني أن عقوبة المحصنة الزانية غير مملوكة اليمين.. مئة جلده.. وعقوبة المحصنة الزانية من مملوكات اليمين ..خمسين جلده.. ولقد ذهب المسلمين إلى ابعد من هذا التشريع عندما حكموا على الزانية بالقتل أو بما يسمى غسيل العار .. ولقد استبدلوا الفاحشة بفاحشة اشد منها ألا وهي القتل


سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا وَفَرَضْنَاهَا وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لَّعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ{1} الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ{2} الزَّانِي لَا يَنكِحُ إلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ{3}

#طلعت_خيري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات