سعد هجرس
الحوار المتمدن-العدد: 2887 - 2010 / 1 / 13 - 00:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
توفر ثورة المعلومات "فرصاً" هائلة للبشرية وهذه الفرص غير المسبوقة يجب اقتناصها.
هذه مسألة لا جدال فيها. لكن المشكلة أن ثورة المعلومات لا توفر هذه "الفرص" فقط، وإنما تفتح الباب أيضاً أمام تحديات غير مسبوقة كذلك. وهذه ليست مسألة جديدة لأن العلم – على سبيل المثال – رغم فوائده الجليلة والتى لاحد لها تعرض لإساءة الاستخدام على يد البعض، مثلما حدث بالنسبة لاختراعات "علمية" مدمرة مثل القنبلة الذرية والقنبلة النووية.
ولسنا هنا فى مجال رصد أشكال إساءة استخدام ثورة المعلومات وكيفية التصدى لها، وإنما سنتحدث عن واحد فقط من التطبيقات السيئة والشريرة التى نجدها على محرك البحث الشهير "جوجل".
و"جوجل" – كما نعلم – واحدة من أكبر شركات الانترنت فى العالم، إن لم تكن أكبرها على الإطلاق، يوجد مقرها الرئيسى فى مدينة "ماونتن فيو" بولاية كاليفورنيا الأمريكية، وتأسست على يد كل من "لارى بيدج" و"سيرجى برن" فى 4 سبتمبر 1998 كشركة خاصة محدودة. وفى 19 أغسطس 2004 طرحت أسهمها فى اكتتاب عام وظلت الشركة تنمو يوما بعد آخر حتى وصل رأسمالها إلى 23 مليار دولار.
وهى تقدم الكثير من المنتجات المهمة، منها خدمة "الترجمة". وهذا هو بيت القصيد.
فقد نبهنى رجل الأعمال الأستاذ محسن بدوى إلى شئ غريب فى ترجمة جوجل: حيث أنت إذا كتبت عبارة "إسرائيلى قتل فلسطينيا" تأتيك الترجمة بالإنجليزية أو باى لغة أخرى "فلسطينى قتل إسرائيليا". وفيما عد ذلك تكون الترجمة صحيحة حتى لو كانت ركيكة. جرب مثلاً أن تكتب "إسرائيلى قتل أمريكياً"، أو فرنسياً، أو أى جنسية أخرى ماعدا الجنسية الفلسطينية، ستأتى الترجمة صحيحة.
وعندما قال لى بدوى هذه الملحوظة لم أصدق، وهرعت إلى جهاز الكمبيوتر وأجريت التجربة بنفسنى فهالنى ما رأيت.
وغنى عن البيان أن هذه مسألة خطيرة، لأن معناها أنه يمكن استخدام هذه الثورة المعلوماتية والتكنولوجية لتزييف الحقائق وبث معلومات خاطئة عمداً.
وكاتب هذه السطور ليس من أنصار "الرقابة" بكافة أشكالها، لكن مثل هذه الظواهر تضعنا أمام تحديات جديدة.. تتطلب حلولا مبتكرة ليس من بينها تكميم الأفواه.
#سعد_هجرس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟