أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - جريمة نجع حمادي..تهديم لمفهوم الدولة..














المزيد.....

جريمة نجع حمادي..تهديم لمفهوم الدولة..


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2883 - 2010 / 1 / 9 - 20:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عن طريق حسبة بسيطة..وانطلاقاً من يقين كامل..نستطيع ان نناقش ان النزيف البشري الطويل والاستنزاف المسرف لثروات ومقدرات الشعوب العربية.. والتضحيات المعمدة بالدم والدموع للحركات المتبنية للشعارات الثورية في مسيرة التحرر والانعتاق ومناهضة قوى الاستعمار ..ومقارنة بالنتائج التي افضت اليها الايام..يعد من اكثر الصفقات خسرانا في التاريخ الانساني برمته..
فبعد عشرات من السنين العجاف ..وبعد العديد من تجارب الاستقلال وانشاء ما اطلق عليه بالدول الوطنية ..ما زالت تجبرنا بعض الاحداث التي نكابد معايشتها بين الحين والآخر الى مراجعة مفاهيمنا حول العبارات التي مللنا من تكرارها واجترارها روتينيا حول الانتماء والمواطنة والعدالة الاجتماعية ومدى تعبيرها عن الواقع المعاش على الارض..
وقد تدفعنا بعض النكبات التي تأخذ الوفاق الوطني على حين غرة..والتي تصيب النسيج الاجتماعي في اعمق مرتكزاته مثل الذي جرت في نجع حمادي الى التساؤل عن دلالية مفهوم الدولة في الممارسة الاعلامية والسياسية والخطابية للنظام السياسي العربي الحاكم..
فالدولة كنظام ادارة معبر عن توجهات الشعب.. وفي ظل التطاول الممعن في اللاشرعية لمؤسسة الحكم .. ومن خلال التآمر مع منظومة التدين المسيس والمرتزق..تحولت الى اداة قمع ارهاب فكري مخصصة لفرض تصورات سلطوية فجة لطغمة حاكمة لا تجد مبررا وجودها الا في حرمان المواطنين من الحقوق الاساسية التي تكفلها لهم بدئيات الانتماء..وتعد ممارسة الشعب لخياراته الحرة من اكثر مواطن التهديد لديمومة تحكمها في مصائر ورقاب العباد..وتعد التداول السلمي للسلطة مصدر فناء وانهاء لا تعوضه أي ترتيبات لاي نوع من "الخروج الآمن"..
اي ان الدولة هنا تحولت الى اسلوب للتهميش والاقصاء اكثر من كونها اداة تشكيل الوعي الجمعي بالتماسك والهوية والوحدة الوطنية.. فالنظام السياسي الرسمي العربي فشل تاريخيا في اطلاق مشروع او عملية سياسية تؤدي الى فرز ثنائية الدولة والسلطة مع التاكيد على اولية الدولة ككيان جامع ضامن لحق المواطنة والحريات الاساسية ومتسامية عن الميول والانتماءات العرقية والطائفية..
بل يمكن القول ان الهم الرسمي العربي كان في تخليق ثنائية الحاكم والمحكوم من خلال انشاء مفهوم مشوه للدولة تمارس الشعاراتية المضللة في تفسير وادارة التقاطعات المجتمعية ..واللعب على اوتار هذه التقاطعات لضمان ديمومة الهيمنة على القرار الوطني..والسيطرة على توزيع العوائد المالية لثروات الوطن..وغض النظر عن ممارسات التحشيد الطائفي والعنصري التي يمارسها فقهاء السلطان بسم الفئة المنصورة والبحث عن النقاء الديني والمذهبي..والتستر على التكسب المحموم واللاهث الذي يسرف فيه الموالين للسلطة..والامتناع عن تفعيل السياسات الرامية الى زرع بذور الانتماء وترسيخها في منظومة الدولة ..واستبدالها بصيغة ضيقة مختزلة لا توفر مساحة للاقليات العرقية والمختلفة ايديولوجيا وفلسفيا .
مما انتج واقعا مخيفا يتجلى في بروز الشعارات الطائفية والعنصرية لدى أي احتكاك او حادث جنائي بحت يكون طرفاه من المختلفين عرقيا او طائفيا..انعكاسا لحالة الاحتقان التي يعيشها المواطن والتي تعبر عن ما يعانيه من تردي اوجده التقادم المفرط لغياب العدالة الاجتماعية الناتجة عن السياسات الخاطئة للحكومات المتعاقبة على بلداننا ..
ان الدماء التي روت ارض نجع حمادي كانت صدىً لدماء اخرى سالت في كردستان والاهوار ودارفور ولبنان وفي اماكن اخرى من الجسد العربي المريض ..بددتها السياسات الهادمة للتواشج الوطني والتواصل الشعبي ..والتي سعت الى تمزيق اللحمة المجتمعية وتفكيكها الى مرجعيات طائفية أو دينية أو عرقية أو مذهبية متغولة ومتقاطعة ومهيئة للانقضاض على المكتسبات الوطنية المتراجعة تحت ضغط الاضعاف الروتيني المقنن للمنظومة الجامعة المعبر عنها بالدولة الوطنية.. مما يهدد باقتتال الأخوة والأشقاء وإلى تفكيك الدولة إلى دويلات وإلى عمليات تطهير عرقي وإبادة جمعية..
ان هذا القاتل التافه الذي رفعت يده المجرمة والآثمة السلاح في وجه اخوانه في الوطن مدان حتما ويستحق العقاب الذي يتلائم مع فعلته النكراء..ولكنه يتشارك دائرة الاتهام بالتاكيد مع الحكم الذي لم يعل مبادئ المواطنة والعدالة ومع الاكليروس الذي يناضل من اجل تمدد مفهوم القردة والخنازير ليشمل كل من لا يدخل في حظيرتهم ..هذا الحكم وهذا الكهنوت الظلامي مدان ايضا لانه لم يستخدم الامكانات الهائلة التي استأثر بها ولا سطوته البالغة على الناس في اشاعة قيم التسامح والاخاء والوحدة الوطنية..
ان القاتل الذي ارتكب جريمة نجع حمادي كان يعبر عن قرون من التحريض والتنفير المبرمج بين مكونات المجتمع الواحد والتواطؤ بين منظومة الحكم وروايات الزنانير والناقوس والقلنسوات الصفر التي ينشرها فقهاء السلطان بين الناس تجذيرا للنوازع العنصرية والطائفية في احط صورها وادنى دركاتها والتي يكذبها ويلعنها دماء الشهداء المغدورين القبط مع اخيهم الشهيد رجل الامن المسلم التي امتزجت في وحدة يأبى التاريخ والارض والعرض والمصير لها انفصاماً..




#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تشخيص خاطئ..لاعتلال يمني مزمن..
- لا تخسروا الشارع الايراني..
- لن تقنعنا يا سيد مهرانبرست..
- لقد خسرت كثيرا يا كويت..
- سياسة تصدير الفتوى..
- بالله عليكم..لا ترقصوا على اشلائنا..
- واقعة ام درمان ..وفخ التملق الاعلامي المهلك
- على باب مصر..
- عندما يتحدث محامي الشيطان..
- اسئلة متعجلة ..اجابات صعبة
- القائد العربي الشامل..
- لا بديل عن المحكمة الدولية..
- صدام حسين..فضائياً
- قراءة متأنية لخطاب العقيد المتعجل..
- لا -مانيكان- بعد اليوم..
- فاروق حسني..خيبة جديدة للعرب..
- الدكتورة هالة مصطفى والمحرقة الانتقائية..
- تهمة الاستقواء بالخارج..بين النظام و الشعب
- لا تنتظروا شيئاً من منتظر..
- طائفية المنجز الابداعي..


المزيد.....




- رئيسي: تقاعس قادة بعض الدول الإسلامية تجاه فلسطين مؤسف
- ماذا نعرف عن قوات الفجر الإسلامية في لبنان؟
- استمتع بأغاني رمضان.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 على ا ...
- -إصبع التوحيد رمز لوحدانية الله وتفرده-.. روديغر مدافع ريال ...
- لولو فاطرة في  رمضان.. نزل تردد قناة وناسة Wanasah TV واتفرج ...
- مصر.. الإفتاء تعلن موعد تحري هلال عيد الفطر
- أغلق باب بعد تحويل القبلة.. هكذا تطورت أبواب المسجد النبوي م ...
- -كان سهران عندي-.. نجوى كرم تثير الجدل بـ-رؤيتها- المسيح 13 ...
- موعد وقيمة زكاة الفطر لعام 2024 وفقًا لتصريحات دار الإفتاء ا ...
- أسئلة عن الدين اليهودي ودعم إسرائيل في اختبار الجنسية الألما ...


المزيد.....

- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - جريمة نجع حمادي..تهديم لمفهوم الدولة..