أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الخنزير.. كسلاح في المعركة














المزيد.....

الخنزير.. كسلاح في المعركة


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 10:10
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أليمة هي الأنباء المتواترة التي تصلنا من مختلف بقاع الأرض عن الكوارث الطبيعية والأعاصير والزلازل والأوبئة والمحن التي تصيب الإنسان, وآخرها كان عن تفشي الوباء الذي يطلق عليه لقب أنفلونزا الخنازير والذي أودى بحياة أكثر من مائة حالة في المكسيك وحدها وامتدت تأثيراته إلى أمريكا الشمالية والى أوروبا والى منطقة الشرق الأوسط..
لكن الأشد إيلاما هنا هو حالة الوهن الأخلاقي العضال الذي نعاني منها كمجتمع يدعي تبنى القيم والشعارات السماوية العليا ويستحضرها كضابط ومنظم في كل نواحي الحياة التي نعيش ، فلم نعد نكتفي بالقعود المتطاول في مؤخرة الركب الإنساني في المجالات العلمية والتكنولوجية أو الفشل في استيعاب النظم الحديثة والمتطورة في الحكم والإدارة ..وهو مما لا مجال لمناقشته أو الاعتراض عليه..بل تأتي حالة انعدام التحسس الإنساني لتزيل ما تبقى من ورقة التوت الأخلاقية التي نخفي كل عيوبنا ومآخذنا وراءها..
فمن المثير للقرف مسارعة المتصدين للإعلام الديني عند كل كارثة طبيعية أو تفشي وباء في مجتمع من المجتمعات غير الإسلامية إلى استجلاب كامل مهاراتهم الخطابية المتراكمة واستحضار ذخيرتهم التاريخية من قصص أقوام لوط ونوح وعاقري الناقة ممن باؤا بغضب شديد من الله ومن فقهاءنا الأعلام .. كتفسير قسري لمآسي الشعوب وآلامها بكونها انتقاماً وعقوبة من السماء ينزلها الله على العصاة والمارقين الذين كفروا بنعم الله ، وسنة الله التي يتشرف السادة علماء الأمة الأجلاء بكونهم الأمناء المؤتمنين عليها وعلى تصريفها في أي مذهب يرونه صالحا ..
وبينما نرى تجاوز المجتمع الدولي –الكافر- عن المتباعدات العقائدية والتناقضات السياسية إثناء النكبات والمحن,بل وحتى استثمار الجهد الاغاثي الإنساني في تضييق ومحاصرة الفجوات وإزالة التوترات بين الشعوب, واستخدام دبلوماسية المساعدات وقت الكوارث في التنفيس عن الاحتقانات التي من الممكن أن تطرأ على العلاقات بين الأمم..نجد الجمع المؤمن يضع كل بيضه في سلة الشماتة السياسية ,كتوظيف مبتذل أو إسقاط ميثولوجي ملتبس عقدي مأزوم بإحساس مرضي بالدونية والعجز عن مجاراة الكيانات الطبيعية في الاهتمام بالإنسان وكل ما يحفظ سلامته ورخاؤه ورفاهيته...
ولا يبتعد الإعلام المتفقه دائما عن الترويج للكارثة أو الوباء على انه نوع من العقوبة الإلهية التي تصيب الذين ظلموا خاصة مع استخدام الإسقاط السياسي الشامت للكارثة,بالتلميح الى ان دولة الحاكم بأمره والمؤيد بدعاء الفقهاء محروسة بالعناية الإلهية والبركات النورانية, دون الالتفات إلى المأزق الأخلاقي الذي يعترض الموضوع كون الكوارث قد تصيب مناطق تقع تحت الصفة الإيمانية أو قد تكون خاضعة لسلطة الحاكم شخصيا..فهنا يتحول الأمر إلى التعتيم والتسفيه وإحالة الأمر إلى مكائد الكفار والمغرضين وقليلي الإيمان وعدم التطرق-تحت طائلة التكفير- إلى التجاهل الكامل والامتناع عن استخدام أي إجراء وقائي لدرء الخطر عن الشعوب التي لا تصلح إلا للدعاء بطول العمر للسلطان.

فعندما سأل مذيع الجزيرة السيدة د. ليلى فهمي عن الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الجامعة العربية لحماية المنطقة من الآثار المفترضة للوباء.. أجابته بسلسلة من الاتصالات والمشاورات التي أفضت إلى تحديد التاسع من مارس كموعد لاجتماع طارئ في الرياض لتدارس الوضع..طارئا وفي التاسع من مارس؟؟سألها المذيع باستغراب..فلم تحسن السيدة الفاضلة سوى تجاهل الجواب بتلعثم و ارتباك من لا يجيد الكذب..
ودائما,وبالمعية لافتة ,استطاع إعلامنا الفقهي تحويل الأعاصير والزلازل إلى انتصارات مجيدة لكل أعداء المجتمع الغربي الكافر في العالمين العربي والإسلامي، وتجنيد الجراثيم والفيروسات في الجهاد المقدس ضد قوى الاستكبار العالمي الكافر..ولم لا فالغوث يأتي بمختلف الأشكال والأحجام.ويوضع سره في اضعف خلقه. وهو أسلوب يعد –بامتياز- نوع من التطاول على الذات الإلهية وتجاوز واضح على حدود الإيمان بتدخل الفقهاء في توجيه مقاصد المشيئة الإلهية في الحوادث المستجدة ,وادعاء نوع من الاطلاع والوصاية على حكمة الله سبحانه وتعالى من الكوارث والأوبئة..وهنا لا استطيع أن اخفي لهفتي الشخصية لمعرفة التقنية التي سيخرج بها علماؤنا الأجلاء إمكانية وصول المدد الإلهي عن طريق خنزير..





#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسرية التناقض.. مابين العطالة السياسية والحتمية التاريخية
- مصر التي في خاطري..
- قد يكون العقيد على حق...
- الصنمية السياسية ..ما بين الدخان الأبيض واليوم الأسود
- جامعة الدول العربية العاقلة
- قمة الوجاهة العربية
- هدايا عيد متميزة لايران
- دفاعاًعن الحوار...دفاعاً عن التمدن
- صدام حسين والبشير...وليل السودان الطويل
- علمانية الصحابة..سقيفة بني ساعدة نموذجاً
- الديكتاتورية العلمانية..حرية الرأي من فولتير الى المنسي القا ...
- فقه النكوص...الخطر على مستقبل الاسلام كحضارة وتأثير
- انه الاقتصاد..يا لغبائنا
- فقه الطغيان.. تداخل التاريخي بالمقدس
- لك الله يا غزة..
- فقه الانحراف..شرعنة النخاسة
- الوصاية الاعلامية ...قضية الحذاء
- العراق الخليجي
- الاخلاق والتكنو لوجيا
- قطر ..بين التجنيس وعشق القرضاوي


المزيد.....




- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال الهنداوي - الخنزير.. كسلاح في المعركة