أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال الهنداوي - اسئلة متعجلة ..اجابات صعبة














المزيد.....

اسئلة متعجلة ..اجابات صعبة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2815 - 2009 / 10 / 30 - 01:37
المحور: كتابات ساخرة
    


اخيرا..وبعد طول تجوع .. بدأت بعض روائح الاطايب الناضجة تتسرب خارج مطبخ المفاوضات المعتم عليها طويلا وبصورة جيدة بين ايران والولايات المتحدة الامريكية..ويبدو انها لم تكن روائح احتراق الطبخة كما كان ينتظر البعض..ولا كما كان يامل ويتمنى ويتضرع ويشعل البخورالبعض الآخر..بل قد تكون مما يثير الشهية ويسيل اللعاب لدى الأكلة الذين انتظروا الطعام لجولات طوال مرهقة..
واخيرا ..اصبح للرئيس العتيد اوباما ما يمكن ان يبرر به كل هذا الكم المتعاظم من الكلام الذي سفحه باسراف في تسعة شهور بالغة البطء. امام جمهوره الصبور المتبرم القلق المشفق من انهيار صورة الرئيس القوي القادر على احداث تغييرات دراماتيكية على المشهد السياسي الدولي..فبعد ان كاد يتحول الى ما يشبه عامل الهاتف من كثرة اتصالاته المكثفة بنظرائه الاوربيين ..وبعد ان المح بانه لن ينتظر رد ايران الى الابد..والابد هنا هو اكثر المهل سخاءً على الاطلاق..افتتح باستحسانه لردود ايران سلسلة من التصريحات المشجعة والمستحسنة والمرحبة والنازلة كالغيث من قبل الدول العظمى على راس احمدي نجاد ..مما اصاب المعارضة الايرانية بالارتباك الذي تجلى واضحا بالمزايدة غير الموفقة والمتطرفة في ثوريتها من قبل مير حسين موسوي تجاه الاتفاق النووي الغربي الايراني..
ورغم القشرة العلمية والتقنية التي تغلف الاتفاق باكداس من الارقام والجداول والمصطلحات الفنية المتخصصة ..تشي وجوه وتعابير المهللين له بسمك الغطاء السياسي الذي تدثر به نجاد في مواجهة رياح التأزم الاقليمي العاتية والمجلدة..
فالتجاوز الامريكي المستعجل لكل علامات الاستفهام –حتى الواقعية منها – التي تؤطر الاتفاق..والحماسة المفرطة من قبل اوباما لاظهاره كنتاج طبيعي متوج لسياسة محكمة طويلة النفس لاحتواء النظام في طهران..والتفاؤل المفرط تجاه نوايا نظام متهم بالاسراف في امتهان حقوق الانسان ..قد يؤشر الى تقديم الغرب"حزمة" من الحوافز السياسية قد تتجاوز بكثير ما اعلن عنها اقتصاديا.. حيث ان الاشارات المتكررة والمضمنة والمتسترة بنصف ستار عن اعتراف امريكي بدور امني وسياسي ايراني في المنطقة قد تشي بان راس الدول الخليجية المعتدلة قد يكون الجائزة التي ارتضاها نجاد لتمرير انسحاب اوباما"المسؤول" وكملحق شديد السرية لهذا الاتفاق..
وقبل ان تطول المدة التي ستستغرقها وسائل الاعلام العربي قبل ان تؤمر بمناقشته.. ياتي هنا السؤال عن موقع العرب الذين لم يريدوا ان يصدقوا بان دورهم طوال فترات التفاوض لم يتعدى دور الضيف المتطفل الذي لا يخفي اهل المحفل تبرمهم من تواجده المتقافز المربك على الاحداث..
وهنا .. يأتي السؤال عن مستقبل الصراع الايراني العربي والذي اتخذ شكلا اقرب الى قضية عرب مركزية منه الى صراع حدود او مناطق نفوذ..خصوصا مع دخول العامل الايديولوجي الغيبي في تنميط ادوات الصراع والدفع به الى مستويات غائرة عصية على اللملمة ..وما الذي يملكه –او ما يمكن ان يملكه –العرب يوما تجاه دولة جوار اقليمي متعطشة لاستعادة مجدها الامبراطوري مدعومة بغض نظر تواطؤي متفق عليه مع الدولة الاعظم والاكبر والاكثر قوة وتأثير..
اسئلة قد لا يكون من الحكمة التسرع في الاجابة عليها..ولن يكون من الحكمة كذلك تجاهل الالحاح الممض الذي تطرحه على صناع السياسة العربية ..الذين يبدو انه لا مناص امامهم من الاعتراف بالخطأ الاستراتيجي الذي وضعوا فيه انفسهم والمنطقة بسبب اتخاذهم دور مخلب القط لصالح دولة لم تستطع ان تجد فيهم اي من المزايا التي يمكن ان تدفعها لمراجعة خياراتها بين الحين والاخر..
قد يكون اول الصواب الاعتراف بان العرب ما كان لهم التضحية بامنهم الاقليمي خدمة لاهداف الولايات المتحدة واسرائيل خصوصا في ظل افتقارهم- العرب- لما قد يدفع الغرب للتفكير بامكانية وجدوى التعامل معهم تحت خانة الشريك الند ..
وقد يكون اول الطريق لترميم المتهدم من الدبلوماسية العربية العرجاء.. هو الاعتراف بالخطأ من خلال تقاعسهم الجنائي عن الاندفاع تجاه العراق كعامل التوازن الاقليمي الواقعي الوحيد ضمن اطار علاقات تعاون وبناء تستهدف التنمية والتعاضد الاقتصادي والامني بعيدا عن منطق التكتلات الذيلية المؤذية والمعرقلة للنمو الطبيعي للمجتمعات البشرية..
لقد اسلفنا ان الاجابة عن مثل هذه الاسئلة قد تحمل الكثير من خطل التسرع المتشنج البعيد عن الحكمة والتعقل..وقد يجد البعض عزاءً بالتمهل الذي سوف يأتي بالاجابات الصعبة..ولكن من التاكيد ان الاكثر خطلا هي المبالغة بهواجس التأني المفرطة بالانتظار الممل المتطاول منحنين رجاء مرور عاصفة قد يطول مكوثها..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القائد العربي الشامل..
- لا بديل عن المحكمة الدولية..
- صدام حسين..فضائياً
- قراءة متأنية لخطاب العقيد المتعجل..
- لا -مانيكان- بعد اليوم..
- فاروق حسني..خيبة جديدة للعرب..
- الدكتورة هالة مصطفى والمحرقة الانتقائية..
- تهمة الاستقواء بالخارج..بين النظام و الشعب
- لا تنتظروا شيئاً من منتظر..
- طائفية المنجز الابداعي..
- المعادلة الصعبة ما بين ذوات الارواح..وذوي العقول..
- القذافي..والصاروخ..
- نعم..نعم..للمحكمة الدولية..
- الرياضة..والزعيق العنصري المقيت..
- صعدة..دارفور اليمن السعيد..
- عندما يبلغ الاخ العقيد أشده..
- الجنس مقابل الغذاء
- الفرد الحر..وثقافة التقليد
- اسلامية الشيخ وعلمانية حماس..
- مكابدات سيد القمني مع مجتمعه..


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جمال الهنداوي - اسئلة متعجلة ..اجابات صعبة