أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال الهنداوي - الفرد الحر..وثقافة التقليد














المزيد.....

الفرد الحر..وثقافة التقليد


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2742 - 2009 / 8 / 18 - 08:20
المحور: حقوق الانسان
    


امن المناطق التي ليس من المستطاع التحرك فيها الا تحسسا..هي المنطقة شديدة العتمة التي تمثل التقاطع المسكوت عنه في ثقافتنا العربية الاسلامية ما بين الفردية كحرية وسلوك مستقل وما بين الشمولية المجتمعية..
فبلا طول تمعن.. يمكن للمرء ان يلاحظ بسهولة ان مجتمعاتنا تقدم صورة فائقة السلبية للفرد ..وتسرف في تخليق الكوابح المعنوية التي تعيق انبثاقه وتكونه كعنصر فاعل وبنية مستقلة في المجتمع.. مما يمكن معه اعتبار التثاقل المر والعطالة والتباطؤ الذي يدمغ المجتمع العربي المعاصر نتيجة حتمية لقوة الآليات والاشتراطات التي تخنق الدوافع الفردية من التخلق والنماء وتحكم الوثاق على حركتها الطبيعية..
فالفرد في مجتمع بتصخر وتقليدية ورسوخ مفاهيم وقيم مجتمعنا يتخلى تماما عن وجوده الفعلي المباشرويخضع للاعتبارات القيمية السائدة للمجتمع متشكلا بصيغة اقرب للتلقي الكامل المستنام للمفاهيم والتصورات وثقافة التقليد والمثل التي تفرضها المنظومة الاجتماعية..
وثقافة التقليد هذه هي الثقافة المعول عليها لادامة مبدأ التوحد والجماعة والامة الواحدة..وهي الثقافة التي تتصدى للتعبير عن ماتراه صالحا للامة ومن ثم –وبالضرورة – للفرد..وهذه الثقافة تعد الفردية كنوع من التمرد والتبديع والخروج على الاجماع الذي يحفظ للامة كيانها..
اي انها ثقافة وعائية مقيدة ومحاصرة للفرد ولمحاولاته نحو تاسيس استقلاليته الفكرية والاعتقادية والتخيلية عن السائد المجتمعي الراهن..
وبالرغم من ان النضال من اجل الفردانية يعد احد اهم الاشتراطات المفصلية التي مهدت الطريق امام النهضة التحديثية الكبرى للمجتمعات الغربية في عصور التنوير والانبثاق.. مثلما كانت مقولة حق الفرد الواحد الاساس الشرعي والاخلاقي لقيام النظام التعددي الديمقراطي الحر..نجد انتشار وتغول ثقافة التقليد في مجتمعاتنا العربية، وترسيخها في الوعي الجمعي للامة..وتمددها في كثيرمن المجالات الحياتية للمجتمع..من اهم العوامل التي ادت الى تخلفنا المذل عن ركب المجتمعات الحديثة
وكقوى متصدية لمهمة تحديث المجتمع..يتوجب على جميع الفعاليات التنويرية العمل على تهيئة الارضية المناسبة لانشاء الدولة الوطنية التي تحقق امكانية تحويل الانتماءات القبلية او العشائرية او المعتقدية الى الانتماء الوطني الشامل والجامع الارحب.. وفصل المفاهيم الدينية والفلسفية والايديولوجية عن السياسة العامة للدولة ..وتاكيد مبدأ المواطنة واحترام حقوق الانسان..واعتماد الفردية كقيمة اساسية عليا " يكون فيها الفرد نواة النظام الاجتماعي، وكيانا يتمتع بقدر من الاستقلالية وبعدد من الحقوق والحريات التي تشكل أساس هذه الاستقلالية "..
ومع الايمان العميق بان عملية كسر قيود الفرد واطلاق سراحه من غياهب الشمولية مهمة قد لا تكون باليسر الذي تبدو عليه..خصوصا مع ارتفاع اسوار المتحجرات الثقافية في مجتمعاتنا العربية..وصعوبة تقبل مبدأ الحرية الا على اساس انها نوع من الاستهتار والتهتك والمروق من الدين ..ولكن يبقى الهدف الذي توفره مسيرة بعث الفرد الحر الفاعل..هو الضمان الاعلى في توفير الديناميكية اللازمة لايلاج المجتمع في سيرورة الحداثة والتطور وتكريس البناء الانساني المدعم باساس انتمائي عميق وحر يمنع عملية البناء الاجتماعي من التقهقر نحو ظلام التشرذم والضياع..




#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسلامية الشيخ وعلمانية حماس..
- مكابدات سيد القمني مع مجتمعه..
- الغاء الآذان الشيعي..والوعي الوطني العراقي..
- فلنقل كلا لسد -اليسو-..
- كيف نصدق تاريخاً دوّن بهذه الطريقة؟!
- معاً ضد سياط الجلاد
- الفقيه العلماني.. عبثية الاصلاح الديني..
- فقهاء السلطة..وهوية الجيل الزائفة
- يوم الفينيق العراقي..
- لا تتركوا الشعب الايراني في العراء...
- الولي الفقيه يأكل ابنائه...
- فؤاد الهاشم..وسياسة الانتشاء بالوهم
- فوبيا الصناديق نصف الشفافة والأصابع البنفسجية
- التنافس السعودي –المصري...الصراع على اللا شيء
- العراق والكويت ..زماناً ومكاناً وحقائق...
- قد يدخل هذا المنتحر الجنة...
- ضياع فضيلة الشيخ الطهطاوي في دروب التأسلم
- لا صلاة بأمامة اوباما...
- عندما يتحدث السيد الرئيس...
- مكابدات -صوت العرب- في عصر اعلام سمو الشيخة موزة


المزيد.....




- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جمال الهنداوي - الفرد الحر..وثقافة التقليد