أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جمال الهنداوي - لا تتركوا الشعب الايراني في العراء...















المزيد.....

لا تتركوا الشعب الايراني في العراء...


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2691 - 2009 / 6 / 28 - 10:30
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


"مهما كان المرء شريفاً..او عظيما..او ذو أثر ملموس على الحياة..تبقى حالة الطقس هي العامل الاول الذي يحدد عدد من يحضر جنازته.."قد تكون هذه العبارة التي وردت ضمن حوار احد الافلام الاجنبية خير معبر عن المقاربة الامريكية الراهنة للازمة الناشئة عن نتائج الانتخابات الايرانية..فيبدو ان الصفاء المستهدف لسماء الحوار المرتقب بين الولايات المتحدة وايران لن يكون من المسموح به الان ان تعكره الغيوم المتفرقة الناتجة عن بعض الاحتجاجات الشعبية المصحوبة بالقليل من القمع –الروتيني - من قبل السلطات... حتى لو ادى هذا الى سقوط بعض الضحايا العرضيين ما بين قتيل وجريح..
فلقد كان الافراط الامريكي المسرف في ابداء الحذر الدبلوماسي والواقعية هو اكثر ما يتمنى النظام الرسمي الايراني سماعه في الوقت الراهن..حتى اننا لم نلاحظ الكلمات الاثيرة التي كانت عادةً ما تقرع اسماعنا في هكذا مناسبات مثل التنديد والشجب والاستنكار..بل يمكن ملاحظة-بلا كثير جهد - الحرص المبالغ به على ان لا يتجاوز التوصيف الرسمي الصادر عن البيت الابيض للاحداث عن عبارات الشعور بالاضطراب والقلق صعودا - بخجل - الى الشعور بالغضب والذعر... ولكن ليس الى الحد الذي يتجاوز القلوب المدماة حزنا على ضحايا الاحداث..
فيبدو ان الحوار المرتقب- والذي يعتقد انه مستمر منذ شهور - تحول تدريجيا ولكن بثبات الى غاية امريكية مفصلية اقرب الى الهوس منها الى هدف تحقيق تقارب كان يبدو مستحيلا ,قبل فترة وجيزة,بين نظامين متناقضين ومتقاطعين حد الصراع والاحتراب الاعلامي والسياسي حافة الاشتباك المسلح ..وهذا يتضح من خلال وصف سحق قوات الباسيج الدموي للتظاهرات السلمية العزلاء ب"الجدل الداخلي بين الإيرانيين بشأن مستقبل إيران". وان ما يجري شأناً داخلياً يخص الايرانيون وحدهم ..وان الرئيس اوباما لا يرى أن هناك فارقاً كبيراً بين الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، وبين المرشح الإصلاحي المعارض، مير حسين موسوي ..وكان الاعلان الاخير عن ارسال الرئيس اوباما رسالة مباشرة إلى المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي قبل أسابيع من الانتخابات الرئاسية الإيرانية، والتي اشار لها السيد علي خامنئي في خطبته الاخيرة في جامعة طهران ..اشارة واضحة للمتظاهرين بان لكم دينكم ولي دين..
تذكر لنا الايام انه في رسالة جوابية من قبل وزير الخارجية الامريكي الاسبق هنري كيسنجر الى السياسي اللبناني العتيد, المرحوم العميد "ريمون اده" قال ما معناه :"نحن في الولايات المتحدة لا نحبذ التعامل مع اصحاب الكفاءات..بل مع اصحاب الحظوظ" ..ويبدو ان القناعة الراسخة الان في امريكا ان رضا الولي الفقيه هي الحظوة المطلوبة لتزكية اوراق اعتماد الطرف الذي يتوجب ان يجلس في الطرف المقابل من الطاولة..
فالتفاوض مع الرئيس احمدي نجاد بالنسبة للولايات المتحدة يعني حوارا مباشرا مع السيد علي خامنئي ..ومع الحرس الثوري..والباسيج.. وجميع القوى الامنية والعسكرية المحافظة ذات الثقل الواضح في الخارطة السياسية الايرانية..خصوصا مع التمترس الكامل والواضح لهذه القوى خلف انتخاب الرئيس نجاد - حد الاستماتة- واعتباره قضية عقائدية غير قابلة للنقاش والمراجعة.. وكمؤشر واضح على رغبة السيد علي خامنئي على مباشرة الحوار مع الولايات بنفسه..واشارة اوضح الى نضج البرنامج النووي الايراني واقترابه من النقطة الحرجة الرمادية ما بين اللا عودة او التراجع المثمر المحمل بالمكاسب والحوافز والاغراءات..
بالاضافة الى ان الولايات المتحدة ومن بعدها الغرب ظهيرا, ترى في الرئيس نجاد مشروعا استثمرت فيه الكثير من التحشيد والاعلام وترتيب المواقف واستصدار القرارات الدولية مما سيسهل تمرير اي ضربة عسكرية محتملة -الخيار الاكثر تفضيلا من بعض الاطراف في المنطقة- في حالة فشل الحوار لاي سبب من الاسباب..حيث ان توجيه القوة العسكرية نحو نظام يتمتع بسجل طويل وحافل من التناقض مع المجتمع الدولي اكثر تبريرا من توجيهها تجاه رئيس اصلاحي قدم الى السلطة على اكتاف الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية المثقلة على ضمير والتزام الغرب الادبي والاخلاقي تجاه طروحاته الليبرالية..
وهذا الخيار الامريكي يجعل من المتوجب على مراكز صنع القرارالعربية..الرسمية والشعبية.. ان تتفهم خطل ولا جدوى المقاربة السياسية العربية الراهنة للازمة الانتخابية الايرانية والتي تتقلقل ما بين الشماتة الصامتة بالنظام والسلبية المفرطة تجاه الحراك الشعبي..مما يبدد اوراق العلاقات التاريخية الممعنة بالقدم بين الشعب العربي والشعب الايراني المسلم ..والتي من الممكن في حالة ترتيبها بشكل جيد تكوين قوى ضغط واعدة ومبشرة بتحسن حظوظ العامل العربي في الحوار المفترض لتفادي الحلول التي تقفز فوق المصالح العليا لدول المنطقة..بالاضافة الى ان استحضار عوامل التواشج الاجتماعي والجوار الجغرافي يفرض علينا الوقوف الى جانب الشعب الايراني في خياراته المستقبلية والنضال من اجل تصحيح مساراته الديمقراطية..
وخصوصا ان مركزية الشرط الايراني في العقيدة الامنية العليا لبعض الدول العربية لا يستدعي كل هذا التساذج امام المتغيرات التي تعصف بالنظام السياسي العربي برمته..وهذا التعاطي الموغل في السلبية قد يدفع الى الظن ان كل الحملات السياسية والاعلامية السابقة للاحداث لم تكن تهدف الا الى توفير الغطاء العربي الى ضربة عسكرية غربية محتملة الى ايران ..وليس السعي الى تخليق بيئة سياسية ملائمة للتأثير على السلوك السياسي الايراني تجاه دول المنطقة..
وصدقاً..وللحراجة الفائقة للموقف..يتوجب الان على العرب ان يتركوا لبرهة وجيزة مقعدهم الوثير ويضعوا جهاز الريموت كنترول جانبا والتفكير قليلا –ولكن بعمق- بنتائج محتملة.. ولكن واقعية.. لحوار يبدو اقرب الى تقديم فروض الطاعة والولاء منه الى المفاوضات... وهل ان جزرة خطاب اوباما في جامعة القاهرة تعادل العصا التي سيضعها الغرب في يد احمدي نجاد..مشفوعة باعتراف امريكي اوربي بدور مميز لايران, تتجه باضطراد الى العسكرة ,في المنطقة.. والتي ليس من الصعب استنتاج اي جهة من الخليج ستمارس ايران نفوذها المفترض عليه..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولي الفقيه يأكل ابنائه...
- فؤاد الهاشم..وسياسة الانتشاء بالوهم
- فوبيا الصناديق نصف الشفافة والأصابع البنفسجية
- التنافس السعودي –المصري...الصراع على اللا شيء
- العراق والكويت ..زماناً ومكاناً وحقائق...
- قد يدخل هذا المنتحر الجنة...
- ضياع فضيلة الشيخ الطهطاوي في دروب التأسلم
- لا صلاة بأمامة اوباما...
- عندما يتحدث السيد الرئيس...
- مكابدات -صوت العرب- في عصر اعلام سمو الشيخة موزة
- أنباء حزينة..من يمن لم يعد بالسعيد
- تزييف التاريخ..مابين القرضاوي وجورج اورويل
- الخنزير.. كسلاح في المعركة
- قسرية التناقض.. مابين العطالة السياسية والحتمية التاريخية
- مصر التي في خاطري..
- قد يكون العقيد على حق...
- الصنمية السياسية ..ما بين الدخان الأبيض واليوم الأسود
- جامعة الدول العربية العاقلة
- قمة الوجاهة العربية
- هدايا عيد متميزة لايران


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - جمال الهنداوي - لا تتركوا الشعب الايراني في العراء...