لطيف شاكر
الحوار المتمدن-العدد: 2886 - 2010 / 1 / 12 - 22:29
المحور:
حقوق الانسان
اسمح لي بداية ان اقدم لكم واجب العزاء الخالص من قلب مكلوم ومن نفس مرة ومريرة لهذ المصاب المؤلم الذي جرح قلوبنا وادمي عيوننا ..كما ارجو ان تسمح لي ان اقدم لك مشورة ونصيحة ليست مني لاني في الموازين الي فوق, ولكن من واقع الحياة والاحداث الجارية ومن واقع العقلية المصرية الحالية ... ياابي الاسقف الانبا كيرلس ومن يسير علي نفس دربك من رجال الاكليروس .. اولا اود احاطتك ان الحكمة ليست حكرا عليكم فقط والمشورة لايمتلكها رجال الدين وحدهم , بل يوجد في العالم من هم احكم وارجو الايتعالي اي رجل دين باحتكاره الحكمه دون غيره.... أعرف انك تجتاز معصرة الالام.. لكن ليس وحدك.. وأعلم ان بعض الاقباط من ايبارشيتك معتقلين بدون سبب وهذه عادة الامن االظالم المتجبر علي الشعب والمتكرر في مثل هذه الحالة , بعد ان قاموا بواجب القتل بايديهم الملوثة او بايدي غيرهم القذرة و بسماح منهم , و تحت نظرهم وبصرهم اعماهم الله وأفقد بصرهم , وهم علي مقربة من خط النارالمفتوح بعنف علي الاقباط في غزوتهم وكأنها الغزوة المباركة ضد العدو الاسرائيلي والصهيوني الذي مرمغ انوفكم في التراب وانتم لاتتحركون كالنعاج, وبعد انتهاء المعركة والاطئنان علي تنقيذ خطتهم المرسومة سابقا ,يشمرون عن سواعدهم الواهنة ويدخلون المعمة بشجاعة تافهة , ليقبضوا علي عدد كبير من الاقباط وحفنة من المسلمين كنوع من التوازنات.
لقد تم قتل ثمانية اقباط شباب في عيدهم وجرح عدد اكثر من الاقباط بعضهم في حالة حرجة ,ثم ثار الاقباط علي قتلاهم وهذا شئ طبيعي لايحاسب عليه , وعبروا في غضب عن ضيقاتهم ,وكانت النتيجة الحتمية والمعروفة ايضا القبض عليهم لسببين : اولا تأديب الاقباط العزل الاخرين حتي لاتتسول نفسهم بنطق بنت شفاه عن فجيعتهم ويعلنوا غضبهم ..."لاتتوجع يااخي ولاتئن لانك كافر وانينك مخالف للقانون والدستور المصري العادل جدا وضد الشريعة الدموية الغراء " فحينما تضرب وتقتل لاتصرخ او تتكلم او تشكو لان صرخاتك تقلقنا وكلامك يزعجنا وهنا يجب ان نرمي بكم في اتون المعتقل . ..... اما بالنسبة للاقباط الذين اعتقلوا بدون بسبب فالويل لهم من زبانية جهنم . اما السبب الثاني فهو مساومة الاسقف في اصدار البيانات الكاذبة التي تشير الي عدالة الامن وحراسته للاقباط والعمل علي حمايتهم وقيامهم بجهد كبير من اجل ولولاهم لزاد عدد القتلي و الضحايا الي المئات ولم يقصر في( قتلوا من قتلوا وجرحوا من جرحوا بخلاف السلب والنهب..) في واجبه, وحتي ينظرالامن في خروج المعتقلين , وهنا ايضا ترفع الاصوات مهللة بالفرح لخروج ذويهم بعد جرعات التعذيب المحترم (انتوا عايزين ايه اكثر من كده )..نحن انسيناكم فجاعة موت ابنائكم وجعلنا همكم ينحصر في اطلاق سراح ابنائكم المعتقلين "ويحيا العدل والقضاء والامن والرئيس "( كيف ارميهم بكل كلمات قاموس الشتائم واللعنات والسباب الذي يتنافي مع تعاليم المسيحية ) وياللظلم والجبروت ...
واسمح ياسيدي بهذه المشورة حتي لاتضعف من قضية الاقباط وقد استطعنا تصعيد القضية في جميع المحافل الدولية والقنوات الامريكية وبلاد المهجر والبلاد الاوربية وجميع انواع الميديا واصبحت صورة مصر معروفة لدي العالم كله و في اسفل الاسفلين امام الدنيا , اما رئيس البلد فأضحت صيته وصورته القبيحة امام كل الرؤساء وانكشف القناع الذي أختفي ورائه وظهرت صورته القميئة المتعصبة والسيئة , وانا اعلم ياابي الاسقف ان يدك في النار تكتوي بلهيبها ,لكن قبل لسعات النيران حصلت علي كرامات كثيرة واذا جاء وقت الالم فلابد من احتماله بصبر وقوة الحق وعلي قدر الكرامات , واعرف ياسيدي انه بكلامك تتبرر وبكلامك تدان وانت بكلامك وضعت ماءا مثلجا علي نيران قضية الاقباط المشتعلة وكسبت مدح الدولة لحكمتك الكاذبة, ولكن في المقابل غير ممدوح من الله , لقد ذكوك اهل العالم الشرير ولن يذكيك اهل المقتولين المتألمين, تماما مثل محافظ قنا الجبان الذي سعي بخسة وندالة لكسب الحكومة علي حساب الاقباط ولك يوم يامجي ايوب الطالم انت وسيدك الجالس علي العرش.
الم تعلمونا دائما ان للكلام وقت وللصمت وقت الم تعظونا ان الصمت افضل من الكلام ..فلماذا لم تصمت عندما لاتستطيع ان تتكلم بالحق ؟لماذا لاترفض الكلام مع الفضائيات والصحف وتصبح صورتك متهالكة؟ لماذا لاتلوذ بالصمت بدلا من احرجك بالكلام ؟ لماذا لاتعتكف وتبعد عن الاضواء ؟ولماذا لا تكون مساومة الامن معك في اخراج الاقباط المعتقلين علي حساب خروجك من الاعتكاف ,وليس علي حساب مقدار مدحك لهم كاذبا ؟ لا تظن ان اعتكافك خطر علي الاقباط وكأنك حامي حماهم لا والف لا ياسيدي ربما اعتكافك يساعد علي حل المشكلة, لست انت المسئول عن حماية الاقباط ولكن مسئولية الله وحده فقط ... هل تعلم موقفك بعد تغيير كلامك امام الناس وامام عقلاء الدولة وامام نفسك ...كان كلام احدهم انتم تضيعون حقوقكم بنفسكم ... اذا كنت لاتستطيع ان تتكلم الحق فالافضل ان تصمت وتعتذر عن الكلام وتستطيع ان تقول: انا افضل الان الصمت والكلام مع الله فقط .في الوقت المناسب سااتكلم وليس عندي الآن كلام .. وممكن ايضا بحكمة ان تقول: الموضوع في يد الله وايدي المسئولين والرب يعطيهم حكمة ...لااحد يحاسبك علي الصمت ولكن ستعطي حسابا علي كل كلمة...رأيتك ياابي تزايد علي اعلاء قدر الامن القذر والغير امين والمقصر وكنت شريكا مع المحافظ الجبان والدولة الرخوة في سباق علي قتل الاقباط بدم بارد وضياع قضية الاقباط المشتعلة في البلاد الاوربية ودول المهجر بضراوة وشدة لم تعرف من قبل .
كانت مظاهرة كاليفورنيا لاتقل عن خمسة عشر الفا من الشعب القبطي خرجوا ومعهم كهنتهم وبطريقة سلمية حضارية رفعوا صوتهم ضد الظلم والفساد والقتل علي الهوية وبالمثل قامت مظاهرات عديدة في بلاد كثيرة, وستقام في الايام القامة اكبر واضخم مظاهرة في تاريخ امريكا بعد عدة ايام ,الكل تركوا اعمالهم ليشتركوا في مناهضة الظلم الواقع علي اقباط مصر واستطاعوا ان يوصلوا كلمتهم وقضية الاقباط الي جميع المحافل الدولية والعالمية ليفضحوا الحكم والحاكم .
ان شعب نجع حمادي ياسيدي ليس اولادك الحقيقين بل هم اولاد عائلاتهم وذويهم بالجسد والدم الذين اكتووا بنيران ذبح ابنائهم وضناهم .كفوا عن موضوعات الابوة الفارغة فانت مسئول عن شعب الابروشية روحيا وقيادتهم الي السماء فقط دون الارضيات او والسياسات وليس اكثر من هذا.. ثم لماذا قبلت تعزيات المنافقين, لماذا لم تطلب منهم ان يقدموا تعزياتهم الكاذبة لاهل القتلي وللمجروحين والمتألمين قد تكون بلسما ضئيلة لحزنهم وربما يشعر المسئولين بجسامة الفجيعة وقد يرق قلوبهم الحجرية الحديدية عندما يسمعون بكاء الام وانين الاب. لماذا اختزلت الاقباط في شخصك ايها الرجل ؟ انها تعزية منافقة وكاذبة وليست في محلها , بدليل ان المدلل احمد عز "الفافي" ورفاقه السنيدة خصصوا الوقت المماثل لك لاسرة الجندي, الذي ألمنا قتله مثل اقباطنا, فنحن نحزن لمصائب الاقباط والمسلمين بل لاي انسان مصري لانها وصية الرب لنا فرحا مع الفارحين وبكاءا مع الباكيين وفي موقع آخر عزوا بعضكم بعضا .
لابد وان يعلم الشعب الايصبوامشاكلهم في جانب الكنيسة لان هذا عبءلايقدرون عليه ولايستطيعوا حمله امام الدولة الخسيسة ولكن يستطيعوا ان يقوموا بدور افضل وهو رفع الصلاة من اجلهم وارشادهم حتي لايخوروا في طريق الالم والظلم نحو الحق وهدف الحياة الافضل, لماذ ا لاتكون للاقباط قنوات اخري يصبوا فيها ظلمهم واوجاعهم و يعبروا عن ضيقاتهم كشخص قبطي علماني يتسم بالشجاعة والعقل والحكمة ونضعه امام الدولة نيابة عنا ونقيمه متكلما باسمنا ولساننا.. ولماذا لانحاول كسب اصدقاء من اخوتنا المسلمين العقلاء وهم كثر.. لماذا نناصب العداء لاعضاء مجلس الشعب واعضاء المحليات وقيادات الامن والمثل يقول اطعم الفم تستحي العين وكلهم مرتشون والحم لله وكان لي تجربة شخصية معهم ( كنت اتعامل مع احد المسئولين الكبار في القطاع العام ويرفض التعامل مع الاقباط بتاتا واستطعت بطريقة أو اخري ان اصل اليه بالمال وحققت ارقاما كثيرة) اصنعوا اصدقاء بأموال الظلم والكل مرتشي والفساد يعم البلد.. والنبي قبل الهدية.
الكتاب علمنا ان نكون بسطاء كالحمام وحكماء كالحيات اين حكمتنا ان حكمة اهل العالم سبقت حكمة اولاد الله , وخلت الحكمة من اولاد النور في جيلهم الحالي , لابد من تعديل شكل القيادات ونثمن مالقيصر لقيصر ومالله لله .
صدقوني انه يوجد احباء لنا مسلمين يحبوننا حبا خالصا واصدقاء حميمين جدا..... لاتنزعجوا لو قلت لماذا لانعطي مسئولية القيادة السياسية لنا لصديق مسلم يتكلم باسمنا سيكون اخلص من اقباط كثيرة موجودون علي الساحة الآن ,صوتهم اعلي من صوتنا, صوتهم مسموع عن صوتنا, ويعرفون مالم نعرفه هم اصدقاء وكارهين للفوضي والمصائب والفجائع التي نعيشها واعمال الشر من دولة الشر وحكم الشر , ويؤيدون قضيتنا .
ادهشني ان الرئيس والحكومة لم يواسونا ولو بالكلام او يقدموا واجب التعزية اللازم لاالرئيس ولا رئيس الحكومة ولا الوزراء اسوة بالرئيس" الحدوة" ... هل وصل الاقباط الي درجة " لاناس" كما قال اجدادكم معاويةبن ابي سيفيان سامحكم الله او لايسامحكم لانكم لاتستحقون .
( بعث الرئيس محمد حسني مبارك ببرقية تعزية إلي الرئيس ليخ كاتشينسكي رئيس جمهورية بولندا في ضحايا موجة الطقس البارد التي تجتاح بلاده.) ولا تعليق علي هذا الرجل الكاره لنا من قبل توليه الحكم .
وادهشني ايضا الفضائيتين القبطيتان اغابي ,وسي دي في, لم يقدما ثمة تعزية للاقباط ,وكان المفروض والواجب ان تكون برامجهم موجهه لهذا الحدث او اظهار نوع من الحزن الكاذب, فالبرامج عادية والمعايدات كالعادة , وكأنهم لم يدروا بالمصائب الحادثة بنجع حمادي ,في حين عملوا اكثر من اي فضائية حكومية وزايدوا علي كل المحطات الفضائية والارضية عند وفاة حفيد مبارك ..هل يمكن ان نحترم هذه القنوات.. ربما يكون الضغوط عليهم كثيرة ..لكن هل وصلت الضغوط حتي الي عدم تقديم التعزية مجرد كلمتين تعزية اشك ان الامن يرفض لكم ان تعزوا الاقباط او تقديم برامج مناسبة للحدث المفجع ..لقد قدم وشارك الراعي الورع القمص مكاري يونان بأعلي صوته ونشرت ايضا جريدة وطني الغراء تعزيات عدلي ابادير الصوت الذي هز كيان الحكومة والحاكم بحق وصدق , فكأنكم تقولون للحكومة ان شعب نجع حمادي لايخصنا افعلوا فيهم ماشئتم فهم ملكا لكم كما قال الجد الكبير عمروبن العاص ان الاقباط عبيدا لنا نصنع فيهم ماشئنا بئس هذه القنوات واقول لكما كلمة سقطتم هذه القنوات من انظارنا سامحكم الله او لايسامحكم ايضا .
#لطيف_شاكر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
